أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - القضية الفلسطينية.....رؤية تحليلية















المزيد.....

القضية الفلسطينية.....رؤية تحليلية


رياض حسن محرم

الحوار المتمدن-العدد: 2778 - 2009 / 9 / 23 - 07:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


خلفية تاريخية :
تمتد جذور الصراع حول فلسطين بين الحركة الصهيونية والتحالف الإستعمارى الغربى من جهة وبين الشعب الفلسطينى والشعوب العربية وأطراف عالمية أخرى من جهة ثانية الى تاريخ أقدم بكثير من المؤتمر الصهيونى الأول فى بازل بسويسرا عام 1897 ولكن يبرز هذا التاريخ كأول تطبيق عملى لخطة تيودور هرتزل فى اتجاه تخليق وطن لليهود فى فلسطين.
وبالرغم من محاولة تنفيذ خطة ممنهجة لتهجير اليهود الى فلسطين باعتبارها " أرض الميعاد "، الا أن نسبة اليهود فى فلسطين لم تتجاوز %8 حتى عام 1920 ، ورغم تحالف الشريف حسين مع الإنجليز ضد دولة الخلافة العثمانية وإعلان ما عرف بالثورة العربية الكبرى عام 1916، مقابل وعدهم بإعطاء العرب الإستقلال بعد إنتهاء الحرب العالمية الأولى، وقد ثبت ذلك من خلال كشف ما عرف بمرسلات حسين – مكماهون فى وثائق الخارجية البريطانية بينما كان الإنجليز يعقدون على الجانب الآخر ما عرف بإتفاقية سايكس – بيكو بين انجلترا وفرنسا ومصادقة روسيا القيصرية لتقسيم ما يعرف بالهلال الخصيب( العراق وسوريا والأردن وفلسطين) بالإضافة الى الحجاز، كذلك أصدر " بلفور" وزير خارجية بريطانيا وعده الشهير فى 2 نوفمبر سنة 1917 بالعمل على تأسيس وطن لليهود فى فلسطين، وعندما كشف البلاشفة ااتفاق سايكس بيكو التآمرى حاول تشرشل تلطيف الأجواء مع العرب بإصدار ما عرف باسم" الكتاب الأبيض" فى 1922 بابداء الرغبة فى انشاء دولة فلسطينية يتم تشكيل حكومة لها من العرب واليهود بنسبة تعدادهم، وتحديد حد أقصى لعدد المهاجرين اليهود الى فلسطين سنويا ، وجاء لقاء "فيصل بن الحسين" مع "وايزمان" مدير الوكالة اليهودية فى 3/1/1919 واتفاقهما على الإقرار بوعد بلفور كطعنة فى الظهر لحركة الكفاح الفلسطينى بقيادة المفتى أمين الحسينى والشيخ عز الدين القسام وعبد القادر الحسينى وآخرين.
وبعد ان وضعت الحرب العالمية الأولى أوزارها حتى بدأت المنظمات الصهيونية المسلحة وعلى رأسها "الهاجاناه" بقيهدة بن جوريون فى حرب مذدوجة ضد العرب والوجود الإنجليزى فى فلسطين والذى تكرس باعلان الإنتداب البريطانى على كامل فلسطين ، بينما قام الفلسطينيون بعدة هبات غير منظمة ضد اليهود أشهرها ما عرف بالثورة العربية الكبرى 1936-39 والتى اندلعت اثر مقتل الشيخ عز الدين القسام على يد الشرطة الإنجليزية فى جنين.
واستمر الصراع بدرجات مختلفة من الحدة والهدوء مع اتساع نشاط المنظمات الهينية الأكثر تطرفا مثل الأرجون وشتيرن وتواطؤ القوى الكبرى مع الصهاينة واستمرار الهجرة اليهودية وبناء الكيوبتيزات والتسلح الكثيف لهم، مع طرح حلول استعمارية للنزاع لا ترضى الجانب العربى, مما جعل بعض قياداته مثل المفتى أمين الحسينى الى اللجوء للنازى فى برلين والتحالف معه، مما أدى الى خلط الأوراق واستمرار خسارة الجانب العربى فى الصراع.
