أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله تركماني - سؤال الهوية في دول الخليج العربي ؟














المزيد.....

سؤال الهوية في دول الخليج العربي ؟


عبدالله تركماني

الحوار المتمدن-العدد: 2626 - 2009 / 4 / 24 - 07:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أزمة الهوية في الخليج العربي تكاد تكون متشابهة في مختلف أقطاره، ومن هنا تأتي أهمية المؤتمر الأول للتنمية السياسية ( الهوية في الخليج العربي .. التنوع ووحدة الانتماء )، الذي انعقد في المنامة خلال يومي 15 و 16 أبريل/نيسان الجاري بدعوة من " معهد البحرين للتنمية السياسية "، بهدف تبادل الرؤى والأفكار حول قضايا الهوية والتنمية والإصلاح في منطقة الخليج.
إن سؤال الهوية هو أحد أهم أسئلة العالم المعاصر، وفي منطقة الخليج العربي يبدو سؤالا مركبا: ثقافي، سياسي، اجتماعي، اقتصادي، في آن واحد. إذ تواجه دول مجلس التعاون الخليجي خطرا داخليا يتمثل في اختلال التركيبة السكانية، فالخليجيون أقلية وسط محيط بشري مختلف بعاداته وثقافاته ولغاته ومصالحه. وإزاء ذلك، فمن الطبيعي أن يثير تزايد حجم العمالة الوافدة في دول الخليج ( يبلغ عددها حوالي 12.5 مليون من مجموع 35 مليون ساكن ) كثيرا من التساؤلات والقلق المبرر. خاصة وأنّ وجود هذه العمالة في كثرته وتعدد أدواره، في النشاط الاقتصادي والاجتماعي ولربما الثقافي، بات يفرض نوعا من الشروط السياسية الجديدة، في ظل تصاعد المطالبات الدولية بالتوطين، إضافة إلى التحول في المشهد الثقافي والاجتماعي للمنطقة.
وإذا كان واقع الحال لا ينكر على هذه العمالة الوافدة دورها وإسهامها المهمين في النهضة الاقتصادية الشاملة التي تشهدها دول الخليج العربي، لاسيما في ظل عدم كفاية الأيدي العاملة المحلية، فإنّ هذا الاختلال الذي تشهده أسواق العمل في منطقة الخليج، والذي بدأ منذ فترة ليست بالقليلة، بات يفرض العديد من التحديات والمخاطر الإضافية أمام هذه الدول، ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر، الخوف من طمس الهوية الخليجية نتيجة غلبة الطابع الأجنبي الآسيوي، بعاداته وتقاليده ولغاته المختلفة، على هذه العمالة، وهو ما يمكن أن ينعكس سلبا على تزايد معدلات البطالة في دول الخليج نفسها، لاسيما في ظل تزايد أعداد الداخلين الجدد إلى أسواق العمل من المواطنين، واستنزاف الموارد الاقتصادية الخليجية عبر التحويلات المالية لهذه العمالة الوافدة والتي بلغت العام الماضي نحو 30 مليار دولار، ناهيك عن التحديات الأمنية التي تفرضها هذه العمالة.
وإذا كان الواقع يؤكد استمرار حاجة دول الخليج للعمالة الوافدة، خلال المدى المنظور، لمواصلة مسيرة التنمية الشاملة التي تشهدها هذه الدول، فإنّ المنطق يفرض على هذه الدول إيجاد الصيغ الملائمة، التي تستطيع من خلالها تحقيق المعادلة الصعبة المتمثلة في المؤامة بين عدم قدرتها على الاستغناء عن العمالة الوافدة من جهة، والتعاطي مع المخاطر والتحديات التي تفرضها هذه العمالة من جهة أخرى.
إنّ خلل التركيبة السكانية وتحدياتها، يتطلب حلولا واستجابات على مستوى المشكلة، ووضع استراتيجيات قصيرة المدى وأخرى طويلة المدى: وجود برنامج تدريبي وإعادة تأهيل لكل المواطنين بصورة دائمة ومكثفة، بحيث لا يبقى مواطن عاطلا عن العمل بسبب ضعف المؤهلات، وبحيث تجري عملية إحلال خليجية واسعة بدل أكبر عدد من العمالة الوافدة، بل هناك حاجة لتفكير استراتيجي بشأن استجلاب عدد كبير من العمالة العربية والاستثمار المكثف في تدريبها ثم توطين المجدي منها.
