أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جبار عودة الخطاط - أنه مظفر النواب أيها الساده !















المزيد.....

أنه مظفر النواب أيها الساده !


جبار عودة الخطاط

الحوار المتمدن-العدد: 2604 - 2009 / 4 / 2 - 08:47
المحور: الادب والفن
    



مو حزن
لكن حزين
مثل بلبل كعد متأخر
لكه البستان
كله إبلايه تين
مثل صندوك العرس
ينباع خردة عشك
من تمضي السنين

بهذه المقاربة الشعرية المؤثرة والتي تحمل في ثنايا سطورها النازفه كل اوجاع وإحباطات السنين العجاف يصف الشاعر الكبير المناضل مظفر النواب مآل أحواله وهو يصارع آلآم الوحدة والمرض في لجج الغربه

وحين يبادره الدكتور قاسم حسين صالح في رد يكتنز كل محبة العراقيين له فيقول :
- لا يمكن ان يصير مظفر النواب مثل صندوق العرس الذي يباع ( خردة عشك ) !00يأتي جواب مظفر النواب بضلع كسير :
- هاي تبقه يم العراقيين وأنا حزين على الناس أولا وعلى المبدعين وعلى الوضع العالمي وحزني حزن شجاع جسور 00يحاول حرق خبايا تبدو غريبه لكنها اقرب الى الحقيقة !

أولا, شكرا للدكتور قاسم حسين صالح الذي أتحفنا بمحاورته غير الصحفية الحميمه مع الشاعر الرمز مظفر النواب عبر الامسية الدمشقية التي اغبطه عليها حيث جمعه اللقاء بالشاعر الكبير في مقهى الهافانا بدمشق و الذي دأب مظفر على إرتياده وقضاء جل وقته فيه وقد نشرها في الملحق الثقافي لجريدة طريق الشعب في عددها ليوم الاحد 1 أذار 2009

والحق انني تألمت كثيرا لدى قراءتي لما نقله الدكتور قاسم حسين صالح عن الكبير مظفر 00فهل حقا إننا هكذا نتعامل بكل هذا الكم الهائل من الجفاء مع رمزنا الكبير مظفر النواب ؟! نتركه يكابد ويلات الغربه القاتله المعمّده بنافورة المرض في شقة صغيرة أعارها له أحد الاشقاء السوريين بدون مقابل00ثم يقوم على خدمته شاب سوري من مريدي مظفر إسمه حازم الشيخ وهو كما يصفه الدكتور قاسم شاب دمث الاخلاق مهذب السلوك يرعى مظفر أكثر مما يفعل الولد لابيه

فهل اصبح قدر رموزنا المزيد من المعاناة والاهمال من حكوماتنا المتعاقبه ؟! يصف شاعر العرب الاكبر محمد مهدي الجواهري حال الرصافي في أواخر ايامه فيقول : ( في تلك الغرفة الجرداء التي لا انساها ابدا وكأنما فيها الآن وكان الرصافي هو الذي ينام عليه , سرير من السرر الرخيصة لولا ان الرصافي هو الذي ينام عليه وكأن هو الان وقد أحس بي وأنا ادب على أطراف أصابعي لئلا اوقضه وكانت الحيرة في اين أجلس إذ ليس في الغرفة كرسي أو خشبة او حتى حجر للجلوس وكأنما هي في هذه الساعة لا غيرها إذ تبددت الحيرة بإستيقاظ الرصافي وبوجودي محلا على طرف السرير فيتحامل على نفسه فألح عليه ملتمسا ألا يفعل فيأبى فأطيع فأتحدث اليه آخر حديث أرجعه قبل ان يموت بأيام وقد أنقضى عصر الرصافي في هذه الغرفة الجرداء ولم يسدل عليه ستار وكان الجو مشمسا والضوء يؤذي العيون وكان الجو على درجة من الحرارة لا يطيقها مريض مثقل لابد من ان يمد عليه الغطاء أحلف صادقا إنه لم يكن في غرفة صاحب هذا الجيل أي ستاره ) !!
نعم 00هكذا نكرم رموزنا !!

وان مما يزرع الغصة في الجوانح أن يكون مظفر كما ينقل الدكتور قاسم مصاب بمرض باركنسون رغم ان الدكتور قاسم يقول ان ثمة اعراض خفيفة تشي بهذا المرض بادية على شاعرنا الكبير !

إنـه مظفر النواب00أيها السادة !!

