أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ناصرعمران الموسوي - عقلنة الدولة وأثره في تجسيد مفهومية حقوق الانسان














المزيد.....

عقلنة الدولة وأثره في تجسيد مفهومية حقوق الانسان


ناصرعمران الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 2839 - 2009 / 11 / 25 - 23:07
المحور: حقوق الانسان
    


مُسبقاً، هنالك خلط واضح في التمييز بين مفهوم الدولة ككائن يمتلك أذرعه المؤسساتية والقانونية وتنظيمه المؤطر بالشرعنه الدستورية وبين الدولة ضمن التمازج الدارج في مفهومية الحاكم والمحكوم ضمن خط السلطوية القهرية التي درجت عليها الشعوب في مسيرتها الحياتية وتجربتها المريرة مع التغيير بشقيه السلمي الأبيض أو التغيير الأحمر العنيف واقصد الانقلاب والثورة مع الفارق طبعا في آليات الانبثاق والفرضية ألهدفيه لكليهما ، فالدولة ظلت ولمّا تزل تعيش ظلية سوء الفهم ، المقصودة وغير المقصودة ، ويفوت حتى من يدعي العمل السياسي أ والمران النضالي في المقارعات ت السياسية أو الثورية ، إن العمل السياسي هو عمل ناظر ابدا ً بلحظ السلطة والسلطة هي من تبني التنظيم والإدارة للدولة لذلك ما أن تزول السلطة حتى تجد الدولة اختفت كأنما تجر الخطى حثيثة وراء الآخر المغادر أو المنهزم في الأحايين الكثيرة ،فالدولة المفترى عليها بسلطوية الحكومة لا تجد خطاً فاصلاً ينقذها من هيمنة المفهوم الحكومي ،فالحكومة متغيرة متبدلة تخضع لرأي الناخب وثقته بالمنتخَب وبرنامجه وهدفه السياسي كما في الأنظمة الديمقراطية أو خاضعة لأمزجة الرأي المهيمن كما في أنظمة الاستبداد ،ومفهوم عقلنة الدولة هي خروجها من الأهواء والظروف في بنائها إلى حالة التجسيد، فالدولة هي من تضع القانون وتحتكره ضمن المفهوم الواقعي وهي التي تعمل ضمن هذا التنظيم وهو القانون الذي وضعته كخارطة لطريقها وهديها في تنظيم مؤسساتها ،وعلاوة ً على ذلك ، فإنها تخضع وتُخضع الآخر لهذا التنظيم ، فخضوعها للقانون وهي مصدر القانون هو ما يجعلها دولة القانون حيث الخضوع الكلي للمؤسسات التأسيسية من قبل الهيئة المؤسسة وهو المرتكز المهم في خلق دولة ناجعة ومؤثرة ، وهناك الكثير من الدول كانت تنظر إلى نجاعة الدولة وقوتها أكثر من النظرة إلى تحقيق الحرية مع الإشارة إلى أن مفهوم دولة القانون تم تداوله بشكل كبير في القرن التاسع عشر من قبل ألمانيا .
والحقيقة إن وجود دولة القانون لا يعني أن يكون هناك تجسيد لحقوق الإنسان وإن كان هناك تطابق بين دولة القانون وحقوق الإنسان ، لسبب مهم وهو إن حقوق الإنسان سابقة لوجود الدولة وحسب ما يعرف بالعرف القضائي ( هي كاشفة لحقوق الإنسان لا مُنشئة لها ) ..لكن قد تجسدها في قوانينها كحقوق إنسان وبالتالي تخضع لها كقوانين مقره لا كحقوق إنسان وهو ما يتقاطع أحيانا بين الخضوع للقوانين كحقوق إنسان وبين حقوق الإنسان كسجية وبداء أول سابق لظهور الدولة أي الحاجة أولا ً لثقافة حقوق إنسان للمشرعن ، ومع كل ذلك فان حقوق الإنسان بشكلها الطبيعي لا تجد رؤيتها الملزمّة إلا في صورة دولة القانون، التي ستتشكل بثنائية ، ربما لتصير خط برامجي سياسي أو منظومة آيديولوجية معاصرة،
أي خروجهما من خط النظرية القانونية إلى خط التنظير والبرامجيات السياسية ، وإذا ما قدر لهذه الإيديولوجية أو البرنامج السياسي أن يكون في الميدان العملي ، فان بريق وأهواء دولة القانون لابد أن تعقلن ضمن خط حقوق الإنسان وتجسدها كخيار قانوني متزامن بشروعه ا لخضوعي للخط ألبرامجي او التنظير السياسي ،ومرحلة النضال لتجسيد حقوق الإنسان في قوانين الدول على أشدها من اجل الخضوع دولياً إلى معايير قانونية دولية تجسد حقوق الإنسان ضمن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ، الذي تعاملت معه الكثير من الدول بانتقائية كبيرة ، حسب ما يتلائم مع أجندات التشكيل السلطوي الحكومي ،إن مرحلة عالمية تتبلور لمفهوم جديد لدولة القانون وحقوق الإنسان ، من أهم أطروحاته هي ا لعقلنه في التعاطي القانوني والتنظيمي للدولة . والحقيقة إن الدستور العراقي تضمن بين دفتيه الكثير من المبادئ التي ترتقي وتجسد حقوق الإنسان وهي خطوة جداً مهمة على صعيد التنظيم القانوني لمفهوميه الدولة التي لمّا تزل تحبو كتجربة وتربية ديمقراطية بحاجة إلى التعزيز سياسيا كبرامج مجسدة للنظرة العملية لحقوق الإنسان وكضابط قوي لدولة القانون والمؤسسات.
حين ذاك سنجد تمازج حيوي وهام بين دولة القانون وحقوق الإنسان بدون انتقائية وبشكل متساوي وعادل .







