أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صلاح الدين محسن - الدين وكرة القدم















المزيد.....

الدين وكرة القدم


صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي

(Salah El Din Mohssein‏)


الحوار المتمدن-العدد: 2659 - 2009 / 5 / 27 - 10:01
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يرتفع ثمن الخبز - السيء والذي صار الحصول عليه صعبا ..! - ولكن المتجمهرين بشوارع أكبرعاصمة ناطفة بالعربية ، بعشرات الآلاف . لا يتجمهرون الا عقب مباراة في كرة القدم ..!
تحدث كارثة وطنية يروح ضحيتها عدة آلاف . بسبب اهمال وتقصير وفساد المسؤولين الواجب عزلهم ومحاكمتهم ولكن مئات الآلاف الذين يهرعون الي الشارع . لا يخفون الا لتشييع جنازة مطرب أو ممثل واحد توفاه الله ..

تنشر صحيفة اليكرونية كبيرة كل 24 ساعة قرابة مائة مقال ، لمائة كاتبة وكاتب .. عن مواضيع سياسية داخلة في صميم حياة شعوب المنطقة كلها . مواضيع تتحدث عن هزة اقتصادية أصابت العالم وعن تداعياتها الخطيرة المنتظرة علي كل سكان الكرة الأرضية ، وعن صيحة جديدة في تكنولوجيا العلاج ستحدث معجزات تهم كافة البشر – من لا يحتاجها اليوم سيحتاجها غدا . ومن لن يحتاجها هو . فسوف يحتاجها احد أقرب الناس اليه – أوعن كارثة بيئية قادمة نحو كوبنا الارضي باكمله وستجتاح كل شيء : دينه ودنياه ..
الا أن القراء لايلتفون وبأكبر الأعداد الا حول : المقالات الدينية ..!
كتاب قليلون جدا . أقل من عدد أصابع اليد الواحدة . انتبهوا لتلك الظاهرة غير الصحية . ونوهوا عنها .

نكتب مقالا عن ذاك الهباب والخراب والعذاب.... الشهير باسم : دين ..
فنجد القراء يتزاحمون عليه . ولا نجد لهم حضورا يذكر . حول المقالات التي تحمل مواضيعا أفيد وأكثر اثمارا من ذاك الجالب لكل الشقاء الانساني - الدين - ..!
كثيرا ما نكتب مقالا من عشر فقرات أو أكثر – " الناس والحرية " ، " منوعات " ، ومضات " - بانوراما . في السياسة ، في الفن ، عن العلم ، عن قضايا حقوق الانسان ، عن البيئة .. فاذا بتعليقات القراء واهتمامهم لا تنصب الا علي أقلها أهمية وأكثرا ضررا للانسان . وهو ذاك المسمي : دين .. !
تماما كما يترك عامة الشعب في مصر أدق وأهم قضايا حياتهم . ويخرجون بعشرات الآلاف رافعين الأعلام مطلقين أبواق الفرح والابتهاج. لانتصار نادي رياضي مصري علي نادي آخر / مصري أيضا !!! ..,ويتجادلون كثيرا وطويلا ودائما حول ذاك العبث ..!

ولا اريد أن أسال . كم قاريء . وحسب . بل كم واحد من كتاب ومفكري . موقع الحوار المتمدن قرا " مقال الخلايا الجذعية بين النظرية والتطبيق " ؟! http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=170956

مقال هام عن العلاج بالخلايا الجزعية . لا يصوت له سوي قليلون . وعلق عليه الأقل !
وفي رأينا ان مقالا من هذا النوع هو أهم المقالات المنشورة في ذاك اليوم ..
ان موضوع العلاج بالخلايا الجذعية هو أكثر فائدة للبشرية من كافة الأديان مجتمعة وكافة رسلهم وانبيائهم – ان كانت لها أو لهم ثمة فائدة - .

