أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - اقريش رشيد - الهمة والإسلاميين















المزيد.....

الهمة والإسلاميين


اقريش رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 2859 - 2009 / 12 / 15 - 17:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا يمكن تصور العلاقة المكهربة بين التيارين ، على الهمة يرى تصورا آخر للمغرب بمقاربة وضعها مسبقا ، هي خطته التي يرى فيها حلا لازمات المغرب ، و بتأسيسه لحركة كل الديمقراطيين التي تضم العديد من الوجوه السياسية و التكنوقراطية و فعاليات المجتمع المدني و...لا يجد معارضة من قبل الأحزاب السياسية العريقة باستثناء الاتحاد الاشتراكي و العدالة و التنمية .

الحراك السياسي الذي أنتجه تحرك على الهمة في المجال السياسي سيجعل بعض الأعداء في الفعل السياسي أصدقاء ، مثلما وقع مؤخرا بين الاتحاد و العدالة و التنمية و هي إشارة غير مفهومة من الناحية الإيديولوجية و المرجعيات...و لا اعتقد أن التحالف صميمه وطني ، بقدرما هو محاولة تأكيد أن المستحيل في السياسة ممكن أثناء التحالفات...و لكن السؤال المشروع هو لماذا تحالف الاتحاد مع العدالة في ضل بناء المشروع الاشتراكي، و كان يكفي تقوية الإيديولوجية الاشتراكية كقوة موحدة لها وزنها في المشهد السياسي مع باقي الأطياف اليسارية وهو ممكن التحقق...

ربما يدخل الاتحاد الاشتراكي بنفسه منعطفا أخر غير محسوب بعد تأجيل أو فشل المؤتمر الأخير...

هرولة الاتحاد إلى العدالة والتنمية فيه تأويل كون العدالة تشكل قوة عددية و وازنة و مؤثرة، و بالنظر إلى تراجع الاتحاد الاشتراكي في الانتخابات الأخيرة، بات واضحا أن خصوم الاتحاد ليسوا العدالة و التنمية بل حركة لكل الديمقراطيين، من باب أن المطالب الإصلاح الدستوري التي رفعتها العدالة والتنمية كانت فيما مضى هي نفسها مطالب الاتحاد التي برما فلتت من بين يديه حين قبل بالتناوب السياسي، و نذكر الخلاف الذي دار بين الاستقلاليين والاتحاد الاشتراكي حول الإصلاحات الدستورية قبيل نهاية حكومة التناوب...

الآن يركب الاتحاد الاشتراكي موجة العدالة و التنمية في جانبها الإصلاح الدستوري محاولة بذلك كسب تأييد الأطياف السياسية الأخرى و ضمها في هذا المسار ، و هي طريق محفوفة بالمخاطر بالنسبة للجميع ، من باب الاختلاف الواضح بين المقاربات الرامية إلى إصلاح المشهد السياسي .

تصورعالي الهمة يرى أن الإصلاح الدستوري غير وارد الآن ولا يكون إلا باستشارة الملك و في حدود ضيقة، فالمرحلة لا تسمح بمجازفات غير إستراتيجية، و العدالة تحاول كسب رهان التغيير والتحول الذي يعرفه المغرب الآن ، باللعب على المرجعية الدينية أي أنها تحاول كسب تعاطف الرأي العام معها في إعادة الاعتبار للمسوغات الأخلاقية والدين بعد انتقادات وجهت لمهرجانات فقط خسرنا فيها أمولا طائلة ، و في نفس الوقت تستثمر المرحلة لوضع خطط للتحالفات المكنة بعد الاتصال الهاتفي للملك .

لعبة شد الحبل واضحة بين التيار الهمة والعدالة، الهمة يريد مغربا يريده الملك، و هذا واضح، و تصوره لخلق حزب جديد شيء عادي بالنسبة له، و لكن يروم حول خلق تقافة جديدة مشابه للنمط الإصلاحي للعدالة أي نفس الآليات التي تشتغل عليها العدالة والتنمية في إعادة الاعتبار للمواطن، و حقوقه، وحسن اختيار المنتخبين والبرلمانيين، وتدبير جيد المجالس المنتخبة، و استقلالية القضاء.

الآن نفهم أن التيارين إصلاحيين، و الصراع يبقى محموما إلى حين تأسيس الحزب و إعلان إستراتيجية العامة لحل أزمات المغرب السياسي، و إن كان فريق العدالة والتنمية يعتبر فريق الهمة محسوبا على الدولة و القصر، و كان أولى أن تتحاشى العدالة و التنمية هذا الأمر حتى لا يقال أن الصراع حول السلطة بالمغرب ليس وطني بل شخصي.

الواضح البين أن المغرب عوض أن يشجع لغة الجدل، عليه ان يجد خارطة طريق تخفف العبء عنه ، في زمن ملغوم، و كثير التحولات و المتغيرات التي تحتاج إلى جدل عميق ، جوهره صيانة السيادة و شرعية النظام الملكي و المؤسسات و مصالح الرعية.