واستمر الوضع يراوح مكانه وصولا لعام 1947 وطرح مشروع التقسيم على الأمم المتحدة الناشئة حديثا، وذلك من خلال القرار 181 والذى يقضى بتقسيم فلسطين الى ثلاث كيانات( دولة عربية ودولة يهودية وأن تكون مدينتا القدس وبيت لحم تحت الوصاية الدولية ومفتوحتين لأتباع الديانات الثلاث)، واسرعت الوكالة اليهودية بقبول المشروع بينما رفضته القوى الوطنية الفلسطينية والدول العربية على حد سواء، وأعلنت الحكومة البريطانية الإنسحاب خلال ستة اشهر إذا لم يتم الوصول الى اتفاق بين الأطراف المتنازعة، فى الوقت الذى قامت فيه المنظمات الصهيونية بوضع خطة لملأ الفراغ وذلك بإحتلال اى منطقة يتم جلاء الإنجليز عنها وضمها لمناطق النفوذ اليهودية، وذلك مع شن حملات ترويع وإبادة ضد السكان العرب لإرغامهم على ترك قراهم والفرار منها، وأشهر هذه الأمثلة مجزرة دير ياسين فى 9 ابريل 1948 حيث قامت عصابتى ارجون وشتيرن بشن حملة ابادة على سكان هذه القرية ليقتلوا ما يزيد عن 250 قتيلا.
وفى الدقائق الأولى من صباح يوم 15 مايو لعام 1948 أعلن قيام دولة إسرائيل رسميا لتنهال الإعترافات عليها من الجانب الغربى والإتحاد السوفيتى بينما يقوم العرب بالرفض وإعلان الحرب لتدخل 5 جيوش عربية الحرب ضد إسرائيل وهى الجيوش المصرية والسورية واللبنانية والأردنية والعراقية، بالإضافة الى المنظمات الفلسطينية والمتطوعون العرب، وذلك فيما عرف عربيا بحرب النكبة وإسرائيليا بحرب الإستقلاال والتى انتهت بهزيمة العرب وتشتيت أكثر من 700 ألف فلسطينى، وتوقيع الهدنة فى"رودس" بين الدول العربية وإسرائيل فى1949، واعلان انضام الضفة الغربية الى الأردن فى مؤتمر أريحا عام 1949 ووضع قطاع غزة تحت الإدارة المصرية.
الحروب العربية الإسرائيلية
يمكن إجمال هذه الحروب فى حرب النكبة1948 وحرب السويس أو العدوان الثلاثى 1956 وحرب 1967 أو ما عرف بالنكسة وحرب إكتوبر 1973 والتى أعلن السادات أنها آخر الحروب ضد إسرائيل، يتخلل ذلك بضع مناوشات ومعارك صغيرة مثل "معركة الكرامة" بين المنظمات الفلسطينية والجيش الأردنى من جهة والقوات الإسرائيلية منجهة أخرى فى 21 ابريل 1968 ، وحروب الإستنزاف، والإجتياح الإسرائيلى للبنان فى العام 1982 وغيرها.
ويمكن القول بأن حصيلة هذة المعارك كان تكريس وجود إسرائيل وتوسعها المستمر، وتأكيد تفوقها على العرب، اللهم فى بعض حالات إستثنائية مثل حرب اكتوبر 1973 والتى انتهت الى الوضع الذى ذكره"محمد حسنين هيكل"(حالة الا نصر والا هزيمة)، بينما حققت الحركة الوطنية الفلسطينية وجودا متميزا على الساحتين العربية والفلسطينية خاصة بعد الهزيمة العربية فى 1967.
الحركة الوطنية الفلسطينية
الوضع قبل عام 1948:
كان للفلسطينيين منذ بداية القرن العشرين وقبل ذلك دورا بارزا فى مواجهة الدولة العثمانية وسياسة التتريك فى المنطقة، ونشأت فى القدس والمدن الفلسطينية عدة منظمات وطنية كان من أهم تلك الأحزاب والتنظيمات: الجمعيات الإسلامية المسيحية، الحزب الحر الفلسطيني، الحزب الشيوعي الفلسطيني (عصبة التحرير الوطني)، جماعة الإخوان المسلمين، حزب الزراع الفلسطيني، حزب الائتلاف الوطني، مؤتمر الشباب العربي والحزب العربي الفلسطيني،وكذلك ظهور الكثير من القيادات الوطني الفلسطينية فى إطار الصراع مع الصهيونية والتى سبق أن ألمحنا اليه.
