أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جمال الدين بوزيان - أحلام اليقظة لا تصنع نصرا














المزيد.....

أحلام اليقظة لا تصنع نصرا


جمال الدين بوزيان

الحوار المتمدن-العدد: 2542 - 2009 / 1 / 30 - 08:54
المحور: القضية الفلسطينية
    


حاولت عدة مرات منذ انتهاء العدوان الصهيوني على قطاع غزة أن أبحث عن صورة النصر الذي تتحدث عنه حركة حماس فلم أجدها، لم أتمكن من رؤيتها، هي صورة افتراضية توجد فقط في أحلام يقظتهم و في أذهان الشعوب المتأثرة بالخطابات الحماسية، شعوب معذورة في ذلك، ربما بسبب حبها الصادق لفلسطين و أمانيها الدائمة بتحرير الأراضي المحتلة. و هي أمنية نشترك فيها كلنا عربا و مسلمين، و متفقون على هذا الموقف الثابت من القضية الفلسطينية منذ احتلال فلسطين سنة 1948 و منذ بداية سنوات النكبة الـ 60.
متفقون على أن المقاومة حق مشروع لكل شعب محتل سلبت منه أرضه بالقوة، ما نختلف عليه، هو شكل تلك المقاومة، و نوعيتها، و أسالبيها، و العباءة التي تلبسها، أو اللون الذي تتلون به العباءة، نختلف عن تعريف المقاومة، هل هي مسلحة فقط؟ و هل المفاوضات هي شكل آخر من أشكال المقاومة أم هي استسلام و بيع للقضية؟
كما أن مشاعر التضامن مع أهل غزة و ما حدث و يحدث معهم، أظنه أمرا مفروغا منه، و لا يمكن مناقشته، فرغم اختلافنا حول ماهية المقاومة، يبقى أمر التضامن مع أهلنا في فلسطين أمرا ثابتا و موقفا لا يتغير، و فلسطين ليست هي حماس، لذلك فانتقاد حماس لا يعني انتقاد فلسطين أو الفلسطينيين، أو عدم الوقوف معهم في محنتهم، و لا يستطيع أحدا أن يفرض علينا عدم انتقاد حماس أو تقديسها كما يفعل البعض و كأنها ظل الله في الأرض، نعم هي حركة مقاومة تدافع عن قضية عادلة نؤمن بها كلنا، لكنها حركة حسب تقديري غبية جدا و بقدر ما نؤمن بأن قضيتها عادلة، بقدر ما كانت غبية جدا في دفاعها عن تلك القضية، و متهورة لأبعد درجة.
حركة حماس و للأسف تعاني من غباء إعلامي كبير، و تحاول من خلال تصريحاتها إقناع الناس بنصرها المحقق في حربها غير المتكافئة مع إسرائيل، أحلام يقظتنا تدور كلها حول تحقيق النصر الموعود، سواء كان انتماءنا حمساويا أو لا، لكن لا يمكن تصديق تلك الأحلام بمجرد وجودها في أذهاننا، أين هو النصر الذي تتحدث عنه حماس؟ هل سقوط أكثر من 400 طفل يعتبر نصرا؟ أو أكثر من 1300 شهيد في 20 يوما يعتبر فوزا في الحرب؟
حماس تقول بأن إسرائيل لم تحقق أهدافها من العدوان، نعم هذا صحيح، و هل حققت حماس مطالبها و أهدافها؟ هل فتحت المعابر بدون شروط؟ هل دخلت المعونات و شاحنات الغداء و الدواء بدون رقابة؟ هل كسبت حماس مزيدا من التأييد و الالتفاف حولها؟
حماس تقيس نصرها على نتائج الحرب التي صرحت بها، أي 48 شهيدا من مقاتليها، مقابل أكثر من 80 جنديا إسرائيليا، قد تكون أرقاما صحيحة، لكن ماذا عن الأطفال الـ 400؟ و ما عن الـ 1300 شهيدا من باقي سكان قطاع غزة؟ ألا يحسبون ضمن معادلة الربح و الخسارة؟ أم أنهم مجرد ضريبة حرب، و الفلسطيني يجب أن يموت في مثل هذه الظروف و يكون مجرد رقم في ترمومتر الموت.
استشهد نزار ريان، و توعدت حماس برد عنيف و لم نر شيئا، و بعده سعيد صيام، و تكرر الوعيد بالرد و النصر و لم نر شيئا، و سقط المزيد من الضحايا حتى جاوزوا الألف، و استمر الوعيد عبر التصريحات التلفزيونية، و للأسف لم نر نصرا.
خطابات الفضائيات التعبوية لا تصنع نصرا و لا تحقق فوزا، و الأحلام الجهادية لا تحقق عبر إبقاءها في الأذهان و التمتع بها خلال اليقظة و النوم، و لا عبر الكلام المتناقل في وسائل الإعلام. ما فائدة الحديث حول ما يجب أن يكون في ظل عجزنا عن مواجهة ما هو كائن؟




#جمال_الدين_بوزيان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألا يستحق الحصار أغنية؟
- نجوم تتألق خلال الحرب
- ترمومتر الموت
- وعود جهادية لن تتحقق
- فئران التجارب التعليمية
- الدراما العربية و الخوف من التغيير
- وزارة التضامن الجزائرية تحتفي بمرضى السكري على طريقتها
- وزارات تصدر قوانين ظالمة
- تكريس الجملوكية الجزائرية
- إلغاء عقوبة الإعدام في دولة اللاعقاب
- هوس الخلوة غير الشرعية
- اقتناص الفرص لإقالة المسؤولين المغضوب عليهم
- الخجل الإعلامي لأستاذ السوسيولوجيا الجزائري
- ثقافة الدعم و الترويج
- في أيد محترفة
- الجهاد ضد الفئران
- الحب بدون نظرة
- 9 أو 19، لماذا الهوس بالصغيرات؟
- المصدر الأخير للحقيقة - في معركة حامية الوطيس -
- احتكار الجنة


المزيد.....




- رواج صورة لـ-تصدي دفاعات حوثية لطائرات إسرائيلية-.. هذه حقيق ...
- تفجيرات البيجر تجعل لبنان من بين الدول الأعلى عالميًا في معد ...
- استقبال ترامب في قلعة وندسور بمراسم ملكية كاملة
- مراسم استقبال ملكية مهيبة لترامب في قلعة ويندسور البريطانية ...
- توغو.. النفايات والخردة تتحول إلى أعمال عملاقة على يد نحات ش ...
- بعد إسبانيا.. هل يتبنى الاتحاد الأوروبي نهج العقوبات ضد تل أ ...
- علماء روس يبتكرون جهازا يكشف عن أمراض القلب بقطرة دم واحدة ف ...
- آلاف الوفيات في أوروبا هذا الصيف بسبب تغير المناخ
- الدحدوح: المأساة في غزة وصلت ذروتها والنازحون لا يعرفون وجهت ...
- مساع أوروبية لمعاقبة وزيرين متطرفين وفرض قيود تجارية على إسر ...


المزيد.....

- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه
- تمزيق الأقنعة التنكرية -3 / سعيد مضيه
- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جمال الدين بوزيان - أحلام اليقظة لا تصنع نصرا