أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جواد البشيتي - الأمير الشهيد الشيخ عبد اللطيف موسى!














المزيد.....

الأمير الشهيد الشيخ عبد اللطيف موسى!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2740 - 2009 / 8 / 16 - 10:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ثمَّة قاعدة ذهبية في الحُكْم على الأشخاص والجماعات والأحزاب والدول..، ينبغي لنا أن نتذكَّرها، وأن نأخذ بها، ونعتمدها، إذا ما أردنا أن نُحْسِن فهم وتفسير ظاهرة "الشيخ عبد اللطيف موسى"، أو أشباهها وأمثالها، وهي كُثْر، وقَيْد التكاثر، في العالم العربي (والإسلامي).

لقد رأيتُ وسمعتُ الشيخ عبد اللطيف موسى، زعيم، أو أمير، الجماعة السلفية الجهادية، المسمَّاة "جُنْد أنصار الله"، في قطاع غزة، وهو يقف على منبر مسجد في رفح (الفلسطينية) ليُعْلِن من عليه، وفي لهجة وطريقة "الفاتح العظيم"، ولادة ما أسماه "الإمارة الإسلامية" في "أكناف بيت المقدس"، بدءاً من رفح، التي تصوَّرها، إذ استبدت برأسه الصغيرة الأوهام السلفية الجهادية، على أنَّها شبيهة بمكة، لجهة أهميتها التاريخية الإسلامية.

لا شكَّ في أنَّ هذا الشيخ "الجليل"، و"الشهيد"، على ما ثَبُت وتأكَّد، أو قيل، قد حَلُم طويلاً وكثيراً بلحظةٍ يقف فيها هذه الوقفة، ويُعْلِن هذا الإعلان؛ ولا شكَّ، أيضاً، في أنَّ صورته التي كان يراها دائما في مرآة أوهامه أضخم منه، ومن واقعه الحقيقي، بآلاف المرَّات.

إنَّها ليست بالظاهرة النادرة الحدوث أو الوجود أن ترى شخصاً، يتصوَّر نفسه، على أنَّه بمكانة أو أهمية نابليون بونابرت، وأن يُظْهِر لكَ، في الوقت نفسه، على أنَّه مُقْتَنِعٌ تماماً بأنَّه كذلك؛ ولا بدَّ لكَ، بالتالي، من أن تعامله بما يوافِق رأيه هو في شخصه.

ولقد أنتج شيوع تلك الظاهرة بين الأفراد والجماعات والأحزاب والدول.. تلك القاعدة الذهبية التي بمقتضاها يتعيَّن عليكَ أن تَحْكُم على الشخص، مثلاً، استناداً إلى واقعه الحقيقي الفعلي (الموضوعي) وليس إلى صورته التي يراها هو فحسب في مرآة أوهامه.

ذلك الشيخ السلفي الجهادي "الجليل"، ثمَّ "الشهيد"، اجتمع مع أنصاره الذين خلقهم واقع قطاع غزة على مثال أوهام السلفية الجهادية، في معقلهم، الذي تتهدَّده "علمانية" حركة "حماس"، وحكومتها، وهو مسجد، ليُعْلِن من على منبره، الذي يرمز إلى انفصال الشيخ وجماعته تماماً عن الواقع، ولادة تلك "الإمارة الإسلامية"، التي ستتولَّى إقامة الحدود، وتطبيق "شرع الله"؛ وإذا صَدَق هذا الشيخ في شيء فلم يَصْدُق إلاَّ بقوله إنَّه وجماعته سيقيمون "الإمارة الإسلامية" على جثثهم.

"الشيخ ـ الأمير" تطرَّف في "تديين"، أو "أسلمة"، السياسة حتى أثبت بالقول والفعل أنَّ الانفصال النهائي عن السياسة، وعالمها الواقعي، هو العاقبة النهائية الحتمية لكل من أفرط في "تديين"، أو "أسلمة"، السياسة؛ ولقد خاطب أتباعه قائلاً: لا تقاتلوا إلى جانب مقاتلي "حماس"، وغيرها، ضد إسرائيل؛ لأنَّ قتال المسلم إلى جانب كافرٍ (أي "حماس" العلمانية!) ضدَّ كافر آخر (هو إسرائيل) حرام شرعاً!

هذا الشيخ لم يُخْلَق من العدم، فثمَّة "وجهة نظر" وُجِدَت قبله، وجاءت به إلى الوجود، فأنتَ لو سألتَ كثيراً من شبابنا عن السبب الذي جعل "الأمَّة" مهزومة دائماً في مواجهة إسرائيل، وفي الدرك الأسفل من الوهن والضعف، لأجابكَ على البديهة قائلاً إنَّ السبب هو أننا لم نبدأ بإصلاح أنفسنا؛ أمَّا هذا "الإصلاح" فمعناه عندهم هو الأخذ بـ "الطالبانية"، أو بما يشبهها، نهج حياة وأخلاق وسلوك..

وهذا "الإصلاح الطالباني" يبدأ بـ "التكفير"، أي بـ "تكفير" الغالبية العظمى من العامة من المسلمين لكونهم يلبسون ويأكلون ويشربون ويحتفلون ويفرحون ويحزنون ويتعلمون ويتزوجون.. في طريقة تخالف "شرع الله"، كما يفهمه ويتصوَّره ويفسِّره أولئك الشيوخ السلفيين الجهاديين، الذين ينظرون إلى أنفسهم على أنَّهم قوم اصطفاهم الله ليقيموا الحدود، ويطبِّقوا "شرعه"، ولو بنيران الحرب الأهلية بين "المؤمنين" و"الكفَّار"، الذين هم، في معتقدهم، الغالبية العظمى من العامة من المسلمين.

