أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبد الحسين شعبان - التنمية والمجتمع المدني: الشراكة والتجربة العالمية!















المزيد.....

التنمية والمجتمع المدني: الشراكة والتجربة العالمية!


عبد الحسين شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 2676 - 2009 / 6 / 13 - 08:23
المحور: المجتمع المدني
    


شهد مقر جامعة الدول العربية في القاهرة اجتماعاً لعدد من الخبراء بدعوة من المؤسسة الدولية للديمقراطية والانتخابات IDEA، وهي مؤسسة سويدية- دولية تعنى بإرساء الديمقراطية المستدامة على النطاق العالمي وتقديم الخبرة ودعم المؤسسات والتجارب الديمقراطية والمساعدة في تنفيذ برامج الإصلاح الديمقراطي عبر مصادر المعرفة ونشر الثقافة والديمقراطية.
ولعل أهمية هذا الاجتماع تأتي من كونه بدعم وإسهام مباشر من جامعة الدول العربية، خصوصاً بدعوة شخصيات فكرية وثقافية من العاملين في ميدان البحث العلمي ومراكز الدراسات والمشتغلين في إطار المجتمع المدني، فضلاً عن ذلك فهو اجتماع مفتوح في ما يتعلق بالتحول والإصلاح الديمقراطي، ولاسيما في موضوع الانتخابات، خصوصا لتقديم رؤى وتصورات حول سبل التعاون الأوروبي-العربي على الصعيدين الحكومي وغير الحكومي.
وإذا ظل الإصلاح يراوح في عالمنا العربي، لاسيما إزاء تحديث وتمدين الدولة وأساليب عملها وإشاعة الحريات الديمقراطية، خصوصا حريات التعبير والاعتقاد والتنظيم الحزبي والنقابي فضلاً عن الحق في المشاركة، باعتبارها حقوقا أساسية بعد حق الحياة، فإنه رغم كثرة الحديث عنه، إلاّ أن البدء الجدي للسير فيه مازال بطيئاً أو حتى متعثراً مع وجود بعض الاستثناءات الجنينية والتطورات التراكمية على محدوديتها.
تقاذفت الإصلاح توصيفات مختلفة يحمل بعضها شيئاً من الريبة أو التشكيك، فهو تارة إصلاح محمود وأخرى إصلاح مذموم، وإصلاح مفروض وإصلاح مطلوب، وإصلاح من الداخل وإصلاح من الخارج، وإصلاح فوقي وإصلاح تحتي وإصلاح سلمي وإصلاح عنفي وإصلاح جذري وإصلاح شكلي، وإصلاح منضبط وإصلاح منفلت.
وإذا كان الهدف من التوصيف هو تحديد المعاني والمباني والدلالات للبدء بالإصلاح، إلاّ أن هذا الأمر استغرق زمناً طويلاً ومازلنا ندور في نفس الدائرة دون إحراز تقدم كبير وملموس على هذا الصعيد، وحتى بعض التطورات التي حدثت في عدد من البلدان، جرى الالتفاف عليها أو التراجع عنها أو ظلّت بأحسن الأحوال محدودة، ولعل ظروفاً موضوعية وأخرى ذاتية ساهمت في ذلك منها ما حدث في 11 أيلول (سبتمبر) من عمل ارهابي أودى بحياة أكثر من 3 آلاف بريء في الولايات المتحدة، ثم استخدام مكافحة الارهاب عربياً وإقليمياً، بل على المستوى الدولي، ذريعة للتجاوز على الحريات المدنية والسياسية واتخاذ بعض الإجراءات بزعم مكافحة الظاهرة المستفحلة.
وإذا أضفنا إلى ذلك أن منطقتنا شهدت حروباً وحصارات مدمّرة عطلت من عملية التنمية، لاسيما بعد احتلال أفغانستان وغزو واحتلال العراق والحرب الإسرائيلية ضد لبنان وتجويع غزة والعدوان عليها وغيرها، وهذه موضوعياً سببت في نكوص الحريات والحقوق، ناهيكم عن استمرار السياسة الغربية في الكيل بمكيالين وتبدد الكثير من صدقية بعض الطروحات التي دعت إلى احترام حقوق الإنسان وإنجاز القول الديمقراطي، يضاف إليه ضعف المجتمع المدني العربي وعدم تمكّنه حتى الآن من أن يلعب دوراً اقتراحياً مؤثراً وشريكاً للحكومات، خصوصا من خلال أدائه المهني واستقلاليته، وهلع الكثير من الحكام من أن إرخاء قبضتهم أو تقديم تنازلات بإجراء إصلاحات، قد يؤدي الى هلاكهم أو يحدث نوعاً من الشرعية للمعارضات السياسية للانقضاض على السلطة لاسيما بعض الاتجاهات الإسلامية الراديكالية. هذه الأمور كانت موضوع نقاش ساخن ومعرفي في جامعة الدول العربية، وشارك الأمين العام عمرو موسى جانباً منها وأدارها السفير هشام يوسف.
