أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جهاد علاونه - بإنتظار رسالةٍ مهمة














المزيد.....

بإنتظار رسالةٍ مهمة


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2681 - 2009 / 6 / 18 - 10:40
المحور: حقوق الانسان
    


لي أكثر من خمس طعشر سنه تقريباً وأنا أنتظر رسالة مهمة , كل الرسائل والردود جاءتني ما عدى رسالة واحدة مهمة لم تأتن بعد , وفي كل يوم أسأل الخضرجي : مرحبا كيف الحال سأل عني ساعي البريد ؟ فيرد عليً بإستغراب قائلاً يا أبو علي بعدين معاك ما أنا حكيتلك ما حدى بسأل عنك.

- ما حدى يسأل عني !! طيب ماشي أنا بفرجيهم , يكره غير يتمنوا يمسكوا طرف قميصي, وبس أصير كاتب مشهور بصيروا يحكوا لأولاد أولادهم والله هذا الشخص كان عايش في حارتنا وبقى يحب المزح معانا , وأحفادهم طبعاً ينظرون لجدودهم يإستغراب وهم يقولون : يا سلام والله الكبر بالسن خام إكثير جدي وجدتي خرفنوا , قال جهاد العلاونه باقي يودي لجدتي رسائل حب , يا جماعة لا إتواخذوهم الكبر خام وهذول ناس خرفنوا .

وفي كل يوم تقريباً أدخل إلى مبنى البريد المجاور لمنزلي وأسأل مدير البريد ؟
- في إلي رسائل؟
- لحظه حتى أشوف , في إلك صندوق بريد؟
- لالا, بس أنا حاطط عنواني بجانب مبنى البريد الكبير .
- لالا ما في إلك رسائل.
وأتسائل ليش ما حدى ببعثلي رسائل , طيب شو مالني أنا شو ناقصني, طولي حلو بس إيدي قصيره ما يصلح للعمل الحكومي , بس بيسطه بكره غير إيصيروا يسألوا عني .

ما حدى سائل عني , ولي على هذه الأرض المباركة والطاهرة 39 عاماً ولم يقف أحد أمام بيتي ليسأل عني شو مالني ؟ فهموني , المرابين بسألوا عنهم وبرضوهم , والزعران والقوادون وأصحاب بيوتات (بيوت) الدعارة يسألون عنهم , أي أم ...فلان بدون ذكر إسمها معروفة في القاهرة أكثر من جمال عبد الناصر , وفلانه الأردنية معروفة في عمان أكثر من وسط البلد والسيارات التي تقفغ على باب بيتها أكثر من السيارات التي تصطف في مجمع الشمال أو العبدلي الدائري أو دوار الشرق الأوسط.
وفلانه في دمشق نصف سكان دمشق يعرفون منزلها , وفلانه اللبنانية معروفة في عجمان أكثر من أي زعيم عربي ويطرون إسمها كلما هب الهوى وإذا إفتقدت أحد الشيوخ ولم تجده في مدن الإمارات العربية المتحدة فإنك فوراً ستج سيارته أمام منزلها , طيب ليش أنا ما يسألوا عني زي فلانه وعلانه ؟؟.

