أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مصطفى محمد غريب - ماذا بعد هذه المحنة! إلى اين مقتدى الصدر بعد عرس الدم؟!















المزيد.....

ماذا بعد هذه المحنة! إلى اين مقتدى الصدر بعد عرس الدم؟!


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 797 - 2004 / 4 / 7 - 10:18
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يبدو ان هذا الرجل يعشق الشهرة والتمثيل والتظاهر مثلما كان صدام حسين، فهو يعيش هاجس الشهرة والنرجسية لكي تقوم دولة طائفية دينية دكتاتورية حتى لو أدى
الأمر إلى ازهاق عشرات الآلاف من ارواح العراقيين

منذ سقوط النظام الدكتاتوري والاحتلال العسكري وصدور القرار من مجلس الامن باعتبار العراق بلداً محتلاً ظهر على السطح حركة مقتدى الصدر ليس كحركة منظمة لها امتداد تاريخي تنظيمي وانما على حساب سمعة الشهيدين الاول محمد باقر الصدر والشهيد الثاني والده، وهذا الشيء خلق ردود فعل عديدة لدى الحركات والاحزاب الشيعية والحوزة الدينية، وبرز هذا التناقض في العديد من المواقف والاتجاهات.. لكن الظاهر للاعين ، ان مقتدى الصدر يحاول التسابق مع الزمن في كسب الجماهير الشيعية إلى جانب حركته غير المنضبطة والتي تعتمد على الارتجال أكثر من الدراسة والاستفادة من الماضي، حتى ان مقتدى الصدر ومن حوله جماعته الواعيين لدورهم ومخططاتهم الهادفة إلى زعزعة الاستقرار، ومنذ اول لحظة ودون اي انذار أو تأني في المواقف راحوا يتصيدون في الماء العكر ويخلقون العثرات والمشاكل لكي تبقى حالة الاضطراب وفقدان الامن بل أنهم شجعوا بطريقة ما على تزايد وانتشار حالة الفوضى والتفجيرات الارهابية لكي يرفعوا شعارات ديماغوغية تحت يافطة الاخوة السنية الشيعية ولكن والحقيقة تقال ان الهدف الاساسي هي روح طائفية دينية دكتاتورية لتفريغ القوى المنافسة بين الجماهير الشيعية وبخاصة السيد السيستاني و المجلس الاسلامي الاعلى والحوزة في النجف الاشرف وصولاً إلى افلاسها وتصفيتها والضغط لافشال مجلس الحكم الانتقالي الذي يحاول تشكيل الحكومة الانتقالية او الضغط عليه للمشاركة فيها من دون الآخرين ، واستمرت محاولات مقتدى الصدر ما بين التهديد والوعيد، فمنذ البداية تلونت مواقفه حسب الظروف والرغبات الشخصية، فمرة يريد تنظيم مليون في ما يسمى جيش المهدي ملثمين على شكل فدائي صدام( ولا نعرف كيف سيجهز مليون بسطال لهم ومن أين!! ) ومرة يعلن انه سوف يشكل حكومة بالضد من مجلس الحكم لأن الآخير غير شرعي ومرة ضد قانون الاحوال الشخصية وضد قانون ادارة الدولة المؤقت..
الوعيد والتهديد انتقل خلال يومين إلى العمل الفعلي والتحرك الذي أُخرج بشكل يختلف عن التحركات السابقة انما جاء بعد الاعلان عن تحديد هويات عدة أشخاص شاركوا في الهجوم الذي وقع الاربعاء المصادف 31/3/2004 وملاحقة الذين قاموا بقتل وسحل وتعليق الجثث على جسر الفلوجة وتأكيد قوات الاحتلال بانها تملك الصور والمعلومات وسوف تباشر باحتلال الفلوجة ومحاصرتها لالقاء القبض على المتهمين إذا لم يسلم الفاعلين انفسهم.. السيناريو الذي بدأ تنفيذه يؤكد الارتباط العضوي ما بين التحركات لمقتدى الصدر وجماعته وخداعهم لآلاف العراقيين الكادحين بخصوص موضوعة جريدة " الحوزة " واغلاقها او اعتقال " مصطفى اليعقوبي" المتهم بقتل السيد عبد المجيد الخوئي، وكِلا القضيتين لا تستحقان هذا التطرف وحمل السلاح المختلف ما بين السيوف والسكاكين والبنادق الرشاشة والاربيجيات التي لا نعرف من أين حصل عليها الاتباع الملثمين المرتدين اللون الاسود الذين يذكروننا بفدائي صدام حسين، وهو أمر ليس بالغريب عنهم وعنا وعن مشاهدي الفضائيات العربية والعالمية وهم يتابعون البعض من انصاره وهم يحملون السلاح ويطلقون الرصاص باتجاه الشرطة العراقية وجنود الاحتلال.. والتوجه لاحتلال مواقع قوات الاحتلال والصِدام معهم لتكون الضحايا من الجماهير الكادحة بينما هو يجلس في النجف أو في مسجد الكوفة معتصما كما يدعي ويطلب " ارهاب العدو " وحوله جماعته المبطنة التي تعيش على دماء الآخرين .. يبدو ان هذا الرجل مولعاً بالتظاهر والتمثيل مثلما كان صدام حسين فهو يعيش على هاجس الشهرة والنرجسية لكي تقوم دولة طائفية دينية دكتاتورية حتى لو أدى الأمر إلى ازهاق عشرات الآلاف من ارواح العراقيين.