وفي الواقع، إنّ التنمية التي شهدتها منطقة الخليج العربي، منذ استعادة أغلب دولها الاستقلال وحتى اليوم‏ "‏ تحيزت للحجر وخلق ظاهرة جنون الاستهلاك والرفاهية الاقتصادية على حساب المعمار البشري‏,‏ أو تحيزت لثقافة الحجارة على حساب ثقافة البشر "‏.‏ والآن فإنّ القلق الداخلي مسؤولية الخليجيين وحدهم، ولا خيار أمامهم إلا تحسين الجودة النوعية للعنصر البشري. وقد وُفِّق " مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية " في اختيار قضية " الموارد البشرية والتنمية في الخليج "، موضوعا لمؤتمره السنوي الرابع عشر، الذي عُقد في أوائل السنة الجارية. وكان أمرا إيجابيا أنّ أغلب الأوراق المقدمة في المؤتمر اتجهت وعالجت تحسين نوعية الموارد البشرية وتطويرها، وفتح أسواق العمل أمام مواطني الخليج، وتفعيل مبدأ المواطنة، وتنشيط القوى المعطلة، وتفعيل مساهمة المرأة، وتطوير نظم التعليم ومرونتها وتلبيتها لمتطلبات سوق العمل.
ومن جهة أخرى، فإنّ معالجة الخلل السكاني لابد أن يعتمد المدخل السياسي المناسب، نحو إقامة الدولة الدستورية في كل دول الخليج العربي، واستكمال عملية الإصلاح السياسي نحو المزيد من الانفتاح الداخلي والمشاركة الشعبية وتداول السلطة، بالإضافة إلى السعي للتكامل الاقتصادي الخليجي والعربي. مع وجوب الحرص على " عدم تحويل الطابع السياسي للخلافات الداخلية إلى صراعات مذهبية وطائفية وعرقية " كما ورد في " إعلان المنامة " الصادر عن مؤتمر البحرين. وكذلك تأكيد الإعلان على " أولوية اللغة العربية كأداة للتعليم والتعامل وقناة لتعزيز الهوية بثوابتها وترسيخ قيمها في نفوس الناشئة، من خلال مراجعة المناهج والكتب الدراسية، وتعزيز مضامينها الثقافية بمرجعية عربية - إسلامية، وخصوصية خليجية، تعمل على غرس القيم النبيلة لحقوق الإنسان والمواطنة ".
ويبقى من المهم في النهاية التشديد على ضرورة مواصلة الجهود الخليجية المبذولة، على المستويين الوطني والإقليمي، للتعاطي المجدي مع تحديات إشكالية الهوية، باعتبارها قضية أمن قومي، بالشكل الذي تستطيع من خلاله دول الخليج مواصلة نهضتها التنموية الشاملة والحفاظ على هويتها الوطنية وحقوقها السيادية، ويضمن في الوقت نفسه حقوق العمالة الأجنبية والاستفادة المثلى من خبراتها.



#عبدالله_تركماني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معوّقات الحداثة في العالم العربي
- الإطار الاستراتيجي للعلاقات الأمريكية - الروسية
- مؤشرات الانتخابات البلدية في تركيا
- تساؤلات بشأن التحول الديمقراطي في العالم العربي ؟
- الماركسيون العرب والمسألة القومية العربية (6)
- الماركسيون العرب والمسألة القومية العربية (5)
- الماركسيون العرب والمسألة القومية العربية (4)
- الماركسيون العرب والمسألة القومية العربية (3)
- أسئلة ما بعد - انتصار - حماس
- الماركسيون العرب والمسألة القومية العربية (2)
- الماركسيون العرب والمسألة القومية العربية (1)
- أي سلام مع حكومة نتنياهو ؟
- موسم المصالحات العربية
- المفكرون الماركسيون والمسألة القومية (6)
- زمن المحاكمات الدولية
- آفاق التحول الديمقراطي في العالم العربي
- المفكرون الماركسيون والمسألة القومية (5)
- القيروان عاصمة للثقافة الإسلامية
- المفكرون الماركسيون والمسألة القومية (4)
- المفكرون الماركسيون والمسألة القومية (3)


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله تركماني - سؤال الهوية في دول الخليج العربي ؟