أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جهاد علاونه - أريدُ الضياع














المزيد.....

أريدُ الضياع


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2828 - 2009 / 11 / 13 - 19:01
المحور: حقوق الانسان
    


أنا لستُ ضائعاً ولكني في هذا المساء صار عندي رغبة بالضياع , صار عندي رغبة بأن أتوه في الطرقات والممرات الضيقة التي توصلني إلى خصلات شعرك الأسود فبين خصلات الشعر طرق خارجية وطرقٌ داخلية , وصدقيني صار عندي إحساسٌ كبير بأن ضياعي هو نجاتي الوحيدة .

أنا لستُ ضائعاً ولكني في هذه اللحظة أحنُ للضياع فخذيني من جذوري واقلعيني من أصولي خذوني حيث اللاّحيث وحيث الّلامكان خذيني إلى وطني الجديد داخل قميص نومك القطني أو الساتان , خذيني حيث تموت الكلمات القديمة والمفردات القديمة خذيني فوق تنورتك القصيرة حيث تولدُ الكلمات الجديدة والمفردات الجديدة , خذيني حيث المطرُ فيضانات كبيرة حين تبدئين معي بالبكاء ساعة الجد حين يموت الهزل وتفضحُ الأشواقُ دموعنا وحيث الرياح زوابع وأعاصير هنالك تحت جفونك هنالك الإعصار يشتد في ساعات المساء حين تقرئين أشعاري في خارطة الجسد الذي يلبسُ روحك الجميلة وساقاك الملتفان على بعضهما البعض.

أنا لستُ ضائعاً ولكني في هذه الليلة عندي خطة كبيرة للضياع أريدُ من أهلي أن يعتبروني في عداد المفقودين حين أدخلُ بين الشفة السفلى والشفة العليا وحين تلمسين أدواتي التعبيرية فكل أدواتي مستوحاةٌ منك فحافظي على النهدين وحافظي على الشفتين وحافظي على أناقة الفم ولمعان العيون .

لستُ ضائعاً ولكن صار عندي حماسٌ شديد للضياع فخذيني وضيعيني لم أعرف الضياع قبلك ولم أعرف الضياع بعدك خذيني أريدُ أن أضيع وضيعيني فوق خصرك الأسمر وادفنيني في غرفة نومك ولا تُخرجينني منها حياً أريد مرة واحدة أن أنام في غرفة نومك ومن ثم أموت على حجرك.

خذيني أتعبتني الكلمات وأتعبتني مراجيح الكلمات خذيني ولا ترديني إلى أهلي أو وطني ففوق شفاهك وجدتُ وطني , أنا لستُ ضائعاً ولكني أرغب بالضياع معك حيث يركضُ أهلي في السوق والأسواق والعواصم العربية يسألون عن رجلٍ ضائعً.

صدقيني لن تكوني أنثى إلاّ معي ولن تكوني امرأة عصرية إلا معي , خذيني ولا تترددي في السفر ,إن في عيوني غرفة نوم تتسع لتنانيرك القصيرة ولبناطيلك ولقمصانك الطويلة وإن في مقدور رئتيّ أن تمدك آلاف السنين بالأكسجين وإن بمقدور كلماتي أنتخلق مفردات حب جديدةتتناسب مع سعة عينيك ولون عاطفتك ومشاعرك المحترقة ,خذيني كما أنا أو كما خلقني ربي خذيني إن في هذا المساء قد وهبتكعُمري وحياتي خذيني قبل أن يطلع الفجر وقبل أن يأتي ليلٌ جديد فيه نجوم جديدة لا أريد من النجوم أن تلمع في مكان أنت فيه تتواجدين كما تتواجد الشموس وفيه رائحتك كما تنتشر رائحة الورد الجوري المخملي خذيني لقد عدتُ من اجازة الحب هذا اليوم خذيني أريد أنا أضيع خذيني أنا لستُ ضائعاً صدقيني لستُ ضائعاً ولكن عندي رغبة بالضياع معك حيث تكون أصابع كفيك في فمي خذيني لرائحة الأنامل المرتعشة خذيني للضياع أنا لستُ متشرداً ولكن أريدُ منك أن تشرديني , اكتبيني فوق المياه كما أكتبُ اسمك كل يوم بواسطة البخار المتصاعد من فمي , فاسمك يخرج منفمي مع البخار ويتشكل على أشكال الغيوم وعلى أشكال البرد وعلى أشكال الجبال وينبتُ ويكبر في فمي كما تكبر الأشجارُ وكما تكبرُ الأوراقُ على الشجر .

خذيني غطاءاً لسريرك حين تريدين أن تشعري أنك أنثى وحين تريدين الإحساس بأنك امرأة فلن تكوني امرأة إلا معي حينما أمدُ أناملي لنهديك النافرين كفوهتين بركانيتين تريدان إحراقي, عندها ستحرقينني وستداوين حروقي بشفاهك في ذلك الوقت سأعطيك إحساساً بالأنوثة فكم أنت أنثى وكم أنت امرأة غير مكتشفة, لن تكتشف أنوثتك إلا جروحي وآلامي وأوجاعي.

ما أجمل الضياع حن نضيع بواسطة مشاعرنا السعيدة أو الحزينة فخذيني من دون أن تنتظرني خذيني فوق السحاب وفوق الجبال ودعيني ألامس الهلالين فوق عينيك.
عندي رغبه بالضياع وصار عندي حماسٌ لأكون متشرداً, أريد الضياع أريد الموت والتلاشي في غرفة نوم مقفله أريد الإنتحار على الشفتين أريد أن أقهر العينين
عندي رغبة بأن أكون ضائعاً وصائعاً وصعلوكا, ما الذي ننتظره ن العمر ؟.
الآن أنا وأنت على أبواب الأربعين ولن نعيش لأربعين سنة أخر ى, لا ولا نصفهن , لا ندري ماذا سيجري ,ريدُ الضياع قبل أن يأتيني السرطان أو انفلونزل الخنازير أو انفلونزا الطيور أو انفلونزا البعارين أو الصراصير , أيهما أفضل أن أموت على فخذك أم الموت بالإنفلونزا؟
وأنت أيهما أفضل لك أن تطعميني شفتيك وعينيك أم أن تطعميهما للديدان يوم تدفنين في صحراء رملية.؟.




#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الضباع
- مراحل نمو الداعية الاسلامي
- أحلام اليقظة
- الغني والفقير
- لحظات الذروة
- أسئلة الفلسفة
- الحق على التلفزيونات
- رجل من زمان
- الرأسمالية السائبة
- المرأة لا تفكر لابقلبها ولا بعقلها بل بالإنتقام
- ملك العالم
- أسد وثعلب ماكر وحمار بلا مخ
- الكاتب الذي لا يكسب من قلمه
- تعليم التفكير
- المرأة هاضمة حقوق الرجل
- لغة الواوا
- فساد النحاة العرب
- مرتاح البال
- ليلة الأمس
- الحراميه أنواع


المزيد.....




- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية
- الرئيس الايراني: ادعياء حقوق الانسان يقمعون المدافعين عن مظل ...
- -التعاون الإسلامي- تدعو جميع الدول لدعم تقرير بشأن -الأونروا ...
- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...
- 8 شهداء بقصف فلسطينيين غرب غزة، واعتقال معلمة بمخيم الجلزون ...
- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جهاد علاونه - أريدُ الضياع