أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - صباح كنجي - من ذاكرة الشيوعيين في بحزاني ...















المزيد.....

من ذاكرة الشيوعيين في بحزاني ...


صباح كنجي

الحوار المتمدن-العدد: 2679 - 2009 / 6 / 16 - 09:16
المحور: مقابلات و حوارات
    


أشياء عديدة تميزُ بحزاني عن غيرها من القرى والمدن الصغيرة في أطراف الموصل.. بالإضافة إلى زراعة الزيتون والخبرة الشعبية في صناعة الخمور، تواجد فيها العشرات من معامل النسيج اليدوية التي كان أصحابها ينتجون المناشف ويبيعوها في الموصل وبقية المدن العراقية وكذلك مهارتهم في تصنيع الصابون من زيت الزيتون ومعامل الطرشي والراشي وأصناف من المحاصيل الزراعية الصيفية والشتوية مع اهتمام بالتعليم وشغف وميل سكانها لممارسة السياسة....
هكذا نشأتْ مع توجه أوائل المجموعات الطلابية إلى معاهد المعلمين في بداية الأربعينات من القرن الماضي، وقبيل تخرجهم أوائل الصلات السياسية اليسارية في المنطقة، سرعان ما اشتهر العديد منهم كشيوعيين يحملون الأفكار التقدمية، ويبشرون بها ويدعون المواطنين للانخراط في صفوف الحزب الشيوعي العراقي، عرف منهم مال الله ديوالي والياس خلو وخدر حجي مادو وشيخ صبري وجمعة كنجي وحسن ديوالي وحجي جمو وعبد الله محير- أبو فريد وغيرهم كثيرون...
هكذا نشأت أولى الخلايا الشيوعية فيها وبدأ نشاطهم السياسي المتميز في المحافظة ليصبح عددا ً من كوادرها لاحقا ً قادة لمحلية الموصل في عهود مختلفة....
من اجل توثيق شيء عن هذه البدايات توجهنا لعدد من المناضلين الأحياء ممن واكبوا الأحداث.. كانت الخطوة الأولى فيها من سلسلة لقاءات مع الأستاذ الياس خلو- أبو مازن من مواليد1928...
س- هل لك أن تحدثنا عن البدايات كيف كانت ؟
ج- في عام 1943.. أثناء تواجدنا كطلاب في دار المعلمين الريفية تجاوز احد الطلبة على زميلي مال الله ديوالي- أبو كفاح وكفر بدينه فردَ عليه أبو كفاح بنفس الصيغة مدافعا ً عن نفسه .. وتطور الموقف من خلال تجمع عدد من الطلبة أرادوا الاعتداء علينا، بحجة أنّ طالبا ً ايزيديا ً شتم الدين الإسلامي، وبين الحشد تواجد زميلينْ وقفوا إلى جانبنا كانوا من الطلبة الواعيين والمتميزين..
مع الأيام توطدت علاقتنا بهم وأصبحنا أصدقاء.. من خلال هذه العلاقة علمنا أنهم شيوعيون، وبدأنا نتعرف على الفكر الشيوعي في دار المعلمين الريفية في الرستمية طيلة الخمسة سنوات التي درسنا فيها...
س- هل تذكر بعضا ً من تلك الأسماء؟
ج- نعم اذكر منهم كاظم الوتار ومنال الحي من الكوت وعباس حسن الخزرجي من بهرز في ديالى وعبد الله مسئول محلية كركوك لاحقا ً في عام 1959 ومحمود ياسين الذي تمكن من كسب عبد الجبار نوفان احد الأساتذة... وكان مدير الدار الأستاذ ناجي يوسف - أبو ثمينة تقدميا ً ومتعاطفا ً مع الشيوعيين ،اقترنت بنته ثمينة بسلام عادل السكرتير العام للحزب الشيوعي العراقي، الذي استشهد تحت التعذيب عام 1963 أثناء انقلاب شباط..