وهؤلاء، الذين فهموا "أسلمة السياسة" بما حَكَم عليهم بالعيش إلى الأبد في خارج عالمها الواقعي والفعلي، لا يقيمون وزناً أو اعتباراً للحجم الجغرافي أو الديمغرافي أو الاقتصادي.. لـ "الإمارة الإسلامية"، فهذه "الإمارة" تتأكَّد وجوداً ولو كانت في حجم قرية، إذا ما كان "أميرها" مقيماً للحدود، مطبِّقاً لـ "شرع الله"، في حدودها.

إنَّهم مستعدون للعيش في الحرب الأهلية، وبها، عشرات السنين، توصُّلاً إلى إقامة "مجتمع إسلامي طالباني"، ولو في حيِّز رفح، فليس من قضية أخرى، ولو كانت الصراع ضد إسرائيل، تستأهل الاهتمام والتفكير، فـ "الإصلاح الأخلاقي الطالباني" هو الغاية التي لا تعلوها غاية، وهو الغاية التي تخلع على الحرب الأهلية شرعية لا تعلوها شرعية!

نحن الآن مُبْتَلون بجماعات سلفية، تشترِك جميعاً، على ما يُفرِّق بينها، في خاصية جوهرية هي أنَّ أيَّاً منها لا يمكنه أن يؤكِّد وجوده إلاَّ بـ "سلبية مدمِّرة"، قوامها تكفير غيره من الجماعات، والغالبية العظمى من العامة من المسلمين، وفَهْم قتلهم وإيذائهم والاعتداء عليهم، وعلى ممتلكاتهم، على أنَّها أعمال لا تختلف في شيء عن جوهر عقيدة الجهاد في سبيل الله.

ولقد جاءت تجارب "السلفية الجهادية" بما يؤكِّد أنَّ أعداءنا الحقيقيين نجحوا في توجيه "القوَّة التدميرية" لتلك الجماعات نحو الداخل، فهيَّأوا لها من المناخ ما شدَّد لديها الميل إلى أن تتحوَّل من "انفجار نحو الخارج" إلى "انفجار نحو الداخل".

وكان يكفي أن تصاب تلك الجماعات بـ "عجز موضوعي" عن اكتساب النفوذ من خلال الجهاد ضد إسرائيل حتى تشتد لديهم الحاجة إلى "الطالبانية"، طريقاً ونهجاً لـ "إصلاح ذاتي"، يتَّخِذ من "الإمارة" أداة لإقامة الحدود، ولتطبيق "شرع الله"، ولو كانت العاقبة النهائية هي تدمير البقية الباقية من الوجود القومي للعرب، وجَعْل "إسرائيل العظمى" حقيقة واقعة.





#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنَّه قانون شهريار وسايكس وبيكو!
- نماذج نووية جديدة أربعة
- في -الأجندة الخاصة- وأصحابها!
- سنة على موت -هوميروس فلسطين-!
- العبوس.. عربياً!
- موت -الخبر-.. في الجريدة اليومية!
- هكذا يُحارَب -التوطين-!
- إذا لم يكن من -التطبيع- بُدٌّ..
- إذا سلَّمْنا ب -نظام القضاء والقدر-.. فهل إرادتنا جزء منه؟!
- أوَّل غيث -التطبيع الجديد-.. -مقالة-!
- ماركس إذ بُعِثَ حيَّاً!
- -الشيخ جرَّاح- هو -رودوس- التي تتحدَّى أوباما!
- لِيُعْقَد في -بيت لحم- ولكن ليس في -بيت العنكبوت-!
- من -أزمة الحل المرفوض- إلى حل -الحل المفروض-!
- الأهمية الحكومية ل -المعارَضة- عندنا!
- ما وراء أكمة -صُلْح- أوباما مع المسلمين!
- اقْضوا على اللاجئين.. تَقْضون على -حق العودة-!
- شتاينماير الذي هزَّ رأسه!
- ما بين -رجل الإعلام- و-رجل الأمن-!
- المخاطر الإسرائيلية.. كيف يمكن أنْ تُواجَه أردنياً؟


المزيد.....




- حجة الاسلام شهرياري: -طوفان الاقصى- فرصة لترسيخ الوحدة داخل ...
- القناة 12 الإسرائيلية: مقتل رجل أعمال يهودي في مصر على خلفية ...
- وزيرة الداخلية الألمانية تعتزم التصدي للتصريحات الإسلاموية
- مراجعات الخطاب الإسلامي حول اليهود والصهاينة
- مدرس جامعي أميركي يعتدي على فتاة مسلمة ويثير غضب المغردين
- بعد إعادة انتخابه.. زعيم المعارضة الألمانية يحذر من الإسلام ...
- فلاديمير بوتين يحضر قداسا في كاتدرائية البشارة عقب تنصيبه
- اسلامي: نواصل التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة وفق 3 أطر
- اسلامي: قمنا بتسوية بعض القضايا مع الوكالة وبقيت قضايا أخرى ...
- اسلامي: سيتم كتابة اتفاق حول آليات حل القضايا العلقة بين اير ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جواد البشيتي - الأمير الشهيد الشيخ عبد اللطيف موسى!