أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عزيز باكوش - رشيد نيني لا شريك له















المزيد.....

رشيد نيني لا شريك له


عزيز باكوش
إعلامي من المغرب

(Bakouch Azziz)


الحوار المتمدن-العدد: 2776 - 2009 / 9 / 21 - 07:55
المحور: الصحافة والاعلام
    


أسس أحد كبار أثرياء السعودية مقاولة مع 4 مساهمين أساسيين كان له فيها حصة الأسد ، ولما كانت المقاولة حديثة الإنشاء من حيث الابتكار وبرأسمال متواضع ، فقد رفعت في أسواق التداول علامة تجارية كبرى كتب عليها " التهامي للوراقة وشركاؤه الأربع " لاقت الشركة ترحيبا قل نظيره للوهلة الأولى ، ثم ذاعت وانتشرت سمعتها كما النار في الهشيم ، ولم يكد يمض سنة على ذلك حتى انسحب أول شريك لظروف مفهومة ، وبعد أن باع حصته ، اضطر الشركاء الباقون إلى تغيير لوجو المقاولة ، فأصبحت اللافتة التجارية تحمل "التهامي للوراقة وشركاؤه الثلاث " ، لكن الموت فاجأ الثاني وكان أصغرهم سنا ، فحصل التغيير نفسه، لكن العلامة رسمت هذه المرة "التهامي وشريكاه " ، وبعد سنة غادر الشريك على مضض بسبب خلاف حول توزيع الأسهم ، فما كان من التهامي إلا أن كتب" التهامي لا شريك له" .

في سيكولوجيا الجريمة أيضا ، وعلى نحو خاص أفلام رعاة البقر" الكوبوي" تستحوذ عصابة من أربعة عناصر مارقين على خزينة مصرف بمحبة غامرة بداية الأمر ، لكن سرعان ما تدب نزعة الأنانية وحب الذات فيصفي أحدهم زميله بدافع الجشع ، كما لو أدى خيرا للثلاثة المتبقين، وفيما يجهز الثاني على الثالث ذات مزاج على تسبيل تصفية الحساب، يكون الآخر قد قرر أن يكون من الموالى فيبلغ الشريف ، مما يجعل البطل يستأثر الغنيمة وحيدا ، بعد أن يظل الوارث الوحيد المطارد من طرف البوليس ، وتستمر الحكاية .

مناسبة هذا الكلام الأوضاع غير المأساوية التي آلت إليها جريدة" المساء " المغربية والتي تشبه إلى حد بعيد " مقاولة التهامي وشركاؤه الأربعة" . حيث يفرض السؤال نفسه بعد ان انسحب المؤسسون الأوائل واحدا بعد الأخر ، هل انتقلت يومية "المساء " من مرحلة كسب القلوب إلى مرحلة كسب الجيوب ؟ لا نملك أجوبة، لكن هذه أسباب النزول.
هكذا ، بعد انسحاب "علي أنوزلا " من يومية المساء قبل سنة وتأسيسه جريدة خاصة أطلق عليها " الجريدة الأولى " كان لابد لزميله "توفيق بوعشرين" بعد فترة أن يقوم بالانعتاق نفسه، فيطل على جمهوره بقرار الانفصال عن الشريك الرسمي وتأسيس منبره " أخبار اليوم " واستكمالا لمرحلة الانشقاقات سيضطر "سمير شوقي" إلى السير في الاتجاه نفسه مع الاحتفاظ لنفسه باسم المنبر الذي سيعزز اليوميات المغربية في القريب العاجل. ومع كل هذا الزيف من الاستقالات الذي لا يتوقف ظلت مبيعات المساء في حالة استقرار دائم ، وكأنما تحرسها الملائكة ، وليس منطق الرواج والأرقام والاصفار ومعادلات السوق التجاري ومنطق الاستمالات ، وكأنما يذهب هؤلاء الصحفيون بقاماتهم العملاقة لوحدهم دون قرائهم ، وهو أمر يؤكد بالملموس ان المساء جريدة رشيد نيني وليس شيئا آخر غيره ، فكيف يحصل هذا الانسحاب الجماعي من غير ان تتضرر قاعدة القراء ؟ و هل للمنسحبين قراء وهميون ؟ أم ان الناس تشتري عمود رشيد نيني وليس شيئا آخر في الجريدة أكان تعليقا أم تيارا معاكسا لسمير او توفيق أو غيره .