كذلك الأستاذ محمد شرارة والأستاذ عزيز سباهي الذي كان يدرسنا الفنية .. وبلغ عدد الطلبة (1150) طالبا ً في عام 1943..
س- من طرح عليكم فكرة الانتماء للحزب ودعاكم للانخراط في التنظيم ومتى؟
ج- فاتحني بالعمل إسماعيل احمد علي عام 1945 ..وشكلنا خلية مكونة مني ومن أبو كفاح مع إسماعيل.. وكان شقيقه أحمد طالبا ً معنا في الدار، حاليا ً يسكن ديالى..
س- هناك معلومة تؤكد أن جمعه خدر ملو.. كان شيوعيا ً عام 1943هل لديك معرفة بهذا الانتساب؟
ج- ليست لدي معلومة تنظيمية عن الموضوع،لكن أعرف أن شقيقه حسن خدر ملو كان قد تعرف على الشيوعيين في السجن .. من المحتمل إنه تعرف عليهم من خلال شقيقه وارتبط بصلة بهم، لكن ليست لدي ما يؤكد أو ينفي هذه العلاقة..
س- هل فاتحتم آخرين بالعمل أم إنهم قد ارتبطوا بالحزب من خلال خطوط أخرى؟
ج- في البداية كنا نقرأ النشرات فقط.. لكن فيما بعد فاتحتُ صبري جبور وانتسب للحزب عام1959 وكذلك حسين بتي من الطلبة فوافق، أما شيخ صبري فقد فاتحته ُ سعاد خيري، وكانت في حينها من الطالبات النشيطات وخطيبة لزميلها ساسون، لكنها اقترنت بالمناضل زكي خيري احد قادة الحزب الشيوعي المعروفين لاحقا ً..
س- هل عملت في مناطق أخرى؟
ج- نعم نقلت إلى زاخو ناحية السليفاناعام1949 وتعرفتٌ هناك على الشيوعي عجيل* وللأسف لا اذكر اسم أبيه وكذلك ابن أخته عبد المجيد مرزا وكان الرمز السري لتعارفنا الرقم 67 وأردُ أنا عليه76.. أما مفوض الشرطة محمد سليم نعمان فكان من أقرباء ديوالي آغا ومتعاطفا ًمعنا، ومن هناك انتقلتُ إلى (كرْسْيْ) في سنجار، ولم يكن فيها شيوعيين آنذاك..
عدتُ إلى بعشيقة في العام الدراسي 1953-1954 .. بعدها في عام 1959 نقلتُ إلى تللعفر، وتعرفتُ على شيوعيين فيها وأصبحتُ مسئولا ًعن التنظيم هناك، ومن بعدي تسلم قيادة التنظيم أبو كفاح حيث نقل هو الآخر إلى تللعفر.. بعد أن نقلتُ إلى (العقابية) في ناحية (الموفقية) قضاء الحي من لواء الكوت..
هناك تعرفتٌ على عدد من الشيوعيين منهم صالح مهدي رويضي من النعمانية ومدير المدرسة عبد الكريم محمد أبو الحُسن.. كنا نجتمع في البساتين وبقيتٌ هناك لغاية انقلاب شباط عام 1963.. فتركت التعليم وتوجهت إلى سنجار متخفيا ً فيها لغاية اعتقالي عام 1966 ..كنت حينها عضو محلية والقي القبض أيضا ً على (جمعه كنجي) في كانون الثاني عام1966 وكذلك غازي محمد صالح من الموصل..
بقيت في التوقيف في سنجار مدة شهرين ثم نقلت إلى المحجر الثاني في الموصل ومنه إلى نكرة السلمان لقضاء محكوميتي الغيابية لمدة ستة أشهر..
س- هل لديك تفاصيل عن كيفية اعتقالكم في سنجار؟
ج- بداية اعتقل جمعه كنجي، الذي كان في حينها بيشمركة يشرفٌ على منظمة سنجار، بعد طرد مسئولها من الحزب، أثناء عقد اجتماع مكتب المنظمة في بيت غازي في قرية بليج، كان بحوزتهم ورقة فيها أسماء، كذلك اعتقل في نفس الدار غانم أبو ريمة الذي استشهد في السجن لاحقا ً أثناء محاولته الهروب...

