أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - أحمد الخميسي - هل تتطور المرأة المصرية بالأوامر ؟














المزيد.....

هل تتطور المرأة المصرية بالأوامر ؟


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 2801 - 2009 / 10 / 16 - 18:11
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


لو أن أحدا حكي لي هذه القصة ما صدقته . فقد دق جرس المحمول الخاص بي ذات يوم ، وسمعت صوتا غليظا به حشرجة التدخين يقول : يا أوستاذ ابنتي تكتب الشعر وتريد أن تنشر قصائدها . هل تساعدها ؟ فإذا نشرتم قصيدة من تأليفها هل تدفعون لها مكافأة؟ . قلت : لابد أولا أن أقرأ شيئا مما تكتبه . قال : لحظة واحدة . وسمعت صوت خشخشة فظننت أنه يناول السماعة لابنته ، لكني فوجئت بالرجل نفسه يتنحنح ويبسمل ويصيح كتلاميذ المدارس : قصيدة الحب الأول للشاعرة ولاء حسن ! وأخذ يقرأ علي ما كتبته ابنته ! وحط على ذهول فقد أدركت أن ابنته الشابة الصغيرة الكاتبة ممنوعة من مخاطبة الرجال ! وألزمني الصمت شعور قوي بالأسف ، بينما صاحب الصوت الخشن يزعق : آلو.. آلو.. يا أوستاذ..عجبتك القصيدة ؟ آلو.. يا أوستاذ ؟ . تساءلت بيني وبين نفسي : ماالذي يمكن أن تكتبه فتاة شابة موهوبة محاصرة إلي هذا الحد ؟ الحب الأول ، موضوع قصيدتها ، كان كما اتضح ، حبها لأمها ، الحب المتاح رسميا اتخذته غطاء للحديث عن عاطفة أخرى لاهبة . وتذكرت قصة أخرى لكاتبة قصصية تزوجت من شاب يكتب هو الآخر، لكنه سرعان ما اكتشف أنها هي الموهوبة ، وأنه لاشيء ، فمنعها بمختلف الذرائع من الكتابة والنشر ، لكنها العام الماضي طبعت مجموعتها القصصية على حسابها باسم مستعار وأخفت نسخها عند صديقة لها وصارت توزعها في السر ! لأنها تعتقد كما قيل لها منذ طفولتها أن " ظل رجل ولا ظل حائط " حتى لو كان ذلك الرجل مجرد سخافة متحركة . تذكرت قصة فتاة أخرى من الصعيد ، تكتب في الليل ، سرا ، دون علم أهلها ! . تذكرت ما حكته لي أديبة من القاهرة ، حين قالت إنها لا تستطيع أن تعبر بما تكتبه عن كل مشاعرها كامرأة ، لأنها متزوجة ! . تذكرت نساء استطعن أن يحطمن كل تلك الحواجز مثل فاطمة زكي ، وسناء المصري ، ولطيفة الزيات ، ورضوى عاشور ، وبهيجة حسين ، وغيرهن ، لكنهن قلة واستثناء وسط القاعدة الكبيرة . تذكرت نساء من الجانب الآخر مثل الثائرة الروسية العظيمة لاريسا كرايسنر التي كتب عنها فاديم أندرييف : " لم يكن هناك رجل واحد يمر بها دون أن يتجمد في الأرض كالعمود ، بيد أن أحدا لم يكن ليجرؤ على الاقتراب منها أبدا ، فالكبرياء التي تشبعت بها كل حركة من حركاتها كانت تحميها بجدار صخري لا يخترق " . هي لاريسا التي أعطت الأمر للمدرعة أفرورا لإطلاق المدافع معلنة انتصار ثورة . تذكرت الكاتبة الأمريكية العظيمة هارييت ستو التي كتبت " كوخ العم توم " وكانت ربة منزل تعنى بستة أولاد ، وأشعلت بروايتها حركة تحرير العبيد ، وحين التقاها الرئيس الأمريكي لينكولن صافحها بإجلال قائلا لها : " أنت إذن المرأة التي أشعلت الحرب " ! . يحدث أن تستطيع المرأة تحطيم الحصار حولها والنفاذ إلي نور وجودها ووعيها وكرامتها ، لكن ذلك يحتاج إلي إرادة استثنائية ، ولايمكن أن يكون المجتمع اختبارا قاسيا للمرأة ، فلابد للمجتمع أن يساعد على تطوير المرأة لقدراتها وطاقتها . وفتح الطريق أمام المرأة لا يتم بإصدار التعليمات بمنع الطالبات من ارتداء النقاب، فإذا أنت نزعت النقاب بالقوة ، فإنك لن تنزع فكرة النقاب من رأس الفتيات . أيضا فإنك إذا ألزمت امرأة بارتداء النقاب فإنك لن تنزع فكرة الحرية من رأسها . وكان الأجدى والأفضل من قرارات الأزهر ووزارة التعليم العالي بنزع النقاب فتح التعليم المشترك للبنين والبنات ، لتعليم وتربية البنت أنها لاتقل في شيء عن الولد ، وتعليمها أن " أعز ما تملك " هو عقلها وكرامتها وعلمها وعملها ، وتلقينها أن مخ المرأة الأقل وزنا من مخ الرجل قد يتفوق في الذكاء على أي رجل . المطلوب وضع شروط اجتماعية لدفع المرأة للأمام ، أما الأوامر والتعليمات فهي آخر ما ينفع .
هناك عبارة شائعة أن وراء كل عظيم امرأة . لكن المرأة عندنا وراء الرجل في كل الأحوال ، سواء أكان الرجل عظيما أم سخيفا فارغا ، سواء أكانت تدفعه للأمام أم تجره للوراء ، فوضعها الطبيعي لدينا أن تكون وراء الرجل . وعلى المرأة قبل غيرها يقع عبء أن تضع نفسها حيث تستحق ، في دوائر النور والإبداع والتأثير.

