أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيمون خوري - العالم العربي - إيران - تركيا / أزمة البحث عن الهوية والمستقبل/ الجزء الثالث















المزيد.....

العالم العربي - إيران - تركيا / أزمة البحث عن الهوية والمستقبل/ الجزء الثالث


سيمون خوري

الحوار المتمدن-العدد: 2752 - 2009 / 8 / 28 - 07:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


خلال إحدى زيارات القائد الفلسطيني الراحل ياسر عرفات الى الهند . قيل له أن هناك فلسطيني يحمل الجنسية الهندية ، ويدعي النبوة وأنه رسول الله ..؟
طلب عرفات مقابلة الرجل ، لكن الأخير رفض ، وأبلغ رسول عرفات قائلاً : أتباعي 25 مليون مؤمن ، رئيسكم لا يحكم نصف الستة ملايين فلسطيني ..؟ إذا اراد مقابلتي عليه الحضور الى مقري .. أعجبت الفكرة الرئيس عرفات وزار النبي الفلسطيني . سأل عرفات الرجل : هل تعلمهم أصول الديانة الإسلامية ؟ أجاب الرجل أعلمهم دين إسلامي مودرن ، لا يوجد في قاموسي حلال وحرام .. كل ماتعتقد أنه يفيد حياتك الأرضية ، ويحقق سعادتك ، مارسه بشرط أن لا تؤذي أحداً ..أنه دين مطعم برائحة بخور الهند . تمنى عرفات للنبي الفلسطيني الخير والبركة والتبرع لإخوانه المضطهدين في بلاد العربان.
ترى هل علينا بدل إطلبوا العلم ولو في الصين ، أن نرفع شعار إطلبوا الدين ولو من الهند ، حيث لا حلال ولا حرام ، ولا قتال ، ولا قردة وخنازير ..؟
هذه الحادثة ، عزيزي القارئ هي مجرد تذكرة دخول نحو عالمنا الحاضر المعقد .
دائماً في اللحظات المفصلية في حياة الشعوب ، أو خلال مرحلة الإنتقال والتحول ، تظهر للسطح قضية تعريف الهوية الذاتية . من نحن ..؟ ولمن ننتمي ..؟ وهذه الظاهرة غالباً ما كانت تفرضها عمليات التغيير الإجتماعي ، لاسيما في المجتمعات التي لم يستقر تشكيلها الطبقي على نحو محدد . لإسباب تتعلق بطبيعة ودرجة التطور الإجتماعي والإقتصادي والثقافي .
في لبنان ، خلال فترة الستينات وحتى السبعينات برزت الى السطح فكرة الإنتماء الفينيقي ، وعبر عنها الشاعر سعيد عقل بوضوح كامل في أشعاره أو كتاباته . وعلى الصعيد الفلسطيني جسد الرئيس الفلسطيني الراحل أكثر من مرة عبارة نحن شعب الجبارين الكنعاني . ولم يقل نحن الشعب المسلم ..؟ ومع ذلك أقدم على مصافحة خصمة رابين من موقع الحرص على المستقبل المشترك وليس الماضي . في مصر دعوات وآراء عديدة نادت بان مصر لا علاقة لها بالأمة العربية بل جزء من وإمتداد للتاريخ الفرعوني . في ليبيا إنكفأ العقيد معمر القذافي على ذاته وعاد الحديث عن ليبيا الإفريقية ..؟ وحتى في سوريا برزت دعوات تنادي بإعادة الأعتبار للحضارة السريانية وملكة تدمر زنوبيا العظيمة .. وفي العراق هذا البلد الذي كان أول من أسس شرعة حقوق الإنسان ، دعوات عديدة صدرت لإحياء ثقافة الأقدمين .
الدين لم يستطع توفير الهوية الديمقراطية لشعوب العالم العربي . ولا النظام البيروقراطي الجمهوري الديكتاتوري ، ولا حتى النظام الثيوقراطي . الأنظمة الثيوقراطية تجمعت أو توحدت بحدة السيف . الذي أجل ورحل الخلافات القبلية والمذهبية الى فترة لاحقة . لكن بوادرها بدأت تظهر عندما لم يتمكن النظام من التعبير عن مصالح الجميع ، وليس ممثلاً لفئة معينة فقط .
كافة البلدان التي تصدت لعمليات التحديث ، أعادت صياغة هويتها على نحو يتلائم وطبيعة التطور القادم . في الصين فرض التطور الصناعي ذاته هوية صينية جديدة في مواجهة بقايا الديانات المختلفة القديمة ، لأن وحدة المصالح هي التي تقرر القانون العام . وإحتل الدين موقعه في دور العبادة . وفي الهند برزت هندية جديدة في سبيل التحديث والبناء . وإحتلت مئات الأديان في الهند موقعها في أماكن العبادة . فمن يعبد الفأر الى من يعبد البقر أو إله خاص به ، فهذا شأن فردي .ووصلت الهند الى ما وصلت عليه الأن من تطور . الجمهوريات التي خرجت من كنف النظام الشيوعي السابق مثل أزربيجان ..الخ في البداية لجأت الى الدين في إطار البحث عن هوية مختلفة عن النظام السابق . بيد أنها سرعان ما أدركت أن هذه الهوية ليست خاصة بها ، وبالتالي لجأت الى الهوية القومية التي تميز أزربيجان عن تركمنستان . البعض طلب عون الشريك القومي التركي ، والآخر طلب عون الشريك القومي الإيراني . مع إحتفاظ كل منهم بسيادته على قراره السياسي .
حتى جنوب أفريقيا أعادت النظر في هويتها ، دون أن تقصي الملايين من البيض ، من ورثة نظام الأبرتهايد السابق .
الرابطة الدينية ليست هي العامل الحاسم بين الشعوب في العصر الراهن . ربما في زمن مضى قد يصح هذا القول ، لكن الأن الظروف والمعطيات تغيرت . أجيال جديدة من البشر ولدت ولها مصالح مختلفة عن الماضي الذي لم يعد بإستطاعتة ضمان المستقبل المادي . في عصر الثورة الهائلة التي يشهدها المجتمع الإنساني . في المجتمعات الاوربية إنتقلت الناس من موقع الى موقع مختلف لأن المصالح هي العامل الجامع , بلغاريا كانت عضواً في حلف وارسو ، بعد ذلك إنتقلت الى عضوية الناتو . اليونان وتركيا العدوين التقليديين . وافقت اليونان على طلب تركيا الإنضمام بكامل العضوية الى الإتحاد الاوربي ، فيما لم توافق فرنسا أو المانيا . العلاقات بين واشنطن وبعض العواصم العربية ، افضل بكثير من العلاقات التي تربط هذه الدولة المسلمة بجارتها المسلمة .. لأن طبيعة المصالح الخاصة تقتضي ذلك ..؟
نحن مرة أخرى ماذا كان لدينا ..؟ الجامعة العربية .. التي ولدت بقرار بريطاني فرنسي ..؟ ربما لو أن المرحوم عبد الرحمن عزام باشا أول أمين عام لهذه الهئية حياً يرزق لكان لديه الكثير مما يقوله عن فترة وملابسات تأسيس جامعة الدول العربية التي تحولت الى مسرحاً لتعليم الردح الرسمي . الأنظمة العربية ، ما يتفق عليه بالإجماع يختلف عليه بالإجماع لدى التطبيق . وليس غريباً فهو جزء من تاريخ في نقض العهود والغزو ..؟ امام كافة حالات الإخفاق الرسمي العربي هذه ، وأما عملية التغييب القسري والقمعي المدمر للقوى الديمقراطية والتقدمية ، برزت الى السطح نظرية أسلمة المجتمع ، وأن الإسلام هو الحل . أي بمعنى بدل التفكير بحلول للمستقبل تم اللجوء الى الماضي . أي أن العقلية هذه لم تستطع إستيعاب معنى التطور التاريخي ، فعدنا الى الماضي نبحث عن سبب ازمة الحاضر . ورجل الدين لا يستطيع أن يكون صانع رقائق كمبيوتر . فلم تعد الصناعة مجرد حديد وصلب ، المعرفة بحد ذاتها تحولت الى صناعة . وحولها ستدور الحروب القادمة . والحاكم الآبدي ليس مهما له تطوير البلد ، بقدر ما هو مهم بقاء البلد مجرد بقرة حلوب ، تعلف برغيف خبز وليس شعيراً ، من أجل كأس من الحليب الذي يصدر الى بنوك سويسرا الآمنة والمستقرة من غدر الزمن السئ . ليس بالشعوذة والحجب والرقيات والتعويذات النفسية وفتاوي النكاح يمكن أن نتطور . وعنما ترهن الأمة عقلها في أعضائها التناسلية تصبح شائكة ومعقدة . نعم الدين ربما يشكل ملاذاً نفسياً ، يلجأ اليه المرء في لحظات الإعياء . لكنه لن يحدد ويقرر مصير العالم شئت أم أبيت . والمسألة ليست مجرد رغبة ذاتية ، نرفضها أو نقبل بها أنه قانون التطور. ما صلح في حينه في روسيا لم يعد يصلح اليوم . وما صلح في أمريكا قبل عشر سنوات لم يعد يصلح اليوم . التغيير والتحول هو الذي يفرض ذاته . والمهم كيف تتعامل مع قوانين التغيير .وتطوعها لصالحك ، كما جرى تطويع قانون الجاذبية والنسبية في علوم الطيران والفضاء . وكم جرى تطويع الطب لصالح الإنسان وليس الرقي ؟
المنطقة العربية كما قلت سابقاً في نهاية الحلقة الثانية تعاني حالة مزمنة من التصدعات . مجتمعات تضم أعراق وطوائف مختلفة . أعتقد أن الحل من وجهة نظري ، هو في سيادة نظام علماني قطري ، يحترم حقوق الإنسان ، ويكرس مبدأ المواطنة الحقيقية القائمة على المساواة الكاملة في الحقوق والواجبات ، وعلى قاعدة التسامح الديني . وفصل الدين عن الدولة ، ونحو بناء مجتمع نهضوي جديد .
قد يحتج البعض على الفكرة القطرية ـ وهي تعني لكل بلد ظروفه الخاصة - ،ترى هل نحن بلدان عربية موحدة ..؟ أسمح لنفسي هنا بسؤال واحد ..لماذا لا تستقدم البلدان الإسلامية العمالة من البلدان العربية بديلة عن العمالة الآسيوية ..؟ و خضوع المنطقة العربية الى إستغلال مزدوج من الغرب.. في المرة الاولى نهبت خيراتنا ، والأن تنهب يدنا العاملة الشابة والرخيصة ..؟ ترى ماذنب الملايين من المهاجرين ، او الفارين من أوطانهم هل هي رغبة ذاتية للهجرة ..؟ وبعد ذلك نتحدث عن الحاكمية الآلهية .
في قصة ( التوابع والزوابع ) لإبن شهيد ، صور الكاتب في وادي الجن . حواراً بين بغلة وحماراً في مسابقة شعرية . وجرى تحكيم إبن شهيد على الوزن وسلامة القافية ، فحكم للبغلة بالتفوق على الحمار. لكن أوزة أديبة إحتجت ، على ضلال الحكم ، وفساده ، وإنحيازه . وإنتقلت الأوزة الأديبة من ثقافة الكلمة المجردة الى ثقافة نقد الحاكم . ترى متى ينتقل هذا العالم العربي من ثقافة التطبيل والتزمير الى ثقافة النقد ، أسوة بهذه الأوزة الرائعة ..؟





