أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امنة محمد باقر - كيف تنشأ المليشيات ...؟؟ ومن يقودها ؟















المزيد.....

كيف تنشأ المليشيات ...؟؟ ومن يقودها ؟


امنة محمد باقر

الحوار المتمدن-العدد: 2816 - 2009 / 10 / 31 - 22:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لربما حفل التاريخ العربي بصور مختلفة لرجاحة العقول لدى النساء ..... مثلا قصة بلقيس الشهيرة التي تروي كيف تجنب المرأة اهلها حربا واحتلالا .. وكيف تحكم الرعية بحكمة قد يتوقع البعض ان تراها لدى الرجال .. لكنك لاتراها الا لدى النساء احيانا ... في تاريخنا الحديث ، ابتلي العراق بطاغية ... تعرفونه ... لايستحق شرف الذكر على هذه الصفحات .. هو رجل ... على الجانب الاخر لهذه المقارنة مع السيدة بلقيس !!
يقوم الرجال احيانا بالتصرف على حساب المجموع ... بما فيهم من نساء ورجال واطفال .. يأتي احدهم لكي يلتحق بمليشيا لأنه يعتقد انه يجب ان يقود المجتمع بالقوة ، قوة قذرة يدعي بها انه قائد في يوم وليلة ... عصابات جريمة منظمة ليس اكثر .... وهكذا جاء طاغية العراق السابق وامثاله الى الحكم .. وهم لايسوون فلسا !!
ولا ادري كيف تسكت مجتمعاتنا عن جماعات كهذه .. لم ار نساءا تقود هكذا جماعات !
كانت الكآبة تعتريني كلما شاهدت فيلما مصريا عن الفتوت ، ولم اكن ارى على الاطلاق انهم ينتمون بأي درجة كانت الى مجتمعاتنا ، ولا ادري كيف انهم يسيطرون او يأخذون الامور على حين غرة بحيث لا يخضعون لحكم القانون ، لربما فقط في الفترات التي يضعف فيها حكم القانون..
طاغية العراق اللعين كان رجل مليشيا ... واصحابه اليوم يختفون في دهاليز المليشيا مثلما اختفى هو في دهليزه ، لكي يعودون لنشر الرعب في قلوب الناس كما كانوا يفعلون ابان حكمهم البائد ، ولكن هذه المرة بتغطيتها تحت ستار الوطن والدين .. ولا ادري متى صار البعث دينيا ؟؟
ولا اريد ان ادخل في دهاليز المليشيا ، لكن على الاقل المرأة حين تفكر ان تقود شيئا في هذه الحياة لن تقود مليشيا !!
والذي يريد ان يبادر في عصرنا الحالي ، فأنه يبادر الى شئ ترتضيه قوانين العصر وليس يبادر الى حكم الحي السكني الذي يقطن فيه بسكين او عبوات ناسفة ... ثم انه لم يدرس في المدارس ، او ترك التعليم في فترة التسعينيات ، ويأتي ليقتل من اكمل دراسته من حملة الدكتوراه والماجستير .. لربما هو احد الفاشلين في الدراسة التحق بالجيش سابقا ولا يحتمل ان يرى متفوقا واحدا ابدا ....
في الفترات التي تمر بها البلدان بظروف قاهرة ، حين يضعف حكم القانون ، يكون من السهل احيانا ان يأتي ايا كان كي يقود .. ايا كان ...مثلا عضو سابق في البعث من الممكن وبسبب من معرفته بأدارة منطقة ما كقائد بلوك ، او قائد فيلق في جيش القدس ، من الممكن ان يعود ليكون قائدا للمليشيا في منطقته ، ولكن تحت مسمى اخر ، مثلا حزب ديني ، لكنه في الحقيقة يستخدم هذا الاسم لكي ينسي الناس تاريخه الاسود ، وفي ذات الوقت يستغل الشعور الوطني لدى اي فئة بسيطة من الناس حول التحرير وعدم الاحتلال وضرورة الخلاص من الاحتلال ، ونسي الناس البسطاء انهم كانوا تحت احتلاله وبدأوا يفكرون في ان الحكومة الجديدة هي سلطة احتلال فقط ... ومن اين تأتي الحكومة الجديدة بالجيش او القوى الامنية لارساء القانون ؟ بالطبع تأتي بهم في البداية من الخارج .. ان الفاجعة الكبرى التي ابتلي بها العراق ، هي الفكر الغبي والتخريبي الذي قضى على كل قيمة للانسان ، وهجر العراقيين وشردهم ، ومسخ البشر في هذا البلد فجعلهم كيأجوج ومأجوج ...
ثم يأتيك اخوتك العرب الذين يتعاملون كل يوم مع دول الاحتلال ، لكي يقولوا لك عليك ان تجاهد وعلينا ان نجاهد معك باسم العروبة والاسلام ... ولا ادري كيف يتذكرون الاسلام في يوم وليلة فقط تحت اسم الجهاد ، بينما هم لا يطبقون تعاليم الاسلام الحقيقية من مكارم اخلاق ، وسماحة ، وتعاطف ، لماذا يجتمعون معك على العروبة والاسلام فقط في حالات العنف ؟ وفي اوقات السلم لا يتذكرون عروبتهم ولا اخوتهم ؟ واذا جاء وقت السلم ، اختلقوا النزاع اختلاقا ، قالوا لك انك مسلم من مذهب مختلف !! ولي عني !!