***



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيلم الحكومة والشعب .. أين عمري ؟
- لماذا يعرض التلفزيون المصري مسلسلات أثناء الإعلانات ؟
- إيمى
- عالم مصر السفلى
- من كان قادرا على الكتابة فليكتب .. أو فليسكت !
- ندم - قصة قصيرة
- كناري الصغيرة
- ماذا نعني بترجمة الأدب الإسرائيلي ؟
- نتنياهو - المهزلة والدراما
- الضمير المصري يستقبل أوباما بمسرحية - فضيحة أبو غريب -
- حزب مصري جديد .. معارض للحياة
- محمد الفضالي .. مبدع جديد
- الأوبرا المصرية مغلقة أمام سيد درويش مفتوحة للإسرائيليين ؟
- عداء السامية لنا
- انتظار - قصة قصيرة
- المحكمة الدولية واعتقال الرئيس السوداني
- الحرية لمجدي حسين
- أنطون تشيخوف الحبيب
- المثقفون البريطانيون - ينبغي لإسرائيل أن تخسر - !
- المصريون وغزة


المزيد.....




- هل تشارك السعودية للمرة الأولى في مسابقة ملكة جمال الكون؟
- “أغاني الأطفال الجميلة طول اليوم“ اسعدي أولادك بتنزيل تردد ق ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد
- موضة: هل ستشارك السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون للمرة الأ ...
- “مش حيقوموا من قدامها” جميع ترددات قنوات الاطفال على النايل ...
- الحكم على الإعلامية الكويتية حليمة بولند بالسجن بذريعة “الفج ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد
- شاهد.. أرجنتينية بالغة من العمر 60 عاما تتوج ملكة جمال بوينس ...
- إلغاء حكم يدين هارفي واينستين في قضايا اغتصاب
- تشييع جنازة امرأة وطفلة عمرها 10 سنوات في جنوب لبنان بعد مقت ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - أحمد الخميسي - هل تتطور المرأة المصرية بالأوامر ؟