هاجسان يطغيان على كل شيء ويفلتان مشروعاً جديداً من الارهاب والعنف والقوة بدلاً من التعقل والحكمة في ادارة الامور والمشاكل والصعوبات، وإلا لا يمكن لأي عاقل ان يفهم اقواله المحرضة على العنف والقتل والارهاب " ارهبوا عدوكم فان انتهاكاتهم لا يمكن السكوت عنها وإلا وصلنا إلى ما لا تحمد عقباه، اني معكم ولن أترككم تواجهون المصاعب منفردين واني اخاف عليكم لا فائدة ترجى من المظاهرات" هكذا فهو آمن يجلس بين صحبه وفي داره او أي مكان آخر ويحث الناس المخدوعين به وبصورته ليكونوا وقوداً لمعركة خاسرة لا يمكن ان يساندها إي انسان وطني شريف، بينما الذين يقفون معها وخلفها عصابات من اجهزة النظام الدكتاتوري وآخرون من خلف الحدود لكي يثيروا الفتنة والاقتتال ولا يدفع الثمن الباهض سوى الجماهير العراقية الكادحة والناس الوطنيين الشرفاء دون غيرهم.. ولا نعرف أين كان مقتدى الصدر من هذه التوجيهات والخطابات النارية عندما كان صدام حسين وحزبة واجهزته الامنية يقتلون العراقيين بالأسلحة الكيمياوية وفي السجون والمعتقلات والحروب غير العادلة، ويدفنون ضحاياهم من الشعب العراقي في المقابر الجماعية وغيرها من التسلكات البعثفاشية الرهيبة..
قضيتين " الجريدة والاعتقال"من الممكن حلهما عن طريق الحوار والنقاش والدفاع بشكل مشروع عن حرية الرأي وليس التشجيع على الارهاب واستعمال العنف والاغتيال لتصفية الخلافات التي تنشأ بين المجموعات ولا سيما ان لمقتدى الصدر الصدارة في افتعال مثل هذه الاساليب وكلنا يتذكر تصفية عبد المجيد الخوئي وحوادث النجف وكربلاء وتنظيم الاستفزازات في كركوك ومدينة الثورة وغيرها من اجل السيطرة والهيمنة وخلق الفتنة والاقتتال بدون اية مقدمات وتصفية الخصوم في الرأي الآخر.
لكن المستور تحت الرماد بان وظهر على حقيقته، فهذا التحرك وخداع الناس جرى توقيته لكي لا يتم محاسبة المجرمين الارهابيين الذين اتبعوا اسلافهم في السحل والقتل وتعليق الجثث في الموصل وكركوك واتهم بها حينذاك زوراً وبهتاناً الشيوعيين والديمقراطيين بينما ظهرت صورهم في الفلوجة جلية بهيآتهم المزدوجة ما بين التديّن زوراً ووجه باطني لأرهابيين متمرسين وفلول النظام العراقي المقبور من بعثيين وفدائي صدام واجهزته الامنية والمخابراتية.
ان نظرة سريعة على الاحداث وتطوراتها والقوى الداعمة لها والتي بدأت تشارك لخلق الفوضى والاقتتال حتى الحرب الاهلية تجعلنا نفهم ما هو الهدف منها وإلى اي هدف يبتغون تحقيقه، حتى بعض عناصر من الشرطة والدفاع المدني الذين كانو الواجب ان يقفوا على القل للحفاظ على ممتلكات الشعب وارواحهم نجدهم يدعمون هذه التحركات ليس بالقول فحسب وانما بالفعل المسلح..
ان مقتدى الصدر يضرب على وتر الطائفية بحجة الدين الاسلامي ولكنها والحقيقة تقال انها تقوم على اساس طائفي دكتاتوري ديني مرفوض رفضاً قاطعاً من أكثرية الشعب العراقي وكذلك بحجة الاحتلال الاجنبي الذي يرفضه الشعب وكل القوى الوطنية الشريفة التي تعمل وتجاهد بشكل عقلاني لانهائه باقرب فرصة ممكنة وبخاصة وهم يتهيؤون لاستلام السلطة في حزيران لكي يتم تشكيل الحكومة الوطنية الانتقالية التي ستقوم بانجاز مهماتها المستقبلية التي ستخدم بالتأكيد العراق والشعب العراقي بجميع اطيافه وتكويناته وقومياته المتآخية..
اما الذين يساندون هذه التحركات المضرة اساساً بالاستقلال الوطني وعودة السلطة للعراقيين بحجة بداية الانتفاضة أوالثورة فهم يضعون العصى في العجلة ولا يهم لو تدمر العراق بعراقييه جميعهم لتحقيق مآربهم واهدافهم والعودة بالعراق للدكتاتورية والاضطهاد والعنف، اما الولائك الذين لا يفقهون متطلبات المرحلة فهو يقعون في خطأ قاتل لأن المرحلة الآنية تحتاج إلى التروي لكي ينقذ الوطن من حالة الحرب الاهلية وهي قريبة على الابواب، مهما ادعى البعض من انها بعيدة ولا يمكن ان تقوم، لأن اسباب انفجار مثل هذه الحرب مازالت قائمة وعند ذلك سوف يخسر الجميع وبخاصة الذين تهمهم قضية الوطن والاستقلال..
ان طريق انهاء الاحتلال وبناء الدولة على اساس وطني ديمقراطي تعددي فدرالي لا ولن يكون عن طريق الارهاب والتفجيرات والاغتيالات والقتل وسحل الجثث وتعليقها بدون اية حرمة دينية او انسانية أوحمل السلاح بعيداً عن الطرق الحضارية في النقاش والاحتاجات السلمية في انهاء الازمات والصعوبات التي تنشأ اثناء المواجهات أو اختلاف وجهات النظر..
على كل مواطن عراقي تهمه قضية بلده ومستقبل شعبه أن يتساءل ماذا بعد هذه المحنة! إلى أين مقتدى الصدر بعد عرس الدم؟! وأين الحل من تهديدات الزرقاوي الأخيرة لأئمة الشيعة وغيرهم؟
نقول وبكل صراحة على جميع العراقيين النجباء أن يرفضوا وينددوا بالذين يمارسون العنف وحمل السلاح واضطهاد الآخرين لمجرد الخلاف في الرأي مثلما حدث في مدينة الناصرية من قبل جماعة " أمن المواطن " الذي وجدوا في مقراتهم ماوجدوا من فضائح تزكم لها الانوف من معتقلين مخالفين لهم بالرأي وأسلحة مختلفة وذخائر وحبوب مخدرة كان النظام الشمولي يقدمها إلى فدائي صدام السيئة الصيت وعشرات القاناني من المشروبات الروحية من ووثائق ومخاطبات ورسائل متبادلة مع اطلاعات الايراني على الرغم من تمشدقهم بالدين الاسلامي
ولابد ان يعرف الجميع أن سلوك طريق العنف هو بالتأكيد سوف يولد العنف المقابل وهي عملية غير سهلة وخسارتها أكبر مما يتصوره اصحاب النيات الطيبة.
6 / 4 / 2004





