أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - نادية محمود - الشيوعية العمالية و الانتخابات البرلمانية في العراق لعام 2010















المزيد.....

الشيوعية العمالية و الانتخابات البرلمانية في العراق لعام 2010


نادية محمود

الحوار المتمدن-العدد: 2818 - 2009 / 11 / 2 - 18:28
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


دخل الحزب الشيوعي العمالي العراقي للانتخابات البرلمانية المقرر عقدها في كانون الثاني 2010 *. ما هو سبب الدخول في الانتخابات، ما هو الهدف منها، هل السبب يعود الى اننا امننا اخيرا بالدخول في" العملية السياسية"، و قبلنا بها؟ هل نعلق الامال على ان- و ضمن هيئة البرلمان- بامكاننا سن قوانين ايجابية للمجتمع؟ واحداث التغييرات المرجوة لتقوية اليسار بمواجهة الاسلام السياسي عبر التنافس الانتخابي؟ ام ان لنا اجندتنا الشيوعية التي لم تخرج عما قاله ماركس و لينين و روزا لوكسمبورغ حول الاستفادة من البرلمانات البرجوازية. لقد سألنا بعض الرفاق من اعضاء الحزب قبل الاصدقاء لماذا ندخل الانتخابات، في هذه الملاحظات ساسعى الى طرح اجابتي عليها.

من المسلم به أن ما يسمى بــ" العملية السياسية" نتاج لسلسلة من الاحداث، لم تكن لللجماهير لا من بعيد و لا من قريب يد فيها، الا انها فرضت عليها وعلى الرغم منها و فرضت على الشيوعيين العماليين كامر واقع ايضا. شئنا ذلك ام ابينا، الا ان الاقرار بها لا يعني القبول به او الخضوع لها. ان هذين لامرين مختلفين. اننا نرفض الرأسمالية و نسعى لازالتها، لكن الرأسمالية امر واقع نعترف بوجوده وعلينا ان نحدد سبل و طرق نضالنا للخلاص منها.

ألمجتمع يعيش في وضع تحطمت فيه بنية الدولة و مؤسساتها و خدماتها للمواطن، و سيادة قانون اللاقانون، تدمير ارادة الجماهير و نزع كل مبادرة منها، بحيث اصبح المواطن، في حالة انتظار، انتظار من يقوم بعمل ما له، من يقوم بانقاذه، وسط سلبية كبيرة، و انعدام مبادرة، بل افقدوه القدرة على اتخاذ اي قرار يتعلق بحياته و بمصيره . هذه الواقع الذي سعى نظام صدام حسين بشكل منظم على ترسيخه، و نجح فيه في سلب ارادة الناس تحت حكمه و حتى الى ما بعد حكمه . ليستكمل الحصار الاقتصادي، الحرب و الاحتلال و الحرب الطائفية، والارهاب- باقي حلقات السلسلة. فالمواطن و العامل و المرأة و الشاب و الطالب رغم كل وعيه بما يدور حوله و يجري امامة، الا ان اثار " الصدمة" لازال مستمرا و لاربعة عقود تكبل اقدام الجماهير عن التقدم للقيام بعمل اعتراضي يمكن ان يترك اثرا مميزا على حياتها.

انها اوضاع تفتت فيها المجتمع، خروج عماله بالملايين من سوق العمل، أوقفت الطبقة الرأسمالية الحاكمة الة الانتاج في العراق، و حجمت البرجوازية المحلية، مقابل ان تفتح اسواقها للراسمالية الاقليمية و العالمية لتجتاح اسواقها، تحولت ميلشيات الطبقة الحاكمة الى مراكز تشغيل للعمال العاطلين عن العمل، كمجندين لها من اجل حماية تواجدهم في السلطة، النهب و السرقات لثروات البلد اصبح قانونا، و من يدافع عن السرقات و من يقوم بها، هم و من غيرهم، المتواجدين في السلطة.

