أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالوهاب حميد رشيد - حول شرعية المقاومة















المزيد.....

حول شرعية المقاومة


عبدالوهاب حميد رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 2724 - 2009 / 7 / 31 - 09:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


..إذا اتخذت موقف الحياد في حالات وقوع الظلم، فقد اخترتَ جانب الاضطهاد..
نحن نعيش في عصر يتصف بالوحشية. التحدي الذي يواجهنا هو أن نقبل ونتحمل مخاطرة ضرورية لنقل عالمنا المشترك إلى مجتمع أثير beloved community. في أغسطس/ آب القادم ستمر سنة كاملة على إبحار أربعة وأربعون مواطناً عادياً من سبع عشرة دولة إلى غزّة في قاربين خشبيين صغيرين. فعلنا ما لا يفعله العالم- اخترقنا حصار غزّة. وعلى مدى العام الماضي، نظّمتْ حركة غزّة الحرّة Free Gaza Movement سبع رحلات بحرية أخرى، وصلت بنجاح في خمس مناسبات مختلفة. وتبقى رحلاتنا لغايته السفن الدولية الفريدة التي تصل مقاطعة غزّة على مدى اثنين وأربعين عاماً.
في الشرق الأوسط، الكفاح من أجل العدل، يبقى مسعى غير مؤكد في أفضل الأوقات. يواجه العاملون في مجال حقوق الأنسان صعوبات ومخاطر جمّة في كافة جوانب هذه القضية. الأنظمة العربية استبدادية tyrannies، مواطنوها عرضة للبوليس السري، اعتقالات اعتباطية، تعذيب، واضطهاد. في إطار مجتمعاتهم. والعالم العربي، وعلى نحو مماثل، ممزق في سياق توترات إثنية وفئوية، الفقر، والركود السياسي. تواجه منطقة الشرق الأوسط من الخارج/ الغرب أهوالاً intimidation بين مكشوفة ومغلّفة- التدخل، عدم الاستقرار الاقتصادي، بل وحتى الحرب، الغزو، والقتل الجماعي.
وما يقبع خلف هذه الأوجاع، ويعوّق أية محاولة للتقدم في المنطقة، يتمثل في معضلة مزدوجة: النفط وإسرائيل. ليس هناك أي مكان يُعبر فيه عن هذه الحقيقة مثل غزّة. في العام 1999، اكتشفت British Gas حقول غاز طبيعية ضخمة تستحق بلايين الدولارات في المياه الفلسطينية على جانب من ساحل غزّة. أقامت إسرائيل أصلاً أنبوباً أفقياً لسحب الغاز من حقل واحد، على الأقل، من هذه الحقول. من هنا، إذا كان هناك أمراً مخفياً وراء حصار غزّة، فإنه يتجسّد في هذه الحقول. تفرض إسرائيل حصاراً شديداً على كافة نقاط الدخول والخروج في غزّة، علاوة على السيطرة الواقعية والفعالة على إيرادات واقتصاد غزّة، رغم أن إسرائيل تبقى قوة محتلة مسؤولة عن عزّة وسلامة حياة ومعيشة الناس ممن تحتلهم وليس من حقها قانوناً فرض الحصار، بخاصة عندما يشكل هذا الحصار عقوبة جماعية على سكان غزّة قاطبة. وبذلك، تُعبّر هذه الممارسات عن جرائم واضحة للحكومة الإسرائيلية والجيش الإسرائيلي.، وتتطلب محاكمة المسؤولين عنها.
على مدى السنوات الثلاثة والنصف الماضية، صار الحصار الإسرائيلي، وعلى نحو متزايد، قاسياً ووحشياً. سُمح لأقل من 20% من مستوى المتاجرة في غزّة حالياً. تسبب الحصار في انهيار الاقتصاد المحلي، مؤدياً إلى ارتفاع شاهق في البطالة، الفقر، وارتفاع معدلات سوء التغذية بين الأطفال. بسبب الحصار الإسرائيلي، هناك كمية قليلة من الوقود لتشغيل مجمع الطاقة في غزّة- وبالنتيجة تزداد ندرة إمدادات الكهرباء وعدم انتظامها.. وفي غياب الكهرباء تصبح نظم المياه والمرافق الصحية غير قابلة للتشغيل. بتاريخ 27 مارس/ آذار العام 2008، إمرأتان في السبعيات، فتاة مراهقة، طفلان رضيعان، ماتوا جميعاً جرّاء فيضان المجاري في Umm Naser. العام الماضي فقط، أُلقيت أكثر من 16 بليون لتر من مخلفات المجاري في البحر بحيث انقلبت مياه البحر إلى مرحاض toilet ضخم مؤدياً إلى كارثة صحية.
