هذا فخ

نشأت المصري

الحوار المتمدن-العدد: 2320 - 2008 / 6 / 22 - 08:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

المحافظ مصّر على جلسات العرب في حل مشاكله الأمنية , فقد وضع المحافظ قلبه على رهبان الدير منذ أن رفضوا رأيه الذي يريد به حل المشكلة بجلسة عرب حتى تنتهي القضية وتسقط الإدانة.
المحافظ مصر على تغييب القانون الوضعي المصري ,, بل مصر على تهمش الإجراءات الأمنية ليقيم بدلاً منها جلسات الزيف والخداع حتى يسقط حق الأقباط جميعاً.
ولكن رفض الكنيسة الخضوع لرأيه المخادع ,, أضاع كرامته فراح يخدع ويجبر الأقباط على قبول العرف المفروض من المحافظة أي جلسات المصالحة,, فجعل من اجتماعه بالقيادة الكنيسة" فخاً " أشبه بجلسة الصلح داعياً أيضاً قيادات الخارجين عن القانون المدعوون عربان لتتعادل الكفة ويصبح الاجتماع جلسة أشبه بجلسات الصلح الودي ,, ولكن بطريقة جديدة بأن تكون الجلسة مفروضة على القيادة الدينية , ووضع القيادة بين خيارات أحلاها بطعم العلقم.
وضع المحافظ قراره المسبق بأن الخلاف خلاف على الأرض نبراس لاجتماعه ليكون هذا الرأي هو أساس القضية ,,بالرغم من أنه أصدر هذا القرار قبل التحقيق في الموضوع من أصله ,, فقد أعطى للعربان المعتديين على حقوق الأقباط والرهبان المبرر لهجومهم على الأقباط في شخص رهبان الدير " لأن العدوان على الرموز الدينية المسيحية هو عدوان على كل الأقباط في مصر ".
فبدلاً من تقديم الخاطفين والمعتدين على الدير للعدالة, أستعمل سلطانه في تبرير عدوانهم على الرهبان وكل الأقباط .
أين الحق وأين الحقيقة؟!!
الحق هو أن يستولي فرد على حق فرد آخر بالقوة لأن الأخير مسيحي!!
الحق هو أن تستر الحقيقة وتتنحى على يد المحافظ ليخرج القضية , كأن لم تكن ,, بل يزيد النير والظلم ويستولي على الأراضي المستصلحة التي تخص الدير ليملّكها للخارجين عن القانون حتى يكونوا مصدر رعب ومصدر قلق لرهبان الدير وباستمرار.
الحق في تستر المحافظ على مجموعة من المتهمين بخطف رهبان والتعدي على ممتلكات الغير والاستيلاء عليها بدون وجه حق.
أين القانون وأين هيبة القانون
لابد أولا أن يقدم الجناة إلى العدالة ويأخذوا الجزاء القانوني على فعلتهم , حتى نشعر وكل قبطي أن هناك قانون لا يفرق بين دين وآخر وبين شخص وآخر ,,ولا ينتمي لأي تمييز ديني.
لابد أن تكون هناك محكمة تحكم في أحقية هذه الأرض بدلاً من سطوة المحافظ الغير مبررة على أملاك الدير ويرد إزالتها بقوة سلطانه وليس بقوة القانون.
الإجراءات الأمنية الجادة في مواجهة كل معتدي على حق الأخر بقوة سلطات القانون المحمي في قوات الشرطة يعكس روح المواطنة ولكن غياب هذا العنصر لظروف التمييز الديني في مصر جعل كل الأقباط في مصيدة وفخ العنصرية والتي تحارب الكنيسة وبدون هوادة , لتجعل البابا يعلن "أن هذا فخ".
الدير أو أي مسيحي في مصر لا يستطيع أن يمتلك أو يستزرع أو يستصلح أي مساحة من أملاك الدولة إلا بعد اجتيازه كل عقبات الدواوين الحكومية مجتازاً أسوار التمييز الديني بين أفراد الحكومة ,, ويرجع هذا لأنه ينتمي إلى الأقلية المضطهدة المهمشة من الأكثرية , خوفاً من ضياع مشروعه , وضياع أمواله المنصرفة على المشروع, لا بد أن تكون أوراقه سليمة مليون في المائة.
وأيضاً بعد كل مجهودات الزراعة وبعد كل مجهودات الاستصلاح والاستزراع , يجد يد العنصرية الدينية تطوله فيفقد كل شيء بناء عن قرار فردي من مسئول متحزب.
فكيف يا سيادة المحافظ كانت هذه الأرض للدير لمدة تقارب الخمسة سنوات؟, وعلى فرض أن الدير تجاوز الإجراءات في تملك الأرض ألا توجد محاكم!!! تفصل القضية وتحدد ملكية الأرض وواضع اليد عليها, وده على فرض أن جميع أجهزة الحكومة بعيدة كل البعد عن التمييز الديني.
أخيراً
ألا يود نهاية لهذه الفتن الطائفية؟
ألا يوجد نهاية لسطوة القيادات التنفيذية وبدون قانون؟
ألا يوجد نهاية للعدوان المتكرر على الأقباط والتي تسببت في خسائر في الرواح والممتلكات ,وبالإضافة إلى الخسائر المعنوية للأقباط؟
هل الفترة القادمة هي حقبة مواجهات بين الدولة المتأسلمة مصر" في شخص القيادات التنفيذية للحكومة المصرية" مع الأقلية الدينية المسيحية فيها؟
هل لا يوجد نهاية لأستغياب القانون,, وجعله حبيس الأدراج؟
ألا يوجد نهاية للبلطجة والبلطجية في مصر ؟
ألا يوجد نهاية لجلسات المصالحة الوهمية ,, والتي تضيع حق الأقباط في مصر؟
ولكن بعد كل هذا السواد الحالك من حولنا نحن نأمل في مستقبل مشرق بالسلام والمواطنة ,,لأن دولة الظلم لا يمكن ان تدوم أو تستمر,, الدولة التي ترعى البلطجة لابد ان تنتهي بسلاح البلطجية.
نشأت المصري


كلمة قالها البابا المعظم الأنبا شنودة الثالث بعد أن كشر محافظ المنيا عن أنيابه وأعلن الاضطهاد العلني لأقباط المنيا ,, وأقباط مصــر, متمثلاً في رهبـــان ديـــر أبو فانا.
http://www.freecopts.net/arabic/arabic/content/view/3760/9/

#نشأت_المصري (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل