أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد ريفلاند - يتبعون أسماكهم ... !














المزيد.....

يتبعون أسماكهم ... !


محمد ريفلاند

الحوار المتمدن-العدد: 2743 - 2009 / 8 / 19 - 06:52
المحور: حقوق الانسان
    



لا زالت القوارب الخشبية البسيطة تتجه نحو الشمال ، و في كل مرة يزداد عددها و يزداد عدد ركابها ، لا زالت هذه القوارب الصغيرة تتحدى أمواج المحيط الأطلسي المخيفة ، قوارب لا تكل و لا تمل من حمل ركابها في وسط محيط هائج لتقلهم نحو الشمال . رغم كل التقنيات الجديدة من أقمار اصطناعية و سفن قوية و متطورة و تلك العساكر الشمالية و الجنوبية المجهزة بكل التجهيزات الخاصة ... فإنه بكل هذه الوسائل المتاحة لأوربا لم يتم إيقاف رحلة تلك القوارب الصغيرة تجاه الشمال. هذه القوارب الخشبية تصر في كل مرة على اختراق كل تلك الأنظمة الأمنية و التكنولوجية.

و مع ذلك فإنه أحيانا تفقد هذه القوارب كبريائها و صمودها أمام جبروت المحيط فتغرق مغرقة معها ركابها.
هذه القوارب يقودها بحارة مهرة من مختلف دول ساحل افريقيا الغربي و لاسيما البحارة السينغاليون . هؤلاء الأفارقة يعرفون البحر جيدا ، فقد عملوا فيه طوال حياتهم ، فهو مصدر عيشهم و عيش عائلاتهم ، هم صيادون مهرة. يعرفون جيدا مزاج البحر و طرقه المختلفة .. فهم يعيشون من البحر من خلال خيراته السمكية و تعيش معهم عائلاتهم ..

إلا أنه بعد الغزو الكبير للشركات الأوربية التي تعمل في مجال الصيد في المحيط و لاسيما في مياه الدول الإفريقية .. هذه الشركات تملك سفن ضخمة مجهزة بمصانع و أحدث وسائل الصيد ، وسائل مدمرة تأتي على كل ما يتواجد في المحيط من قاعه إلى سطحه . شركات تغزو هذه البحار البعيدة بدعم من حكوماتها بعد اتفاقيات بين الدول الأوربية و حكام تلك الدول الإفريقية ، اتفاقيات بمنح أولئك الحكام الأفارقة و حاشياتهم بضعة الملايين مقابل البحر بما فيه من أحياء دون مراعاة للصيادون المحليون الذين أغلبهم صيادون تقليديون صغار ، و دون مراعاة للبيئة البحرية.. فالشجع و التسلط و الإستبداد يلغي الإنسان و البيئة المحليين. فالأوربيون لا يهمهم شيء غير الربح
ثم الربح .

بعد هذا الغزو لاحظ الصيادون الأفارقة أنهم لا يصطادون تلك الكمية التي لطالما ألفوا اصطيادها ، و وجدوا أنه يوما بعد يوم تتجه الأمور نحو الأسوأ ، يخرجون إلى الصيد ثم يعودون بدون سمك . و مع تكاثر وفود الفلاحين الفقراء القادمين من الأرياف الذين فقدوا زراعتهم و ماشيتهم بعد غزو الغذاء الأوربي الرخيص المدعوم من الحكومات الأوربية ، بعدما وجدوا أن منافسة منتوجاتهم المحلية لتلك المنتوجات المعدلة و المدعومة من حكوماتها أمرا مستحيلا ، تركوا قراهم و انضموا إلى الصيادين المعطلين . اتجهوا الى المدن فوجدوا أن القوارب لا تبرح مكانها إلى الصيد و أن الصيادين تعطلوا هم أيضا رغم البحار الشاسعة ..

ازدحمت شوارع المدن الإفريقية بفلاحيها الهاربين من تسلط الغذاء الأوربي ، و بصياديها الهاربين من تلك الوحوش الضخمة التي أكلت اسماكهم .. فلم يجدوا هؤلاء من عمل آخر يقتاتون به هم و عائلاتهم . . جبروت المحيط فتغرق مغرقة معها ركابها.

هذه القوارب يقودها بحارة مهرة من مختلف دول ساحل افريقيا الغربي و لاسيما البحارة السينغاليون . هؤلاء الأفارقة يعرفون البحر جيدا ، فقد عملوا فيه طوال حياتهم ، فهو مصدر عيشهم و عيش عائلاتهم ، هم صيادون مهرة. يعرفون جيدا مزاج البحر و طرقه المختلفة .. فهم يعيشون من البحر من خلال خيراته السمكية و تعيش معهم عائلاتهم.. ضاقت بهم تلك الشوارع و انهالت عليهم كل أنواع مشاكل الحياة لاسيما المادية .

خلص هؤلاء الأفارقة أنه لم يعد أمامهم من خيار سوى أن يتبعوا أسماكهم و يتجهوا نحو الشمال هم أيضا .. فما دام هؤلاء يعرفون البحر جيدا فإنه لابد أن يتبعوا أسماكهم حتى يؤمنوا عيشهم و عيش عائلاتهم ..
فالشركات الأوربية أخذت أسماكهم أو بالأحرى نهبت ثرواتهم ، أغرقتهم في المنتوجات الغذائية المعدلة الرخيصة ، لم تترك لهؤلاء الأفارقة إلا تلك القوارب الخشبية البسيطة الراسية على الشواطئ .. فما كان عليهم ( الأفارقة) إلا أن يشغلوا تلك القوارب من جديد ، لكن هذه المرة مهمتها هي تعقب و اتباع السمك المسروق و المنهوب نحو الشمال ، فلا مجال لضمان عيشهم هم و عائلاتهم سوى هذا الحل رغم كل المخاطر المحدقة بحياتهم..



#محمد_ريفلاند (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تامسينت : عنوان انتفاضة مستمرة
- نيناناغ ... ماشا نشنين نزرا عاذ نتوارا / قالوا لنا...لكن نرى ...
- تحنيط الريف : ابقاءه و إحضاره شكلا . و قتله و تغييبه مضمونا
- جزيرة الجزيرة
- الصراع السلطة الحرية
- يا له من شخص؟؟(صاحبنا في الموضوع )
- فن الخطاب
- ايتها السيدة


المزيد.....




- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد ريفلاند - يتبعون أسماكهم ... !