شيوع الارهاب و تحول ايام الاسبوع الى ايام دامية( الاربعاء الدامي و الاحد الدامي). فان حال البشر كحال بقية الكائنات الحية في الوجود، تلوذ بنفسها، تبحث عن ملجأ آمن مخافة الموت. يحل الحزن و الكآبة، توضع الحجابات على رؤوس النساء، ترتفع المآذن بالتلاوات الدينية، و يصبح العزاء الوحيد هو ان يطمئن الناس بعضهم البعضه على سلامة حياتهم. لا تتحرك في هذه الاوضاع الارادة و المبادرة "الثورية" بل يسود البؤس، و الضعف و الوهن و فقدان الامل بكل تغيير. تفقد الناس رغبتها و طاقتها على التفكير و العمل و الحركة. فحياتها باية لحظة معرضة للمصادرة و معرضة للموت - الا ان الحقيقة الواضحة هي انه و ما ان تميل الاوضاع الى بعض التحسن، حتى تتحرك الجماهير للدفاع عن نفسها فما ان تلتقط الجماهير انفاسها حتى تبدأ بالتعبير عن ارادتها**.

هذه هي الارضية التي يعيش فيها المجتمع وهذه الارضية التي تقف عليها الحركة الشيوعية العمالية.انها اوضاعا غير طبيعية في اقل ما يمكن ان توصف بها، متطرفة و غير مسبوق وصفها في الادبيات الشيوعية الماركسية حول الصراع الطبقي، بين الرأسمالية و الطبقة العاملة. فالراسماليات الان تتصارع فيما بينها، و تسيل دماء الجماهير ثمنا لها، في وقت يختفي فيه الحديث عن "الصراع الطبقي" انه صراع الرأسماليات مع بعضها البعض، الراسمالية الاسلامية مع الرأسمالية القومية، و القومية العربية مع القومية الكردية، و الرأسمالية الطائفية الشيعية ضد السنية، و الاخيرة ضد الاولى. و اصبح العامل لا يتحدث عن صراعه مع الراسمالية و كيف ينظم صراعه ضدها، بل فقط يريد ان يكفي نفسه شر قتالهم بعضهم ضد بعض. تسمع كل الاصوات، القومي و الشيعي بمختلف احزابه، و السني، و الكردي، الا "صوت الجماهير" مغيبا و غائبا، و خافتا، و يكاد لا يسمع رغم الملايين التي تأن، الملايين الغاضبة, وايضا الملايين الواعية. ان المواطن اليوم ليدرك تماما حقيقة كل تلك الاحزاب، و اكتشفها ليس اليوم، بل منذ عام 2004، لم يحتج الى الا بضعة شهور ليعرف حقيقتهم.

الا ان هذا الوعي لم يتحول الى حركة و عمل، فحالة التسليم و القنوط، فقدان الامل، و الخوف من الاقدام على اي عمل مازال جاثما، انه الارهاب بحلة جديدة، كانت الناس ترتعب من نظام صدام حسين، الان ترعبهم الميلشيات و الاغتيالات لاسباب ماكان حتى نظام صدام حسين يعاقب عليها، خروج المرأة بدون حجاب، او ان يبيع شخص او يتناول المشروبات الروحية.

بل ان دهاء الراسمالية العالمية لم يترك حتى المنظمات الجماهيرية، العمالية منها و النسوية بحالها ( و لماذا يتركها؟) بل و بطريقة في غاية المكر، حقن اموالا في جسد المنظمات الجماهيرية ليبعدها عن العمل السياسي و ليشغله و ليخدعها بالقيام بصغائر الامور من اجل ان يخلع كل سن و كل اظفر من اظفارها، لينشب سكينا جديدا في خاصرة هذه الحركة التي ما ان بدأت تلتقط انفاسها حتى اجهضها بتحويلها الى " منظمات مجتمع مدني". و الحال، ان عددا من المنظمات بلعت الطعم، غادر الشيوعيون مواقعهم النضالية ليشغلوا انفسهم بتعليم دورات الكومبيوتر و دروس الخياطة و بالاموال الممنوحة، و يركن النضال السياسي للحركة العمالية و النسوية، تستدير الهيئات القيادية للمنظمات الجماهيرية لتقدم تقاريرها الدورية و الفصلية الى مموليهم، الى جماهيرهم، فلم يعودوا مسؤولين و محاسبين امام جماهيرهم، بل امام الجهات المانحة.