من حسن حظ رشيد نيني ربما أن قراءه الذين يعدون بعشرات الآلاف 80 بالمائة منهم لا يهتمون بموضوع نشأة المساء والتباساتها المقاولاتية ، وأرصدتها في البنك وهامش ربحها من عدمه ، حتى إن الكثير منهم لا يقرأ جنيريك الجريدة المزرزر على الدوام بتشكيلة من صحفيين وتقنيين حسب الأهمية وأرقام سحب تتغير حسب الضرورة ، إنهم أناس داخلين سوق رأسهم من هذه الناحية ، تغمرهم رغبة عارمة في تتبع الخبر واقتفاء أثر ساسة وزعامات بالتعرية تارة وفي البوح تارة أخرى ، والمساهمة بعناد في دعم جريدتهم الفتية المناضلة ، لذلك ، تراهم يخصصون 3 دراهم كل صباح للتلذذ بعناوين " شوف تشوف " الشهيرة واقتفاء اثر فذلكاته وكل منهم يراوحه طموح كي يكون تلميذا نجيبا للمدرسة النينية.
ربما لا يعرف معظم هؤلاء القراء ظروف نشأة جريدة" المساء "وأسماء المساهمين فيها ، وجحافل الصحفيين والمتعاونين الذين مروا من هنا ،معرفة شخصية ، وبذلك ينأون بأنفسهم بعيدا عن مناطق حروب الأسهم والحصص ومناطق توثر الأرباح والفوائد التي باتت تعد بالملايير الحلال طبعا هذه الايام ، عن تلك الحرب الصامتة الدائرة رحاها بين أربع مقاولين يحكي الهامش الصحفي قصصا مرويات ونوادر يندى لها الجبين ، تطرح أكثر من سؤال حول حال المقاولة المغربية ومآلها ، إذ في وقت يدعو فيه خط الجريدة التحريري إلى الوحدة العربية والإسلامية الحزبية والنقابية كدليل للاندماج الكلي في التنمية ، نجد ان المساء تشكل المثال الصارخ للتشرذم والتفتت وضياع الجهد والمال ، مثلما هو حال الأحزاب والنقابات والهيئات السياسية ، قد يقول قائل إنها الحياة ، لكن الملفت المثير في المسالة أن يقف صاحب عمود" شوف تشوف" أمام كل هذا وقفة الساكت الأخرس ، لاتسعفه الكلمات ، ولا تخريجاته البهلوانية في الكشف عن التباسات المرحلة . لكن الصدمة في ان القراء أنفسهم لا يرغبون في ذلك .

وإذا ما أنت سألت قارئا مهووسا بالعمود ، هل تعرف ما آلت إليه ظروف المساء المادية والمعنوية ، وهل تعلم شيئا عن مصير رجال صحافة من مؤسسي هذه الجريدة التي تحتكر مبيعات سوق الجرائد في المغرب، وعن رأسمالها المتنامي وعن رقم معاملاتها التجاري وعن مآل الرعيل الأول من صحفييها والمتعاونين معها ، وعن مصير المساهمين الكبار بها ؟؟؟، فالجواب قطعا وعن حسن نية سيكون " لا أعرف ، ولا أريد أن اعرف "

والواقع ان من حق رشيد نيني على قرائه انطلاقا من مبدأ الشفافية الذي يرفعه ضد خصومه في كل وقت وحين ، أن يجهر بذلك ، أن يقول مثلا ان المقاولة الإعلامية "المساء" تأسست من طرف أربعة شركاء تحولوا بعد سنة إلى 3 وبعد سنتين إلى 2 وبعد 3 سنوات إلى 1 لا شريك له. وأن يكشف عن الأسباب الحقيقية لذلك ، ويسلي قراءه بعشرات الآلاف بطرائف وأحداث وقعت له في إطار الزمالة أو التشفي والنكاية ؟

ليس عيبا ان يحصل هذا التشرذم الذي يحيل على عصابات الرعاة البقر في أفلام الكوبوي، حيت يشتد النزاع بين اللصوص الأربعة ليتم تصفيتهم بالتدريج ليبقى صاحب الفكرة بكنزه مطاردا و في مواجهة القانون ، وحتى لا اجعل الفكرة شبيهة ب" المساء" لأنه لا قياس مع وجود الفارق هنا ، فإن نزيف الاستقالات لابد ان يطرح سؤالا ، لماذا يغادر هؤلاء في صمت ؟ وعلى حد تعبير رشيد نيني نفسه " فهل يهرب قط أو كلب من دار العرس ". حسب المأثور الشفهي المغربي ؟
ان انسحاب آخر العنقود "سمير شوقي" وانفصاله عن المؤسسة الأم ورغبته في تأسيس جريدة مستقلة وانفصاله بالتالي عن رشيد نيني وهو طموح مشروع على كل حال ، لا نكاد نعثر لها على أثر في العمود أو في الجريدة المساء نفسها؟ فالجريدة التي يمكن ان تحمل لك عريضة تضامن مع معمل لصناعة الدوم في سيريلانكا لا تسعفها شعبيتها في سرد تفاصيل انسحاب أسماء ثلاثة من كبار صحفيي المرحلة . مما يحول الشقة 5 بعمارة إلى بناية مخابراتية معتمة ، مالذي يحدث ياترى في شقة بالطابق ...لجريدة اسمها "المساء" ؟

