أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - إلهامي الميرغني - لماذا نخاف من الأوبئة ؟















المزيد.....

لماذا نخاف من الأوبئة ؟


إلهامي الميرغني

الحوار المتمدن-العدد: 2644 - 2009 / 5 / 12 - 09:19
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


" أنه لما طال أمد هذا البلاء المبين، وحل فيه بالخلق أنواع العذاب المهين، ظن كثير من الناس أن هذه المحن لم يكن فيما مضي مثلها ولا مر في زمن شبهها. وتجاوزوا الحد فقالوا لا يمكن زوالها ولا يكون أبداً عن الحق انفصالها، وذلك أنهم قوم لا يفقهون ، وبأسباب الحوادث جاهلون ، ومع العوائد واقفون ، ومن روح الله أيسون. ومن تأمل هذا الحادث من بدايته إلي نهايته ، وعرفه من أوله إلي غايته ، علم أن ما بالناس سوي سوء تدبير الزعماء والحكام، وغفلتهم عن النظر في مصالح العباد ، إلا أنه كم مر من الغلوات وانقضي من المهلكات"
تقي الدين أحمد بن علي المقريزي
إغاثة الأمة بكشف الغمة
طبيعي أن ينتابنا الهلع ونحن نتابع أنباء انتشار الأمراض الوبائية مثل فيروس «H١N١» ولأن الأمراض التي تنقل عبر الجهاز التنفسي وبالمخالطة عبر التنفس والرزاز تشكل مشكلة كبري لدينا في مصر لأنه لا توجد لدينا استراتيجية واضحة لمواجهة الأزمات ورغم كل ما قيل عقب زلزال 1992 ظل لدي الحكومة تواجد شكلي لإدارة الأزمات بينما الممارسة هي التخبط والعشوائية سواء في مواجهة أزمة مياه الشرب خلال الصيف أو أزمة رغيف الخبز أو أزمة العبارة أو انهيار صخرة المقطم وغيرها من الكوارث التي حلت بنا.
كما أن المنظومة الصحية لدينا أصبحت مهترئة بفعل التخريب المنظم الذي يمارس علي مدي ثلاثة عقود ولعل العجز الواضح في مواجهة الوفيات(6.1 ألف) وحالات الإصابة (30.1 ألف) الناتجة عن حوادث الطرق تعكس عمق الأزمة. وإذا أضفنا لذلك تقليص دور الدولة والاعتماد علي القطاع الخاص الصحي لأدركنا عمق الأزمة الحالية سواء كانت أنفلونزا الطيور أو الخنازير أو أي أمراض وبائية.
فالأنفلونزا الموسمية تصيب بين 57 ألف شخص و96 ألفا كل أسبوع في العالم يموت منهم بين 4800 و9600، بينما أصاب الفيروس الذي ظهر في المكسيك حتى الآن 3200 شخصا في 21 بلدا توفي منهم 27 بينهم 26 في المكسيك وواحد في الولايات المتحدة.
تقول منظمة الصحة العالمية أن حوالي تسعين بالمائة من الوفيات الناجمة عن أمراض معدية في العالم سببها ستة أمراض هي "السل والالتهاب الرئوي والإسهال والحصبة والملاريا والايدز" تنتشر خصوصا في الدول النامية.ويسبب الايدز وفاة أكثر من مليوني شخص سنويا ويحمل أكثر من 33 مليون شخص فيروس المرض.
أما السل الذي عاد بقوة في السنوات الأخيرة، فيؤدي إلى موت 5.1 مليون شخص سنويا. ومن أصل 27.9 ملايين من المصابين الجدد بهذا المرض سنويا، يصاب أكثر من 500 ألف بأنواع تقاوم أنواع المضادات الحيوية منذ العام 2006 لا سيما في الصين.كما ظهر نوع لا يمكن شفاؤه من السل في 37 دولة منذ سنتين أو ثلاث سنوات، بينها خمس جمهوريات سوفيتية سابقة.
أما الحصبة وهي أكثر الأمراض انتقالا بالعدوى، فتسبب وفاة 900 ألف شخص في الدول النامية بسبب نقص اللقاحات. ويعاني بين 300 مليون و500 مليون شخص في العالم من الملاريا التي تنتقل بلدغ نوع من البعوض. ويسبب هذا المرض وفاة 1.5 و2.7 مليون شخص كل سنة معظمهم من الأطفال وفي إفريقيا. والى جانب هذه الأمراض المعدية، يبدو الفيروس الأخطر ذاك الذي يسبب مرض ايبولا الذي ينتقل بالدم واللعاب والنطاف، ويمكن أن تصل نسبة الذين يتوفون به إلي تسعين بالمائة من المصابين. ويؤدي هذا المرض الذي ظهر في الكونغو الديمقراطية في 1976 إلى حمى نزفيه مفاجئة. ويظهر هذا الفيروس من وقت لآخر بانتظام. وقد ظهر للمرة الأخيرة في 2008. وتم احتواؤه في مجموعة صغيرة باستمرار.
وإذا كانت منظمة الصحة العالمية تركز جهودها علي دراسة المحددات الاجتماعية للصحة فإن الوضع المصري مأساوي سواء من حيث أنيميا الأطفال أو التقزم أو أمراض التنفس لدي الأطفال أو الأنيميا بين المصريين وسوء التغذية وسوء جودة مياه الشرب والسكن العشوائي ومشاكل الصرف الصحي وتدهور المرافق والخدمات العامة كل ذلك ينعكس علي المؤشرات الصحية وبالبيانات الحكومية المعلنة.
إذاً القضية ليست مجرد فيروس «H١N١» بل هناك عشرات الأوبئة التي يمكن أن تهاجمنا ويجب أن نوفر منظومة صحية جاهزة لاستقبالها والتعامل معها.لقد نجحت مصر في القضاء علي بعض الأمراض مثل البلهارسيا وشلل الأطفال ولكن هناك عديد من الأمراض التي حلت مكانها.مثل أمراض ضغط الدم والقلب والسرطان وفيروسات الكبد والفشل الكُلوي وغيره من الأمراض الكارثية التي تثقل كاهل المرضي المصريين.لذلك تزعجنا فكرة حدوث وباء نتيجة غياب منظومة متكاملة لمواجهة هذا الوباء.فالأمر لا يتعلق بفيروس الأنفلونزا فقط بل بعشرات الأوبئة التي يمكن أن تواجهنا دون أن نكون مستعدين للمواجهة فتحصد ألاف الأرواح. كما يوجد لدينا عدد من الحقائق المزعجة منها :
• نسبة الأمية بين السكان 29.6% بواقع 17 مليون نسمة ومن يقرأ ويكتب فقط 11.9% بواقع 6.8 مليون نسمة أي أن 41% من السكان يمكن وصفهم بالأمية. كيف يمكن توعية 41% أميين؟! يفتقرون للنظافة العامة وربما محرومون من وجود مياه شرب نقية بالقرب منهم.
• 41.1 مليون نسمة يعيشون في الريف ويمثلون 57.5% من السكان.وهم يعانون في الحصول علي الخدمات الصحية فمستشفيات التكامل معطلة ومجمدة تمهيداً لبيعها آو تأجيرها ولا يوجد بالريف سوي 3760 وحدة صحية ( مستشفي تكامل ومجموعة صحية ووحدة صحية ريفية ) تضم 11.3 ألف سرير هل تكفي لعلاج 41 مليون شخص في حالة حدوث أي وباء؟!!!1
• تبلغ الكثافة السكانية في القاهرة 42.2 ألف نسمة لكل كيلو متر مربع .هل توجد مرافق صحية بالقاهرة تكفي للعلاج والحجر الصحي في حالة حدوث الوباء؟!
• يوجد لدينا 1221 تجمع عشوائي يسكنها 11 مليون نسمة في2008 ويوجد في القاهرة وحدها 81 تجمع عشوائي يسكنها 3.1 مليون نسمة وفي الجيزة 36 تجمع عشوائي يسكنها 1.9 مليون نسمة.ماذا يمكن أن يحدث في حالة حدوث أي وباء وكيف تم تقييم الوضع الصحي بعد انهيار صخرة المقطم؟!وفي ظل إقامة أسرة من خمس أفراد أو أكثر في غرفة واحدة؟!
• توجد في مصر ظاهرة الموالد التي يجتمع بها أكثر من مليون شخص وتمتد لعدة أيام وهناك موالد أسلامية وموالد قبطية كما توجد موالد إسلامية لآل البيت تبلغ حوالي 20 مولد منهم موالد تمتد لأكثر من أسبوعين مثل مولد الأمام الحسين ومولد السيدة فاطمة النبوية.ذلك بخلاف أولياء الله المنتشرة اضرحتهم في مختلف قري ونجوع مصر .ذلك بخلاف التجمعات في مباريات كرة القدم والحفلات الغنائية ويكفي أن نتذكر حفلة حكيم في المنيا وحفلة تامر حسني في جامعة المنصورة ونسأل ماذا يمكن أن يحدث لو لدينا وباء حقيقي؟!
• تنقل السكك الحديدية ومترو الأنفاق أكثر من 3.2 مليون راكب يومياً.ماذا يحدث في حالة وجود وباء وكيف يمكن أن تسير الحياة؟!!