عام 1966 نقلنا إلى نكرة السلمان.. كان كاظم فرهود مسئولا ً عن السجن ومعنا أيضا ً صادق جعفر الفلاحي وسامي احمد درويش وهو مختص بالنفط ويوسف الصائغ وسليم فخري الذي كان مديرا ً للإذاعة والتلفزيون في عهد ثورة 14تموز وضابط ملازم أول في الحرس الجمهوري اسمه غسان ومن عينكاوه، واذكر من بين الشيوعيين اسم المعتقل جمعة.. وكذلك السائق الذي نقل جثة عبد الوهاب الشواف إلى بغداد ليشاهدها عبد الكريم قاسم...
ومن الشيوعيين الأيزيديين، (الشيخ زندين) الذي اعتقل بسبب وجود صلة له مع سليم فخري، أثناء التحاقه وتواجده في كردستان، وكان يخطط حينها لانقلاب، وبدأ صلات مع عدد من الضباط، من بينهم ضابطين، التقى بهم في قرى ديالى، كانوا قد ابدوا استعدادهم للمساهمة والمشاركة في حركته وبعد اللقاء بهم والتحرك معا ً للدخول إلى بغداد، قادوه إلى مديرية الأمن العامة معتقلا ً...
بالإضافة إلى مجموعة سليم الفخري كان هناك عدد من المعتقلين المتهمين بالميل إلى الخط الشيوعي في الصين الشعبية وكانوا يسمونهم تنظيم الصين...
كان سجن نقرة السلمان بحق مدرسة حقيقية تلقى فيها محاضرات منتظمة ومتواصلة في التثقيف الحزبي، و تقام دورات لمسك الدفتر (الحسابات) ودورات لتعليم زرق الإبر والتطبيب، وقد استفدنا من وجود المستوصف الصحي الذي كان يديره السجناء والأطباء الشيوعيين داخل السجن لهذا الغرض..
في السجن تعلمنا أن نتضامن مع بعضنا حيثُ كانت تجمعُ النقود لمن ليس له عائلة أو للمعتقلين من أماكن بعيدة، ممن يصعبُ على ذويهم مراجعتهم كنت من بين هؤلاء.. لذلك استلمتُ مبلغ دينار ونصف من رفاقي الشيوعيين كمساعدة شهرية، بعدها جرى استقطاع 10% من كل حوالة بريدية تصل للمعتقلين لتوزع على البقية من المحتاجين للدعم..
عموما ً كان لتواجد كاظم فرهود دوره المتميز في السجن، ساعده على تأدية هذا الدور بإبداع الصفات والخصال التي يتمتع بها، حيث كانت له قدرات متكاملة مكنته من ضبط السجن وتنظيم الحياة فيه، وهي مهمة ليست سهلة مع وجود أكثر من ألف معتقل، الذي كانوا يحتاجون لأكثر من ثلاثة آلاف كرصة خبز في اليوم، يُعدها السجناء أنفسهم مع وجود كوادر من أعضاء اللجان المركزية في فترات مختلفة، الذين كانوا لا يميزون أنفسهم عن بقية المعتقلين، ويبادرون قبل غيرهم للعمل في شتى المجالات..
يستقبلون السجناء الجدد كضيوف في اليوم الأول، يرحبون بهم من خلال وجبة غذاء متميزة، هذا ما جرى معي حينما أودعوني في الردهة التاسعة. في اليوم التالي جاء من يطلب مني نبذة عن حياتي مستفسرا ً عن أوضاعي الاقتصادية وأوضاع عائلتي، وهل لهم معيل أم لا بعد اعتقالي؟ ..
بعدها قرروا منحي مبلغ دينار ونصف مساعدة شهرية، كان ذلك مبلغا ً جيدا ً قياسا ً لتلك الظروف، حيث كانت الأشياء رخيصة...
في السجن كان السجناء يقرؤون مختلف الكتب، شخصيا ً قرأتُ كتاب جون ريد عشرة أيام هزة العالم وتأثرت به كثيرا ً.... مع هذا ينبغي أن لا ننسى أن التعذيب كان ساريا ً في السجون.. وشهدتُ حالات من التعذيب بالصوندات (خراطيم الماء) مع استخدام الماء البارد في كانون الثاني ونزع الملابس من المعتقلين بالإضافة إلى التعذيب النفسي...
س - هل تذكر أين كنت يوم ثورة 14تموز عام1958؟
ج- في يوم ثورة تموز كنا في النادي في بعشيقة نستمعُ للراديو.. كان متواجدا ً أيضا ً مدير الناحية (حازم توحله ) سليل العائلة الإقطاعية المشهورة في الموصل والمعادي للشيوعيين فسمعنا البيان الأول للثورة .. حينها وعلى الفور نهض حازم توحله وطلب بعصبية ولغة لا تخلوا من الأمر إيقاف البث وغلق الراديو...
لكن الشيوعي الشجاع ( اسليج يوسف البعشيقي- حاليا ً في كركوك ).. الذي كان منظما ًفي خط آخر لا صلة لنا معه وقف متصديا ً له:
هذه ثورة الشعب والكادحين سوف تكسر رأسك وتحطمُ من يقف في طريقها.. وبعد أيام نقل توحله وغادر المنطقة..