غزّة عبارة عن أرض منبسطة صغيرة لا يتعدى طولها 25 ميلاً وعرضها سبعة أميال. لا تمتلك القدرة، بصفة مستقلة، على توفير التجهيزات المعيشية لسكانها البالغ مليون ونصف المليون نسمة ممن يعيشون في واحدة من أكثر البقاع المزدحمة على هذا الكوكب. ثلثا سكان غزّة هم لاجئون أصلاً، تم طردهم إلى خارج المناطق الفلسطينية التاريخية أثناء حرب العام 1948 التي خلقت إسرائيل، وأكثر من نصف السكان هم من فئة الأطفال.
لأسرائيل تاريخ طويل من العنف ضد أطفال فلسطين.. بعض الأمثلة: في ديسمبر/ ك1 العام 2004، أصاب الجيش الإسرائيلي وقتل Rana Siyam(سبع سنوات). وفي وقت مبكر من نفس العام، أُصيبت وقُتلت Raghda Alassar (تسع سنوات) في مدرستها وهي تؤدي الامتحان. أطلق الجيش الإسرائيلي على Iman al-Hams (13 عام) ثلاثين رصاصة وهي تسير نحو منزلها بعد خروجها من المدرسة. علاوة على ذلك، اتجه كابتن إسرائيلي نحو جثتها وأطلق الرصاص على رأسها مرة أخرى. "للتأكد من موتها dead-checking!!" قُدّم للمحاكمة، ولكن ليس بجريمة القتل، بل حُكم عليه بتهمة "الاستخدام غير القانوني لسلاحه،" ورغم اعترافه بأنه أفرغ كافة رصاصاته في الفتاة الصغيرة، فقد وُجِدَ أنه "ليس مذنباً not guilty."
وخلال صيف العام 2006 قتل الجيش الإسرائيلي: بارة حبيب (3 أعوام)، رجاء أبو شعبان (6 سنوات)، روان حاج (9 سنوات)، آية سالمية وأكثر من 35 طفل آخر في غزّة وحدها. بتاريخ 16 يناير/ ك2 العام 2007، قتل الجيش الإسرائيلي عبير ارامين (10 سنوات)- ابنة ناشط سلام فلسطيني، وكانت حينها تمشي عائدة من المدرسة إلى المنزل. هذه فقط حفنة handful من الجرائم. تُقدّر المنظمة الإسرائيلية لحقوق الإنسان B tselem بأن أكثر من 900 طفل فلسطيني قُتلوا من قبل الجيش الإسرائيلي خلال الفترة 2000- 2008.
خلقت إسرائيل أصلاً أكثر الجوانب الوحشية لـ غيتو وارسو Warsaw Ghettoفي غزّة- بتحويل هذه المساحة الصغيرة إلى أضخم سجن مكشوف في العالم. كما أن الظروف الإنسانية لمليون ونصف المليون من الرجال والنساء والأطفال المحاصرين في غزّة، هي الآن أسوأ نقطة على مدى 42 عاماً الماضية للاحتلال الإسرائيلي.
لكن أحداثاً أكثر سواداً تنتظر الولادة.. الحقيقة البسيطة والمرعبة هي أن إسرائيل تدفع العالم نحو طريق الإبادة البشرية الجماعية genocide. صرنا جميعاً مسلكاً باتجاه التدمير التدريجي البطيء لشعب فلسطين. يجب مواجهة هذه الحقيقة بفعالية forcefully وتجاوزها قبل فوات الآوان.
مضتْ فترة تتجاوز الستة أشهر على نهاية آخر اعتداء إسرائيلي على مقاطعة غزّة والذي قاد إلى قتل 1400 فلسطيني، وأهل غزّة لا يزالون يعيشون بين الخرائب rubble. خلق الحصار الإسرائيلي المحكم hermetic closure عن قصد معاناة بشرية كارثية مستمرة. إن حماية المتطلبات الحياتية لسكان غزّة تفرض علينا، نحن نخبة المواطنين، التدخل المباشر لاتخاذ فعل متكافئ والأزمة. علينا أن نتصرف لأن حكوماتنا ترفض أن تقوم بواجبها في هذا المجال.