مظفر النواب الذي طالما ضفر لنا بيديه الجميلتين جدائل الجمال والالق الذي يلامس وجعنا العراقي فليت شعري اهكذا يجازى هذا الرمز الذي جمع بين شعريته الفذة كقامة شعرية عربية كبرى وبين مواقفه النضاليه المبدئية إذ وقف بكل إباء وشموخ بوجه اشرس طاغية عرفه التاريخ المعاصر ! وما اجدر ان اسجل هنا ما عبر عنه المفكر العراقي الشهيد عزيز السيد جاسم واصفا حال الشاعر يقول ( الشاعر كائن لا يطأطئ هامته تحت سقوف الدهاليز والاماكن الضيقه , وإن كانت ترفل بكل الانوار التي تضخها المصابيح المصنوعه الشاعر الحقيقي يحمل مشكاته التي يفجر بها نور النهار , الاسود من الظلمه فما قيمة بهرج ظاهر لنهارات زائفه بإزاء الحقيقة التي يبحث الشاعر عنها فيطارد غيلان الارض وحجب الفضاء وسدفها مخترقا اللجج متجها هناك حيث ترقد الارواح المستنيره التي تبهت دونها الشمس ) ومظفر النواب هذا الرمز الشفيف الذي أستطاع أن ينحت بأزميله العذب مدنا سحرية تعج بالحسناوات الشعرية الخلابه لتتوهج جمرة الشعر في كفه العراقي النقي هو شيخ شعراء العراق والعرب فهل يعقل ان تنام معاملته التقاعديه في رفوف وزارة المالية العراقية في الوقت الذي يتقاضى فيه الساسة مرتبات خرافية جدا ؟ وهذه أمامنا ما يسمى بالرئاسات الثلاث تتسلم سنويا مليارات الدنانير كمنافع اجتماعية فضلا عن مرتباتهم الخرافية العجيبه ثم اين مجلس النواب العراقي مما يكابده رموزنا الكبار كمظفر النواب ام انهم في وارد الانهماك في ترتيب الامتيازات المالية الهائله كحصول النواب وجميع افراد عوائلهم على جوازات دبلوماسية مدى الحياة وتخصيص قطع اراض سكنية فاخرة تبلغ مساحتها 600 متر مربع في أي مكان ينتقيه السيد النائب ! ومخصصات اضافية بملايين الدنانير تضاف على مرتباتهم الضخمه وتخصيص مبلغ 200الف دولار لكل نائب لشراء سيارة مدرعة لفخامتة !!! وغيرها الكثير الكثير من البلاوي ! هذه لعمري قسمة ضيزى !
أقولها بكل صراحة ان الكثيرين ممن يلفطون اليوم الملايين من أثداء خزينتنا المكتنزه بالدر العراقي الثري لا يساوون والله شسع نعل مظفر بل ان ما هو أدهى وأمر إن بعضهم قد ولغ بدماء العراقيين الابرياء !!

ماذا اقول00 ان الصدمه تفوق حد التصور00هذا هو ديدننا دائما نتجاهل مبدعينا ورموزنا الكبار حتى إذا ما لفظوا أشعارهم الاخيرة وغادورا هذه الدنيا السافلة تدافعنا بالمناكب للبكاء عليهم وإقامة الاماسي والمهرجانات و00وو !

لماذا لا نكرمهم وهو يتنفسون بين ظهرانينا إبداعا وفرادة عراقية كي نشعرهم باننا نحاول ان نرد لهم الحد الادنى من إستحقاقهم من فروض تكريمهم والاحتفاء بهم قبل ان يغادروننا نحو العالم الآخر00 فلابد ان يأتي اليوم الذي نستقبلهم بالاحضان ليقول لهم الوطن مرحى بنوارس الجمال والحضارة

لابد أن يأتي هذا اليوم وعلينا جميعا ان نبذل قصارى جهودنا حتى ندرك ذلك اليوم

يجي يوم إنلم حزن الايام
وإثياب الصبر
وإنرد لهلنا
يجي ذاك اليوم
لجن آني خايف
كبل ذاك اليوم
تاكلني العجارب

