أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نشأت المصري - عصمة المسئولين















المزيد.....

عصمة المسئولين


نشأت المصري

الحوار المتمدن-العدد: 2576 - 2009 / 3 / 5 - 07:49
المحور: المجتمع المدني
    


في الصغر وبالتحديد في سنة أولى أعدادي وفي الأسبوع الأول من الدراسة ومادة الانجليزي كانت حديثة العهد علينا وقد كلفنا مدرس المادة بحفظ بعض الكلمات, وحفظنا هذه الكلمات, وعند اختبار التسميع سأني عن معنى كلمة كتاب فقلت لهBook وطلب مني المفردات الهجائية فقلت كما حفظت, فقال لي خطأ قف مكانك فوقفت ولا أدري لماذا فقد قلت المفردات صحيحة وأنا واثق من إجابتي!!!وبعد أن استكمل جولته على الفصل بالكامل رجع ومعه العصا لمعاقبة المخطئين كل منهم خمسة عصايات, وما أن وصل إلىّ, حتى أخرجت كتابي المدرسي لأناقشه وقلت له أنا قلت كما هي في الكتاب, واستشهدت بزميلي الجالس بجواري, وما هي لحظات حتى أنه ثار وتلون وجهه بألوان لم نعتادها, وأخذ كراستي ومزقها وهو يقول أنت تكذبني أنا!! وانهال على ضرباً, وأخرجني خارج الفصل, فخرجت ليس خارج الفصل بل خارج المدرسة وذهبت إلى والدي وأحضرته معي والمدرس كما هو يتهمني بأنني أكذبه,,وبدبلوماسية أبي انتهى الموضوع ولكنه لم يمحى من ذاكرتي , فكرهت المادة كلها حتى أنها في جميع المراحل التعليمية كانت تمثل مشكلة, وإلى الآن.

هذا بخلاف مدرس آخر لمادة الرياضيات, فقد وضع تمريناً رياضياً على الصبورة وقال كل واحد يحل التمرين في ورقة ويحضره عندي, فحليت التمرين في وقت قياسي , وزميلي الذي بجواري حله أيضاً ولكنه لم يحصل على نهاية للمسألة, وبعد أن جمع الأوراق من الطلبة شرع حضرته في حل التمرين على الصبورة, ولكنه أخطأ في الحل وطال الانتظار لنحصل على الإجابة ,, وملأ الصبورة على الجانين دون جدوى,, فقال لي زميلي التمرين ليس له حل يبقى أنا صح وأنت خطأ, فرفعت يدي للمدرس وقلت له أنت أخطأت في الخطوة الثانية فلابد أن تكون كذا!! وبالتالي الحل في الخطوة الثالثة كذا!! وما هي لحظات حتى صرخ المدرس في الفصل برافو,,,, برافو ,,, ممتاز أنت موهوب في الرياضيات وشدد على يدي فشعرت بالفخر وشدة الاحترام لهذا المدرس الذي أعترف بخطئه في لحظة , حتى أنني لم أنسى أسمه " أحمد الطيب " أستاذي الذي أفخر به.
ولكن يظهر أني أدمنت قول رأيي وأناقشه فإن كنت مخطئ ألتزم الصمت وإن كنت على حق لا أكف عن إعلان الحقيقة ,,أنا لا أعرف حتى الآن أن هذه فضيلة أم رزيلة ,, أم هي رزيلة في مجتمعاتنا الشرقية لأنها بنيت على الدكتاتورية القيادية,, فتجد زميلك في العمل يأخذ رأيك في كل كبيرة وصغيرة وعندما يصبح مســــــئولاً لا يقبل أن يناقشه أحد في قراراته حتى لو كانت خاطئة.
وقس على هذا الخدام قبل اختيارهم للكهنوت, متواضعين منكسرين يقبلون الرأي والرأي الآخر ويتفاعلون مع الرأي الصحيح,, وما هي إلا أربعون يوما وبعد الرسامة يصبح الناهي الآمر الذي لا يقبل النقاش في رأيه إلا لمن هم رئاسته.
وأيضاً أصحاب الفتوى في الإسلام لا يقبلون المناقشة في فتواهم حتى ولو سوف تهد العالم من حولنا.
فما بالك عزيزي القارئ في رؤساء الأقسام ومديري الإدارات ومديري العموم والمحافظين والوزراء ورئيس الوزراء ,,, والفرعون الأعظم رئيس الدولة ,, كل هذا واضح كل الوضوح في جميع المجتمعات الشرقية والدول العربية ,,
الرئاسة معصومة من الخطأ !!!! والويل كل الويل لمن يكتشف خطأ للرئاسة ويعلنه, يمكنك في الوسع أن تقول ما يحلو ليك ولكن عندما تكون مع المسئول وجهاً لوجه فهذا انتحار!!!!
إعلان خطأ لمسئول حتى ولو تظاهر بقبوله, متخفياً وراء ثوب ديمقراطي زائف يعقبه الأتي:
• امتناع هذا المسئول عن مشورتك.
• يقلل فرص اللقاء بك.
• يقلل من شأنك أمام الجميع.
• يهمش كل أرائك, حتى ولو صحيحة.
• يمنعك أن تكون معه في وجود رئاسته, لئلا يخرج منه شيء تناقشه أنت فيه.
• يقلل من حقك في تأدية دورك بحرية, بل يبحث عن كل المعوقات التي تعرقل طريقك.
• وأخيراً عندما يجد الفرصة لذبحك معنوياً لا يتوانى ولا يتراجع, فينهي على مستقبلك بالكامل.
• أما إذا كان هذا المسئول قيادة حكومية فأبواب المعتقلات مفتوحة.