وبغض النظر عن التهديدات الإسرائيلية وأساليبها المرعبة، على المتطوعين من أجل غزّة العزم على استمرار الإبحار في قوارب غير مسلّحة إلى غزة. والآن فالقضية أبعد من أن تكون منتهية. نحن بحاجة إلى مواطنين من كل أرجاء العالم للانضمام إلينا.
حصار غزّة هذا يخدم فقط تقوية الأساليب الفاشستية على مستوى كافة جوانب الصراع، ترسيخ السيطرة المركزية، ودفع الناس ضد العدو المشترك. هذا العزل isolation لـ غزّة يعزز reinforces القناعة بأن العالم قد نسي الفلسطينيين، ويهتم قليلاً بمعضلتهم وكيفية إجبارهم على ضنك العيش، بل وحتى إن كانوا أحياءً أم أمواتاً.
لا تهدف المقاومة السلمية فقط إلى مكافحة الظلم الذي نواجهه، بل هي أيضاً ستراتيجية لإحداث التغيير الاجتماعي. إنها تمكن كل واحد، مع قدر من المعرفة، أن ينظم، يعمل، ويحقق تغيير العالم كله.. الزمن يبين مرة تلو أخرى إمكانية إنهيار أكبر المستبدين- الإمبراطوريات المستبدة- عندما يواجه مقاومة محددة.. (المقاومة السلمية مطلوبة في حالة الصراع بين أبناء/ فئات الوطن الواحد العاملين لمصلحة الوطن بعيداً عن الفساد والعمالة للأجنبي.. بينما المقاومة الشاملة: مسلّحة اقتصادية- مقاطعة، سياسية، ثقافية وإعلامية.. واجبة في ظل الاحتلال).
إنضمْ إلينا بصورة شاملة أو جزئية. إنضمْ إلى حركة غزّة الحرة، حركة التكافل العالمية، وحركة BDS. إنضم إلينا وبقية الحملات في كفاح من أجل تحقيق العدل للفلسطينيين. نُريد متطوعين volunteers للمساهمة في الدراسات والبحوث، تحديث شبكة النت، الترجمة، تصميم الأشكال والصور، المنظمات المحلية في كومياناتهم وكثير غيرها.
كنْ جزءً من المقاومة. لقد أخبرونا بأن المقاومة، في الغالب، غير مبررة unwarranted أو مستحيلة. الليبراليون المدافعون عن إسرائيل مثل Thomas Friedman، يطالبون بشكل متواصل من الفلسطينيين إلقاء سلاحهم، وينصحون إسرائيل دوماً باعتقالهم واستخدام المزيد من الإجراءات العنيفة ضدهم والحط من شأنهم degradation.
عند مواجهة العنف في عالمنا، نسمع من نخبنا elites بأن أمامنا خياران- فقط خياران: الاستسلام (وربما بشروط) capitulate للعنف أو الدخول في الحرب. طبعاً مدى صحة وملاءمة أي من الخيارين، يعتمد على مَنْ تكونْ. عند مواجهة العنف الفلسطيني يجب على إسرائيل اتباع الأسلوب الصحيح والمناسب.. الذهاب للحرب.. أما عند مواجهة العنف الإسرائيلي، يجب على الفلسطينيين اتباع الأسلوب الصحيح والملائم.. الاستسلام. في تل ابيب وواشنطن، هذا ما يسمى بـ "الوضوح الأخلاقي moral clarity": الضرورة المفترضة لمتابعة ضمان أمن إسرائيل من خلال خلق مقصود لغياب الأمن (عدم الاستقرار) بشكل شامل بين الفلسطينيين.. وهذا جنون/ حماقة كبرى lunacy.
بل حتى الخط الرئيس mainstream لحركات "السلام" في الغرب، تحاول تقزيم المقاومة بدعوة كلا الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي إنكار/ رفض renounce ممارسات العنف/ المقاومة، وبذلك فهي تساوي بين الضحية وبين الجلاد.. إنها تساوي بين الفلسطينيين ممن يرتكبون تفجير أنفسهم بقنابل انتحارية وبين إسرائيل التي تطلق عليهم طائرات F-16 وبلدوزرات عسكرية D9 وهليوكبترات الأباشي لتغطي كافة الضواحي.