هل العدالة تملك جرأة حقيقية لمواجهة أزمات المغرب؟

اعتقد أن هناك مؤشرات ، تجعل من العدالة شريكا حكوميا فقط ، و ليس كاسح للخريطة السياسية ، على اعتبار أن مهندسو المرحلة غير واثقين بالخط السياسة للعدالة والتنمية ، فالمدقق في ردود أفعال قياداتهم التي تقترب للتناقض، حول كينونة المرجعية الدينية في بنية الحزب، فتارة هناك تأييد للمرجعية الإسلامية، وتارة أخرى تغيب لأسباب معينة ، و اختلاف حول هذه النقطة و بالنظر كذلك للإرهاصات الأولية في بناء التجمع الإسلامي في حركة تم جمعية تم حزب دون ان نغفل المواجهة مع السلطة أثناء الممارسة، و يجب أن نفهم قناعة الإسلاميين لما كانوا في الشبيبة وجمعيات إسلامية الإصلاح والتجديد ورغبتها في الممارسة الاجتماعية لتتطور إلى الرغبة في المشاركة السياسية من بابها الواسع، حين دخلت حزب الخطيب...

هنا بات المنعطف والمسار شيء آخر بالنسبة للمخزن، بما أن هناك تحول يسري في بنية مجتمع إسلامي محافظ و مؤمن إلى حد ما بالزاوية و دور الزاوية في التنشئة، بمعنى ان المجتمع المغربي طينة الصوفية، و حين نتحدث عن الصوفية و نربطها بالنظام السياسي المغربي، نجد انه هو الآخر قام على دور الزاوية في بناء السلام و السلم و الأمن، و هذه قناعة أخرى وخاصية أخرى من خصوصيات الشعب المغربي المسلم، و لما كان هذا التوجه هو السائد، كان هناك تحولات عميقة في بنية المجتمع الإسلامي في فترة الاستعمار وما بعد الاستعمار، في ضرورة إرجاع المرجعية الإسلامية و العقيدة إلى السلف الصالح، و السلف هو ما جاء في السنة النبوية و القران الكريم، و لكن الأمور السياسية لم تكن على ما يرام آنذاك ، الشيء الذي دفع بمعظم الأنظمة تكبح الاتجاه الأصولي وخاصة الراديكالي البين، فحدث عدة ثورات في البلدان العربية ...و لكن الأساسي في الأمر أن السلفية التي يطالب بها الاتجاه الأصولي ، انبنت على مرجعيات عبد الوهاب ، الذي امن بالمذهب الحنبلي بالعراق و أعاد صياغة السلفية التي كفرت كل شيء لم يرد في النص الديني ..تحطيم تماثيل باكستان التاريخية و تحريم الصلاة في الزواية ...و كل هذه المظاهر التي دخلت الديار الإسلامية عبر بوابة الوهابية، أججت صراعات خفية تارة أخرى و علنية تارة أخرى، و بخاصة في الجامعات التي يتناحر فيها القاعديين والإسلاميون، لتكريس إيديولوجيته.

الإسلاميون و تعدد مشاربهم، و تنوعهم، في الوطن العربي والإسلامي ، أيقظ فتن غير مرغوب فيها، متهما الحكومات بالضلال و الفساد، و كان مطلبهم راديكاليا مع السلطة السياسية، الشيء الذي نجم عنه الإرهاب الدولي، الذي سيوظف أموالا طائلة لتدويله...

العدالة و التنمية لم تسلم من تبيعات الأحداث الوطنية الإرهابية ، و تعرضت لمواقف سياسية خطيرة ، من قبل أحزاب عريقة بالمغرب ، متهمة العدالة و التنمية بالحزب الإرهابي و مشعل الفتن . و رغم محاولات الحزب إظهار حسن النية فان ذلك استغرق وقتا طويلا لتوضيحه ، عبر تنازلات محسوبة من اجل المشاركة السياسية ، و قبول بأساسيات اللعبة .

رغم المتغيرات السياسية التي أثبتت قدرة الحزب على تحمل الأزمات والمشاكل إلا انه ظل يقاوم من اجل الإصلاح، و الإصلاح لا يكون لحزب و احد يتزعم هذا الإصلاح كأنه" سيدنا قدر".



#اقريش_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -اللاتمركز و جهوية موسعة- ابرز ما جاء في خطب العرش
- دور المعهد الملكي في توحيد الخطاب الامازيغي بين الأطياف الام ...
- الترشيد السياسي صراع بين الصحافة و السلطة
- الدبلوماسية الأمريكية و السياسة الخارجية محور تناقض
- الفعل السياسي بين المؤسسات و الدولة
- من أجل هوية وطنية و مواطنة
- إشكالية التعليم
- الإجازة المهنية شهادة تمكن الشباب من اكتساب خبرات تقنية لولو ...
- التأطير السياسي وظاهرة الإقصاء ثم العزوف
- التنوع الثقافي العربي في خدمة الرؤية الإستراتيجية العربية
- التنوع الثقافي العربي
- هل الصحافة جزئية مهمة في بناء العقد الاجتماعي و السياسي
- التنمية المستدامة رهان مرهون بين الحكامة الجيدة والتنسيق و ا ...


المزيد.....




- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - اقريش رشيد - الهمة والإسلاميين