ويختمها مظفر النواب بمقطع يودع فيه كل اوجاعة واسفار روحه الباسقه فيقول :
يجي ذاك اليوم
وإذا ما جاش
إدفنوني على حيلي
وكصتي لبغداد 0
ذكرتني كلمات النواب هذه ببيت شعر كتبه العارف و الشاعر الصوفي الشهير جلال الدين الرومي يقول فيه ( بعد أزوفات تربت مادر زميني مجوى
در سينهاي مردم عـارف مزار ماست
وترجمته بالعربية : يا من تبحث عن مرقدي بعد شد الرحال / قبري في صدور العارفين من الرجال !
فمظفر يقول :
يجي ذاك اليوم
وإذا ما جاش
إدفنوني على حيلي
وكصتي لبغداد
نقول نحن عشاق مظفر النواب نقول للكبير مظفر ستبقى سيدي متربعا في واحات قلوبنا المتعطشه لصوتك المترع بالدفء والفرادة اما اذا شاء الله وانتقلت للدار الآخره قبلنا فكما يقول جلال الدين الرومي قبري في صدور العارفين من الرجال ونحن نقول سيكون قبرك النابض بالحياة والشعر في قلوب الشعراء والشرفاء00أطال الله عمرك سيدي أبا عادل فأنت حقا ولي صالح من أولياء الشعر والنضال الحقيقي

اختم كلامي برسالة شعرية كتبتها الى الرمز الكبير تتحدث بلسان كل العراقيين الذين عشقوا مظفر وانتظروا مظفر فأقول :

الى المبدع الكبير الرمز مظفر النواب :
ياريل وصل حمد
مني سلام وشوك
كله الشِعر ياحمد
الصايته ايلوك
ياملح شِعر العرب
يلشَعر راسك شلب
سافر إبجسمك سفر
وروحك تظل ياوفي
مشتوله وي الكصب

***
ياطير من ينذبح يجفل
يغرّد تعب
يسـَكت إغراب النعب
رفة إجناحك سحر
رفة إجناحك شعر
عندك قصايد نوك
عندك فخاتي شجن
عَ النجمه غنن فوك
عَ النسمة ناحن شوك
***
آنه ارد اروح الحمد
ماروح انه الغيره
وأحجيله 00
صارت صدك
وباعوني إبليرة
والليره طلعت شبه
وإشتعلت الحيره
والناس تنطر حمد
يرجع بريل السعد
محمّل أشعار ورد
ويكحّل الديره
آنه ارد أروح الحمد
ماروح أنه الغيره
***
ياريل وصّي حمد
خل يطوي ليل السفر
ويجمع تصاويره
ياريل شنهي العذر
ماتعباه السفر ..
وهوَّ بجحيل العمر
والدنيه فريره
***
ياريل بلكت تمر
توصّل سلام الِشعر
وبوساتنه إبكجه
ياريل اوصل حمد
ياساحر الحِسجه
ياريل لا تشتمر
إضلوعي الك سجه
***
( ياريل صيح بقهر
صيحة عشك ياريل
هودر هواهم ولك
حدر السنابل كطه)
ياريل خاف إتعَثر
بخيال ذيب السِطه
اليحوف نص الليل
ياريل حّمل نده
من هور اِلغموكه
وإخذ الجفن لو رحت
سويه غلك فوكه
وضم النده والدمع
الحوشيه لتبوكه
***
الشعر عندك وطن
والوطن عندك شعر
الوطن عندك جرح
الشعر كمر الصبح
والشعر كيمر ملح
عالناس خضر ضوه
فتّحت باب الِشعر
خليته يشتم هوه
حسيت بيه مخنوك
خاويته من الزغر
وكل ساعه بيه محروك
الشعر عندك شعر
يجري بسواجي الفجر
وعد غيرك اصبح سوك
***
ياحمد هلبت تمر
ويشتعل بينه الحيل
وإنرد ندك اكهوه
ويرجع يشمنه الهيل
مر بينه مره حمد
وصافح صبحنه اريوك
ياريل بلغ حمد مني سلام وشوك
مني سلام
وشووووووووك



#جبار_عودة_الخطاط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعر الشعبي تأريخ بهي ومحاولات لالغائه في راهن ثقافتنا
- سر مدور
- إرجوحة مهجورة
- صبيحة القبض على قلبي
- رسائل بدون تحية الى عسس الشعر الشعبي
- قصيدة شجرة الشعر
- إشموع إتغني النيسان
- رايح إلهه
- في موسم الانتخابات
- يرسمني وجهك
- جلجل علي اليل
- تنور المحبة
- قتلوا اهلي
- الشاعر والفقاعة
- وصية كزار حنتوش
- يا ظامئا
- قصيدة سافر وي الطفل البلبل
- قصيدة ابجي ابجي
- إبادة جماعية
- القطط السمان واحلام الارانب


المزيد.....




- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جبار عودة الخطاط - أنه مظفر النواب أيها الساده !