أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدر عبدالملك - أوربا الجديدة بين رعب الحرب وحلم السلام















المزيد.....

أوربا الجديدة بين رعب الحرب وحلم السلام


بدر عبدالملك

الحوار المتمدن-العدد: 2785 - 2009 / 9 / 30 - 22:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ظلت أوروبا قبل الثورة البلشفية، تعتبر نفسها الوريث الدائم للمركزية الأوربية على مستوى العالم من منظور رأسمالي بحت ينتمي لمرحلة ما بعد الكولونيالية، وبأنها مركز الإشعاع العلمي والنهضوي، بل واعتقدت أوربا أنها قارة واحدة بنظام واحد، حتى وان تميزت بصراعات قومية ونشوء دول حديثة وتقسيم حدود فيما بينها، فقد كان القرن 20 مختلفا عن القرن السابق الأكثر توترا بالحروب القومية الداخلية في القارة، بما فيها اختفاء الإمبراطوريات الشرقية على مشارف حدود القارة كما هي الإمبراطورية العثمانية، غير إن الشبح الذي اختفى مع اختفاء نقيضه القيصري في القارة وانتصار الجزء الأوربي الغربي من القارة على تلك الإمبراطوريتين الكبيرتين في الشرق كالقيصرية والعثمانية، الأولى تميزت بأرثوذكسيتها والثانية بإسلامها لم ينته تماما، وكلاهما كان لديه حلم في تلك القارة العجوز. لم تنته يقظة وأحلام القارة من شبح الحرب الدائم، فمع الثورة البلشفية شهدت القارة ولأول مرة في تاريخها ولادة نظام عالمي جديد قائم على الثنائية الإيديولوجية، مجددا طبول الحرب والتلويح بها والعيش داخل دائرة التهديد والتوتر، خاصة وان القارة ولدت مع حربين عالميتين وكانتا سببا ونتيجة لولادة تلك العملية المدمرة للعالم الا وهي الحرب، فقد اتسعت مجالاتها إلى خارج حدود القارة وقد دفعت ثمنا باهظا له الشعوب قبل الأنظمة بنزعتها الاستعمارية الجديدة. ومع تطور العملية السياسية في القارة بين النظامين العالميين الجديدين خلال سبعة عقود وتنامي تطور العملية العسكرية وتزايد هوس التسلح بين المعسكرين، كانت الولايات المتحدة العراب الأكبر لحماية الحلفاء في القارة أثناء وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية. كان على الخصمين / الصديقين مؤقتا ضد الهتلرية، أن يعودا إلى موقعهما الإيديولوجي حال انتهاء الحرب وتقاسم كبار القارة ألمانيا المهزومة المدمرة، لهذا وجدنا ان أول المباركين لتلك الخطوة الأمريكية هي ألمانيا لكونها كانت مصدر حربيين عالميتين. كان مؤتمر يالطا التاريخي نهاية المطاف المأساوي للحرب. ولكن هل بالفعل لم تشهد القارة حربا ثالثة؟ الإجابة نعم قياسا بالحربين الماضيتين، ولكن الاحتكاكات والمواجهات والتوترات ظلت قائمة بل وتجلت كثيرا في المواجهات العسكرية في ألمانيا المقسمة وتحديدا برلين تلك المدينة المشوهة والمقسمة بشكل عجيب داخل بنية نظام »المرحومة« ألمانيا الشرقية. هكذا عاش العالم بين حدي السكين والأسنان النووية والصواريخ المنصوبة والمتسارعة في قدراتها التدميرية، إلى أن بلغت بين الصقور المتواجهة في القارة حد التفكير في الدخول إلى مشروع فكرة التسابق في عسكرة الفضاء، ذلك المشروع الجنوني الذي عرف بمشروع حرب النجوم. كانت السياسة السلمية والتفاوض يتناوبان مع التسلح والتسويات السلمية جنبا إلى جنب كثنائية الصراع المستمر بين القطبين العملاقين، انطلاقا من مبدأ فلسفة الردع والتوازن العسكري بين النظامين العالميين. وكان مبدأ محاولة إبعاد العالم عن شبح حرب عالمية ثالثة راسخا في الأذهان، خاصة بعد تأسيس منظمة دولية تعني بسلام العالم وتنميته على أسس عادلة! هذا الحلم الإنساني ربما بدا وهجه يظهر بفرح للأوربيين عامة وللألمان خاصة عندما انهار جدار برلين، ومن ثمة انهارت المنظومة، غير ان ترسانة السلاح المكدسة في القارة ظلت كما هي، وظلت روسيا الجديدة في القارة الأوربية خارج نطاق المشاريع الكبرى في القارة كمشروع قيام الاتحاد الأوربي وإعادة رسم وبناء أوربا الجديدة ما بعد القطبية الثنائية، سمع العالم مجددا الخطاب السلمي بحذر، وسمع مجددا اسطوانة مشكوكا في مصداقيتها حول أهمية توسيع دور حلف الناتو خارج دوله وخارج القارة القديمة. وكدنا نصدق ان المؤسسة العسكرية وصناعة السلاح في عصر العولمة سوف يتناقص، وان القوة العسكرية ستكون حارسا أمينا للديمقراطية!! نعم الديمقراطية في حضن القوة الدولية المدججة بالسلاح ابتداء من العراق ومرورا بباكستان وانتهاء بأفغانستان وأمكنة عدة لم تخلو منها قارة أمريكا اللاتينية مؤخرا إزاء القواعد العسكرية المتعددة في كولومبيا، بحيث اعتبرته دول القارة تهديدا لأمنها، فيما تواصل صقور البنتاغون المحاولة في تمرير خطاب الكذب العالمي، بأن تلك القواعد لمكافحة تجار المخدرات والجماعات المتطرفة والإرهاب! كان ذلك ممكن مع دول صغيرة غير إن تفتيت القارة وإعادة هيكلتها بعد الاتحاد السوفيتي تمت قراءته خطأ في مرحلة ثمالة يلتسن وتبعيته للاملاءات الأمريكية »بعسل الاستثمارات الكبيرة« ولكن روسيا ليست بقالة صغيرة ولا حديقة خلفية، وإنما روسيا الجديدة هي ارث قيصري أوروبي وسوفيتي، تمتلك ثروة وطاقة بشرية هائلة وفي قلب القارة ومفتاح الجزأين الشرقي والغربي والاورواسيوي، وكل نوافذها مفتوحة بحجم حدودها ونفوذها. فكان الدرس الروسي في جورجيا والحروب البلقانية والشيشانية وغيرها يؤكد ان روسيا ذراع هام لثنائية العالم أو جماعيته في مواجهة الإرهاب والتخلف ودمقرطة العالم على الأسس الحرة الغربية المنشودة. ولكي تعيد الولايات المتحدة قراءة ملفاتها السابقة في إدارة اوباما بشكل سليم، كان عليها أن تزيل عنها ازدواجية المرحلة السابقة فلا يمكن من جهة تهديد روسيا بنصب الصواريخ في دول مجاورة وفي ذات الوقت مناشدة روسيا أن تكون الحليف الاستراتيجي في لجم وحث إيران عن نواياها في تملك أسلحة الدمار الشامل، وبان تصبح روسيا مستقبلا جزءا من القوة الفاعلة في ملاحقة خزان الإرهاب في أفغانستان وحدود باكستان واسيا الوسطى. لقد تم إعادة بناء البلقان وهذا هو الحلم الأوربي، وتم إزالة النظام الاشتراكي ومعسكره من القارة وهذا هو الحلم الأكبر، وجاء الوقت لبناء أوربا قوية وحليفا هاما وموحدا مع صديقه فيما وراء المحيط من اجل بناء عالم مختلف ومتنوع قائم على التكافؤ والعدل الدوليين بين دول وشعوب العالم. لهذا فان مشروع بوش في محاصرة روسيا عسكريا وفي التعامل معها بخطاب العسكرة فشل نهائيا، وان التسابق العسكري سيكون على حساب التنمية في ظل وجود أزمة دولية خانقة تحتاج الدول لعقد كامل من إنفاقها في تنمية الموارد البشرية ومواجهة البيئة المدمرة. لهذا كان من الطبيعي أن ينتصر اتجاه السلام والحمائم في القارة الأوربية الجديدة والعالم، في مواجهة الصقور المولعين بتسويق السلاح وإشعال بؤر التوتر والحروب الأهلية اللعينة على حساب أولويات عدة تهم حياة الإنسان ومستقبله.





