|
الديكتاتور 10 (مرض الزعيم)
ثائر الناشف
كاتب وروائي
(Thaer Alsalmou Alnashef)
الحوار المتمدن-العدد: 2816 - 2009 / 10 / 31 - 10:31
المحور:
الادب والفن
المشهد العاشر (مرض الزعيم) ( يجلس عسال وولاء وسياف في مكتب الزعيم ) سياف (مرتبكاً ): لا أردي ماذا سأقول للزعيم ؟. عسال : من الواضح أن الزعيم في حالة ميئوس منها . ولاء ( محتداً ) : اعدل لسانك ، ألا تدري بخطورة كلامك علينا ونحن في قصره . عسال ( حانقاً ) : أقصد أن الزعيم بشر مثلنا ، له ما لنا وعليه ما علينا . ولاء : كفاك هذياناً ، واحفظ لسانك كي لا تلحق بمن سبقوك . عسال ( بحدة ) : لا أدري لماذا تستفزني في هذا اليوم ، ألم تعلم أن الزعيم في وعكة صحية شديدة . سياف ( مستغرباً ) : ماذا قلت ؟. عسال : ويلاه .. ويلاه ، تسمع دبيب النملة ولا تعلم أن الزعيم في حالة صحية خطرة . سياف : قسماً بشرفي العسكري ، لم أسمع إلا الآن ، ومن أين لي أن أعرف ، وأنا غارق في جس نبط الناس ( يشير إلى عسال ) لكن كيف عرفت ؟. عسال ( متأففاً ) : مجرد اجتهاد شخصي . ولاء ( ممتعضاً ) : من الآن وصاعداً ، علينا أن نحذر من اجتهاداتك . ( يدخل رعد ) رعد : مساء الخير . ولاء : أهلاً بك ، أين الزعيم ، كيف حاله ؟. رعد ( مرتبكاً ) : بخير .. بخير ، لِمَ تسأل عنه وأنت في قصره ؟. ولاء ( مرتبكا): لا شيء .. لا شيء ، فقط أردت الاطمئنان على صحته . سياف ( بخبث) : يا ترى لِمَ تأخر الزعيم عن الاجتماع ، هل ثمة ما يشغله ؟. رعد ( بثبات) : كلا ، إن الزعيم في فراشه ويحتاج قسطاً من الراحة . ولاء : ما دهاه ؟. رعد : لقد ألمت به وعكة صحية شديدة ليلة البارحة . ولاء : وهل نستطيع رؤيته ؟. رعد : ليس الآن ، سأقرر فيما بعد ، ما إذا كان بإمكانكم لقاءه . سياف : لا بد لنا أن نراه ، لنطمئن عليه ، ولنعرف كيف ستسير الأمور في هذه المرحلة . رعد : اطمئنوا ، لقد عهد إلي بتسيير كافة الأمور من بعده . عسال ( مستنكراً ) : لكن مقامك أقل من مقامنا . رعد ( مقطباً حاجبيه ) : قد يكون ذلك صحيحاً ، لكن الأقوى بيننا هو الأولى بالنيابة عن الزعيم ، أليس كذلك ؟. ولاء (متملقاً ) : أشهد أنكم الأقوى والأقدر على إدارة البلاد . سياف ( بنزق ) : ما يتردد إلى أسماعنا غير مقنع ، ولا بد من لقاء الزعيم . رعد ( مرتاباً ) : ما قصدك ؟. عسال : أجل لا بد من لقاء الزعيم لجلاء الغموض الذي يكتنف غيابه . رعد ( محتداً ) : وهل ثمة شك فيما أقول ؟. عسال ( مشيراً بيده لرعد ) : أنت لا تقيم وزناً ولا احتراماً لمقام الزعيم . رعد ( يضرب الطاولة بيده ) : من أقنعه كلامي ، فإن هذه الضربة تؤذن ببداية زعامتي ، ومَن لم يقنعه ، فإني سأقلب الطاولة على رأسه . عسال ( يقف غاضباً ): هذا تهديد خطير لن نقبل به ، وادعاء فارغ لا قيمة له ، ستدفع ثمنه عاجلاً أو آجلاً . سياف ( بتحد ) : على من تقرأ مزاميرك ، أنت زعيم نفسك ، ولن تفلح مساعيك في خطف الزعامة من صاحبها الحقيقي . ولاء : أهدءوا قليلا ، ودعونا نناقش المسألة بروية ( يشير إلى رعد ) علينا ألا ننسى ، أن السيد رعد هو الشقيق الأصغر للزعيم ، وإليه تؤول مقاليد الحكم في حال غياب الزعيم ، هكذا يقول المنطق . رعد ( يربت على كتف ولاء ) : أحسنت صنعاً أيها الوزير ، ليتهم يُعمِلون عقولهم المتخشبة ، لجنبوا أنفسهم وبلادهم سوء العاقبة . عسال ( بتحدٍ ) : وما عساك أن تفعل ؟. رعد ( متجهماً ) : سترى أفعالاً يشيب لها الوالدن ( يشهر سبابته في وجه عسال) وأنت أول مَن سيدفع ثمنها . عسال : إن استطعت حرث البحر ، فهنيئاً لك الزعامة ، لكنك بفعلك هذا ، تخالف ما أوصاني به الزعيم ( يخرج غاضباً ) . رعد ( بأعلى صوته ): وما أوصاك الزعيم ( يحدق بزملائه ) لقد جنى هذا المتآمر الأحمق على نفسه ، لمخالفته الفاضحة لمنطق الحق . سياف ( عابساً ): وأخشى الآن ألا تكون قد جنيت على نفسك أيضاً ( يخرج ) . رعد ( ببرود ) : حتى أنت يا سياف ( يمشي ثلاث خطوات باتجاه باب القاعة ) . ولاء ( يعضد ذراع رعد ) : لا تأبه لهما كثيراً ، فالطيور على أشكالها تقع . رعد ( ساخطاً ) : تباً لهما . ولاء ( متزلفاً ) : سأزف للشعب بشرى زعامتك ( يهم بالخروج ) هيا بنا . رعد ( مزهواً ) : حسناً .. هيا . (يخرجان) * * *
#ثائر_الناشف (هاشتاغ)
Thaer_Alsalmou_Alnashef#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الديكتاتور 9 ( المواجهة )
-
النظام السوري : القمع خبز الثورة
-
الديكتاتور 8 (الاستعداد للمواجهة)
-
إخوانية حماس : عبث الإسلام السياسي
-
الديكتاتور 7 ( المعارضة )
-
الديكتاتور6 ( القصر- مكتب الزعيم )
-
الديكتاتور 5 ( منتدى العدالة )
-
ماركس والاعتراف بمحمد
-
الديكتاتور 4 ( قمع الصحافة )
-
الديكتاتور 3 (مقهى المدينة)
-
هل وفاء سلطان علمانية ؟
-
الديكتاتور 2 ( قاعة السجن )
-
دمشق - طهران .. والسير في حقل الألغام
-
الديكتاتور 1 ( قصر الزعيم )
-
لا تغرقوا مصر في الظلام
-
الإسلام والحضارة : أزمة هوية
-
لماذا العلمانية ضد الإسلام ؟
-
الإسلام والسلطة : مَن يُفسد الآخر ؟
-
العربدة الأسدية !
-
خصخصة الإسلام لا علمنته
المزيد.....
-
نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم
...
-
هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية
...
-
بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن
...
-
العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
-
-من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
-
فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
-
باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح
...
-
مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل
...
-
لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش
...
-
مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
المزيد.....
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
المزيد.....
|