هناك مبدأ إداري في مثل هذه الدول "الرئيس على حق حتى ولو كان مخطئ"
دعني أتساءل كجاهل: هل الرئاسة عصمة من الخطأ؟ ولماذا لا يستفيد الرئيس من خبرات من حوله من المرؤوسين , لماذا يبحث المسئولين عن مستشارين له فيمن تتوفر لديهم خبرة في النفاق والرياء والخبث؟
ألا يستحق أي رأي عناء بحثه! ربما نجد فيه ما يفيد منطقة نفوذ هذا الرئيس؟

وهناك أمثلة شعبية تحذر اللذين لهم رؤى لإصلاح المجتمع من حولهم منها على سبيل المثال وليس الحصر:
• أربط الحمار يا رزق مكان ما يقولك صاحبه.
• إذا وجدت قوم يعبدون العجل حش له وأكله.
• الذي يتزوج أمي أقله يا عمي.
وكثير من الأمثال التي لا أتذكرها,, ولكن جميعها في وجهة نظري هدامة لا تبغي صلاح المجتمع بل تبغي العيش بسلام والسلام.

بصراحة هذه مشكلة يواجهها العديد من الفكريين والصحافيين وأصحاب الفكر ومن لهم رؤى لتحديث المجتمع شرط المحافظة على تراثه وعاداته وتقليده.
مشكلة تقلق كل أصحاب الأيادي النظيفة في المجتمع حيث ليس لهم مطامع خاصة لطرح رؤيتهم في حل مشكلات مجتمعاتهم.
مشكلة جميع القلوب المحبة والمنتمية لهذا المجتمع الكبير مصر, والمجتمعات الشرقية.
قال أحد فلاسفة هذا العصر والذي أخذ فلسفته هذه من خبرته في معاملة الرئاسات في كافة المجالات:
لكي تكون قيادي ناجح لا بد أن تتوفر فيك ثلاثة شروط وهي :
• أن تكون نصف حرامي , لأنك لو حرامي سوف لا تجد طريقك للقيادة لأنهم سوف يخافون من الرأي العام حولك, لكن نصف حرامي كأن لا تسرق بيدك, بل يسرق لك الآخرون, أو لا تأخذ أنت بل تدع الرئاسات يستفيدون من موقعك,,, وغيرها من الأساليب.
• أن تكون نصف متعلم ,, بحيث لا تفرض علمك هذا على رئاساتك فتكون محبوب لديهم,,أو أن تدع الرئاسات تقول ما تقول خطأ صح ,,كله عند العرب صابون,, أي أن تهزم من الرئاسات طواعية.
• أن تكون نصف غبي,, فتظهر لقياداتك أن لا تفهم في شيء أكثر منهم ,, فتوقف عقلك وتفكر بعقولهم حتى تكون في يوم من الأيام امتداد لعصرهم, لك حظوة عند القيادة العليا.

أي أن القيادات لا تشجع من هم أكثر منهم علماً أو فهماً أو أمانة
وهذه هي المصيبة الكبرى.



#نشأت_المصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عش الدبابير
- الدم يزعج السلام
- عين شمس الغربية.... أخرجوا القضية أنك مستوجب الموت
- المرأة وخطى واسعة للمشاركة
- الأقباط المسيحيين هم الأكثر ظلماً
- باراك أوباما أم باراك حسين أوباما!!
- سياسة العداء والعنصرية
- دولة علمانية وأفرادها متدينون
- قبول الأخر
- المسيحية والمشاركة المجتمعية
- أليس وَهٌوَ باق كان يبقى لك؟
- المواطنة نفخ في بالون مقطوع
- من وراء لصوص الحديد؟
- سمعة مصر
- الفتنة الطائفية أحداث فردية
- هذا فخ
- اضطهاد أم استضعاف
- حوار مع أبني
- استوعبوا الدرس يا مسلمي مصر
- عشمني بالحلق


المزيد.....




- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نشأت المصري - عصمة المسئولين