أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق مثليي الجنس - نادية محمود - دفاعا عن حياة و سلامة المثليين في العراق.














المزيد.....

دفاعا عن حياة و سلامة المثليين في العراق.


نادية محمود

الحوار المتمدن-العدد: 2630 - 2009 / 4 / 28 - 10:18
المحور: حقوق مثليي الجنس
    


بدأت عصابات جيش المهدي في الاونة الاخيرة هجمة شرسة على المثليين في مدينة الثورة في بغداد، التي وضعت لنفسها اسما على جناح السرعة "جماعة الحق" مستخدمة القتل او اساليب بشعة ضدهم، مثل وضع الصمغ في مؤخراتهم، او فرض شرب مواد مسهلة عليهم، و السبب ان هؤلاء الشباب مثليون.

يبدو ان جيش المهدي يصر على ان يحيي ذاكرة الجماهير بسجله الاجرامي، فما ان ينسوا جرائمه، حتى يقوم بارتكاب غيرها، كي لا ينسوا. تاركا ندوبا و جروحا لاتمحى في اذهان الاسر و الافراد في العراق، و يضيف يوما بعد يوم اسبابا جديدة لمقت و لكراهية الناس لهم، فبالامس فتحوا النار على صدور الطلبة في مدينة البصرة و اردوهم قتلى، فتحوا نيرانهم على رؤوس الفتيات السافرات،و فرضوا الحجاب الاجباري بالقوة عليهن، فجروا محلات بيع المشروبات، دور عرض الافلام، اليوم فتحوا جبهة جديدة لارهاب الناس بقتل المثليين. و يسعون و المرة تلو المرة لفرض وجودهم على المجتمع، وفرض تعاليمهم بقوة السلاح و الاساليب الارهابية التي ورثوها من ولي نعمتهم السابق نظام صدام حسين. و اليوم من نظام الجمهورية الاسلامية في ايران التي تشنق و تعلق اجساد الاطفال والشباب المثليين على اعمدة الكهرباء.

و الحال، ليس هنالك في العراق حكومة ليذهب المواطن لها، مقدما شكواه لحمايته، او ان تقوم منظمة تدافع عن حقوق الانسان للتظاهر امامها، متاملة ان يستجاب لمطالبها، حكومة يمكن ان لها ان تفرض الامن و النظام، تجرد الميلشيات من سلاحهم، وتقدم المجرمين الى طائلة القانون.

من جهة اخرى، فان الاسر العراقية التي عاشت في ظل النظام السابق ترويعها بحياة ابناءها، حين كانوا يقتلوا، لانخراطهم في المعارضة ضد للنظام، تسلم جثثهم و يمنع اهاليهم من اقامة العزاء لاولادهم، بل و يدفعوا ثمن الرصاصة الذي اطلق عليهم، لازالت الاسر مرعوبة و مسلوبة الارادة اتجاه العنف المرتكب بحق ابناءها.لم تتحرك الامهات و لم يتحرك الاباء الذين اخذوا ابناءهم منهم، لانهم مثليون، وقتلوهم. لم يحركوا ساكنا، تحت ذريعة الخوف من الفضيحة، او النظر الى عمل اولادهم كعمل من رجس الشيطان، و الحال، ان المثلية، سائدة في المنطقة باكملها كما هي في كل مكان في العالم، و لا يقتل البشر فيها، الا في العراق و ايران و الدول المحكومة بالحركات الاسلامية.

الامر الذي لا يبتعد كثيرا عن الرضوخ والاستسلام الذي فرض على العوائل حين تعرضت بناتهم للخطف و للاغتصاب، و لم يقوموا بالبحث عنهن، والمطالبة بالعثور على المجرمين،و معاقتبهم،، بل تركونهن لقم سائغة للمجرمين، بدعوى الخوف من الفضيحة، تاركين المجرمين احرارا طلقاء في اعادة ارتكاب جرائمهم المرة بعد المرة، هذه المرة، يقومون بالعمل ذاته، تحت نفس الحجج ، و التي يروح ضحيتها هؤلاء الشباب، من حياتهم و كرامتهم.