كل اليوم أسأل الجيران إذا غبت عن المنزل نصف نهار :
- حدى سأل عني ؟
- لالا ما شفنا حدى , مثل مين إبتقصد ؟
- شو ماكان إنشاالله ضراب الطبل المهم أنا بنتظر برسالة مهمة من شخص بحبه إكثير , فيمكن إنه ما أرسلها بالبريد يمكن إنه بعثها باليد .
- لا والله يا أبو علي ما شفنا حدى .
- بسيطه ..ما حدى بسأل عني ؟ انا بفرجيهم , طيب بدي أفرجي مين أو مين , كل الناس مش سائلين عني , أكثر من 200مليون عربي مش سائلين عني , أي أنا هذول بدي أفرجيهم كلهم , أي أمريكيا مش فادريتلهم , حتى أنا جاي أقدرلهم , هذول مش سهلين هذول بطلعوا حوالي 150 مليون إرهابي , يهددونني ليلاً ونهاراً.
ثم أجلس في منزلي وأطبع مقالاً على الكيبورد جديد وتأتي زوجتي محملة بالقهوة والمتطلبات الثقيلة التي لا أقدر عليها وهذه المرة ما كان ناقصني إلا إنها تطلب منى تحرير فلسطين فقلت لها كل شبء أطلبيه مني في هذه اللحظة إلا تحرير فلسطين عشانه في شوية صعوبه على واحد مثلي , وسألتها فوراً قبل أن تقوم بطلب أي شيء :
- حدى إتصل بي اليوم؟
- لالا مثل مين ؟
- شو كلكوا لالالالا وبتسألوني مثل مين ؟ أي حدى ما حدى أجا على الدار سأل عني ؟
- آه إكثير إللي اليوم سألوا عنك .
ففرحتُ كثيراً وقلت لها عن جد إنت بتحكي ولا هيك عرفع عتب أو أكيذ إنك إبتمزحي , إنت بتمزحي صح؟

- لالا شو يازلمه أنا ما بمزح أنا بحكي عن جد.
فقلت لها لعاد قبل ما إتسولفي وتحكي سكري الشبابيك والأبواب وإغلقي الموابايلات.
- لويش أغلقهن يا زلمه.
- طيب لعاد إحكي مين سأل عني ؟
- سأل عنك جابي الكهربه, وجابلك فاتورة جديده , وجابي المي , وباص الروضنه تاع البنت إللي بتروح فيه على الروضه, وتاع الخضرة , وتاع اللحمه, وإللي إستقرظت منه 500 دينار على شان اللاب توب تاعك .

- بس بس بس ..شو هذا على ساعة هالمسا؟ فيش حدى إخلافهم ؟
- لالا فيه , تاع الكاز وتاع الغاز وتاع الجمعيه بعدنا ما أعطيناه .
ثم آخذ نفساً طويلاً وشهيقاً وزفيرا ومن صم زفيراً وشهيقاً وأشعر بروحي بدها تطلع مني , وأقول بيني وبين نفسي , كل هذول سألوا عني , أنا فعلاً مواطن عربي مهم ومطلوب حي ومنظف , ومطلوب للمحاكم ولأرضيات السجون فأرضيات السجون تتمنا أن تأكل من جسمي الجميل والقوي .



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوم سعيد
- لو كنتُ مواطناً أوروبيا
- إعتذار للحوار المتمدن
- خفة دم مصطفى أمين
- جلالة الإنبراطور باراك أوباما
- إنتصرنا في كل المعارك
- أنا
- امرأة ليبرالية مظلومة
- اللهم لا تنصرنا على أمريكيا
- إخترنا لكم : بان الخليط
- تحت رعاية وزير الثقافة الأردني , حفل توقيع كتابي الثاني
- جاءتني الدوره الشهريه
- رساله من طفله عربيه في الصف الخامس
- لا حول ولا قوة لي إلا بالأردني
- إستفزاز الكُتّاب
- خرافة التطهر من الجنابة
- اللغة والتنمية الشاملة
- أتمناها بحضني وحشايا في حشاها
- إنفلونزا العشق
- يا الله لا اتنجح إولادي


المزيد.....




- مسئول بالأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد تستغرق 14 عاما ...
- فيديو.. طفلة غزّية تعيل أسرتها بغسل ملابس النازحين
- لوموند: العداء يتفاقم ضد اللاجئين السوريين في لبنان
- اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا
- شاهد.. لحظة اعتقال اكاديمية بجامعة إيموري الأميركية لدعمها ق ...
- الشرطة الاميركية تقمع انتفاضة الجامعات وتدهس حرية التعبير
- صحف عالمية: خيام غزة تخنق النازحين صيفا بعدما فشلت بمنع البر ...
- اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين ...
- يضم أميركا و17 دولة.. بيان مشترك يدعو للإفراج الفوري عن الأس ...
- إيران: أمريكا لا تملك صلاحية الدخول في مجال حقوق الإنسان


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جهاد علاونه - بإنتظار رسالةٍ مهمة