تتلخص المعضلة في العنف العشوائي والممارسات الفردية للفلسطينيين ضد الإسرائيليين بالعلاقة مع سياسات الحكومة الإسرائيلية القائمة على العنف/ الإرهاب الجماعي ضد الفلسطينيين: لم تقصف طائرات فلسطينية مدناً إسرائيلية.. لم تُدمّر بلدوزرات فلسطينية منازل إسرائيلية.. لأن الفلسطينيين لايمتلكون طائرات مقاتلة ولا بلدوزرات عسكرية.. ولم يغزو جنود فلسطينيون ضواحي إسرائيل وإرهاب المقيمين فيها.. لا يوجد جيش فلسطيني..
الصراع في فلسطين هو حرب إرهابية لحكومة إسرائيل ضد حشود السكان المدنيين غير المسلحين ممن لا يملكون سبل الدفاع عن أنفسهم. حتى الممارسات اللامشروعة للدفاع عن النفس self-defeating acts ضد المدنيين الإسرائيليين (مثل بعض التفجيرات الانتحارية) لا يمكن معادلتها مع ممارسات الإذلال، الإرهاب، القتل.. التي تمارسها إسرائيل ضد الفلسطينيين في ظل سياسة مقصودة مرسومة. على عكس ظهورها السطحي في وسائل الإعلام الغربي، فهذا الصراع ليس حرباً قويمة righteous war ضد الإرهابيين العرب الشياطين، ولا صراعاً دينياً، إثنياً بين فريقين يتقاتلان أو مجموعتين تتصارعان في قناعة منهما لتبرير الذات self-justified.. الصراع الإسرائيلي/ الفلسطينيي هو كفاح لسببين غير قابلين للحل وغير متماثلين: نضال شعب مضطهد من أجل الحرية، العدل، وتقرير المصير self-determination ضد مضطهديهم ممن يعملون على الحفاظ (أو حتى التوسع) على حساب أراضيهم. في ظل هذه الظروف، المقاومة ليست فقط مشروعة.. بل أنها إلزام/ واجب أخلاقي/ وطني moral imperative. ولا حاجة للقول هنا بأن أي قدر من المقاومة وكل ممارسات المقاومة ضد المحتل تكون مقبولة.. من الواضح أنها ليست كذلك، لأن ذلك يقود إلى انتشار الضجر tedious ضدها. يحاول الغرب معادلة جانبي هذا الصراع. حاولت سابقاً أن أستمع إلى ضجر الرجل الأبيض أو سؤاله الصاخب الحاد: "أين غاندي فلسطين!؟"
مع الاحترام، لمجرد أن بعض الناس اختاروا تجاهل المقاومة الفلسطينية رغم سياقه التاريخي الطويل- منذ العام 1936 لغاية الوقت الحاضر- لا يعني أن المقاومة الفلسطينية غائبة.. إن حركة غزّة الحرّة تكافح بالتضامن مع القطاع المدني الفلسطيني المفعم بالنشاط.
على نحو مماثل، فإن الانتقادات الأخرى للمقاومة- وهي ليست ذات جدوى futile- خاطئة على نحو متماثل. هناك تضليل delusion واسع الانتشار بأن إسرائيل واللوبي الإسرائيلي ذات قوة جبارة لا يمكن تحديهما.. هذه ليست القضية..
في يونيو/ حزيران هذا العام (2009) احتجزت القوة الإسرائيلية المحتلة واحداً من قواربنا SPIRIT OF HUMANITY، واختطفت 21 ناشطاً لحقوق الإنسان وصحفيين على متنه كانوا في طريقهم لإيصال متطلبات حياتية أكثر ضرورة وتجهيزات إعادة البناء إلى غزّة المحاصرة، بضمنهم الحائز على جائزة نوبل laureate Mairead Maguire وعضو الكونغرس الأمريكي السابق Cynthia McKinney. ووضعوا في الحجزعلى مدى أسبوع قبل ترحيلهم.
