أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - جمال الدين بوزيان - سياسة جس النبض














المزيد.....

سياسة جس النبض


جمال الدين بوزيان

الحوار المتمدن-العدد: 2570 - 2009 / 2 / 27 - 09:21
المحور: الصحافة والاعلام
    


لا تختلف القنوات الفضائية العربية كثيرا عن الأنظمة العربية الحاكمة، بل هي تشبهها كثيرا و تحاكيها جيدا في بعض طرق تعاملها مع الشعوب و الجماهير العربية.
تلتقي تلك القنوات مع تلك الأنظمة و تتفق معها و بدون قصد حول انتهاج سياسة جس النبض، فللشارع العربي نبض يجب أن يقيسه الحكام قبل إصدار القوانين الجديدة، و تغيير الدساتير و تغيير نوع الحكم، كما للتحرر العربي نبض يجب أن تقيسه الفضائيات قبل عرض أي مادة جديدة تحوي تحررا جسديا غير معتاد لدى الجماهير العربية.
ما فعلته أنظمتنا و تفعله منذ بدء وجودها الأبدي، هو تماما ما قامت و تقوم به فضائياتنا منذ ظهورها في سنوات التسعينات، فقد اعتدنا مثلا بالجزائر أن نسمع الإشاعات المختلفة تنتشر هنا و هناك عن أمور سياسية و اقتصادية و اجتماعية، عن قانون جديد يتعلق بسياسة الشغل، أو نظام التأمين و الضمان الاجتماعي، أو النظام الصحي، عن احتمالات تولي الشخص الفلاني لمنصب وزاري، عن عودة ذلك السياسي الغائب إلى الأضواء قريبا.
هذه الإشاعات هي تحضير نفسي جيد لأفراد الشعب لتقبل تلك القوانين عند صدورها، و هي بمثابة جس النبض لهم، و قياس مدى تقبلهم لذلك التغيير.
أما القنوات الفضائية و لكي تقوم بجس نبض الجماهير اتجاه التحرر الجسدي فهي لا تعتمد على الإشاعات، و إنما تتبع سياسة الجرعات الخفيفة الأولية، لأن جرعة التحرر الكبيرة و المفاجئة قد تسبب لجمهور المشاهدين حساسية، و ردة فعل عنيفة و رافضة لما يبث من أمور مختلفة عن المعتاد.
الجرعات الخفيفة من مناظر العري و القبل و الأحضان و الرقص، تمنع ظهور رفض كلي لتلك البرامج و المواد الإعلامية، و تضمن استمرارها، مع زيادة نسبة الجرعات تدريجيا و عبر سنوات إلى أن تصل إلى ما وصلت إليه الآن.
فالتنورة العربية التي كانت تبدو في سنوات التسعينات فوق الركبة أصبحت الآن "مايوه" لا يغطي من جسد من ترتديه إلا المناطق الحساسة جدا، و لا ندري هل سيحين دورها هي أيضا للظهور في الكليبات الغنائية و البرامج التلفزيونية.
في سنوات التسعينات، عند ظهور "دي دي" الأغنية الضاربة و الناجحة لمغني الراي العالمي الجزائري الشاب خالد، عزفت كثير من التلفزيونات العربية عن عرضها بحجة تنافيها مع عاداتنا و أخلاقنا، و بسبب التحرر الجسدي الذي يحويه كليب الأغنية، و القنوات التي عرضته في ذلك الوقت، قامت بالتصرف في صوره و حذف بعضها و تثبيت الأخرى، و كأننا أمام فيلم جنسي و ليس كليب غنائي.
اليوم، نفس تلك القنوات التي رفضت أغنية "دي دي" و حذفت لقطات منها، تقوم بعرض مسلسلات جريئة و أغاني إيحائية صريحة لشبه مغنيات يلبسن كما يقول عادل إمام "من غير هدوم".
المسلسلات التركية عند ظهورها العام الماضي، لم تكن بنفس التحرر الذي هي عليه الآن، دائما أول مرة تكون عبارة عن جس نبض، حيث يتم حذف بعض المشاهد لتخفيف جرعة التحرر الجسدي الموجود بالمسلسل، فالأحضان و الملامسات و المداعبات الجسدية الموجودة الآن بمسلسل "و تمضي الأيام" غير متوفرة بنفس تلك الكثافة بمسلسل "نور" الذي عرض قبل عام.
نفس الشيء حدث مع برنامج تلفزيون الواقع "ستار أكاديمي"، في الأول كان ممنوعا على التلاميذ الذكور الدخول لغرف نوم البنات، هذا في "ستار أكاديمي 1"، الآن في ستار أكاديمي 5 و 6، نرى تلميذات الأكاديمية يسبحن بالبيكيني.
سياسة جس النبض تخلق الألفة لدى المشاهد لأمور يرفضها لو جاءت مباشرة، و يحضنها لو دخلت عليه تدريجيا، المشكلة كلها تتعلق بالتعود، عندما يتعود الشعب أو الجمهور على فكرة معينة، يصبح قابلا لها و متعايشا معها، و لو كانت تلك الفكرة عبارة عن قانون ظالم أو مادة إعلامية إباحية.




#جمال_الدين_بوزيان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ارحمونا من جلالته و فخامته
- أوجه متعددة لحملة انتخابية نتيجتها معروفة
- أحلام اليقظة لا تصنع نصرا
- ألا يستحق الحصار أغنية؟
- نجوم تتألق خلال الحرب
- ترمومتر الموت
- وعود جهادية لن تتحقق
- فئران التجارب التعليمية
- الدراما العربية و الخوف من التغيير
- وزارة التضامن الجزائرية تحتفي بمرضى السكري على طريقتها
- وزارات تصدر قوانين ظالمة
- تكريس الجملوكية الجزائرية
- إلغاء عقوبة الإعدام في دولة اللاعقاب
- هوس الخلوة غير الشرعية
- اقتناص الفرص لإقالة المسؤولين المغضوب عليهم
- الخجل الإعلامي لأستاذ السوسيولوجيا الجزائري
- ثقافة الدعم و الترويج
- في أيد محترفة
- الجهاد ضد الفئران
- الحب بدون نظرة


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - جمال الدين بوزيان - سياسة جس النبض