ما بعد نكبة 1948:
عقب النكبة وهزيمة الجيوش العربية، وتمكن اسرائيل من احتلال 78% من الأراضى الفلسطينية، وتشتيت ما يقرب من 750 ألف فلسطينى، تقلصت كثيرا الحركة الوطنية الفلسطينية ووضع الفلسطينيين بين مطرقة اسرائيل وسندان الأنظمة العربية، وترك إدارة الصراع الى الأنظمة العربية بمختلف تلاوينها من ملكية وجمهورية اوتوقراطية، أو حتى أنظمة راديكالية ( النظام الناصرى أو نظام البعث)، مع بعض المحاولات الخجولة لتكوين منظمات فى الشتات، أو للنشاط فى إطار الحزب الشيوعى الفلسطينى فى الداخل، وكان التطوران المهمان هما الإعلان عن قيام حركة فتح فى يناير 1965 وقيام منظمة التحرير الفلسطينية فى إطار القمة العربية 1964.
هزيمة 67 والحركة الفلسطينية:
أدت الهزيمة التى حلت بالجيوش العربية الثلاث( مصر وسوريا والأردن) بشكل مذل، الى صدمة هائلة للشعوب العربية، والى فقدانها لأى مصداقية للشعارات القومية, والغى الثقة فى الأنظمة العربية التى تتبنى هذه الشعارات، وتواكب ذلك مع نهوض حركة فتح وتبنيها لشعار حرب التحرير الشعبية طويلة الأمد، مع تخلى المنظمات ذات التوجه القومى كحركة "القوميين العرب" عن أيديوليجيتها القومية وتبنى رؤية يسارية ذات أفق ماركسى، وكان للإنتصار المحدود فى معركة الكرامة دافعا للتعلة بهذه الحركات كطوق نجاة، ونشأت منظمات متعددة تدعو لحرب العصابات متأثرة بالثورة الفيتنامية،وأفكار جيفارا وماوتسى تونج،وحرب التحرير الجزائرية وغيرها من الأفكار ، مثل الجبهة الشعبية والديموقراطية وعديد من هذه المنظمات التى انضم لها الكثير من الشباب الفلسطينى والعربى، وكان للعمليات الفدائية وخطف الطائرات أفكارا ملهمة للشباب الرافض للهزيمة والذى يتوق الى تجاوزها.
التنظيمات الإسلامية:
تضم الحركة الإسلامية فى الأراضى الفلسطينية عدد من المظمات الإسلامية أهمها تنظيمين هما: حركة الجهاد الإسلامى وحركة المقاومة الإسلامية"حماس".
(أولا) حركة الجهاد الإسلامى:
وقد أسسها "فتحى الشقاقى" وذلك من مجموعة من الشباب الفلسطينى الدارسين فى القاهرة فى نهاية السبعينيات، وقد تم إغتياله بواسطة الموساد الإسرائيلى فى مالطة سنة1995، وعمل بالتدريس فى جامعة الزقازيق فى مصر، ويحمل فكرا يجمع مابين فكر الإخوان المسلمين وأفكار آية الله الخومينى، وللحركة جناح عسكرى هو تنظيم "سرايا القدس" ولها موقف من مقاطعة العملية السياسية بما فيها الإنتخابات، وموقف مضاد لعملية أوسلو، وتدعو الى انهاء الوجود الصهيونى على أرض فلسطين وإقاة الخلافة الإسلامية، وأمينها العام هو "رمضان عبدالله شلح"، كما تعتبر هذه الحركة الأكثر قربا من إيران على الساحة الفلسطينية.
(ثانيا) حركة المقاومة السلامية "حماس":
تعتبر حركة حماس هى الإمتداد الطبيعى لحركة الإخوان المسلمين فى فلسطين، أسسها الشيخ / أحمد ياسين الذى أصيب بالشلل نتيجة حادث تعرض له، ولكنه عمل على نشر أفكاره من خلال عمله بالتدريس فى مدرسة غوث اللاجئين بغزة، أعتقل أكثر من مرة بواسطة النظام الناصرى، أسس حركة حماس فى القطاع مع بدايات الإنتفاضة الأولى فى ديسمبر 1987 ، وتم إغتيال الشيخ بواسطة اسرائيل فى عام 2004.