رغم أننا أُجبرنا على التوقف في هذه الرحلة البحرية الخاصة، فالحصيلة لم تنته إلى "الفشل." وخلال شهر من اختطاف قاربنا نُشرت أكثر من مائة ألف خبر، تعليق وتحليل، قصص ومقالات، مواقع النت، أفعال ناشطة، ردود فعل محطات إذاعة وتلفزيون، وانصبت جميعها على رد الفعل الإسرائيلي العنيف ضد بعثتنا/ مهمتنا mission. صحيح أن محنة ordeal متطوعينا ألـ 21، الاستيلاء seizure على حمولتنا الصغيرة بواقع ثلاثة أطنان من المساعدات الطبية ومواد إعادة البناء تعتبر ضئيلة مقارنة بـ 11 فلسطيني في السجون الإسرائيلية، وتعهدات بمنح أربعة بلايين دولار لمساعدة غزّة- مساعدة لم ولم تُصل بسبب الحصار الإسرائيلي..
لكن الحصيلة كانت أبعد أثراً.. باختيار المواجهة العنيفة واختطاف ناشطي حقوق الإنسان غير المسلّحين وهم في مهمة رحمة/ إنسانية، أظهرت هذه الممارسات انكشاف إسرائيل في تصرفاتها اللا قانونية والسخيفة absurdity تجاه حصار غزّة. الحصار من الناحية الموضوعية لا علاقة له بـ "الأمن". لا احتمال باقتناع أي شخص بأن قاربنا الصغير كان يُشكل تهديداً مادياً physical threat لإسرائيل.
تحولت هذه المظاهرة العامة لغياب شرعية الحصار كذلك إلى فعل تسجيلي على المستوى الحكومي. تدخلت كل من حكومتي إيرلندا واليونان رسمياً لحماية مواطنيهما وممتلكاتهم. ورغم عدم وجود علاقات دبلوماسية ورفض الاعتراف بإسرائيل، فقد تدخل ملك البحرين شخصياً وبشكل ناجح لإجبار إسرائيل تحرير خمسة نشطاء حقوق الإنسان من البحرين تم اختطافهم من القارب SPIRIT، بينما عقد البرلمان البريطاني مناقشة رسمية بشأن المسألة، بل وحتى ادارة الخارجية الأمريكية صارت مُجبرة على عقد مؤتمر وطني لدعوة عائلات وأصدقاء الضحايا المختطفين، علاوة على دعوتها لمجموعات الحقوق المدنية العربية- الأمريكية. وكانت هذه دعوة غير مسبوقة، رغم أنها لم تكن كافية.
بدأت حركة غزّة الحرة العام 2006 كجزء من كفاحنا. بدأنا معتمدين على الأمل فقط. تصوّر الكثيرون عدم إمكان تحقيقها، ومع ذلك فقد فعلناها. اخترقنا الحصار الإسرائيلي. سنبحر ثانية، ونحن عازمون بقوة الوصول إلى مقاطعة غزّة في رحلتنا البحرية التالية. ننوي تصعيد مقاومتنا بشكل سلمي بإرسال سفينة محمّلة. سنزيد تحدينا للحصار بجلب كميات مهمة من مواد إعادة البناء الممنوعة. سوف نرفع بدرجة أعلى الصعوبات اللوجستية التي تواجه إسرائيل باتخاذ قرار الهجوم العنيف علينا. بإرسال المزيد من أعضاءالبرلمانات، أصحاب المقامات dignitaries، صحفيين، ونشطاء حقوق الإنسان لمرافقة القوارب. وسوف نرفع بدرجة عالية الصعوبات السياسية التي تواجه إسرائيل عند محاولتهم الهجوم العنيف ضدنا.
الرحلة إلى غزّة تكتنفها المخاطر. البحرية الإسرائيلية أحاطت بنا عندما حاولنا نقل مواد طبية إلى غزّة أثناء الاعتداء الإسرائيلي الغاشم في ديسمبر- يناير. اختطفت إسرائيل في يونيو قاربنا الصغير وكل مَنْ كان على متنه. بل أن إسرائيل كذلك هددت بفتح النار على سفننا غير المسلّحة، بدلاً من السماح لنا إيصال التجهيزات الحياتية ومواد إعادة البناء إلى أهل غزّة. لكن المخاطر التي نتحملها في رحلتنا البحرية هي أقل شأناً مقارنة بالمخاطر المفروضة يومياً على الناس في غزّة.