بعد ثورة تموز بدأ المد الثوري، وانتشرت الأفكار اليسارية، وأصبح الشيوعيون ينظمون الناس، هكذا أصبحت محلة (البرافية- قرب الماء) في بحزاني، جميعها شيوعية ومن المنتسبين الجدد للحزب اذكر (حجي بتي وخرو الخليلي- أبو خليل) وتم تحويل بيت (مسطورس) واسمه الحقيقي (مستر تاير) وكان مبشرا ً أمريكيا ً إلى مقر للشبيبة، وجعلناه في الواقع مقرا ً للحزب الشيوعي، كنا أنا وأبو كفاح وحجي جمو وحسين حسن بتي وحسن ديوالي نديرهُ إلى حين جاء جمعة كنجي من باعذرة ليصبح مسئولا ً عن بعشيقة، وأصبح شيخ صبري مسئولا ً عن منظمة بحزاني.. وكان من الشيوعيين المعروفين آنذاك حسين كنوص وحسين مراد...
وأود أن اذكر أن احد المخبرين في العهد الملكي، وهو ماتيوس الدوري ( متي عبد الأحد الدوري) كان قد اخبر علينا، وكدنا نعتقل لولا حدوث ثورة تموز...
أما جمعة كنجي الذي كان معلما ً في أبو جربوعة ومسئولا ً عن بعشيقة فجرى اعتقاله عام 1961 بتهمة الشيوعية وحكم مدة سنتين وحدث ذلك بسبب تغيير موقف عبد الكريم قاسم من الشيوعيين نتيجة لضغط القوى اليمينية والرجعية عليه ..هكذا قدمت بحزاني أوائل المعتقلين السياسيين في عهد الثورة أيضا ً..
س- من تذكر بعد من جيل الشيوعيين القدامى وأصدقاؤهم؟
ج- شيخ حسين كان مؤيدا ً للشيوعيين وأصبح عضوا ً في نقابة المعلمين على ملاك الشيوعيين مع جمعة كنجي وتوقف لهذا السبب. خدر حجي مادو - خدر أفندي- أبو مجاهد كان شيوعيا ً أيضا ً، أبو فريد- عبد الله محير أصبح شيوعيا ً وكان اسمه الحزبي ناهض، حجي جمو اسمه الحزبي عضد، أما قوال بديل الطويل فكانت صلته مع عدنان جلميران وليس لدي تفاصيل عن نشاطه، حسن خلو أبو لقمان كان صديقا ً للشيوعيين وينقل البريد..
س- ماذا تقول عن تهمة السحل التي ألصقت بالشيوعيين هل هناك فعلا ً حالات سحل شارك فيها الشيوعيين ؟
ج- لم يكن للشيوعيين أية صلة بموضوع السحل وقد مارس الجمهور الغاضب، الذي يصعب السيطرة عليه هذه الممارسات، واذكر انه جرت سحل لجثة نوري فيصل الشمري ورميها في (الدمل ماجة) في الموصل وكذلك ابن المفتي في تلكيف، بسبب اعتداءه على شخص واغتصابه زوجته قبل ذلك، وكان المفتي قد عَلّمَ الشقاوات ( الياس كلي وحسن عبدال) للاعتداء عليه، بعد أن اغتصب زوجته، وقد انتقم هذا الشخص من المفتي بهذه الطريقة انتقاما ً لشرفه، هذه هي الحالات التي عرفتها ولم يكن للشيوعيين أية صلة بها لا من بعيد ولا من قريب..
س- كيف تقييم سياسة الحزب الشيوعي والشيوعيين آنذاك وأنت في هذا العمر بعد أكثر من نصف قرن على تلك الأحداث؟...
