أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - مسار -الدولة من طرف واحد-.. ماذا يعني؟















المزيد.....

مسار -الدولة من طرف واحد-.. ماذا يعني؟


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2831 - 2009 / 11 / 16 - 13:36
المحور: القضية الفلسطينية
    



مسار "الدولة من طرف واحد".. ماذا يعني؟

جواد البشيتي

لو كان لدى المفاوِض الفلسطيني قليلٌ من الثقة بأنَّ استئنافه للمفاوضات مع حكومة نتنياهو، في مناخ ما أسْمَتْهُ السيِّدة كلينتون "كبح (أو تقييد) الاستيطان"، الذي قَبِلَه رئيس الوزراء الإسرائيلي، سيفضي إلى اتِّفاق على حلٍّ نهائي، يمكن أن يتقبَّله الفلسطينيون، ولو على مضض، في خلال بضعة أشهر، أو سنة، أو سنتين على الأكثر، من التفاوض الجديد، لَمَا أظهر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ما أظهر من تشدُّد (اضطِّراري) في رفضه العودة إلى طاولة المفاوضات قبل أن يكون واثقاً ومتأكِّداً من أنَّ المفاوضات ستُجرى، هذه المرَّة، في مناخ الوقف التام والشامل للاستيطان في الضفة الغربية، وفي القدس الشرقية أيضاً وعلى وجه الخصوص.

إنَّ ضآلة، أو عدم، الثقة تلك هو ما يُفسِّر جزءاً كبيراً، إنْ لم يكن الجزء الأكبر، من ذلك التشدُّد الفلسطيني؛ وأحسب أيضاً أنَّ الفلسطينيين، وفي موقف لهم غير مُعْلَن، يمكن أن يقبلوا استئنافاً واستمراراً لمفاوضات غير مُجْدية، وعبثية، ومَضْيعة للوقت، ما قَبِلَت إسرائيل، أو ما اضطُّرت إلى قبول، أن تستمر هذه المفاوضات في مناخ الوقف التام والشامل للنشاط الاستيطاني، فالمفاوضات، وإنْ ظلَّت كذلك لجهة صلتها بالحلِّ النهائي لمشكلتهم القومية، يمكن أن تكون مفيدة ونافعة لهم في هذا المعنى، أي في معنى التجميد الديمغرافي والجغرافي للاستيطان اليهودي في الضفة الغربية والقدس الشرقية.

أخشى ما خشيه ويخشاه الفلسطينيون هو أن يستأنفوا المفاوضات تلك (أي غير المُجْدية والعبثية والمَضْيعة للوقت) ليظلُّوا أسرى لها، وفيها، زمناً طويلاً، يتحوَّل فيه "الكبح"، أو "التقييد"، للنشاط الاستيطاني إلى تسريع ونموٍّ لهذا النشاط، فلا يحصدون في آخر المطاف إلاَّ اكتسابهم لصفة "الحماقة التفاوضية"، ومضاعفة مخاطِر الاستيطان عليهم.

الرئيس عباس هو الآن قاب قوسين أو أدنى من أنْ يَفْقِد ثقته نهائياً (والتي لم يكن لها من أساس واقعي وموضوعي) بقدرة الرئيس أوباما ليس على "تليين" نتنياهو، وإنَّما على الاحتفاظ بـ "صلابته" هو، أو بما أظهر من "صلابة" من قبل، ولو جزئياً، فما رآه وسمعه أقْنَعَه، أو كاد أن يُقْنِعه، بأنَّ وزن نتنياهو في داخل الولايات المتحدة يفوق كثيراً وزنه في داخل إسرائيل، فصورة الرئيس أوباما في رأس الرئيس عباس هي الآن صورة مَنْ لا يمكن التعويل عليه ضدَّ الاستيطان، وضدَّ سياسة إسرائيل لإفراغ المفاوضات من كل ما يجعلها، حقَّاً، طريقاً إلى السلام وإلى حلٍّ نهائي.