لا بدّ من التأكيد أن الإصلاح ليس وصفة جاهزة ليتم أخذها مرة واحدة لشفاء أوضاعنا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، بل هو مسار طويل الأمد وعملية تغيير وتحوّل باتجاه الديمقراطية والحكم الصالح بتراكم وتدرّج وبناء للمؤسسات الدولية وتراكيبها وفقاً لقوانين وحقوق، هذا على صعيد الدولة، أما على الصعيد العالمي فالأمر يحتاج إلى بناء طويل الأمد يتم فيه إصلاح نظام العلاقات الدولية لتكون أكثر ديمقراطية، في ظل ظروف أخرى أكثر مساواة وعدلاً لاسيما إذا اتسمت بتعديل لموازين القوى على المستوى الدولي.
ثمة مقوّمات أمام الإصلاح في عالمنا العربي، سواءً على المستوى الداخلي أو على المستوى الخارجي، لعل أهمها خارجياً ممارسة القوى المتنفذة ضغوطاً مختلفة لفرض سياسات الاستتباع والهيمنة ونهب ثروات شعوب وأمم، وفرض حصار وممارسة سياسات القوة والتهديد واحتلال بلدان وارتكاب أعمال عدوان.
أما على الصعيد الداخلي فإضافة إلى عدم توافّر الإرادة السياسية، فهناك نقص في الثقافة الديمقراطية والحقوقية، وهيمنة خطاب متطرف إسلاموي في الكثير من البلدان، لاسيما في ظل تفشي الفقر والتفاوت الطبقي والاجتماعي وضعف أنظمة التعليم والتربية وتعارض الكثير من مناهجها لحقوق الإنسان وحقوق المرأة وازدراء حقوق الأقليات.
وتتذرع الكثير من التيارات الفكرية والسياسية في السلطة وخارجها وأحياناً من معارضاتها، بالدين وبالخصوصية الثقافية، وبالطبع بالموروث والعادات والتقاليد وتعبّر مجرد الحديث عن الديمقراطية، إنما هو «بدعة وضلال»، خصوصاً عندما تطرح الإسلام هو الحل وترفض التفاعل مع التطور الدولي، واضعة حجاباً وسوراً منيعاً مثل سور الصين لعزل بلداننا وشعوبنا عن ركب التطور العالمي، لاسيما إزاء المشترك الإنساني الذي هو جامع لبني البشر بغض النظر عن دينهم وقوميتهم وجنسيتهم ولونهم وجنسهم ولغتهم وغير ذلك.
يمكن القول إنه مهما جرت من محاولات للعيش خارج التاريخ، فلا يمكن عزل بلداننا عن العالم ونحن جزء منه لا نعيش في جزيرة نائية، خصوصاً أن العالم أصبح قرية كونية في ظل ثورة المعلومات وتكنولوجيا الاتصالات، وإنْ لم يأتِ التغيير تطورياً تدريجياً في إطار سلمي وتراكمي، فإنه سيأتي عاصفاً ومدوّياً، ولعل مثل هذا التغيير سوف يعطّل ويعرقل عملية الإصلاح موضوعياً وذاتياً وتاريخياً ومستقبلياً، وسيكون كابحاً لعملية التطور، وحتى لو راهن الحكام أو بعض القوى المتطرفة على ادعاء «السيادة» و«عدم التدخل بالشؤون الداخلية» للانفراد بشعوبهم، فإن هذه الذريعة ستكون حجة عليهم وليس لهم، فالسيادة هي للشعب والوطن والمواطن، والمشترك الإنساني بين بني البشر يمكن أن ينتصر للإنسان وحقوقه وحرياته، ولا شك أن القوى المتنفذة ستنفذ من هذه الثغرات، يفرض هيمنتها بحجة الإصلاح حتى إن تطلب الأمر تدخلات عسكرية تقود الى نتائج كارثية وذميمة سواءً على الإنسان أو على صعيد الإصلاح المستقبلي، وهو ما ينبغي لبعض المعارضات أن تدركه فالتعويل على الخارجي قد يجلب معه الكوارث والمآسي.
إن دخول جامعة الدول العربية على خط الإصلاح وربط ذلك بالتنمية يمكن أن يشكل شراكة مع مؤسسات وقوى دولية لها أجندة خاصة مثل العديد من المؤسسات السويدية والدولية، وذلك بهدف نشر الثقافة الديمقراطية وثقافة المواطنة وقيم التسامح والمساواة على المستوى الوطني أو الدولي، إضافة الى أن هناك مجالات تعاون يمكن للمجتمع المدني وبالتعاون مع جامعة الدول العربية والمؤسسات الدولية ذات الصدقية أن يلعب دوره الإيجابي-الاقتراحي مثلما حصل في مؤتمر ديربن العام 2001، الذي حقق نجاحاً ملموساً، وهناك مجالات كثيرة مثل حقوق المرأة والأقليات والتربية والصحة والبيئة، وكل ما له علاقة بالمشترك الإنساني، خصوصاً التأهيل والتدريب والإعداد لبرامج ثقافية وحقوقية طويلة الأمد والتوجه إلى الجهات المستفيدة، لاسيما من النخب والجمهور، في ما يتعلق بالديمقراطية والانتخابات فضلاً عن حوار الثقافات والحضارات.
وأظن أن تجربة الحوار في إطار جامعة الدول العربية وبمشاركة خبراء ومفكرين من المجتمع المدني مع المؤسسة الدولية للديمقراطية والانتخابات (السويدية) كانت ناجحة ومفيدة ومثمرة، لاسيما لتعزيز الشراكة وتدقيق شروطها وأسسها، والبحث في آفاقها المستقبلية!!
* باحث ومفكر عربي