على اي حال .. اي من العراقيين الذين يتذكرون فترة ما قبل نيسان 2003 يعرفون جيدا كيف ان النظام لم يكن يتهيأ للحرب على الاطلاق ، وان الامر ترك عاديا ، لربما لان الناس ملت الحروب ، او لأنهم يعرفون ان الاحتلال سيأتي على اي حال ويقضي عليهم، فقاموا باعداد الخطط للتخريب في حالة قيام حكومة جديدة ولك ما سيكون من شأنه اعلان حكومة جديدة غير حكومتهم القائمة على الغش والخداع ومسخ القيم والتقاليد ومسخ كل ماهو جديد !! هل نسينا كيف كان العراقيين مجبرين كل ليلة على اغاني تمجيد القائد .. هل تسمون تلك حياة ؟؟؟ ماقيمة الانسان حين يضطهد ويجبر على اغنية واحدة ، وفكر واحد ، وشاشة تلفاز واحدة ، يظهر فيها قائد واحد ؟؟ حتى لقد صدق الناس انه مبعوث من الاله ... وحين تصل درجة التدني الفكري الناس الى هذا المستوى .. حينها سيكون من الطبيعي ان اناسا هكذا هو مستواهم العقلي ان يصدقوا قائد المليشيا الذي يقول لهم ... ارسلني المهدي !! في حين انه حين كان بعثيا كان يكره المهدي ... ويهدد الناس بكل من يذكر اسم امام اخر الزمان ................................. وكل الاطاريح التي تتحدث عن عودة المخلص كعيسى اليسوع او مهدي الاسلام ..
لكن العجيب في الامر ان الذين يدعون انهم على عداوة مع البعث وانهم من اهل الدين ، قاموا ايضا بمؤاخاة البعثيين ، وهم يعلمون ان البعث لاقيم له ولا يؤمن بالوطنية ، لذا صار الاثنان في مليشيا واحدة شيعية او سنية ، ولكن العجيب في هذه المليشيا انها تقتل ابناء العراق ، ولم ار قتيلا واحدا من التحالف او قوات الاحتلال ؟
تنشأ المليشيا من اطفال مجبرين على حمل السلاح في حيهم ، والا فأن الميشيا الدينية سوف تقتلهم ، وترى بعض المناطق التي غاب فيها حكم القانون ودور الدولة ، تراها تحت هيمنة كاملة من قبل المليشيا ..
وفي مقال سابق قال لي احدهم انني اتحدث عن فترة سابقة ، ولكن احدى المدن في الجنوب ، اذا غادرها الجيش الذي يقوم بالحماية والانتشار لفرض حكم القانون ، فأن اليوم التالي سيشهد عودة القتل والسبي والخطف ، فتعود الدولة لارسال الجيش من جديد .... اي ان الوضع في حقيقته منفلت ... والا لماذا يسكتون فقط في حالة انتشار الجيش ؟؟
على اي حال ... ان هكذا نماذج حين تأتي لتحكم في شوارعنا ، فمعنى ذلك ان شوارعنا خلت من المثقفين ، وسلمت الى المفسدين ... حين لاتكون قادرا على ان تقود مجتمعك ... وانت المتعلم ... فما فائدة تعليمك ؟ ومافائدة الثقافة التي تحمل ، ان كان غيرك ممن يحمل السلاح اقدر على فرض رأيه ، وانت صاحب الحصافة لاتقدر ..؟
وكما جاء في سورة النمل .. فأن المدن او القرى التي لا ترد المفسدين سيكون وبال امرها بالنتيجة على المجموع ، لان المجموع ان سكت على رهط ( تسعة اشخاص فقط يفسدون ) فأن النتيجة ستقع بالكارثة على كل اهلها ، وهذا ما حدث في مدن الجنوب في العراق يوم سلمت الى المليشيات ... والله من وراء القصد

وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ (48)
قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (49)
وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (50)
فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ (51)
فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (52)



#امنة_محمد_باقر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليلى قيس ...
- اخلاقيات العمل ... مع النساء !
- المرأة العربية : التقاليد والمعاصرة !
- ما تقتضيه المروءة...............!!
- حتى الظلام هناك اجمل ... ولكن
- وعندما أموت ....
- فتاة المراثي ..
- حريات الرجل ... وحرية المرأة ......
- الرجال لايفهمون كل شئ ..
- عندما تغرب الشمس ..............................
- المرأة والشعور بعدم الانتماء .....
- رجل في المدى البعيد ............
- نبوة السياب !!
- مي زيادة ، وصاحب دمعة وابتسامة !!
- لا يا جبران خليل جبران !!
- أ علي العلياء سلامي ....
- الحوار المتمدن ... في فكر هاجر ...
- شعوب في الزاوية ..........
- امرأة فرعون ................
- هاجر تلتقي اسلام !!


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امنة محمد باقر - كيف تنشأ المليشيات ...؟؟ ومن يقودها ؟