ومن رحم هذا اليأس الفلسطيني الكبيرمن قدرة إدارة الرئيس أوباما على أن تكون وسيطاً أقل انحيازاً إلى حكومة نتنياهو ضدَّ الفلسطينيين والرئيس عباس نفسه، وُلِدَت الآن فكرة التوجُّه (الفلسطيني المدعوم عربياً ومن أطراف وقوى أخرى) إلى مجلس الأمن الدولي لحمله على إصدار قرار "واضحٍ مُلْزِم"، يعترف فيه، على ما "يتمنَّى" رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض، وكبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، بدولة فلسطينية مستقلة، تكون عاصمتها القدس الشرقية، ويشمل إقليمها كل الأراضي الفلسطينية التي احتلتها إسرائيل في خلال حرب حزيران 1967؛ ولحمله، على ما يَقْتَرِح قادة فلسطينيون، على "ترسيم الحدود النهائية للدولة الفلسطينية".

الغريق، غير المجيد للسباحة أيضاً، يعلِّل نفسه بوهم أنْ يُنْقِذ نفسه من خلال تشبُّثه بقشَّة، هي، في حال الفلسطينيين الآن، كناية عن تحويل تلك الفكرة إلى قرار من مجلس الأمن، مع أنَّ هذا التحويل لن يصبح حقيقة واقعة إلاَّ إذا قبلت الولايات المتحدة الامتناع عن التصويت على الأقل.

إنَّه الوهم بعينه أن يظن الفلسطينيون، إذا ما ظنوا فعلاً، أنَّ إدارة الرئيس أوباما، التي أقنعت حتى "الحجر" بعجزها عن "تليين" نتنياهو استيطانياً، مرتضيةً لنفسها أن "يُليِّنها" نتنياهو، يمكن أن تستمدَّ من "سقوطها أرضاً" قوَّةً، فتجرؤ، بالتالي، على إبقاء "سيف الفيتو" في غمده، فيَصْدر القرار، الذي لو صَدَر لظَهَر لنا على أنَّه "أحجية" من الوجهة العملية.

هل تَصِل "الفكرة"، ومتى تَصِل، إلى مجلس الأمن على هيئة مشروع قرار؟

إذا وَصَلَت، هل ينجو مشروع القرار هذا من مخاطِر "التغيير والتعديل"، والذي إنْ سَمَحت "المرونة" الفلسطينية والعربية بتعريضه لها يمكن أن يُقرَّ؛ ولكن بصفة كونه قراراً ضدَّ جوهر ما أراده الفلسطينيون وتوقَّعوه؟

هل يُسْتعاض عن مشروع القرار هذا بمشروع قرار آخر، لا يُحْدِث أقراره فرقاً نوعياً في الحال الفلسطينية نفسها، والتي بما أنتجته وراكمته من يأس في نفوس الفلسطينيين زيَّنت لهم تلك الفكرة.. فكرة التوجُّه إلى مجلس الأمن؟

وهل يُسْتعاض عن الفكرة نفسها بمبادرة ما، فتَدُب الحياة في ثقة الفلسطينيين بأنَّ الحلَّ عبر "المفاوضات المباشِرة" ما زال ممكناً وواقعياً؟

إنَّ التحدِّي الأكبر الذي سيواجهه الفلسطينيون، ومعهم العرب، هو الذي سيظهر بعد، وبفضل، إحباط الولايات المتحدة، عبر استعمالها سلاح "الفيتو"، لسعيهم هذا في مجلس الأمن؛ فهل تأتي استجابتهم له على شكل قرار يعلنون فيه قيام الدولة الفلسطينية من جانب واحد؟

وهل تحظى هذه الدولة بما يكفي من الاعتراف الدولي (مُفْتَرضين أنَّ الدول العربية جميعاً ستعترف بها، وأنَّ الدول الإسلامية غير العربية ستعترف كلها، أو معظمها، بها)؟

عن هذا السؤال، سنجيب بـ "نعم"؛ ولكنَّ الأسئلة التي ستنبثق من إجابة "نعم" هذه هي التي ستظل أجاباتها من الصعوبة بمكان.