#عبد_الحسين_شعبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجتمع المدني والعقد الاجتماعي
- المجتمع المدني العراقي.. من أين نبدأ؟
- المجتمع المدني بين الفهمين الماركسي والليبرالي
- هل هناك من مستقبل للقضية الفلسطينية؟
- الالتباس في مفهوم المجتمع المدني
- المجتمع المدني بين نارين
- الحق في الصحة
- الإيهام بالغرق: أهي لعبة رومانسية!؟
- الفقه القانوني -الإسرائيلي-: التذاكي والحقيقة
- -التمرد الثاني- المسكوت عنه في العراق
- مغزى علاقة التنمية بالمجتمع المدني
- إشكالية الهوية والمواطنة في العراق
- في ثقافة المواطنة
- المستقبل العراقي: الأسئلة الأكاديمية الحارقة!!
- سعد صالح: الاستثناء في الحق!!
- من المسؤول عن تشويه صورة الاسلام؟
- تنميط الإسلام: الصورة الصهيونية
- تحطيم المرايا: في ضرورة منهاجية نقدية لتجاوز الانغلاق للذات ...
- الدكتور شعبان يحطم مراياه
- في الطريق إلى ديربن: ماذا تعلمت إسرائيل وماذا تعلّم العرب؟


المزيد.....




- مجلس أوروبا: ألمانيا لا تفعل ما يكفي من أجل حقوق الإنسان
- واشنطن بوست: المجاعة تضرب غزة والكارثة أكبر إن لم تتوقف الحر ...
- غرق مئات خيام النازحين نتيجة الأمطار والرياح الشديدة في غزة ...
- برنامج الأغذية العالمي يحذر من أن المجاعة في شمال غزة “وشيكة ...
- غرق مئات خيام النازحين نتيجة الأمطار والرياح الشديدة في غزة ...
- نتنياهو يستبعد غانتس من مفاوضات الهدنة وتبادل الأسرى
- عهد جديد للعلاقات بين مصر وأوروبا.. كيف ينعكس على حقوق الإنس ...
- -إسرائيل اليوم-: نتنياهو يستبعد غانتس من مفاوضات الهدنة وتبا ...
- ماسك يوضح استغلال بايدن للمهاجرين غير الشرعيين في الانتخابات ...
- سفير فرنسا في الأمم المتحدة يدعو لإنهاء فوري للحرب على غزة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبد الحسين شعبان - التنمية والمجتمع المدني: الشراكة والتجربة العالمية!