إننا نواجه كارثة حقيقية بفضل سوء تدبير الزعماء والحكام علي حد قول عمنا المقريزي من حوالي 570 سنة . لقد وصف المقريزي الوباء بأنه عم مصر كلها ريف ومدن وعظم الموت وراج سوق العطارين والأطباء وخلت الضياع من أهلها وجافت الطرق والنواحي والأسواق من الموتى تواكب مع ذلك أن كثرت أرباح التجار والباعة وازدات فوائدهم . هذه هي حال مصر المقريزي فما بالنا بمصر اليوم ؟!! هل عرفنا الآن لماذا نخاف من الأوبئة؟!!





#إلهامي_الميرغني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرب الخنازير
- الطريق لتحرير النقابات المهنية
- اليسار .. الأزمة و الفراغ السياسي
- السكة الحديد مرفق حيوي وكفاح عمالي متواصل
- المعلمون بين الاقتصاد و التعليم
- الحرية النقابية ومشروع قانون النقابات العمالية
- الشيوعيون المصريون .. ويناير و مسيرة العطاء المتواصل
- هل يتأثر المواطن المصري العادي بالأزمة العالمية؟!
- التمييز الايجابي والمرأة وقضية الديمقراطية في مصر
- الحرية النقابية والتعددية هي الحل
- رؤية لما حدث في 6 أبريل
- ارتفاع الأسعار إلي أين؟!
- ياحلاوة ياحلاوة ضحكوا علينا بالعلاوة
- عمال مصر لن ينتظروا اليسار
- العشوائية والفوضى وإعادة تقسيم المحليات
- الجهاز المركزي للمحاسبات بين الاستقلالية والتبعية
- انتخابات المحليات بين المشاركة والمقاطعة
- خصخصة الرياضة وهروب عصام الحضري
- رفع الحد الأدنى للأجور فقط .. لن يصلح الأمور
- الانحياز الفني في فيلم حين ميسرة


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - إلهامي الميرغني - لماذا نخاف من الأوبئة ؟