هذه هي لوحة الوضع التي تعيش فيه الجماهير في العراق، انها ليست اوضاع الاضرابات، و الاعتصامات، و التظاهرات، العصيانات المدنية او المسلحة الانتفاضة او الثورة. ان هذه ليست اوضاع المبادرات الجماهيرية، ان هذه امورا ليست على اجندة الجماهير في هذه المرحلة بعد. ان الجماهير وجهت لها الصفعات على الراس الواحدة بعد الاخرى، و هي ما ان ترفع رأسها لتقوم بعمل ما، حتى يحدث الالتفاف حولها و اجهاضها. الرأسمالية العالمية و المحلية اكتسبت خبرة استثنائية في التحايل و في خداع الجماهير، مرة يعرفوهم بانهم عرب وقوميون و مرة اسلاميون سنة او شيعة، و يحاولوا صياغة وعي الجماهير، ان لم يكن بالجزرة، فبالعصا. والجماهير بحاجة الى اعمالا هائلة واستثنائية للملمة النفس و اسماع صوتها في الميدان كحال الناطقين الاخرين مسموعي الصوت.

و بما اننا لسنا في اي من تلك المراحل الثورية الابداعية للجماهير بعد، و بما ان الجماهير لازالت تعلق بعضا من امالها، على انه و عبر الانتخابات يمكن حذف القوى السوداء و استبدالها بقوى بيضاء ذات ايدي نظيفة. علينا ان نعمل من هذه النقطة. علينا ان نبدأ من النقطة التي تقف عندها الجماهير. علينا ان نعمل بالموجود، لا بما نرغب فيه و ما نتمناه، لا يمكن ان نحول امنياتنا الى بديل عن الامر الواقع، يجب التعامل مع القائم و الموجود، و ليس مع ما نتمناه في اذهاننا. يجب ان نعمل على ازاحة الاوهام و ان نضع برنامج عمل امام الجماهير، ان نضعه امامها لتختاره، لتتبناه، كذلك ان تبادر الجماهير بنفسها الى طرح مبادراتها و مشاريعها المستقلة و الخاصة بها، و النابع من ارادتها لتحرير نفسها. الامر الذي يقف الف حائل و حائل امامها الان للقيام به.

نعم قررنا الدخول في الانتخابات. و لكن ماذا يعني الدخول الى الانتخابات من منظور الشيوعية العمالية في هذه المرحلة؟

اولا و قبل كل شيء. ليس لدينا كشيوعيين عماليين اية اعادة نظر باسسنا و لا باهدافنا الشيوعية الماركسية. العالم الراسمالي يجب ان يزول، وان زواله يحتاج ليس الى اقل من ثورة عارمة للاطاحة به، وان الطبقة العاملة هي صاحبة المصلحة الاولى في هذا التغيير. الا اننا لا نعيش اوضاعا ثورية، و ان الجماهير و القوى الشيوعية العمالية كجزء منها، لم تقطع مسافة في نضالها اكثر تقدما مما يفرزة المجتمع اليوم. و ان ارادتنا و عملنا لم يسفران بعد عن قيام اوضاع و وجود مؤسسات اكثر استجابة و اكثر تقدما للردعلى حاجات الناس، بحيث يكون البرلمان بالنسبة لها " جهازا" و هيئة متخلفة و غير ذات نفع، من قبيل تاسيس مجالس جماهيرية اكثر تعبيرا و اكثر تمثيلا من البرلمان، وبما ان الامر ليس كذلك، علينا ان نشتغل بما موجود لدينا.