سلسلة من عشرات المقالات القيمة لأحد كتاب موقع " الحوار المتمدن " بعنوان " فضفضة ثقافية " كل حلقة منها هي مائدة ثقافية متنوعة ، حافلة بالمعارف الهامة .. أطالعها فأجدها مهجورة من القراء – في الغالب- أو شبه مهجورة !
http://www.ahewar.org/m.asp?i=878
اين القراء ؟!
انهم منهمكون في زحام بالغ حول المقالات الدينية !!
وأين الكتاب والمفكرون الذين يجامل بعضهم البعض بالتعليق علي مقالاتهم العقائدية ؟!
لا اري لهم ولو تعليق صغير يعبر عن ثمة تقدير لجهد الكاتب ، كما يفعلون مع الكتابات العقائدية ...!

أين مكان الثقافة . والفن والادب . والعلم ، وقضايا البيئة . من اهتمامنا ؟! ألا مكان لها ؟!

وان كان هذا هو حال قراء موقع علماني مثل " الحوار المتمدن " . فكيف نأسف لحال قراء " العربية نت " ؟!

ينشر احد الكتاب مقالا عن فارس نبيل يخضر الصحراء في مصر . يستصلحها ويستزرعها . في صمت ..
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=172363
فأين القراء ؟!!
أين القراء بل و أين الكتاب – المصريون . علي الأقل – الذين يتزاحمون حول المقالات الدينية . بينما غزو الصحراء في مصر هو الحل لكافة مشاكل العيش للانسان المصري . ؟! ولكننا
لا نجد أثرا للزحام حول المقال والاهتمام به كما الاهتمام بالمقالات العقائدية !! .

ان تم انهاء الاشكال الديني – الذي تدور حوله وبسببه المقالات والابحاث والدراسات والجدل والنقاش والصخب والمشادات المضيعة لوقت وجهد كان يمكن بذلهما في شيء آخر مفيد .. ان تم فض تلك اللعبة ، وذاك أمر وارد الحدوث جدا .. فتري هل سيتجه الناس للاهتمام بالثقافة العامة وبمتابعة العلوم والفنون والآداب . التي لا يمكن لشعب أن ينهض بينما يدير ظهره لها ، والتي لا يبدو لهم ثمة اهتمام ذي قيمة بها الآن . ؟ ! ام الأرجح أنهم سوف يبحثون عن بديل فارغ آخر .. ككرة القدم وأخبار مطربات ومطربي الأغاني الشبابية ..؟!
منذ عهد عبد الناصر . كان يتردد أن شعب مصر ُيلهي ، ويتلهي عن مشاكله الحياتية . التي قد يقوده الحديث عنها الي غياهب سجون عبد الناصر ومعتقلاته . بثلاثة أشياء . الفول – للفطور – واللغط والصخب والجدل حول لعبة كرة القدم . - وخاصة عن نادي الأهلي والزمالك - . وجبة الغذاء . عند الشعب المصري.
أما وجبة العشاء – ثالث الملهيات والتلهيات – فالاستماع الي أم كلثوم .

وبعد انتشار الانترنت . وفتح الأبواب علي مصاريعها للآراء الحرة . في أخطر ممنوعات القول الحر . وهو الدين ...
نري أن الجدل والصخب والنقاش والعراك الفكري والشجار حول الدين . يأخذ الدين النصيب الأوفر منها . فراح يشد الجميع . بعدما انهارت حوائط الخوف – وبعد أمد طويل - من الاقتراب من أو المساس بما يسمي ثوابت الدين حسب تعبير – أبواق الدين وقبضاياته - رجال الدين .
صارالدين واحدا من أهم أشكال تلهي الشعوب المربوطة بحبال الدين والمخزومة بخزامه . عن مشاكلها الحياتية الأساسية . بكل جوانبها .. !
ويتبين ذلك بجلاء من ردود الأفعال علي ما ينشر من أفكار وآراء . تكشف حقائق الدين – بعد طول تغطية – وتستخرج مصادره التي يجهلها عامة الناس . سواء من خلال صحف الانترنت أو عبر الفضائيات .
-- --
لا خلاف حول كون الدين مسؤول عن أغلب مشاكل الشعوب المتخلفة . ولاسيما الناطقة بالعربية .
ولكن هل يعقل أن نعزف . ولهذا الحد . عن مناقشة باقي مشاكلنا الحياتية . لصالح الجدل الديني . ؟؟!
هذه ليست المرة الاولي التي نكتب فيها عما لاحظناه من أن القراء يتدافعون نحو المقالات التي تناقش الدين بأضعاف أضعاف المقالات السياسية البالغة الأهمية - والعلمية ، والثقافية عامة - ..!