ان الفضيحة و الجريمة الكبرى، هي ترك اولئك الفتيات البريئات و الاولاد الابرياء لان يقتلوا و يعذبوا، فقط لاستجابتهم لميولهم الجنسية الطبيعية.

في كل بقعة من العالم يجري النقاش حول حقوق المثليين، و ينقسم الناس حول مؤيد ومعارض. في الولايات المتحدة و اوربا، تناقش حقوق المثليين، ليس في الزواج فقط، فهو حق معطى لهم في العديد من الولايات، بل بمسالة حقهم في تبني الاطفال، و تاسيسهم لاسرهم. الا في العراق، فهم يقتلون، او تغلق شروجهم بسوائل الصمغ، لا وجود لثقافة و تقليد: مناقشة و بحت الامور، بل تمتد الايادي و بسرعة السلاح و يفرغوه في رؤوس الضحايا، انتهى الحكم الديكتاتوري في العراق، الا ان المجتمع باكملة ينوء بثقافة وتقاليد و اعمال وممارسات الديكتاتورية، بل و باقسى منها مرات و مرات.

اذا كانت هنالك "دولة القانون" فلتعلن قانونها امام اعمال ابادة الشباب لانهم مثليين على الملأ، ليعرف الجميع ما هو موقف "القانون" من هذه الجريمة، و تهيأ اجهزتها لايقاف هذه الجرائم. و لكن الحال ليست هنالك دولة، ناهيك عن ان هنالك دولة لحماية المواطن او لتثبيت القانون، انظروا الى لجان النزاهة، انها لا تمتلك السلطة لا ستدعاء احد، لاستجوابه، بل و لا يستجيب المدعوين حتى لدعوة كوب شاي من النزاهة، فالمشتبه يملك كامل الحرية في ان لا يستجيب لـ"لتحقيق". مثلما يملك رئيس جامعة، القدرة على ان لا يترك منصبة فيما اذا وجه له الطلب بان يترك مهام وظيفته، اول ما يقوم به، هو الاستعانة بعشيرته و بعصابة مسلحة.

وحتى اظل في الموضوع، ليست هنالك دولة في العراق لحماية الساكنين فيه، و كل دعوى بان تجري تقوية الحكومة، لتقوية القانون لهي ذر رماد في العيون. يجب على المثليين و اسرهم ،و المدافعين عنهم ان يقفوا صفا واحدا، و ان يضعوا حدا لتلك الجرائم بايديهم.

لا طريق امام المثليين في العراق، حالهم حال اية فئة مضطهدة اخرى، غير تنظيم انفسهم من اجل نيل حقهم في الحياة و في العيش بسلامة و بكرامة. ان تلك الجماعات التي اطلقت على نفسها تسمية جميلة و هي " جماعة الحق" لم تتحدث عن حق المواطن في مدينة الثورة ان يحصل على ماء نظيف يليق بالبشر، او على شوارع نظيفة، او على خدمات طبية مناسبة، على فرص عمل، الحصول على قنينة غاز باحترام، على حق الانسان في الجلوس الى مطعم وحديقة و ملعب للاطفال، لم تتحدث " جماعة الحق" ، عن اي حق من حقوق الانسان، بل ذهبت لتقوم اول ما تقوم به مصادرة حق الحياة لشباب ابرياء.

بدون التنظيم، بدون توحيد الصفوف، بدون العمل المشترك و الواعي لحقوقكم في الحياة، و في تنظيم الصفوف، و في حمل ألسلاح للدفاع عن النفس بقوة السلاح، لن يمكن و لم يترك حق الحياة، كحق غير قابل للمس، جنبا الى جنب مع الاسر،و الاصدقاء و المدافعين عن حقوق البشر. حتى تنزع اخر قطعة سلاح من ايدي تلك العصابات، و من اجل ان يضمن حق الحياة للجميع، الرجال والنساء و المثليين و العجزة و المسنين و الاطفال و المرضى و الاجانب و المتدينين و الملحدين والمطلقات و الارامل و كل الساكنين في العراق.