هنالك تصوران حول دخول الشيوعيين في البرلمان، الاول، الايمان بان العملية السياسية هي عملية ديمقراطية، وان هنالك امكانية للدفاع عن مطالب الجماهير داخل قبة البرلمان باستحصال الحريات وحقوق الناس و تضمينها، و استصدار القوانين المهمة وذلك عبر خوض العملية الانتخابية و الحصول على مقاعد في البرلمان. وتصور اخر اخر يشير الى ان هذه الانتخابات، هي انتخابات الطبقة البرجوازية، وعصاباتها المافوية و ان العملية السياسية هي من صنع الاحتلال و حكومة المحاصصة الطائفية، و الدخول فيها هي عملية خوض في الاوحال السياسية، وهي طريق معبد للتواجد في معقل الفاسدين. والافضل رفضها ومقاطعتها جملة وتفصيلا.

اننا لسنا مع اي من هذين التصورين.

اولا اننا نرى الخارطة السياسية في العراق، و كما ذكرت اعلاه، ان ايام الاسبوع تتحول كلها الى اياما دامية، و ما اسهلها عليهم، حرق المقرات، و اغتيال الناس، و كم الافواه، لقد فعلوها في الانتخابات السابقة،و لازالوا الان يعبدون الطريق الى الانتخابات لا باستعراض برامجهم الانتخابية للمجتمع بل بالتفجيرات انهم يستعرضوا ارهابهم الدموي. هكذا يدخلون الى الانتخابات. والحال هذا لا يعطي اي حماسا للمواطن، ولا املا بان يذهب للبرلمان، ينتخب مرشحه، و ان مرشحه قادر على توفير الامن له، ناهيك عن اية مطاليب اخرى.

ثانيا لا نمتلك اية اوهاما على حقيقة وماهية البرلمان العراقي في المرحلة الراهنة، فالبرلمان الحالي ليس هيئة تمثل الشعب" او "منتخبة من الشعب" و – هل كان كذلك في يوم من الايام-. بل هيئة تمثل مصالح احزابها و منتخبة من قبل انصارها، اولئك الذين استلموا البطانيات و الجواريب و اقسموا بالعباس على ان يصوتوا للجهات المانحة، هم ليسوا ناخبين بل اصوات مشتراة. البرلمان هو ليس المكان الذي تصنع فيه القرارات التي تخص المجتمع، فتحويل قانون الانتخابات الى المجلس السياسي مؤخرا، اظهر ان هذا البرلمان هو هيئة عاجزة وصورية و شكلية، فالسياسة الحقيقية تصاغ و ترسم خارج قاعته، ما عليهم الا ان يضعوا ختمهم عليها لاحقا.

ثالثا: ان السياسة الحقيقية التي تنفذ على ارض الواقع لا صلة لها بالبرلمان. البزنس و الاعمال تاخذ مجراها خارج البرلمان، بايدي الهيئة التنفيذية و ليست التشريعية، فالحكومة والوزراء هم اللاعبون الحقيقيون في كل اعمال النهب و السلب. و حتى اذا ما استدعى البرلمان وزيرا للاستجواب، فان حزبه سيقف للدفاع عنه ظالما كان ام مظلوما. فليس للبرلمان سلطة حقيقية لمتابعة اداء الحكومة. البرلمان لا يحل و لا يربط. والامور كلها تسيرمن قبل الحكومة شاء البرلمان ام ابي، شاء "ممثلو الشعب" ام ابوا. ان البرلمان الحالي، هيئة فارغة المحتوى، شكلية، و ما يحافظ على صلة الوصل بين اعضائها هي المصالح التي تربطهم، تحت اشراف الولايات المتحدة و توجيهاتها.

