جورج فارس
الحوار المتمدن-العدد: 2852 - 2009 / 12 / 8 - 14:05
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
إن لم يسر إلهك بحياتك نحو الأفضل ويعيد إليك إنسانيتك المفقودة فهو إله باطل.
ما الفائدة إن كنت تؤمن أن الله واحد أحد صمد وأنّ محمداً هو عبده ورسوله إن كنت تكره باقي البشر لأنهم لا يؤمنون بما تؤمن به؟
ما الفائدة إن كنت تؤمن أن الله ثالوث وأن المسيح هو الله إن كنت لا تستطيع أن تعيش كما عاش المسيح بمحبة وتواضع؟
ما الفائدة إن كنت لا تؤمن بوجود الله إن كنت ترى أن كل من يؤمن بالأديان والأساطير هو غبي؟
ما الفائدة من العقل والعلم إن لم يجعلانك تحنو على من ترى بأنه بلا عقل وبلا علم؟
كيف يمكن لأي منا أن يدّعي بأنه يحب إلهه الذي لا يراه وهو في الواقع لا يستطيع أن يحب ولا أن يتعايش مع أخيه الإنسان الذي يراه؟
هل الإله هو ضد الإنسان أم أن الإنسان هو من جعل نفسه ضد أخيه الإنسان بذريعة الدفاع عن إلهه؟
هل الإله الموجود يحتاج لنا نحن الضعفاء كي ندافع عنه؟ أم من المفترض أنه هو من سيدافع عنا ضد ما يهددنا لأنه يحبنا؟
لماذا لا نعيش معاً متجاهلين اختلافاتنا ساعين كي نبني مجتمعاتنا ونرفع من مستوى الحياة؟
لماذا ما زال كلٌّ منا يسمي نفسه إنساناً في الوقت الذي فقد فيه إنسانيته؟
ولماذا ندعو إلهاً من أفقد الإنسان إنسانيته؟
أليس الإله الحقيقي هو من يجب أن يجمعنا كبشر ويرتقي بانسانيتنا؟
لماذا القتل؟ لماذا الكره؟ لماذا الظلم؟ لماذا الجوع؟ أليس كي يُثبت كل منا معتقده ويُشبع جشعه حتى ولو على حساب روعة الحياة؟
لماذا لا نترك الإله في قلب كل من يؤمن ونضع يداً بيد كي نبني مجتمع العدالة والمحبة والمساواة؟ أليس هذا ما يريد ذاك الإله في حال وجوده؟
دعونا نختلف معاً كما نريد ونتحاور معاً بتمدن ورقي واحترام كما نريد، ولكن عندما نعيش دعونا نعيش معاً بمحبة وسلام وعدالة ومساواة.
محبتي للجميع.....
#جورج_فارس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