أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - رداء التضامن خير ، فليتدثر به كل مصري أولاً














المزيد.....

رداء التضامن خير ، فليتدثر به كل مصري أولاً


أحمد حسنين الحسنية

الحوار المتمدن-العدد: 2640 - 2009 / 5 / 8 - 08:04
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


المهم أن نظل مشغولين بقضية ما ، شرط أن تكون تافهة ، و الأفضل ، بالإضافة لتفاهتها ، أن تفرغ قضية هامة من مضمونها ، فيتم إصابة أكثر من هدف برمية واحدة .
هذا ما يحدث بالضبط مع قضية الوطنية ، في مصر ، في الوقت الراهن ، التي يدور حولها جدل حامي ، و لكن لبه تافه ، فأختزلت الوطنية في ملبس ، و غدا سؤال اليوم : هل الجلباب الزي القومي لمصر أم لا ؟
يهمني قبل أن أخوض في الحديث أكثر من هذا ، أن أوضح أن الوطنية التي أؤمن بها ، هي الوطنية المدنية ، التي هي أرقى أشكال الوطنية ، و التي ترتفع فوق السلالة و اللغة و التاريخ ، لتصبح هي الرغبة بين مجموعة من البشر في العيش معا ، في الوقت الحاضر و المستقبل ، في سلام و تعاون ، من أجل خيرهم ، و من غير الإضرار بالأخرين ، و دون النظر لعوامل العرق و المعتقد و اللغة و المظاهر الثقافية و أحداث التاريخ .
إنها الوطنية التي تنظر لليوم و للغد ، و لا تلتف خلفها ، و مصابة بعمى الألوان ، و لا تفهم في الأعراق ، و لا تعير إهتمامها للثقافات ، و لا تسأل عن المعتقدات ، و تقيم المواطنين فقط بمدى إحترامهم للقانون .
وطنية ، نحن أولاد اليوم و الغد .
إنها وطنية الإنسانية ، الوطنية التي لا تتعارض مع الإنسانية بمفهومها العالمي ، لأن مجرد تقبل الفرد في كل دولة لكافة رفاقه في بلده ، يعني قبوله لكل البشرية ، و إستعداده لتفهم أن وطنه ليس إلا جزء من وطن أكبر هو كوكبنا ، و إننا جميعا مواطنين به ، و مسئولين عنه .
وطنيتنا لا تتعارض مع عالميتنا ، و هدفها التعاون لا الإيذاء .
إذا كان الإشتراك في السلالة لا قيمة له ، و إذا كان الإشتراك في الثقافة ليس بهذه الدرجة من الأهمية التي يوليها لها بعض الوطنيين ، فمن الطبيعي أن يكون السؤال المطروح : ما هو الأساس الذي تقوم عليه وطنيتنا ؟
أو : ما هو الرابط الذي يجب أن يكون بين مواطني الدولة ؟
وطنيتنا ، تقوم على الشعور بالتضامن بين كافة المواطنين ، و مع بقية الإنسانية .
هذا هو أساس الوطنية و جوهرها ، و الغراء الذي يحفظ المجتمع من التفتت و التناحر ، و يربط مصريتنا بعالميتنا .
لو عم الشعور بالتضامن بين المصريين ، و أصبح راسخ في وجدان كل مواطن منا ، لما كانت معاناة الكثير من البسطاء المصريين العاملين في الخارج من عنجهية بعض أعضاء البعثات الدبلوماسية المصرية ، و لأدرك كل عضو بتلك البعثات أن كل مواطن مصري هو أخ له ، عليه أن ينصره في الحق ، بدلاً أن يكون عون للأخرين عليه ، أو يتركه - في أفضل الأحوال - نهشاً للمفترين .
لو كنا متضامنين ، لما أبتلي الشعب المصري بهؤلاء الذين يتفننون في إيذاء إخوانهم المصريين في الداخل و الخارج ، مثل الطبيب الراحل الذي سوء سمعة المصريين الصحية بدول الخليج ، و ذلك الذي إقترح ضرورة إحتفاظ الكفيل بشهادة التخرج الكرتونية التي لا تصدر إلا مرة واحدة ، ليظل المصري رهنا لإرادة الكفيل السعودي ، أو هؤلاء الذين يعملون في خدمة بعض الخليجيين ، و يسهلون إعتدائهم على المصريين حتى بداخل مصر ، و هؤلاء الذين أحضروا لمصر كل ما هو مدمر للبيئة و ضار بالصحة .
لو كنا متضامنين لسارع المصريون لنصرة كل مظلوم منهم ، في مصر و خارجها ، و ما كنا لنقبل بالفقر الذي يستشري ، و لرفضنا المعاناة الجماعية الراهنة .
لو كنا متضامنين لم نكن لنبتلى برئيس كرئيسنا الحالي ، الذي طالما تطاول على الشعب المصري ، و فتح الباب لإستعباد المصريين ، حتى و هم في مصرهم .
لو كان هناك شعور بالتضامن لكنا أجبرنا الأخرين على إحترامنا ، برغم أنف آل مبارك ، و لرأينا مظاهرات إحتجاج شعبية ، غير رسمية ، في مصر ، أمام سفارات الدول التي تنتهك بها حقوق المصريين ، و أصبحت فيها كلمة مصري مرادف لكلمة ذليل و عبد .
إن ردي على هؤلاء المتجادلين حول الجلباب المصري : أن رداء التضامن خير ، فليتدثر به كل مصري أولاً ، ثم ليضع فوقه ما يريد ، جلباب أو ملابس عصرية .



#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثوابتنا لم تتغير ، و لكن مواقفنا تتغير ، لأن العالم يتغير
- ثوابتنا لم تتغير ، مواقفنا قد تتغير ، و لإدارة أوباما الحق ف ...
- التعليم في عهد جيمي مبارك ، أكثر نخبوية
- إنه يوم كل الكادحين من اليمين إلى اليسار
- شجار آل مبارك مع منظمة حزب الله و جماعة الإخوان لا يعنينا
- ضرورة العودة لمبدأ وصاية الأمم المتحدة على بعض الدول ، و الص ...
- الخطأ في العراق و أفغانستان ، أن ذلك لم يتم بأيدي محلية
- الإصلاح الإجتماعي ، فصل شطبه البعض من أديانهم خوفاً من الرأي ...
- المواطن علم أن الطريق لن يستكمل ، فقرر عدم السير فيه
- العدالة ، و لو كانت دولية ، لا تتعارض مع الوطنية الحقة
- التقليديون لا يدخلون التاريخ يا ساركوزي
- إلى الولايات المتحدة : أفضل حافز لإيران رفع الغبن الديني في ...
- ليست هذه هي قاهرتنا المفقودة ، و ليس هذا هو التنوع الثقافي
- السادس من إبريل دخل التاريخ وتجاوزه التاريخ ، لنبدأ صفحة أخر ...
- السادس من إبريل دخل التاريخ وتجاوزه التاريخ ، لنبدأ صفحة جدي ...
- السادس من إبريل دخل التاريخ و تجاوزه التاريخ ، لنبدأ صفحة أخ ...
- السلام لا يبنى على أنقاض حقوق الإنسان
- نعم على الأمريكيين في مصر توخي الحذر ، و لكن من النظام الحاك ...
- سنجعل مبارك يرتدي الجلباب الأزرق و يمسك بالنبوت و يرقص التحط ...
- إستعادة أسماء القرى المصرية القديمة ، إستعادة لتاريخنا و هوي ...


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - رداء التضامن خير ، فليتدثر به كل مصري أولاً