وترفع حركة حماس شعار تحرير فلسطين من النهر الى البحر،وإقامة دولة إسلامية باعتبار أن كامل الأراضى الفلسطينية وقف إسلامى، وتوافق الحركة على اعلان هدنة طويلة الأجل ومشروطة مع اسرائيل دون الإعتراف بها أو إعطائها اية حقوق، وقد قامت اسرائيل باغتيال عدد من قيادات الحركة على رأسهم الشيخ أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسى ويحيى عياش واسماعيل ابو شنب وسعيد صيام وصلاح شحادة وآخرين، والجناح العسكرى للحركة هو كتائب عز الدين القسام.
( ثالثا) تنظيم القاعدة وموطإ قدم فى فلسطين:
كان لدخول منظمة حماس الإنتخابات، وتشكيلها للحكومة الأولى فى ظل إتفاقيات أوسلو، وتحالفها مع منظمات وفصائل علمانية، مدخل للقوى الجهادية التكفيرية على الساحة الفلسطينية وخاصة فى قطاع غزة وبالأخص بعد استيلاء حماس عليه، يعد أرضا خصبة لنمو وانتشار الأفكار المتشددة، وتعدد التنظيمات القريبة من افكار القاعدة ومنها منظمة جند الإسلام والتى إشتركت مع كتائب القسام فى خطف الجندى الإسرائيلى شاليط، وغيرها من التنظيمات التى تنمو بشكل سرطانى على أرض غزة مثل كتائب التوحيد وجيش الإسلام وجيش المجاهدين وكتائب سيوف الحق وغيرها الكثير، وما الصراع الذى دار بين قوى الأمن الداخلى التابعة لحماس وما يعرف بجيش أنصار الإسلام فى غزة وسقوط عشرات القتلى من الجانبين الا إرهاصة لما يمكن أن يحدث.
مشكلات الوضع الراهن
1- استمرار الفشل فى مواجهة إسرائيل :
منذ بدء الصراع العربى- الإسرائيلى والعرب ومعهم الفلسطينيون بالطبع يحصدون مزيدا من الفشل والخسائر فى المواجهة مع اسرائيل، فبدلا من أحلام وأمانى زوال إسرائيل فإن وجودها يتعزز، وبدلا من أن تسعى إسرائيل للسلام فإن العرب هم الذين يقدمون لاالمبادرات واسرائيل هى التى ترفض كل المبادرات المطروحة، حتى المبادرة العربية التى تعترف باسرائيل وتنتهى الى تطبيع كامل معها، فإنها تقابل هذا العرض السخى بالايماء أن فى المبادرة نقاط تستحق المناشة ويمكن الحوار حولها.
2- المزيد من التنازلات :
يستمر زيف التنازلات منذ إقامة الدولة العبرية حتى الآن ومسلسل التنازلات من الجانب العربى مستمر، وذلك نتيجة منطقية للضعف العربى من جهة والعم الغربى المكثف لإسرائيل من جهة أخرى، فبعد المطالبة بإزالة إسرائيل، والأغنية التى كانت تتردد يوميا من صوت العرب( قبل 67) "فى البحر حنحدفهم فى البحر"، أصبحت أقصى مطالب الطرف العربى هو الإنسحاب من الى خط 4 يونيو 67 ، ووقف الإستيطان بدلا عن إزالة المستوطنات، والحل العادل لقضية اللاجئين بدلا من حق العودة.
3- موقف الأنظمة العربية:
تلعب الأنظمة الإستبدادية القائمة فى العالم العربى من ملكيات متخلفة وجمهوريات وراثية، دورا أساسيا فى بقاء الوضع على ما هو عليه، ليس لديها مانع من الحملات التضامنية، وجمع المعونات فى التلفزيونات الحكومية، والسماح للخطباء على المنابر للدفاع عن بيت المقدس طالما لا يمس ذلك بقاء الحكام على كراسى الحكم ما شاء لهم، وتويث الكراسى لأبنائهم من بعدهم.