ثمة أخبار تقول أن ملف قرض تقدم به رشيد نيني إلى بنك من اجل اقتراض 7 ملايير من أجل تأسيس مطبعة خاصة تحمل إسم الجريدة وهذا حق مشروع ، لا تنفيه الجريدة ولا تؤكده ، المضحك المبكي في المسالة ان رشيد نيني ما فتئ يقدم الشكوى بأن يوميته لا تكاد تقوى على تأدية أجور موظفيها . ويجدر السؤال هنا ، هل فكر رئيس مجلس الإدارة ومدير النشر بالمساء رشيد نيني يوما بنشر رأسمال الشركة ومبلغ الأسهم ماضيا وحاضرا ، ونصيبه من ذلك ، إلى جانب قائمة للصحافيين والمتعاونين المتخلى عنهم تلافيا لأي تشكيك وتماشيا مع مبدأ الشفافية والمصداقية المزعوم ؟

الجواب طبعا لا ثم الف لا.

لان لا شيء يلزمه بذلك ، حتى وهو لا يكف عن تخصيص عمود طويل عريض للتضامن ضد طرد مياوم في أقصى قرى الجنوب ، لكنه لا يلتفت إلى طرد عشرات الصحافيين الذين انبنت المساء على أكتافهم ، هنا يكتفي الصحفي الألمعي العتيد برسالة أيميل فقط ، تكشف رغبة الجريدة بالاستغناء عن خدمات المعني بالأمر ومع تقديم الحساب طبعا ، قد يقول قائل ، هذه من صفات المقاولة الناجحة ، نقول نعم ... ولكن..... اليوم، لا احد يشتكي ، لكن هذا لا يمنعنا كعاشقين أيضا من طرح سؤال بسيط على هؤلاء المنسحبين كالمهزومين ، أنتم أيضا تمتلكون الجرأة ذاتها ، لم لا توظفوها وتكشفون عن المستور؟
عزيز باكوش








#عزيز_باكوش (هاشتاغ)       Bakouch__Azziz#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاعلامي الاردني عاطف الكيلاني في حوار كاشف
- 750درهما للصلاة في الصفوف الأولى بالحرم المكي
- واقع مهنة التدريس بقطاع التعليم المدرسي مكامن القوة والضعف ك ...
- كوميديا رمضان من المساءلة الى الاتهام
- أحقا ، عصر الأخبار الالكترونية المجانية يوشك على الانتهاء ؟
- القذارة تصل في التلفزيون المغربي ، فمن يجرؤ على كنسها ؟
- محمد بودويك يسبغ على -لارا- السريانية حفيدة المسيح ذهب الأسم ...
- قطيع وقطعان
- احتلال الملك العمومي بمدينة فاس وجهة نظر
- نيابة فاس تحتفي بالمتفوقين برسم الموسم الدراسي 08/2009 : عزي ...
- حوار مع المخرج السينمائي المغربي الواعد محمد رضا كوزي اعد ال ...
- الكل مطالب بتحضير مشروع يلائم بيئته وخصوصيته المحلية
- البطل المغربي في رياضة بناء وكمال الأجسام شكيب بوهلال يتأهل ...
- الصيدلة بفاس على صفيح ساخن : عزيز باكوش
- المصور والإعلامي الباز الوزاني في حوار حول التصوير بين الفني ...
- حوار مع علي براد نائب وزارة التربية الوطنية بفاس
- من مليون محفظة برسم الموسم الدراسي الجاري إلى 4 ملايين و800 ...
- ماضي الحياة الزوجية بين المثال والواقعية 5:
- ماضي الحياة الزوجية بين المثال والواقعية 4 : عزيز باكوش
- ماضي الحياة الزوجية بين المثال والواقعية3


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عزيز باكوش - رشيد نيني لا شريك له