أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سعد هجرس - لماذا أصبحت الطبقة السياسية سميكة الجلد؟!














المزيد.....

لماذا أصبحت الطبقة السياسية سميكة الجلد؟!


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 846 - 2004 / 5 / 27 - 04:03
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


كنت من أنصار النظرية القائلة بـ »تقدمية« التاريخ، وأن اليوم أفضل من الأمس وأن الغد سيكون أحسن من اليوم وأن الماضي ليس هو الفردوس المفقود بأية حال من الأحوال.
ولذلك لم أوافق أبداً علي ترديد عبارة »الزمن الجميل«، التي تقال دائما في معرض »النوستالجيا«، والحنين الي الماضي والتحسر علي الايام الخوالي، اللهم الا اذا كان المقصود أيام الشباب علي الصعيد الشخصي ومايترافق معها من صحة وإقدام ومغامرة ودهشة.
لكنني ضبطت نفسي متلبساً خلال الأيام الماضية بالانضمام الي نادي »عواجيز الفرح« الذين يبكون علي الاطلال.
أما السبب فهو هذه الظاهرة العجيبة التي اجتاحت الطبقة السياسية في أنحاء مختلفة من العالم.. بما في ذلك العالم »المتقدم« والعالم »الثالث« علي حد سواء.
هذه الظاهرة هي أن هذه الطبقة السياسية أصبحت سميكة الجلد وقليلة الاحساس وبليدة الشعور مقارنة بالسلوك المألوف من الساسة المحترمين في القرن الماضي.
فقد عشنا وشفنا بأعيننا أن السياسي الذي يضبط متلبسا بالكذب كان يسارع إلي تقديم استقالته علي الفور، والي الاعتذار علناً، والانسحاب من دائرة الضوء والعمل العام..
وكان الرأي العام ينظر إلي الكذب، في شئون الدولة والحكم والسياسة، علي أنه من الكبائر، وينظر الي السياسي الكذاب نظرة احتقار، تكاد ان تكون حكما لايقبل النقض بالاغتيال المعنوي لهذا السياسي الكذاب،
الغريب .. أن القرن الحادي والعشرين شهد »ردة« بهذا الصدد. وهذه »الردة« لاتخص ساسة هامشيين أو من العالم الثالث، وإنما تخص أكبر رأس في اكبر دولة تهيمن علي النظام العالمي بأسره.
فالرئيس الأمريكي جورج بوش، وكبار اقطاب ادارته قد شنوا حرباً رهيبة علي العراق.
وثبت بالدليل القاطع والدامغ ان الاسباب التي تذرعوا بها لشن هذه الحرب العدوانية والتي راح ضحيتها مئات وآلاف من البشر الأبرياء، كانت أسباباً كاذبة، بل ومزورة مع سبق الاصرار والترصد في أحيان كثيرة.
وثبت أيضاً بالدليل القاطع والدامغ ان الحكومة البريطانية وعلي رأسها توني بلير متورطة في نفس مستنقع الأكاذيب.
بعد أن قدم كبار المسئولين في الدولتين ، امريكا وبريطانيا إلي المجتمع الدولي ومجلس الأمن الدولي الآف الاوراق ـ التي أطلقوا عليها اسم وثائق ومستندات تثبت امتلاك نظام الرئيس العراقي صدام حسين لأسلحة الدمار الشامل، وان هذه الاسلحة الرهيبة ذات القدرة التدميرية الجهنمية قادرة علي تهديد العالم بأسره في غضون 45 دقيقة فقط، تبين أن هذا كله هراء وكلام فارغ.
وبعد أن تذرع المسئولون في الدولتين بانتهاك حقوق الانسان في العراق علي يد نظام صدام حسين، لشن هذا العدوان ، كشفت الايام ان القوات الامريكية والبريطانية مارست في العراق سياسة بربرية تضمنت انتهاكا واسع النطاق لابسط حقوق الانسان، فضلاً عن اغتيال السيادة الوطنية لبلاد الرافدين. واظهرت الصور التي تسربت من سجن أبو غريب بشاعة تتضاءل إلي جانبها جرائم التتار والمغول في الايام الغابرة.
ومع كشف النقاب عن هذه الفضائح المروعة تم ضبط أكبر الرءوس الامريكية والبريطانية بالكذب مرة ثانية وثالثة.. وألفا.
ومع ان هؤلاء الساسة الكبار ضبطوا متلبسين بالكذب علي شعوبهم وعلي الرأي العام العالمي وعلي المجتمع الدولي واكبر هيئاته..فإنهم لم يستقيلوا ولم يفكروا في التخلي عن مناصبهم.