#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يستلم العراقيون السلطة في حزيران القادم ؟
- ممن تطلب مغفرة وذنوب العالم مثل مجرات الكون ؟
- في كثير من الأحيان لغة التهديد ضريبة تدفعها النساء
- العيد السبعون على ولادة القرنفلة الحمراء لتكن الحياة كالقرنف ...
- لا يا شاعرنا الجميل سعدي يوسف ليس ما نقله باتريك كوكبورن وتر ...
- عملية حسابية بسيطة وليشربوا ماء المحيط إذا استطاعوا وثيقة قا ...
- مابعد الأباريق المهشمة
- الدستور المؤقت والعراق الديمقراطي التعددي الفدرالي
- بمناسبة الثامن من آذار عيد المرأة المرأة والدستور العراقي ون ...
- الدستور العراقي واهميته في الظروف الراهنة
- قصيدتان
- راية الفرسان..
- المجلس الرئاسي القادم ومشكلة الطائفية
- الانفلات الامني والتفجيرات في كربلاء والكاظمية في بغداد.. ان ...
- لماذا بعض الإسلاميين في مجلس الحكم ضد تمثيل أكبر للمرأة في ا ...
- ها أنتَ رضيت بقهر العالم حولي ..!
- ارهاصات متفرقة في زمن الارتعاش !..
- ما بعد أغاني المدينة الميتة
- تحفز
- الحالة المعاشية وردود فعل الجماهير الكادحة العراقية.. يجب ان ...


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مصطفى محمد غريب - ماذا بعد هذه المحنة! إلى اين مقتدى الصدر بعد عرس الدم؟!