أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جمال الدين بوزيان - كذبة المجتمع المدني














المزيد.....

كذبة المجتمع المدني


جمال الدين بوزيان

الحوار المتمدن-العدد: 2586 - 2009 / 3 / 15 - 04:49
المحور: المجتمع المدني
    


مثلما الديمقراطية في الجزائر هشة بل و وهمية، مجتمعها المدني أيضا وهمي و وجوده شكلي فقط، لاستكمال ديكور الديمقراطية التي يجب أن يكون لها ديكورا واضحا للآخر، العالم الغربي، مراقب الديمقراطية و راعيها.

بعد أحداث 05 أكتوبر 1988، و بعد أن ودعت الجزائر شكل النظام الأحادي، و دخلت عهد التعددية الحزبية و حرية الرأي و التعبير و الصحافة، بعد هذا ظهرت عشرات الصحف، و مئات الأحزاب و الجمعيات باختلاف أنواعها و ميادين نشاطها، تكاثرت بطريقة هائلة، لكن كثرتها لم تجعلها قوة فاعلة في المجتمع و مؤثرة في الرأي العام، و من المفروض أن تكون منظمات و جمعيات المجتمع المدني هي صانعة الرأي العام و المحرك الأول له، و هي المؤثرة الرئيسية في القرارات الصادرة من السلطة، سواء بقبولها أو رفضها، تعديلها أو تغييرها.

و من المفروض أيضا، أن المجتمع المدني هو مجموعة المنظمات و الجمعيات غير الحكومية التي تكون مستقلة عن الدولة، و مهمتها تقديم خدمات أساسية للمواطنين في مجالات الصحة و التربية و الزراعة و البيئة، كما تقدم خدمات تدريبية و تثقيفية و تنظيمية و تأطيرية سياسية، و الأهم أنها تشكيلات لا تقوم على مبدأ الربح.

هذا المفروض، و ما يجب أن يكون، لكن على أرض الواقع، و بجزائر الديمقراطية المقنعة، منظمات المجتمع المدني البارزة و المجهرية هي في الغالب لمساندة الرئيس و النظام الحاكم، و مهمتها الأساسية هي التصفيق لهما، و حشد الناس خلال التجمعات و الملتقيات لسماع الخطابات المكررة، و لجمع التوقيعات في حال تطلب الأمر ذلك (تماما مثلما حدث هذه الأيام لجمع توقيعات المساندة للرئيس الحالي).

إذا أخذنا بعين الاعتبار عامل "الاستقلالية" عن النظام الحاكم كشرط أساسي لإطلاق صفة المجتمع المدني على أي منظمة، لا يمكن عندها اعتبار الأحزاب السياسية الجزائرية من ضمن منظمات المجتمع المدني، بكل بساطة لأن ولاء أغلبها هو للنظام الحاكم، و بطريقة غير مباشرة هي تابعة له و راعية لقراراته و استمراره، حتى من تصنف على أنها أحزاب معارضة، تبقى معارضتها شكلية فقط، و كذلك الأمر بالنسبة للاتحاد العام للعمال الجزائريين الذي لم يرق أبدا إلى مستوى المنظمات العمالية الحقيقية التي تقول كلمة الحق بصراحة و بدون الخوف من زوال رضا ولي النعمة، و أيضا اتحاد النساء الجزائريات الذي لا يفوت فرصة للتصفيق و التهليل للنظام.

كما و استنادا لشرط الاستقلالية، لا يمكن أبدا تصنيف منظمات: "المجاهدين" و "أبناء المجاهدين" و "أبناء الشهداء" كمنظمات مجتمع مدني، بسبب تبعيتها المباشرة لوزارة المجاهدين و للنظام ككل.

و بالتالي و بنزع صفة "المجتمع المدني" على كل تلك الأحزاب و المنظمات و الاتحادات، تبقى لدينا الجمعيات الخيرية و الثقافية و الرياضية، و هي في الغالب إما مهمشة، أو أنها منضوية تحت لواء المصفقين و المهللين للنظام.

إن معارضة النظام ليست شرطا لتكون منظمات المجتمع المدني فاعلة و مؤثرة، المعارضة ليست هدفا في حد ذاته، لكن من غير المعقول أن نرى أغلب منظمات المجتمع المدني و على مدى سنوات عديدة و متتالية تكرس كل وقتها و جهدها لمدح النظام و إرضاءه.



#جمال_الدين_بوزيان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سنوات السعار الجنسي
- سياسة جس النبض
- ارحمونا من جلالته و فخامته
- أوجه متعددة لحملة انتخابية نتيجتها معروفة
- أحلام اليقظة لا تصنع نصرا
- ألا يستحق الحصار أغنية؟
- نجوم تتألق خلال الحرب
- ترمومتر الموت
- وعود جهادية لن تتحقق
- فئران التجارب التعليمية
- الدراما العربية و الخوف من التغيير
- وزارة التضامن الجزائرية تحتفي بمرضى السكري على طريقتها
- وزارات تصدر قوانين ظالمة
- تكريس الجملوكية الجزائرية
- إلغاء عقوبة الإعدام في دولة اللاعقاب
- هوس الخلوة غير الشرعية
- اقتناص الفرص لإقالة المسؤولين المغضوب عليهم
- الخجل الإعلامي لأستاذ السوسيولوجيا الجزائري
- ثقافة الدعم و الترويج
- في أيد محترفة


المزيد.....




- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جمال الدين بوزيان - كذبة المجتمع المدني