لعب الشيوعيون دورا ً ايجابيا ً ومهما ً في تلك المرحلة، وكانوا السند الحقيقي للثورة والمدافعين الحقيقيين عن الكادحين، لكنهم اخطئوا التقدير ورفعوا شعارات لم يطبقوها منها شعار 7 مليون يطالبون الحزب الشيوعي بالحكم مطلب عظيمي.. لكنهم لم يمتلكوا أكثر من (150) قطعة سلاح في بغداد، وكان من المفترض حسم مسؤولية تسلم السلطة..
في يوم الكارثة، الثامن من شباط، تبين أن الحزب لا يملك أكثر من 150 بندقية فقط بلا عتاد لا تكفي للدفاع عن كيانه وجمهوره العريض ..
هذه جريمة بحق منتسبيه وليس خطأ ًكبقية الأخطاء السياسية.. وشخصيا ً اعتقد انه لو كان الشيوعيون في العراق قد حسموا مسألة السلطة لكانت خارطة العالم السياسية قد تغيرت بحكم القدرات المالية للعراق كبلد مهم في العالم ..
واعتبر دخول الحزب الشيوعي العراقي في تحالف مع البعث عام1973 جريمة سياسية وليس خطأ ً.. ويمكن أن اذكر أيضا ً الأخطاء التي رافقت طبيعة العلاقة مع الحزب الشيوعي السوفيتي التي كانت تتصفُ بالتبعية والذيلية في رسم السياسات واتخاذ القرارات المصيرية أحيانا ً ..
س- بمن تأثرت من الشيوعيين؟
ج- تأثرت بإسماعيل احمد الذي كان له ثقافة وشجاعة وبقية صفات وخصال تدفع المرء للاعتزاز به، واذكر انه في فترة مؤامرة الشواف قد لعب دورا ً مهما ً في القضاء عليها، بحكم حنكته ودهائه حيث شك في قافلة عسكرية من حامية عقره، ووجههم في طريق وعرة غير سالكة، لحين ترتيب أمر السيطرة عليهم وقيادتهم إلى منطقة قرة قوش، الذي حاول معاون الشرطة فيها التواطؤ مع المعتقلين من المتآمرين، وعرقلة إجراءات اعتقالهم من قبل البطل إسماعيل، فما كان منه إلا أن أشهر مسدسين في وقت واحد بوجهه، ويأمره للرضوخ للإجراءات والأوامر الصادرة منهُ طالبا ً الإبلاغ عن اعتقال المتآمرين، وإطلاق سراح المحتجزين من الضباط وبقية الرتب من المحسوبين على الثورة، ممن كان المتآمرون قد اعتقلوهم في حامية عقره، بينهم عدد من الضباط والجنود الشيوعيون...
س- هل تتناسب أوضاع الشيوعيين الحالية مع حجم تضحياتهم؟ أين يكمن الخلل؟
ج- الخطأ الأكبر والفادح الذي لا يغتفر الذي ارتكبه الشيوعيون وقيادتهم بالذات يتمثل بدخولهم للجبهة مع حزب البعث عام1973 .. كان من المفروض إدراك طبيعة حزب البعث الدموية وعدم التنازل عن المنظمات الجماهيرية للحزب.. ومازال هناك جوانب من الخلل ينبغي معالجتها في المقدمة، منها عدم الانعزال والتعاون مع الآخرين..
أما جيل الشيوعيين الحالي، فيحترموني ويقدروني أكثر من أولادي وأنا اعتز بهم.. لكن أوضاع مقراتهم لا تعجبني، وهي اقرب إلى النوادي. وعليهم تفعيل المناقشات الفكرية والثقافية، ويجب أن يتحلى القياديون فيهم بشروط ومؤهلات تساعدهم في قيادة العمل، أراهم يهملون التثقيف، لذلك ادعوهم لإعارة الاهتمام بهذا الأمر.. مع أمنياتي لهم بالموفقية والمزيد من النجاحات في طريق استعادة دورهم عبر تحقيق أهداف ومصالح الكادحين..