فهل نحن نرغب حقا في حسم مشاكلنا مع الدين ؟!
أم ان الكتابة والنقاشات حول ذاك الهباب . هي مجرد الهاء وتلهي وتسالي وعنتريات كلامية ، وللاستمتاع بممارسة الفروسيات القبيلية – الجدلية - في الزود عن الحياض القبلي الديني ... ! ، ومن ناحية أخري : سبوبة عيش لبعض الكتاب والمفكرين ، وباب شهرة للبعض الآخر - وفي الحالتين هؤلاء وأؤلئك لعلهم يرون في سبوبة الدين : نعمة . و يتمنون أن تدوم - ! . لا وجعا يجب وقفه ، ولا داء يجب أن يكون كل همنا وكل جهودنا لغرض سرعة الشفاء منه .. !

أن الكتابة في ، وعن الدين . واللغط والنقاشات البيزنطية في غالبيتها والعقلانية في بعضها . جدواها قليلة وان بدت لنا كبيرة .
اذ ان ما يتم اصلاحه مما افسده الدين ويفسده ، هو أقل بكثير مما هو جاري افساده بخطي بأسرع وبامكانيات أكبر في عرقلة التنوير ، وارهاق التنويريين . وبهمة وحماس ، وباخلاص أكثر !! .

كل تلك الكتابات والأبحاث والنقاش و الجدل والصخب واللغط حول الدين ومشاكله . لن يحسمها الا السياسة . التي لا نهتم بها بقدر الاهتمام بمشاكل الدين .. !

فاما أن يحسم كل ذلك . عمليا : الساسة . المستنيرون المنيرون . لصالح النور والعلم والنهوض والتقدم علي طريق المعاصرة ..

واما أن يحسمه : الساسة . الظلاميون لصالح الظلام والجهل والدجل والغيبيات . ولحساب الرجوع للوراء . حيث كان السلف يحيون ويفهمون ويفكرون . منذ قرون غابرة مضت ! ...

يجب أن نعلم جميعا انه ان كنا نبتغي من وراء التفكير والكتابة والمجادلات وتبادل الاتهامات و.. ارسال الشتائم والبذاءات ! . عن ، و حول ، وبسبب الدين . بغية حل مشاكلنا معه . لأجل السلام والسلامة والنهوض و التقدم والعدل والخير والرخاء .. – كل حسب مفهومه لتلك الأشياء - :
انه لا سلام ولا سلامة ولا نهوض ولا تقدم . ولا عدل ولا خير و لا رخاء . بدون الاهتمام بقضايا السياسة والثقافة العامة . والعلوم والفنون والآداب . بقدر ما نهتم بقضايا الدين . علي الأقل .. ما لم يكن أضعاف اهتمامنا بقضايا الدين ..! .
==****==





#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)       Salah_El_Din_Mohssein‏#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن المرأة - 1
- عن المرأة – من الكويت لاستراليا .
- قراء الحوار المتمدن واتوبيس القاهرة العام .
- من آداب الكتاب الكريم
- القراء وأتوبيس القاهرة العام
- ومضات - 10
- ومضات – 9
- من فضائل وشمائل نبي الرحمة
- ومضات – 8
- ثقافة عربية وحضارة اسلامية : في لبس النعال وخلعها !
- ومضات - 7
- كلية طب الدجل . جامعة بعيركو
- ثقافة الكشري ..!
- الميكنة لخدمة الانسان لا لتهميشه وتجويعه
- كتاب - الشرق يعوي - – عن المثلية
- الترتيب الصحيح لسور القرآن
- ومضات - 6
- لغز الغاء ترخيص مجلة مصرية !
- أيهما افضل مساجد المسلمين ام معابد البوذيين؟‏
- - صديقة محمد - أم كلثوم الصعيدية . وصفحة منسية في تاريخ الغن ...


المزيد.....




- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صلاح الدين محسن - الدين وكرة القدم