الا انه، و في الوضع الحالي، و حيث ان الانتخابات هي الاحد الاشكال و الاليات التي افرزها المجتمع من اجل حسم صراعاته السياسية باي شكل كان،و باية درجة كانت، فعلينا العمل وفق هذه الالية ايضا. لم يضع المجتمع على اجندته اليوم القيام بانتفاضة، او شن ثورة، انه يقدم قدما و يؤخر اخرى في الذهاب الى التصويت يؤمل النفس ان احدا ما سياتي ليستبدل تلك الوجوه التي عرفها و سأم منها في السنوات الاربعة الماضية. اننا نعمل على هذا الاعتقاد وهذا التصور، لنكشف حقيقة ما جرى و ما سيجري،و نضع امام الانسان الكادح سبيل الخروج.

كما تسعى كل الاحزاب السياسية الى الاستفادة من فترة الانتخابات للدعاية و التبليغ لبرامجها السياسية، علينا اخذ هذه الفرصة ايضا للدعاية الى برامجنا، للتبليغ عنها، لتعبئة الناس حولها، وخاصة في اوقات بدء الحملة الانتخابية. تقوم كل الاحزاب البرجوازية بتضليل الناخب والمواطن ببرامجها و خداعة، يجب ان ننبري لها و من نفس المنبر لنكشف كل كذب و زيف ادعاءاتها. قبل الحملة و بعد الحملة و بعد الدخول الى البرلمان. انها سلسلة واحدة مترابطة الحلقات، و لافصل بينها في كشف حقيقة البرلمان ذاته، و الاطراف الرئيسية اللاعبة فيها.

ان قناعتنا ثابتة بان التغيير لن ياتي من البرلمان، بل من صفوف وعمل و نضال الجماهير،و ليس من مكان لطرح هذه الحقيقة خيرا من فترة الحرارة السياسية للانتخابات، حيث الكل يتحدث عن كل شيء، سن القوانين، الاجابة على مطالب الناس لا ياتي من النواب، ان كان هنالك تغييرا سيحدث في البرلمان القادم، لن يتجاوز تغيير الوجوه، اما الاحزاب التي ستحتل المقاعد مرة اخرى، لن تختفي ستدخل مرة اخرى مغيرة شعاراتها، تضع عليها ماركات تجارية افضل من السابقة المستهلكة و عديمة النفع باخرى من اجل التسويق ،كذلك تجلب وجوة اقل كراهية او لازالت غير معروفة لتمشي لها اعمالها. بالامس كانت المظلومية الطائفية، الان نفق سوقها، ترفع شعارات " الوطنية". ان شيئا كثيرا لن يتغير. ان هذه حقيقة معلومة لدينا. و لكن ان ندخل الانتخابات، يعني ان نخوض النضال في ذات الميدان الذي تخوض فيه سياساتها.

ليس لدينا اية توهمات بتقوية المد اليساري ضد المد اليميني ياتي عبر عملية الانتخابات. لا يمكن و عبر دخولنا الانتخابات تقوية التيار العلماني و اليساري و اظهاره على الساحة للرد في هذه العملية التنافسية على القوى الاسلامية و الرجعية في البلد؟ ان القضاء و اخراج الاسلام السياسي من الساحة، يحتاج الى ثورة عارمة و مليونية. ان تخيل ازالة و دفع القوى الاسلامية للوراء تاتي عبر انتخابات- لن تكون نزيهة على الاطلاق- امر غير واقعي. ان مليارات من الدولارات ضخت لدعم هذه الاطراف، و دولا تقيم سلطاتها على هذه العقيدة، و الة تحميق للبشر تشتغل بدون توقف، انها صناعة كاملة مرصود لها جيش و ميلشيات و امكانيات. و بحاجة الى حركة جماهيرية هائلة لدفعها الى الخلف،و ليس بقوى علمانية تمتلك التاييد والقبول بحقانية ما تقول، و لكنها تفتقر للمال و السلاح في هذه الحرب.

انظروا الى البرلمانيين الحاليين الذين يصوغون قانون الانتخابات للبرلمان القادم، انهم يصممون قوانينهم و يصوغوها و يضبطوا تفصيلها بشكل يقوض اية امكانية لظهور قوى علمانية، انهم يضعون قانونا يمنعوا فيه العمال من الدخول الى الانتخابات، و كذلك الشباب***.