والأعجب أنهم حين اضطروا الي الاعتراف بأنهم كذبوا علي شعوبهم وعلي العالم، وحين اضطروا الي الاعتذار عن بعض الجرائم البشعة التي تم كشف النقاب عنها ـ بسبب او لاخر ـ قالوا الصفاقة منقطعة النظير أنهم لن يستقيلوا.. ولعل وزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفيلد كان الاكثر صلفاً عندما تشبث بمنصبه رغم كل ماجري ورغم ثبوت مسئوليته عن جرائم حرب فظيعة!
الظاهرة الثانية المصاحبة لظاهرة استسهال كبار الساسة للكذب هي ظاهرة فشل بعض أرباب السياسة دون أن يفكروا في التنحي عن مناصبهم..
وفي الأيام الخوالي. كنا نري أن رجل السياسة الذي يخفق في تحقيق المهمة الموكلة إليه يسارع الي تقديم استقالته. بل إن أرباب السياسة اليابانيين مضوا أبعد من ذلك وأضافوا الي الأدبيات السياسية ممارسة تعبر عن الحساسية المفرطة هي انتحار من يخطيء.
الآن.. الفاشلون يتشبثون بمقاعدهم وكأنهم ملتصقون بها بطبقة كثيفة من الغراء.. ويحترفون التبرير الذي يصل إلي مرتبة الكذب في أحيان كثيرة.. ولعل أقرب الأمثلة علي ذلك موقف المسئولين عن الاهانة الكبيرة التي لحقت بمصر الشهيرة بفضيحة »الصفر« حيث لم تحصل أرض الكنانة علي صوت واحد لاستضافة كأس العالم. فلم يعترف هؤلاء المسئولون بالفشل ولم يضع أحدهم في عينه حصوة ملح، بل إن بعضهم ذهب الي النقيض حيث برر هذه الفضيحة بأنها كانت ثمنا لتمسك الوفد المصري »بالاخلاق« ورفضه دفع رشاوي لاصحاب الاصوات التي لم نحصل علي أي منها!
> فلماذا أصبحت الطبقة السياسية سميكة الجلد؟
> وهل هذه البلادة مجرد ممارسات شخصية لأفراد متبلدي الاحساس؟
> أم أنها ظاهرة بدليل امتدادها واتساع نطاقها حتي أصبحت تضم اكبر الساسة في اكبر الدول وأصغر كبار الموظفين في الدول »النامية«؟
> وهل تعبر عن أزمة عامة للديموقراطية..وإذا كان غيابها أو تقييدها في بعض البلدان "النامية" يتيح نشأة هذه الظاهرة الغريبة، فما هو سبب ظهورها ـ ربما علي نطاق أوسع وبمخاطر أشد ـ في بلاد تتباهي بأنها قلاع للحرية؟!
والأهم هو هل يستمر تجاهل سخط الرأي العام علي الساسة الكذابين والفاشلين؟.. والي متي؟!
الاجابة بالقطع.. ليست في البكاء علي أطلال الماضي حتي لو كان البعض يحب أن يسميه بـ »الزمن الجميل«.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خصخصة حق تقرير المصير.. هى الحل
- مهرجان »كان« السينمائي أهم من قمة تونس العربية
- يحيا العدل.. الأمريكي !
- اكبــر ديمقـراطيـة .. فى بـــلاد تركب الأفيــال
- الغضب .. أفيون العرب!
- جــريمـــــة الـقــــرن الحــــادي والعشـــــــرين
- الــــــورطــــــــــة !
- - وعد بوش - .. لاقامة إسرائيل الكبرى
- حكاية سيدة محترمة اسمها - ميريام - اطلبوا الإصلاح .. ولو من ...
- بعد أن تحول العراق من »وطن« إلي »كعكة« سباق دولي وعربي محموم ...
- رسالة مفتوحة الى أصحاب الجلالة والفخامة والسموالبقية فى حيات ...
- بين -الدير- و-الشيخ- .. -ياسين- يدفع فاتورة الاستشهاد جرائم ...
- رئيس الحكومة صاحب المزاج العكر .. أول ضحايا لعنة العراق
- من لا يقـــدر على - بــوش- وزعــانفــــه فليقــــذف نــادر ف ...
- من لا يقـــدر على - بــوش- وزعــانفــــه فليقــــذف نــادر ف ...
- العربى مريض .. فمن يكون - بوش - : الطبيب أم الحانوتى ؟
- صاحبـــة الجــلالة تنهـض من تحـت الأنقــاض
- بمناسبة انعقاد المؤتمر العام الرابع للصحفيين مـصــــر تستـحـ ...
- حــرب - الكــاتشــب - و - النفــط - للفــوز بالبيت الأبيــض
- انتبهوا أيها السادة : تهويد التاريخ بالاحتيال بعد تهويد الجغ ...


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سعد هجرس - لماذا أصبحت الطبقة السياسية سميكة الجلد؟!