#نادية_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اهنئكم جميعا نساءا و رجالا بمناسبة يوم الثامن من اذار، رمز ا ...
- مقابلة جريدة الى الامام مع نادية محمود حول الحزب الشيوعي الع ...
- على هامش الديمقراطية والانتخابات في العراق
- مقابلة مع نادية محمود- عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العم ...
- نعم او لا.. الحلقة الاخيرة من ردي على رد الرفيق فلاح علوان ح ...
- مرة اخرى- حول المؤتمر العمالي و رد الرفيق فلاح علوان - الحلق ...
- مرة اخرى، حول المؤتمر العمالي و رد الرفيق فلاح علوان
- رسالة الى رفاقي بمناسبة العام الجديد..
- لماذا يحذر اتحاد المجالس من اقتران اسمه بالمؤتمر العمالي، كم ...
- تهنئة و شكر للحوار..
- مقابلة مع نادية محمود- الناشطة النسوية و عضو المكتب السياسي ...
- حديث نادية محمود في بغداد بمناسبة الذكرى الحادية والتسعين لث ...
- الدولة و دور الطبقة العاملة في العراق الجزء الثالث: الرؤية و ...
- اكبر عملية حرمنة في التاريخ ترتكب هذه الايام.. علنا!
- حول الدولة و دور الطبقة العاملة في العراق ...الجزء الثاني: ا ...
- حول الدولة و دور الطبقة العاملة في العراق
- حول اغتيال كامل شياع - تعلموا من حمورابي و من الاسلام السياس ...
- في اليابان: حتى السياسة، صناعة يابانية!
- ليست المباراة وحدها، بل ما بعد المباراة!
- و اذن علام كل هذا الضجيج؟


المزيد.....




- الرياضة الأكثر شعبية.. الأمم المتحدة تقرر 25 مايو -يوما عالم ...
- الأمم المتحدة: لا نستطيع إدخال المساعدات إلى غزة
- بدول أوروبية.. اشتباكات واعتقالات مع توسع الاحتجاجات الطلابي ...
- للتعامل مع طالبي اللجوء.. الشرطة الأميركية تستعين بالذكاء ا ...
- أمريكا تدعو إسرائيل إلى اعتقال المسؤولين عن مهاجمة قافلة الم ...
- الجمعية العامة للأمم المتحدة تصوت الجمعة على عضوية فلسطين ال ...
- الجمعية العامة للأمم المتحدة تصوت الجمعة على عضوية فلسطين ال ...
- النيابة التونسية -تتحفظ- على مدافعة بارزة عن حقوق المهاجرين ...
- تونس: توقيف رئيسة منظمة -منامتي- التي تناهض العنصرية وتدافع ...
- رئيس البرلمان التونسي: الادعاءات بالتعامل غير الإنساني مع ال ...


المزيد.....

- الجنسانية والتضامن: مثليات ومثليون دعماً لعمال المناجم / ديارمايد كيليهير
- مجتمع الميم-عين في الأردن: -حبيبي… إحنا شعب ما بيسكُت!- / خالد عبد الهادي
- هوموفوبيا / نبيل نوري لكَزار موحان
- المثلية الجنسية تاريخيا لدى مجموعة من المدنيات الثقافية. / صفوان قسام
- تكنولوجيات المعلومات والاتصالات كحلبة مصارعة: دراسة حالة علم ... / لارا منصور
- المثلية الجنسية بين التاريخ و الديانات الإبراهيمية / أحمد محمود سعيد
- المثلية الجنسية قدر أم اختيار؟ / ياسمين عزيز عزت
- المثلية الجنسية في اتحاد السوفيتي / مازن كم الماز
- المثليون والثورة على السائد / بونوا بريفيل
- المثليّة الجنسيّة عند النساء في الشرق الأوسط: تاريخها وتصوير ... / سمر حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق مثليي الجنس - نادية محمود - دفاعا عن حياة و سلامة المثليين في العراق.