تنظيم العمال و تنظيم الشباب يجب ان يتحرك صوب اعتراضهم على هذه القوانين، على الغاءها، بغض النظر عن طبيعة البرلمان، يجب وضع القانون كقانون اولا، بغض النظر عن مدى تطبيقة لاحقا ام لا، يجب ان يتصدى العمال و الشباب لاية عملية اقصاء لهم في اية هيئة او كيان او عملية سياسية.

ان هذا العمل يجب القيام به مع الجماهير، في الشارع، في تقوية تنظيمها، في تنظيم عمالها، تنظيم شبابها، تنظيم نساءها، تنظيم طلابها، و بدون المبادرة الجماهيرية وبدون العمل التنظيمي المتحزب، لن يمكن لليسار ان يرفع راسه، لن يعطي البرلمان اليميني الرجعي، فرصة ديمقراطية عادلة و نزيهة لا قبل الانتخابات و لا بعدها يجب انتزاع القوانين بالعمل النضالي.

اننا ندخل الانتخابات، من اجل الدعاية و التحريض و التنظيم و تحضير الجماهير لمسك زمام امورها بنفسها، لتعبئة و توحيد جهودها، لاستثمار كل فرصة سياسية للدفع ببرنامج عملنا السياسي الى الامام و بتحرك فاعل، لانتزاع ما يمكن انتزاعه و من اجل فرض ما يمكن فرضه من قوانين، من اجل تهيئة اوضاع افضل لنضال الجماهير من اجل مطاليبها افضل من اليوم الذي سبقه.

* http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=187846
**على سبيل المثال اظهرت الجماهير في يوم 12 اب 2008 هذا الاستعراض لارادتها و اعتراضاتها حيث نظمت تلاثة تظاهرات: الاولى في بغداد حول التعبير عن الراي في شارع المتنبي، الثانية في الاعظمية- بغداد نظمتها الاسر التي تعرض اولادها في المدارس الاعدادية للرسوب بسبب العداوات الطائفية،و الثالثة في الموصل نظمها عمال النسيج مطالبين بنقل مديرهم واعطاءهم اجورهم.
***http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=185170
****http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=190177




#نادية_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يكفي ما في قوانينكم من كوارث لتضيفوا له مآسي جديدة- حول قانو ...
- هل بحجب المواقع الالكترونية يتحقق الأمن و تحفظ الآداب؟
- منظمات جماهيرية ام منظمات مجتمع مدني؟
- منصور حكمت و السيناريو الاسود- السيناريو الابيض- حديث بمناسب ...
- هجمة جلال الدين الصغير على منظمات المجتمع المدني
- تهنئة لنساء الكويت بمناسبة دخولهن البرلمان!
- هل البديل الشيوعي امر ممكن ؟
- حول الاوضاع السياسية الراهنة و البديل الشيوعي في العراق- الج ...
- حول الاوضاع السياسية الراهنة و البديل الشيوعي في العراق
- دفاعا عن حياة و سلامة المثليين في العراق.
- اهنئكم جميعا نساءا و رجالا بمناسبة يوم الثامن من اذار، رمز ا ...
- مقابلة جريدة الى الامام مع نادية محمود حول الحزب الشيوعي الع ...
- على هامش الديمقراطية والانتخابات في العراق
- مقابلة مع نادية محمود- عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العم ...
- نعم او لا.. الحلقة الاخيرة من ردي على رد الرفيق فلاح علوان ح ...
- مرة اخرى- حول المؤتمر العمالي و رد الرفيق فلاح علوان - الحلق ...
- مرة اخرى، حول المؤتمر العمالي و رد الرفيق فلاح علوان
- رسالة الى رفاقي بمناسبة العام الجديد..
- لماذا يحذر اتحاد المجالس من اقتران اسمه بالمؤتمر العمالي، كم ...
- تهنئة و شكر للحوار..


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - نادية محمود - الشيوعية العمالية و الانتخابات البرلمانية في العراق لعام 2010