أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالص عزمي - السينما العراقية وسبل تطويرها في الذكرى الستين لبدء انتاجها















المزيد.....

السينما العراقية وسبل تطويرها في الذكرى الستين لبدء انتاجها


خالص عزمي

الحوار المتمدن-العدد: 2695 - 2009 / 7 / 2 - 09:57
المحور: الادب والفن
    


منذ ان اصبحت السينما ناطقة عام 1928 ؛ وهي تجمع من حولها الهواة والمغامرين والباحثين عن المال والشهرة ؛ وهكذا كانت الحال ؛ مع بدء السينما العراقية ....؛ فاذا استثنينا الافلام الاربعة الاولى : وهي ؛ عليا وعصام ( اخراج اندريا شاتان ) ؛ والقاهرة بغداد ( اخراج احمد بدرخان ) ؛ وأبن الشــــرق ( اخراج نيازي مصطفى ) ؛ و ليلى في العراق ( اخراج احمد كامل مرسي ) فان باقي الافلام العراقية اعتبارا من عام 1950 والتي اخرجت في بغداد ؛ كانت بدائية في انتاجها وصناعتها وهزيلة في ميزانية انتاجها وبخاصة الفلم الاول فتنة وحسن ( اخراج حيدر العمر ) .وما تلاه من افلام تولى اخراجها عدد من الشبان الطموحين كيحيى فائق ؛ وعبد الخالق السامرائي ؛ وصفاء محمد علي ؛وعبد الهادي مبارك وحسين السامرائي ؛ومحمد منير آل ياسين ؛ ومهند الانصاري .... الخ
ان انتاجا على هذا المستوى المتدني ؛ يجعلنا نسحب رؤيتنا نحو ما حققته السينما في انحاء العالم في هذه الفترة الزمنية التي تزيد على ربع قرن من الزمن ( امريكا ؛ الاتحاد السوفيـــــاتي ؛ ايطاليا ؛ فرنسا ؛ بريطانيا ؛ السويد ؛ الهند ... الخ ) . اذ لم تكتف هذه الدول بتطوير صناعة السينما تقنيا ؛ بل سعت الى تطوير خططها الاستراتيجية التي اعتمدت على نشر المعاهد السينمائية لتخريج الكوادر ذات الامكانيات والقدرات على دعم هذه الصناعة الهائلة بكل الطاقات البشرية المختصة في مختلف مجالاتها الواسعة ؛ كما قامت بذات الوقت بتوسيع رقعة الاستديوهات المجهزة بأحدث الآلات والادوات التي تساعد جميع العاملين في هذا المجال على انتاج سينما متفوقة ومتطورة يتقبلها روادها بكل تجلة وتقدير لانها كانت ذات فائدة ثقافية وفنية حقيقية . وتأسيسا على ذلك فقد شاهدنا افلامابقيت عالقة في الذهن والخزين المعرفي ؛ مسجلة حضورا مذهلا وطاغيا دخل سفر التأريخ من اوسع ابوابه . ففي الوقت التي بدأت فيه السينما العراقية انتاجها الهش؛ كانت السينما العالمية تزحف بكل ثقلها لتقدم الينا افلاما في غاية الروعة والاتقان مثل ( ذهب مع الريح ؛ كازابلانكا ؛ جيلدا ؛ سيدة من شانغهاي ؛الرجل الثالث ؛ أسعد ايام حياتك ؛ سارق الدراجة ؛المغامرة ؛ مسيو فيردو ؛ أضواء المدينة ؛ ليلة ونهار ؛جحر الثعبان ؛ حافة الموس ؛الرمل والدم ؛ثلوج كليمنجارو ؛ عربة اسمها اللذة .... وعشرات غيره )
