أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جهاد علاونه - هذا هو الزمن العربي














المزيد.....

هذا هو الزمن العربي


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2832 - 2009 / 11 / 17 - 19:08
المحور: المجتمع المدني
    


هذا هو الزمن العربي المريض وهذا هو الرجل المريض والوطن العربي الكبير بأمراضه , يتصورون في بلادنا الثقافة وحشاً وغولاً .

لا تستطيع أي مؤسسة مجتمع مدنية عربية في أي دولة عربية على الاطلاق أن تستدعي مثقفاً إلا بعد أن تأخذ الإذن من دوائرها الأمنية .
ولا يستطيع مدرب كرة قدم أن يقدم لاعب للملعب إلا بعد أن يقال له من قبل أجهزة الأمن (أوكي).

ولا يستطيع أي مقدم برامج أن يستدعي أي مثقف عربي للظهور على شاشة التلفزيون إلا بعد أن يقول له رجل الأمن (أوكي _ ماشي).

هذا يعني أن الذين يظهرون بمستويات سيئة على كل الأصعدة تريدهم هكذا الأنظمة العربية الحاكمة , فهم لا يريدون ابداعاً ولا مثقفين حقيقيين , يريدون مجتمعات ساقطة بفنونها وآدابها وحملانها وغزلانها وأسودها , إنهم يتصورون الثقافة غولاً ووحشاً شرسا , يريدون للذئاب وللكلاب أن تأكل لحم الأسود:

تموتُ الأسدُ في الغابات جوعاً
ولحم الضأن تأكله الكلابُ.

للعالم الغربي كل الحق في أن يرانا عالماً ثالثاً ورابعاً وخامساً وعاشراً وسادساً وأنا اليوم أخجل من نفسي أنني عربي أعيش في دولة عربية لا توجد فيها مؤسسات حكم مدنيه أو مؤسسات مجتمع مدنية ثقافية أو نقابات مفعلة .

وصدقوني مرة من ذات المرات اطلعت على قائمة بأسماء مؤسسات المجتمع المدنية الموجودة في قريتنا وأحصيتُ عددها وإذا بها أكثر من عشرين مؤسسة مسجلات تسجيلاً رسمياً , علماً أنه على أرض الواقع لاتوجد إلا واحدة معنية بالخياطة للإناث ولا يمكن أن تعقد أي ندوة علمية أو ثقافية ولا تساهم بحركة تنشيط الثقافة أو السياسة.

إن حاضرنا العربي الراهن عار على المستقبل وعار على الأجيال القادمة وللولا الإنترنت ما قرأتْ لي عيونكم كلمة أو سطراً أو حرفاً أو مقالا.
نحن لسنا بخير , ولا نريد أن نطمئنكم على حالنا .

هذا زمن صعب تموت فيه الأسود وتشبعُ فيه الكلاب , هذا وقتٌ صعب جداً على الطيبين إنه ملائم للأشرار وللحثالات , هذا زمن مسرحية شكسبير : الطيب والبشع والشرير , ولكن على عكس مسرحية شكسبير فهنا ينتصر الشرير على الطيب والبشع حيث ينتصرُ هنالك الطيب على رموز الشر .

هذا زمنٌ صعب لم تعد فيه حكايات الأطفال مسلية لنا ولهم ففي نهاية قصص الأطفال كان ينتصر الخير على الشر والنور على الظلام والليل على النهار والأبيض على الأسود والحب على الكراهية .

هذا زمننا العربي الحديث حين تجد في كل مؤسسة عربية حثالة الأمم يديرونها من جواسيس الحكام الغلاظ القلوب , هذا زمن صعب جداً صعبٌ جداً أن يعيش فيه المبدع الحقيقي , من فنانين أو شعراء أو كتّاب أو رسامين , هذا زمن عربي أوله في الحضيض وآخره في الحضيض هذا زمنٌ عربي تمتدُ به الأوساخُ من المعدة حتى البلعوم أو حتى سقف الحلق.