الغرض من الفعل المباشر غير المسلّح والمقاومة السلمية هو لتحمل المخاطر- لنضع أنفسنا "في طريق الظلم (مقاومة الظلم) injustice."
نحن نتحمل هذه المخاطر وندرك جيداً النتائج المحتملة. نحن نفعل هذا لأن عواقب عملنا مهما كانت شديدة فلن تكون أسوأ مما هو حاصل لأهل غزّة.
تستطيع إسرائيل تهديد سفننا وركابنا- سنستمر بالحضور.. تستطيع إسرائيل مواصلة ممارساتها اللا قانونية بتمزيق نظم الاتصال عندنا- سنستمر بالحضور.. تستطيع إسرائيل فتح النار على سفننا أو محاولة الإحاطة بها وإغراقها.. تستطيع إسرائيل أن تختار بين اختطاف قواربنا واعتقال متطوعينا..
لا يهمنا.. سوف نستمر في الحضور. مُسلّحون فقط بحبنا وولائنا للعدل، وبشعيرة المقاومة rite of resistance- سنذهب إلى غزّة مرة أخرى، وثانية، وثالثة، وهكذا.. لغاية تمزيق هذا الحصار الجائر للأبد، ويصبح لسكان غزّة المدخل الحر free access مع بقية أنحاء العالم.
ممممممممممممممممممممـ
On the Right of Resistance, Ramzi Kysia,uruknet.info, 27 Luglio 2009.
Ramzi Kysia is an Arab-American essayist and an organizer with the Free Gaza Movement. If you would like to support these efforts, please visit freegaza.org/donate, or email [email protected] Questo indirizzo e-mail è protetto dallo spam bot. Abilita Javascript per vederlo. . If you would like to volunteer with Free Gaza, please send an email to [email protected] Questo indirizzo e-mail è protetto dallo spam bot. Abilita Javascript per vederlo.



#عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللاجئون العراقيون.. حقوق المرأة ومخاطر العودة..
- الرشاوى لشراء الوظائف في العراق
- العراق يعاني من تضاؤل مياه نهر الفرات
- حرب الفتوحات الكولونيالية في أفغانستان
- العراق والاكراد.. معضلة على طول خط المواجهة الملتهب
- الجفاف، الزراعة، والمشاكل الاجتماعية في العراق
- الحقيقة وراء دعاية تحقق -السيادة- العراقية
- هذا العار.. هو عارك!
- لماذا صار العراق البلد الأكثر فساداً في العالم!؟
- ما وراء السياسة (الإمبريالية).. بشر للبيع في عالم جائع..
- حرب أهلية.. هدية اوباما ل.. باكستان..
- ثمار من غابة!
- لغز تصاعد التوجه العسكري لدى اوباما
- لعبة كرة جديدة في العراق
- اوباما يرفع مستوى ضبابية -الحقيقة- في خطابه
- اوباما.. أتركْ وأنسَ المفاوضات
- حان الوقت لمقارنة كلمات اوباما السابقة مع أفعاله الحالية
- عنصريون ديمقراطيون!
- مشروع نهر البارد.. يجب أن لا يفشل..
- البنك الدولي: إسرائيل تستحوذ على أربعة أخماس مياه الضفة الغر ...


المزيد.....




- السعودية.. القبض على مصريين لـ-نشرهما حملات حج وهمية بغرض ال ...
- أمريكا: لا يوجد مؤشر على عملية إسرائيلية -واسعة النطاق- في ر ...
- شهداء في قصف مكثف على رفح وشمال القطاع
- محكمة العدل الدولية تعلن انضمام دولة عربية لدعوى جنوب إفريقي ...
- حل البرلمان وتعليق مواد دستورية.. تفاصيل قرار أمير الكويت
- -حزب الله- يعلن استهداف شمال إسرائيل مرتين بـ-صواريخ الكاتيو ...
- أمير الكويت يحل البرلمان ويعلق بعض مواد الدستور 4 سنوات
- روسيا تبدأ هجوما في خاركيف وزيلينسكي يتحدث عن معارك على طول ...
- 10 قتلى على الأقل بينهم أطفال إثر قصف إسرائيلي لوسط قطاع غزة ...
- إسرائيل تعلن تسليم 200 ألف لتر من الوقود إلى قطاع غزة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالوهاب حميد رشيد - حول شرعية المقاومة