ومع ذلك فلم تستفد السينما العراقية من كل هذا الزخم الحيوي والتجربة الفريدة الجاهزة ؛ اذ حصرت نفسها في زاوية ضيقة ؛ فجعلت نموذجها الميلودراما المكررة ؛ والعشق البدائي البدوي الذي رضع فنه من افلام ( ابراهيم لاما ) ومن على شاكلته من المخرجين محدودي الافق و الثقافة . لقد استعان اوائل صناع السينما العراقية الاوائل علىالرغبة الملحة في الكسب المادي السريع تجاريا والاستعانة ببعض الذين لم يدرسوا السينما بشكل اكاديمي او حتى تجريبي تطوري مثل ( مساعد مخرج ؛ مساعد مخرج اول ...... ثم مخرج ) ؛ الى ولوج هذا العالم الضخم وجل اعتمادهم على روح المغامرة و المطالعات او المشاهدات السطحية لما كان يدور في بعض الاستديوهات العربية اثناء تصوير الافلام ؛ و التي لاتعطي كلها ما تستوجبه السينما من علوم لاتنحصر في ( الاخراج ؛ الصوت ؛ التصوير ؛ المونتاج ؛ المكياج ؛ الانارة ؛ تحريك المجاميع ؛ اختيار المواقع ... الخ ) ؛ وانما تتجاوزها الى مجالات واسعة وعلى رأسها فن كتابة السيناريو المحكم والذي يقترب كثيرا من التعبير الدقيق عن نواحي الحياة الانسانية و ما يرافقها من تفرعات كثيرة تحتاج هي ذاتها الى أدوات طبيعية لكي تشكل الصيغة التنفيذية المنتقاة لتكوين الفيلم السينمائي المقنع لمخرجه والجمهور في آن .
على ان صناع السينما العراقية في المرحلة الثانية اللاحقة ( ليس زمنيا وانما تقنيا ) ادركوا هذا الامر ومنهم ( كاميران حسني ؛ ومحمد شكري جميل ؛ وفيصل الياسري ؛ وصاحب حداد ؛ وكامل العزاوي ؛ وجعفر علي ؛ وعبد الجبار توفيق ولي ؛ وحكمت لبيب و يوسف جرجيس حمد وخليل شوقي .... ثم خيرية منصور .... وغيرهم ) فأخرجوا افلاما ذات قيمة فنية متميزة تفتخر بها السينما العراقية مثل ( قطار الساعة 7؛ سعيد افندي ؛ نبوخذ نصر ؛ الجابي ؛ الحارس ؛ ابو هيلة ؛ اوراق الخريف ؛...) ثم شاهدنا بعدها افلاما متطورة اخرى من اخراج ذات الجيل المتسلح بالعلم السينمائي والنظرة الحديثة مثل افلام ( الضامئون ؛ الاسوار ؛ الرأس ؛ الحدود الملتهبة ؛ المسألة الكبرى ؛ الملك غازي ؛ ستة على ستة ... الخ )
ان النهوض بالسينما العراقية بغية الوصول بها الى مرحلة دائمة مستقرة ؛ شأنها شأن مثيلاتها في انحاء شتى من العالم ؛ يحتاج الى اعادة النظر جذريا بمنهجية هذه الصناعة الفنية وتنظيم اسسها على بنود دائمية بعيدة عن التوجهات الفردية الآنية ؛ والرغبات الفوقية غير المدركة اساسا لمدى اهمية هذا الفن السابع ؛ وذلك ضمن القواعد الجوهرية التالية : ـ

