أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جمال الدين بوزيان - ارحمونا من جلالته و فخامته














المزيد.....

ارحمونا من جلالته و فخامته


جمال الدين بوزيان

الحوار المتمدن-العدد: 2566 - 2009 / 2 / 23 - 07:39
المحور: حقوق الانسان
    


في الوطن العربي، لا تقام أي تظاهرة كبيرة أو صغيرة، إلا برعاية الملك أو الرئيس، كل الإعلانات التي تروج لتلك التظاهرات مكتوب عليها عبارة "تحت رعاية جلالة الملك......." أو "تحت رعاية فخامة الرئيس....".
جلالته أو فخامته لهم الفضل في رعاية التظاهرات و الاحتفالات السياسة، و الاقتصادية و الاجتماعية، و الخيرية، و خاصة هذه الأخيرة، التي يبدو أنها لن تكون أبدا بدون تدخل أصحاب الجلالة و الفخامة، و كأنهم هم من جاءوا بالخير للدنيا، و كأن الخير لن يظهر للوجود و لن يشمل الضعفاء و المساكين من دون رعاية الحكام.
أصبحت أشعر بالاشمئزاز من تلك البرامج التلفزيونية التي تنجز للترويج لفخامته و جلالته، حيث تحاول إقناعنا بأنه لو لم يتدخل حاكم تلك الدولة أو المملكة لما تمكن ذلك المريض أو المعاق من العلاج. فتارة يقولون لنا بأن جلالته أو فخامته أرجع البصر لأعين طفل فقير، وتارة أخرى أنه أنقذ عائلة بأكملها من العراء و أرجع لها كرامتها، و كل هذا من خزينة الدولة و التي من المفروض أن يعم خيرها على جميع أفراد المجتمع من دون تدخل استثنائي من أصحاب الفخامة و الجلالة.
لماذا تكون مليمات و سنتيمات تلك الخزينة حكرا فقط على الحالات التي يتطرق لها الإعلام لغرض التملق للحاكم و مدحه كما كان و لازال يفعل بعض الفنانين و الشعراء؟
أليس من المنطقي أن الدولة أو المملكة إذا دخل الخير إلى خزائنها أن يعم ذلك الخير كل المواطنين و أفراد الشعب؟
لا أتحدث هنا عن اشتراكية مثالية، و لا أطالب بتوزيع ريع و أرباح النفط على كل فرد من الشعب كما فعل القذافي أو يقولون أنه سيفعل، كل ما أنوي الوصول إليه، هو أنه من الغريب أن نرى عائلات تتضور جوعا أو مريضا يموت بسبب عجزه عن توفير تكاليف العلاج في دولة أو مملكة خزائنها ممتلئة و حكامها يتباهون أمام المجتمع الدولي بزيادة الدخل السنوي و ارتفاع معدل التنمية بها.
في الجزائر مثلا، قوانين الحماية الاجتماعية الخاصة بالفئات المحرومة و بالمعاقين و المرضى أعتبرها قوانين مشوهة، فيها ظلم و استهزاء كبير بتلك الفئات، أليس الأجدر أن تعدّل تلك القوانين حتى نرحم المواطن من اللجوء إلى استجداء الجمعيات الخيرية و المساجد، أو اللجوء للصحافة المكتوبة لعرض تسوله، لماذا ينتظر وزير التضامن الوطني دائما نشر تلك الطلبات الملحة و المستعجلة على صفحات الجرائد ليتدخل بعدها كأبطال الأفلام الخيالية و ينتشل صاحب المشكلة مما هو فيه، و المحزن أن ذلك التدخل أحيانا يكون تدخلا افتراضيا، و لا يتحقق على أرض الواقع و يبقى مجرد حبر على ورق الجرائد.
لا نريد بطولات وهمية لحكامنا و وزراءنا في الصحف و القنوات الفضائية، نريد تعديلا منصفا للقوانين الظالمة، تعديلا لقوانين الصحة و الضمان الاجتماعي، و قوانين المعاقين و الفئات المحرومة، قوانين تضمن تكافئ الفرص في الحصول على منصب عمل، أم أن الشاب البطال هو الآخر يحتاج لمحاولة انتحار أو تجريب الهجرة غير الشرعية للحصول على منصب عمل.
حلم آخر أختم به كالمعتاد، أحلم بقوانين عادلة تغنينا عن التدخلات الاستثنائية للحكام و البطولات الوهمية لجلالته و فخامته.




#جمال_الدين_بوزيان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوجه متعددة لحملة انتخابية نتيجتها معروفة
- أحلام اليقظة لا تصنع نصرا
- ألا يستحق الحصار أغنية؟
- نجوم تتألق خلال الحرب
- ترمومتر الموت
- وعود جهادية لن تتحقق
- فئران التجارب التعليمية
- الدراما العربية و الخوف من التغيير
- وزارة التضامن الجزائرية تحتفي بمرضى السكري على طريقتها
- وزارات تصدر قوانين ظالمة
- تكريس الجملوكية الجزائرية
- إلغاء عقوبة الإعدام في دولة اللاعقاب
- هوس الخلوة غير الشرعية
- اقتناص الفرص لإقالة المسؤولين المغضوب عليهم
- الخجل الإعلامي لأستاذ السوسيولوجيا الجزائري
- ثقافة الدعم و الترويج
- في أيد محترفة
- الجهاد ضد الفئران
- الحب بدون نظرة
- 9 أو 19، لماذا الهوس بالصغيرات؟


المزيد.....




- الجزائر تقدم مساهمة مالية استثنائية لوكالة الأونروا بقيمة 15 ...
- اليونيسف: مقتل ما يقرب من 14 ألف طفل في غزة منذ بدء الحرب
- الجزائر تقدم مساهمة مالية استثنائية لوكالة -الأونروا- بقيمة ...
- حماس: لن نسلم الأسرى الإسرائيليين إلا بصفقة حقيقية
- بن غفير يدعو لإعدام المعتقلين الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ ال ...
- حماس: لن نسلم الأسرى الإسرائيليين إلا بصفقة حقيقية
- المواجهات تعود لمدينة الفاشر رغم اكتظاظها بالنازحين
- شهادات مروّعة عن عمليات التنكيل بالأسرى داخل سجون الاحتلال
- دهسه متعمدا.. حكم بالإعدام على قاتل الشاب بدر في المغرب
- التعاون الإسلامي تؤكد ضرورة تكثيف الجهود لوقف جرائم الحرب بح ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جمال الدين بوزيان - ارحمونا من جلالته و فخامته