وعلى سبيل التوقُّع، الذي قد تذهب به حقائق الواقع الجديد، أقول إنَّ حكومة نتنياهو ستردُّ، مُعْلِنةً إلغاء كل ما وقَّعته إسرائيل من اتقاقيات مع الفلسطينيين، وإخراج الجنود والمستوطنين الإسرائيليين إلى ما وراء غرب "الجدار الأمني" على الأكثر، وتسريع استكمال بنائه، وإطلاق النشاط الاستيطاني غرب "الجدار"، وفي القدس الشرقية على وجه الخصوص، من كل قيد وعقال، وتشديد قبضتها العسكرية والأمنية على كل حدود الضفة الغربية مع الأردن، والإبقاء على الفصل الجغرافي بين الضفة والقطاع، وتَرْك الفلسطينيين في الضفة يتدبَّرون أمورهم بأنفسهم، أي جعلهم يعيشون تجربة الحصار نفسها التي عاشها ويعيشها أشقاؤهم في القطاع، مع احتفاظ إسرائيل بما تسميه حقَّها المشروع في الدفاع عن النفس، فتَرُد على كل عمل عسكري فلسطيني ضدَّها بضربات عسكرية مشابهة لتلك التي نفَّذتها ضدَّ قطاع غزة.

وفي مناخ كهذا، يمكن أن تتولَّى الولايات المتَّحِدة وساطة بين الطرفين (أو الدولتين) توصُّلاً إلى اتفاقيات (أمنية واقتصادية..) انتقالية، طويلة الأجل، يمكن أن تشتمل على اتفاقية (مؤقَّتة) لتشغيل وإدارة المعابر الحدودية بين الضفة والأردن، مشابهة لتلك الخاصة بمعبر رفح.

إذا حَدَثَ ذلك فسوف يتأكِّد، عندئذٍ، أنَّ هذا "الحلُّ" هو وحده الممكن واقعياً الآن، والذي، بحُكم منطقه، لا يحتاج لا إلى مفاوضات سلام، ولا إلى اتِّفاق على حلٍّ نهائي لمشكلات "اللاجئين" و"القدس الشرقية" و"الحدود"..

وعندئذٍ، أيضاً، سشتد لدى الفلسطينيين الحاجة إلى مزيدٍ من "التحرير" لدولتهم من خلال عقد مزيدٍ من الاتفاقيات الانتقالية بينها وبين إسرائيل عبر وساطة الولايات المتحدة وغيرها.

في هذا الحل، وبه، تأخذ إسرائيل كل ما لها مصلحة حقيقية في أخذه، معطيةً الفلسطينيين كل ما تحتاج إلى التخلُّص منه!





#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يجوع البشر لوفرةٍ في الغذاء!
- بعض من ملامح -البديل- الفلسطيني
- ما هي -المادة-.. وكيف يُمْسَخ مفهومها ويُشوَّه؟
- كيف تُدَجِّن شعباً؟
- خرافة -الدولة- في عالمنا العربي!
- -قرار عباس-.. كيف يمكن أن يوظَّف في خدمة الفلسطينيين؟
- السَّفَر في الفضاء.. كيف يكون سَفَراً في الزمان؟
- بلفور.. -الأسلمة- بعد -التعريب-؟!
- الحُبُّ
- 90 في المئة!
- خيار -السلام- أم خيار -اللا خيار-؟!
- -بالون أوباما- إذ -نفَّسه- نتنياهو!
- فساد شيراك..!
- في التفسير الميثولوجي للتاريخ.. والسياسة!
- في مديح وهجاء -وادي عربة-!
- قيادات فضائية!
- ما هي -الدولة-.. عربياً؟
- بوستروم.. لقد أسمعتَ لو ناديتَ حيَّاً!
- في الجدل الانتخابي العراقي!
- نحو حل -الدولتين الفلسطينيتين- للنزاع بين الفلسطينيين!


المزيد.....




- من أثينا إلى بيروت.. عمال خرجوا في مسيرات في عيدهم فصدحت حنا ...
- بيربوك: توسيع الاتحاد الأوروبي قبل 20 عاما جلب فوائد مهمة لل ...
- نتنياهو: سندخل رفح إن تمسكت حماس بمطلبها
- القاهرة وباريس تدعوان إلى التوصل لاتفاق
- -حاقد ومعاد للسامية-.. رئيس الوزراء الإسرائيلي يهاجم الرئيس ...
- بالفيديو.. رصد وتدمير منظومتين من صواريخ -هيمارس- الأمريكية ...
- مسيرة حاشدة بلندن في يوم العمال
- محكمة العدل الدولية ترد دعوى نيكاراغوا
- خردة الناتو تعرض في حديقة النصر بموسكو
- رحيل الناشر والمترجم السعودي يوسف الصمعان


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - مسار -الدولة من طرف واحد-.. ماذا يعني؟