اولا ـ بث الوعي التربوي في صفوف الناشئة عن طريق تفعيل دور وسائل الايضــــــــــاح السينمائية في مختلف المدارس ؛ كثقافة عامة مطلوبة ؛ وكادراك لاهمية السينما في مجال الهواية ثم الاحتراف .
ثانيا ـ فتح المعاهد السينمائية في مختلف المحافظات ؛ شأنها شأن المعاهد التعليمية والرياضية والتشكيلية ... الخ ؛ لكي تخرج اجيالا من الاكادميين السينمائيين في مجالات ( الاخراج ؛ والتمثيل ؛ والتصوير ؛ والاضاءة ؛ والمؤثرات الخارجية ؛ وكتابة السيناريو ؛ والمونتاج ؛ والمكياج ؛ والديكور ... وما الى ذلك ) ؛ يغطون مساحات واسعة من النشاط الفني بهذا الشأن ؛ ويكونون قادة متسلحين بالثقافة والعلم لنهضة سينمائية شاملة في مختلف جوانبها .
ثالثا ـ مواصلة انتاج الافلام القصيرة ( وبضمنها الوثائقية ؛ والاخبارية ؛ والتربوية ) ؛ لتكون مصدرا لارشيف سينمائي يمكن رجوع الباحثين والطلبة اليه على حد سواء ؛ ولتكون ايضا مجالا عمليا وواقعيا لأستيعاب خريجي المعاهد السينمائية ضمن أطره المنوعة .
رابعا ـ وضع مناهج سنوية للانتاج السينمائي الروائي على الصعيد الرسمي ؛ واعداد ميزانية تغطي مثل ذلك الانتاج ؛ دون تقتير متعمد ؛ اما لجهل بهذا الفن او عدم استيعاب لاهمية ما يحققه من نجاح .
رابعا ـ دعم القطاع السينمائي الخاص ؛ وتشجيعه ماديا ومعنويا ؛ لكي ينتج افلاما جديرة بالتقدير والاحترام ؛ مما يوسع نشاط هذا القطاع ويجعله مساندا وموازيا لما تنتجه الدولة في هذا المجال .
خامسا ـ الاعتماد على التأليف السينمائي المعد اصلا للاخراج المباشر ؛ وكذلك الاستعانة بالخزين الروائي والقصصي للكتاب العراقيين لتحويل الابداعي و المتميز منه ؛ الى أفلام سينمائية ؛ ذلك ان الانطلاق نحو الافاق العالية الرحبة ؛ انما يستند على صلابة التربة المحلية المؤهلة النقية .
سادسا ـ بناء أستديوهات سينمائية حديثة متطورة اينما كان ذلك ممكنا ومفيدا ؛ تفتح ابوابها للقطاعين العام والخاص و تستوعب المئات من الايدي الصناعية والفنية القادرة على انجاز العمل المتقن حيث تصنع في ارجائها الرحبة افلام متنوعـــة ( روائية ؛ وثائقية ؛ اخبارية ؛ تعليمية ؛ علمية .....الخ ) .
سابعا ـ انشاء دور للعرض السينمائي ذات مواصفات فنية حديثة ومريحة ؛ ان مثل هذه الدور الانيقة لاتجلب الزبائن للحضور وحسب ؛ وانما لتكون مصدر دعم وتشجيع لعرض الافلام العراقية وغيرها ؛
ان آلاف الفضائيات التلفزيونية في العالم ؛ لم تستطع ان توقف زحف المجتمعات نحو دور السينما ؛ ذلك ان التهيؤ والحضور اليها له طعم ومذاق اجتماعي خاص ؛ شأنه في ذلك شأن الذهاب الى المسارح ودور الاوبرا وقاعات الموسيقى والبالية والغناء ... وغيرها ؛ في حين ان معظم نتاجات هذه الفنون الأبداعية تعرض تلفزيونيا وبشكل دوري متواصل .
ثامنا ـ تنظيم مهرجان سينمائي عراقي سنوي ؛ اسوة بالمهرجانات السينمائية الاقليمية الاخرى ؛ تعرض فيها خيرة الافلام السينمائية ؛ وتكون مجالا لتكريم السينمائيين المتميزين في شتى فروع هذا الفن ا ؛ كما ان تشجيع المشاركة في المهرجانات المماثلة سيؤدي الى ابرازا تطور السينما في العراق والافادة في ذات الوقت من الخبرة والتطور الذي يطرأ تدريجيا على السينما العالمية .
تاسعا ـ ان التركيز على تطوير السينما العراقية ؛ لايعني بتاتا اهمال الفنون الاخرى ؛ كالمسرح والتلفزيون ؛ والاذاعة ؛ والفنون التشكيلية والتطبيقية ؛ والموسيقى ؛ والغناء ؛ ... الخ ؛ وانما دفعها وهي تتقدم ايضا لتسهم جميعا في تطوير الابداع ودعم الانتاج والأخد بيده كوحدة فنية و ثقافية متماسكة تعمل جميعا في اطار عصري مزدهر من التفوق والتقدم .
عاشرا ـ تأسيس متحف للسينما العراقية ؛ يكون معينا ثقافيا وفنيا ؛ للدارسين والباحثين وطلاب هذا الفن الواسع ؛ وكذلك ليكون مرجعا حيا لكل الراغبين في الاطلاع على تاريخ النهوض السينمائي العراقي ؛ لا لهذا الجيل وحسب بل وللاجيال القادمة .وليكون في ذات الوقت مصدر تأكيد على مدى الاهتمام بالفن السينمائي ؛ والرغبة الجادة في تنميته وتطويره .





#خالص_عزمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا لعناء الممثل
- كيف أنسى الطيب صالح
- ليس الحل في تمثيل المرأة نسبيا
- غزة ليست بنت اليوم
- موجز لما نشرت عام 2008 (4)
- موجز لما نشرت عام 2008 (3)
- موجز لما نشرت عام 2008 (2)
- موجز لما نشرت عام 2008 (1)
- قصة سلوى وشجرة الميلاد البغدادية
- الحوار المتمدن في درب الثامنة
- وجهات نظر ( 2 2 )
- وجهات نظر (1 2 )
- الاسود والابيض والمواثيق الدولية
- الى خيمة مسيحية في سهل نينوى
- قد حلا نظمي ورق الغزل
- تجربة الشعب العراقي مع المعاهدات
- قصائد في بغداد
- لمحة عن محمود درويش
- حكمة وعبرة
- تربية أطفال العراق على حب الوطن


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالص عزمي - السينما العراقية وسبل تطويرها في الذكرى الستين لبدء انتاجها