|
موازنة 2010 ، ملاحظات أولية
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 2850 - 2009 / 12 / 6 - 10:43
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مشروع قانون الموازنة العامة لسنة 2010 ، والذي اُجِلَ البَت فيه بعد القراءة الثانية في مجلس النواب قبل عطلة عيد الأضحى ما زال يُعاني من نفس الامراض المُزمنة المُصاب بها منذ 2005 ولحد الآن . حيث انه من المعروف والبديهي في كل بلدان العالم ، ان [ الحسابات الختامية ] للسنة المالية السابقة ، هي الاساس والمعيار الذي تعتمد عليهِ الموازنة الجديدة ، آخذةً بنظر الإعتبار مواقع الضعف والقوة ومكامن الخلل والفشل وأساليب المعالجة والتصحيح . لكن الغريب عندنا في العراق انه وبعد تقديم مشروع موازنة 2007 في نهاية 2006 ، تّبّينَ " ببساطة " انه لا توجد اية حسابات ختامية ، وكالعادة جَرَتْ مناقشات وتبادل الإتهامات وتحميل المسؤولية لهذا او ذاك ، واخيراً وبعد تَعّمد تضييع الوقت وحصر الكل في زاويةٍ ضيقة تّمَ تمرير الميزانية بدون حسابات ختامية ، مع التأكيد " على ضرورة تقديم حسابات ختامية اصولية " في نهاية 2007 من أجل الاستفادة منها في موازنة 2008 . وكالعادة ايضاً تكررتْ نفس القصة البائسة في 2008 و اليوم في 2009 ايضاً حيث نوقشت ميزانية 2010 بدون اي حسابات ختامية ! هل يُمكن تصديق ذلك ؟ نعم في العراق كل شيء ممكن للأسف الشديد . وزارة المالية تقول ان كل الوزارات معنية بتقديم حساباتها الختامية ووزارة المالية تقوم فقط بترتيبها وتنسيقها وتلخيصها ولكن الوزارات لم تًقدم هذه الحسابات ، الوزارات من جانبها تّدعي بانها قدمتْ الحسابات في المواعيد المطلوبة ، وزارة التخطيط تصرح ان وزارة المالية والوزارات الاخرى والحكومات المحلية في المحافظات كلها مُقّصرة . وسط الفوضى الضاربة أطنابها في كل مرافق العراق تُهدَر الحقوق وتضيع المسؤولية . مشروع القانون يحتوي على فقرة خِلافية لم يتم الإتفاق بشأنها لحد الان وتنص على " .. في حال ان الاقليم او المُحافظة توقفتْ عن تصدير النفط ( بسببِ سياسي ) فانها سوف تُغّرَم بما يُعادل هذه الخسارة .. " ، اي بالعربي الفصيح ان اقليم كردستان إذا أوقف تصدير النفط لأسباب غير فنية فان الحكومة الإتحادية سوف تستقطع الفرق من حصة الاقليم من الموازنة العامة ! . هذه الفقرة دليلٌ على الصراع الخفي والظاهر بين حكومة الاقليم والحكومة الاتحادية وإنعدام الثقة بين الجانبين . لازالت النقاشات جارية حول الموضوع ، ومسألة حصة اقليم كردستان من الميزانية لم تُحسَم بعد شأن السنوات السابقة ، هل هي 17 % ام لا ؟ لو ان الإحصاء السكاني العام كان قد جرى حسب موعدهِ في الشهر العاشر 2009 لِما ضيعنا الوقت والجهد في مناقشاتٍ عقيمة وبلا جدوى . ميزانية 2010 المُقتَرحة تبلغ ( 71 ) مليار و ( 209 ) مليون دولار امريكي اي أكثر من ( 83 ) تريليون دينار عراقي بينما كانت ميزانية 2009 ( 69 ) تريليون دينار . لازالت الميزانية التشغيلية اي الاستهلاكية تُشكل حوالي ثُلثي الميزانية العامة ، ولا زال النفط هو مصدر حوالي 90% من الموارد . وهذه من الامراض الخطيرة التي تعاني منها السياسة المالية والاقتصاد العراقي بصورةٍ عامة . لا زالت تخصيصات وزارة الدفاع ووزارة الداخلية والامن الوطني هي الاكبر . في ميزانية 2010 هنالك زيادة 20% في تخصيصات وزارة الصحة مقارنةً مع 2009 ، و 12% لوزارة التربية . تجري نقاشات بين مُختصين في الشؤون المالية والاقتصادية ، حول إيجاد بعض الحلول العملية للخلل الموجود في مفاصل الموازنة العامة ، وفي برنامج حواري مساء 2/12/2009 على قناة الحرة عراق ، سأل المذيع من ضمن الاسئلة الاخرى : كيف يمكن الحديث عن " تخفيض " الميزانية التشغيلية في ظروف العراق الحالية ؟ أجاب الدكتور " ماجد الصوري " انه يجب تقليل النفقات التشغيلية بشرط عدم المَساس برواتب الموظفين ! وسأل المذيع كيف ؟ أجاب " ثائر الفيلي " المتحدث باسم هيئة الإستثمار : هنالك العديد من الوزراء لدى كل واحد منهم ما بين 200- 250 عنصر حماية وحوالي " 40 " سيارة وكل ذلك على حساب الدولة . بل ان هنالك وزيراً في الحكومة العراقية سافرَ الى الخارج ( 21 ) مرة خلال تسعة أشهر فقط ! طبعاً كل مصاريف السفر والاقامة الفخمة له ولمن معه على حساب الدولة . وهو ليس الوزير الوحيد الذي يقوم بذلك . نعم ان مجموع هذه المصاريف الباذخة الزائدة تشكل عبئاً غير مبرر على الميزانية . النائبة " شذى الموسوي " قالت : قُدِمَ إقتراح الى مجلس الوزراء حول تحديد وتقنين سفرات وإيفادات الوزراء لكن الوزراء رفضوا ذلك !
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ألمالكي .. ما لهُ وما عليهِ
-
مجلس النواب ..الأقل إنتاجاً والأغلى اجوراً
-
..كُفوا عن الإذعان للمطالب الكردية !
-
ليسَ دفاعاً عن الخمر !
-
أيها العراقي ..هل تعرف هؤلاء ؟
-
أخيراً ...قائمة مفتوحة
-
إستجواب الشهرستاني في مكة !
-
معَ مَنْ سيتحالف الكُرد ؟
-
رسائل خاطئة
-
مَنْ سيكون رئيس الوزراء القادم ؟
-
الحركة الوطنية العراقية البعثية
-
حكومة - رشيقة - في اقليم كردستان
-
مِنْ أينَ تُموَل أربعين فضائية عراقية ؟
-
المُسلسل المرير
-
- إئتلاف وحدة العراق -
-
- جبهة التوافق العراقي -
-
ماذا جرى قبل اجتماع المالكي / بايدن ؟
-
إطلالة على المشهد السياسي العراقي
-
برلمانٌ عجيب !
-
مَنْ الأكثر نفوذاً في العراق ؟
المزيد.....
-
الإمارات ترد على تصريح نتنياهو عن المشاركة في إدارة مدنية لغ
...
-
حركة -لبيك باكستان- تقود مظاهرات حاشدة في كراتشي دعماً لغزة
...
-
أنقرة: قيودنا على إسرائيل سارية
-
إسرائيل.. الشمال يهدد بالانفصال
-
سوريا.. الروس يحتفلون بعيد النصر
-
إيران.. الجولة 2 من انتخابات مجلس الشورى
-
مسؤول يؤكد أن إسرائيل -في ورطة-.. قلق كبير جدا بسبب العجز وإ
...
-
الإمارات تهاجم نتنياهو بسبب طلب وجهه لأبو ظبي بشأن غزة وتقول
...
-
حاكم جمهورية لوغانسك يرجح استخدام قوات كييف صواريخ -ATACMS-
...
-
البحرين.. الديوان الملكي ينعى الشيخ عبدالله بن سلمان آل خليف
...
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|