#ناصرعمران_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مُرتمٍ بأحضان الذاكرة يهدهدني الأرق...!
- لعلك ِمودعة ً ٌبأعتاب الفجرْ...!
- آبهاً بأشيائي المارَة...!
- الهيئات المستقلة في الدستور العراقي بين تجربة العمل وماهية ا ...
- تذاكر الانتظار...!
- وجع ٌعلى أقواس الفصول...!
- نزيف إبتهالي...!
- محاولة لاستدراج وهم بغية اغتياله...!
- الارتهان ألذكوري في منظومة التشريعات الجنائية قانون العقوبات ...
- مُنجذبٌ اليك ًبالفِطرة ِ ، يحدوني ا لغَفلْ..!
- تعال نرممُ ما قد تبقى...!
- سطور من ثقافة الدم في العراق
- خارجاً إليكِ بالهفه....!
- الصابئة المندائيون ألوان الذهب في نسيج المكون العراقي ..لماذ ...
- المشروع الثقافي لمرحلة مابعد التغيير في العراق وجدلية الانتم ...
- المشروع الثقافي العراقي في مرحلة مابعد التغيير وجدلية الانتم ...
- قصائد لليلنا الطويل.....!
- الثقافة التجزيئية في النظرة الى حقوق المراة ....!
- قراءة في ذاكرة ا لمكان .. (رحلة مدريدية بعبق عراقي)
- نشيدعلى أوراق العتمه...!


المزيد.....




- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...
- المقررة الأممية لحقوق الإنسان تدعو إلى فرض عقوبات على إسرائي ...
- العفو الدولية: استمرار العنصرية الممنهجة والتمييز الديني بفر ...
- عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس تحتشد أمام مقر القيادة العس ...
- استئجار طائرات وتدريب مرافقين.. بريطانيا تستعد لطرد المهاجري ...
- تعذيب وتسليم.. رايتس ووتش: تصاعد القمع ضد السوريين بلبنان
- كنعاني: الراي العام العالمي عازم على وقف جرائم الحرب في غزة ...
- كيف تستعد إسرائيل لاحتمال إصدار مذكرة اعتقال دولية لنتنياهو؟ ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بش ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ناصرعمران الموسوي - عقلنة الدولة وأثره في تجسيد مفهومية حقوق الانسان