صباح كنجي

________

*
هو والد الشهيد (ريبر عجيل) الكادر الشيوعي الذي استشهد مع رفيقة أبو فؤاد- جوقي سعدون أثناء قصف مقر قاطع بهد ينان بالسلاح الكيماوي.. (ص. ك).



#صباح_كنجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طين النار - مهداة إلى ذكرى جمعة حاجي كنجي
- الحزب الشيوعي العراقي يساهم في غزو الكويت..!
- افتحوا الأبواب لعبير الناصرية المتجهِ للبرلمان الأوربي..
- البعدُ الميثولوجي في ..
- عراقيون من زمن ِ أهل ِ الكهفِ سينتخبونْ..!!
- الفرحُ الحزين في زمن إرهاب الدين ..!
- ثمرٌ مِنْ زمن ِالردةِ والانحطاطِ
- العولمة وخطر تفشي الإرهاب الديني...
- الأبعاد الحقيقية الخطيرة التي تستهدف أبناء الموصل..!
- مفاهيم اليسار والموقف من الدين..والإرهاب..وأمريكا..1
- كردستان ... مستقبل وآفاق التجربة السياسية الناشئة -1
- وصية أمي.. دير بالك على درمان..
- رؤيا اليقين لسلام ابراهيم*
- رؤيا اليقين لسلام ابراهيم* 2-3
- رؤيا اليقين لسلام ابراهيم*1-3 قصص تدعو لإعادة صياغة الوعي وا ...
- حِكايَتنا مَع َ التقاعد ِ للمرة ِ الأخيرة ِ..
- آزاد سعيد.. تخرصاتُ باحث ٍ أمْ نفاياتُ إرهاب ٍ !..11-ج3
- آزاد سعيد.. تخرصاتُ باحث ٍ أمْ نفاياتُ إرهاب ٍ !..11-ج2
- آزاد سعيد.. تخرصاتُ باحث ٍ أمْ نفاياتُ إرهاب ٍ !..11-ج1
- آزاد سعيد.. تخرصاتُ باحث ٍ أمْ نفاياتُ إرهاب ٍ !..(10)


المزيد.....




- طائرة شحن من طراز بوينغ تهبط بدون عجلات أمامية في اسطنبول.. ...
- يساهم في الأمن الغذائي.. لماذا أنشأت السعودية وحدة مختصة للا ...
- الإمارات تعلن وفاة الشيخ هزاع بن سلطان آل نهيان
- داخلية العراق توضح سبب قتل أب لعائلته بالكامل 12 فردا ثم انت ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن بدء عملية في حي الزيتون وسط غزة (فيديو ...
- روبرت كينيدي: دودة طفيلية أكلت جزءا من دماغي
- وفاة شيخ إماراتي من آل نهيان
- انطلاق العرض العسكري.. روسيا تحيي الذكرى الـ79 للنصر على الن ...
- إسرائيل تستهدف أحد الأبنية في ريف دمشق الليلة الماضية
- السلطات السعودية تعلن عقوبة من يضبط دون تصريح للحج


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - صباح كنجي - من ذاكرة الشيوعيين في بحزاني ...