#بدر_عبدالملك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غواتيمالا على خطى تشيلي
- شجاعة الأفغانيات
- انتفاضة يونيو الإيرانية تستأنف غضبها
- يا.. محنة الإخوان في آخر الزمان!!
- تطور الصدام ومجرياته المحتملة
- سلطة تستحكمها القبائل والتخلف
- ماذا بعد انتصار المرأة الكويتية انتخابياً؟
- موت النمر التاميلي.. ولكن؟
- الكراهية والحلم في الصراعات الإنسانية
- المونولوج الإنساني
- مؤتمر دولي في طهران والبعد السياسي
- الحرب والعنف والإرهاب
- هل الشيطان وراء الأزمة المالية؟‮!‬
- هتلر وفرانكو في‮ ‬مقصورة المباراة
- الإرهاب لايزال مخيفاً‮!‬
- المرأة والقاطرة التاريخية
- حوار الدوحة والواقعية السياسية
- جيفارا‮.. ‬الفكرة والأيقونة
- التكفيريون وعمى الألوان
- الطائفية‮.. ‬الجاثوم السياسي‮ ‬في ...


المزيد.....




- ماذا قال الحوثيون عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجام ...
- شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول ...
- الجيش الأميركي بدأ المهمة.. حقائق عن الرصيف البحري بنظام -جل ...
- فترة غريبة في السياسة الأميركية
- مسؤول أميركي: واشنطن ستعلن عن شراء أسلحة بقيمة 6 مليارات دول ...
- حرب غزة.. احتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية
- واشنطن تنتقد تراجع الحريات في العراق
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- جامعة جنوب كاليفورنيا تلغي حفل التخرج بعد احتجاجات مناهضة لح ...
- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدر عبدالملك - أوربا الجديدة بين رعب الحرب وحلم السلام