هذا زمن انفلونزا المخربين العرب حيثُ لا توجد جامعة إلا وخربوها وحيث لا توجد مؤسسة ثقافية إلا وشلوا قدراتها وأضعفوها وحيث لا يوجد رياضيٌ مميز إلا ودمروه وعقدوا حياته وجعلوها كلها نكد في نكد وحيث لا يوجد مبدع حقيقي في أي مجال إلا وحولوه إلى عامل قمامة أو أي شيء تافه كالشَعر الذي ينبتُ في صدورهم.

الكراهية في الدول العربية تنبتُ بمقدار ما ينبت الحب في شوارع باريس أو إيطاليا أو أتفه مدينه غربيه , فأتفه مدينة غربية تستطيع أن تضاهي 10 عشر مدن عربيات بما فيهن من فن وكتب وإبداع.

هذا زمنٌ صعب جداً , ومتى كان الزمن العربي جميل ؟ ومتى كان الحلم العربي مثير ؟ ومتى كان الحب العربي حقيقي ؟ ومتى كانت الشمس العربية ساطعة ؟ ومتى كانت المرأة العربية حرة؟ ومتى كانت اللغة العربية حية؟

إنهم أموات في كل شيء , في الفن أموات وفي الحب ذكرى أطلال وفي الإبداع عبارة عن مخربين , متى كان العربُ محبين للثقافة , إن العرب عبارة عن زيادة عدد ليس إلا يتكاثرون بسرعة حيث ينتشر الجوع , ويريدون نشر الظلم والاستبداد حيث تشعُ الحرية من نوافذ البيوت , وحيثُ يطلُ الحب بألوانه المتعددة.

العربُ نيام لا يصحون إلا على أصوات جماجم الموتى تتدحرجُ هنا وهناك , لا يوجد في وطننا العربي أديب أو شاعر يضاهي أتفه شاعر أوروبي ولا يوجد رسام أو ممثل أو روائي , إن ظروف الابداع مهما اختلفنا في تسميتها وتسميت ظروفها لا يمكن أن تكون عند العرب ابداع.

الحرية عند العرب يمارسها فقط المراهقون في الشوارع المتصلة بين المدن على الطرق الخارجية وهي عبارة عن ..., ولكن لا يمارسها السياسي في الحزب , ولا يمارسها المثقف في الأندية الثقافية , فكل الأندية الثقافية العربية عبارة عن دوبلاج وماكياج لدبلجة الحرية , فنحنُ مقهورون من الصباح وحتى ساعات المساء الأخيرة , وأكثر من 300محطة فضائية عربية كلهن تقريباً نفس المعنى ونفس البرامج مع اختلاف بين صور الشخوص ووجوههم وأصواتهم أما المادة التي يقدمونها فواحدة .



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زيارة المريض
- سن الأربعين
- أريدُ الضياع
- الضباع
- مراحل نمو الداعية الاسلامي
- أحلام اليقظة
- الغني والفقير
- لحظات الذروة
- أسئلة الفلسفة
- الحق على التلفزيونات
- رجل من زمان
- الرأسمالية السائبة
- المرأة لا تفكر لابقلبها ولا بعقلها بل بالإنتقام
- ملك العالم
- أسد وثعلب ماكر وحمار بلا مخ
- الكاتب الذي لا يكسب من قلمه
- تعليم التفكير
- المرأة هاضمة حقوق الرجل
- لغة الواوا
- فساد النحاة العرب


المزيد.....




- مقر حقوق الإنسان في ايران يدين سلوك أمريكا المنافق
- -غير قابلة للحياة-.. الأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد ت ...
- الأمم المتحدة تحذر من عواقب وخيمة على المدنيين في الفاشر الس ...
- مكتب المفوض الأممي لحقوق الإنسان: مقتل ما لا يقل عن 43 في ال ...
- مسئول بالأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد تستغرق 14 عاما ...
- فيديو.. طفلة غزّية تعيل أسرتها بغسل ملابس النازحين
- لوموند: العداء يتفاقم ضد اللاجئين السوريين في لبنان
- اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا
- شاهد.. لحظة اعتقال اكاديمية بجامعة إيموري الأميركية لدعمها ق ...
- الشرطة الاميركية تقمع انتفاضة الجامعات وتدهس حرية التعبير


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جهاد علاونه - هذا هو الزمن العربي