4- التدخل الخارجى:
عانت الحركة الوطنية الفلسصطينية منذ نشأتها من التدخل والتداخل العربى والإقليمى والدولى، مرة تحت دعاوى أنها حركة تحرر وطنى ويحق للقوى القومية واليسارية فرض وصايتها عليها، ومرة أخرى باعتبار قضية فلسطين هى قضية اسلامية بحتة ومن حق الدول والمؤسسات والتنظيمات الإسلامية التدخل فى شئونها، وتحولت القضية الفلسطينية الى ورقة فى أجندة السياسة الخارجية للعديد من القوى والدول والتنظيمات.
5- الإنقسام الداخلى:
كانت الإنقسامات والإشقاقات سمة لصيقة بالحركة الفلسطينية منذ نشأتها فى عشرينيات القرن الماضى، خاصة وأن التنظيمات كانت فى أغلبها تلتف خلف زعيم او شخص مؤسسها، وكان الإتهام بالتخوين والعمالة للطرف الآخر يطلق بلا حساب، ولكن مع بروز الحركات الإسلامية كلاعب أساسى على الساحة منذ الإنتفاضة الأولى، تفاقمت حدة التهامات وأضيف اليها التكفير للآخر، واتسع هذا الإنقسام وتعمق، خاصة منذ استيلاء حماس على السلطة فى غزة، وإحكام سيطرتها عليه، فقد تكرس هذا الإنقسام بشكل نهائى، وكل مادر ويدور فى القاهرة وغيرها من العواصم، فلا أمل من إعاة الإتحاد بين الضفة وغزة، أو إجراء أى نوع من الإنتخابات تشمل الأرض محتلة بقسميها الضفة والقطاع.
6- أزمة المقاومة:
لقد دخلت المقاومة الفلسطينية أزمة خانقة لايوجد فى الأفق حلا لها، فبعد استكمال اسرائيل بناء الجدار العازل، وإنسحابها أحادى الجانب من غزة، وحر بها الشرسة على القطاع، وتصفية أغلب قادة المقاومة الميدانيين، فيبدو أن حماس إستوعبت الدرس ولم يعد أمامها الا الوقف الغير معلن لإطلاق النار بلا شروط كانت قد وضعتها سابقا، منها فتح المعابر، وفك الحصار وإطلاق سراح الأسرى، وبدأت تطبق موقفا صارما ضد لاكل من يحاول اطلاق الصواريخ من القطاع، ولم نعد نسمع فى الأخبار عن صواريخ القسام أو العمليات الإنتحارية، وبينما يقوم دايتون فى الضفة بالإشراف على الهدوء، يقوم اللواء الجعبرى فى القطاع بنفس الدور.
فى المحصلة الأخيرة فإن الحركة الوطنية الفلسطينية دخلت فى نفق مظلم لا يوجد ما يؤشر على قرب الخروج منه، فبين خيارينه أحلاهما مر، إما التفاوض بلا نهاية ولا أمل مع إسرائيل، مع القبول بالتنسيق الأمنى، والإعتراف بها كدولة يهودية أو غير يهودية لا يهم، أو مجرد الحديث عن المقاومة بلا فعل المقاومة، مع الإصرار على ثوابت عدم الإعتراف وعدم التفاوض، وهو ما يمهد الطريق أمام أفكار القاعدة والقوى الظلامية والتكفيرية.



#رياض_حسن_محرم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دكان شحاتة .. والواقعية المصرية
- جريشة..حكاية بطل شعبى
- سلطنة عمان..وتوليفة التسامح
- هل كانت العالية بنت ظبيان أما للمؤمنين؟
- الهجّالة
- النقاب والتحرش
- حماس تهزم عسكريا,,, وتنتصر سياسيا
- وسيم صلاح حسين...الطفل الكبير..وداعا
- الجماعات السلفية الجهادية وفقه التكفير(6)
- الحب فى زمن الكوليرا
- قصص من السجن
- هل يحلم فلسطينى أن يصبح رئيسا لدولة إسرائيل؟
- ظاهرة الحجاب ... من منظور سياسى
- حسن ومرقص...وقبول الآخر
- الموتى يعلمون الأحياء
- فى الذكرى الثانية لرحيل نبيل الهلالى
- سلطة بلدى....والمعادلة الصعبة
- حين ميسرة...........والأحلام المجهضة.
- الجماعات السلفية الجهادية ...وفقه التكفير(5)
- الجماعات السلفية الجهادية ...وفقه التكفير(4)


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - القضية الفلسطينية.....رؤية تحليلية