#سيمون_خوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العالم العربي - إيران - تركيا / أزمة البحث عن الهوية والمستق ...
- العالم العربي - إيران - تركيا / أزمة البحث عن الهوية والمستق ...
- وداعاً للسلاح ..وأهلاً ياجنيف..؟
- الى العلمانيين والمؤمنيين والديمقراطيين والليبراليين/ لنتضام ...
- لم يولد الإنسان لكي يبقى طفلاً ..؟
- دعوة الى فض الإشتباك اللفظي/ والعودة الى الحوارالمتمدن الديم ...
- صورة الزعيم حتى في غرف النوم / بإستثناء مكان واحد فقط..؟
- دور أجهزة الأمن في ترهل النظام السياسي العربي
- أزمة المواطنة في العالم العربي. مواطن درجة أولى ..ومواطن درج ...
- تراجيديا الترهل . هل نحن أمة واحدة ...ذات رسالة خالدة ..؟
- اليمن - ليبيا - مصر / الآب والأبن بدون روح القدس
- شهادة الصحافي اليوناني الذي إعتقلته السلطات الإيرانية أمام ا ...
- وجهة نظر يونانية حول قضية القدومي
- نكاح حلال.. وثقافة النفاق مع الذات والرمز
- شاطئ النقاب الذهبي الحلال
- حوار مع الأستاذ إبراهيم علاء الدين .. المهم بناء وطن وليس كن ...
- لمصلحة أية أجندات سياسية توظف منظمات التطرف الآصوليةالإسلامي ...
- لماذا لا تجلد فرنسا المنقبات
- لماذا لم يعلن الجهاد المقدس ضد الصين ؟
- لا.. لحملات الإعدام في إيران نعم ..لحق المواطن في المعارضة


المزيد.....




- أوروبا ومخاطر المواجهة المباشرة مع روسيا
- ماذا نعرف عن المحور الذي يسعى -لتدمير إسرائيل-؟
- من الساحل الشرقي وحتى الغربي موجة الاحتجاجات في الجامعات الأ ...
- إصلاح البنية التحتية في ألمانيا .. من يتحمل التكلفة؟
- -السنوار في شوارع غزة-.. عائلات الرهائن الإسرائيليين تهاجم ح ...
- شولتس يوضح الخط الأحمر الذي لا يريد -الناتو- تجاوزه في الصرا ...
- إسرائيليون يعثرون على حطام صاروخ إيراني في النقب (صورة)
- جوارب إلكترونية -تنهي- عذاب تقرحات القدم لدى مرضى السكري
- جنرال بولندي يقدر نقص العسكريين في القوات الأوكرانية بـ 200 ...
- رئيسة المفوضية الأوروبية: انتصار روسيا سيكتب تاريخا جديدا لل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيمون خوري - العالم العربي - إيران - تركيا / أزمة البحث عن الهوية والمستقبل/ الجزء الثالث