أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عماد علي - الدور التركي بعد حرب غزة و تلاسنات دافوس















المزيد.....

الدور التركي بعد حرب غزة و تلاسنات دافوس


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2554 - 2009 / 2 / 11 - 07:37
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


من المعلوم ان دور تركيا و اهتمامات الغرب بها اثناء الحرب الباردة كانت في اعلى مستوياتها ، و تخفف الدعم لفترة معينة بعد انتهائها، الا ان الغرب و امريكا بالاخص لم تبعد تركيا عن حساباتها الاستراتيجية ، و حتى و ان لم تسمح تركيا لامريكا المرور في اراضيها لاسقاط النظام العراقي السابق ، ربما كان هناك العتاب و البرودة المؤقتة في العلاقات لفترة معينة الا انه لم تصل لحد الخصام و المقاطعة .
في مقال سابق ذكرت و فسرت الوضع بعد حرب غزة ، و استنتجت على انه الامور سوف تتجه نحو ابراز قطب جديد في المنطقة و هو تركيا، بعد استقرار القطب الاول و هو ايران منذ مدة و بعد ترسيخ هذا القطب بعد حرب حزب الله مع اسرائيل ، و هو امر ضروري و مطلوب غربيا و يخدم الاستراتيجية البعيدة المدى لهم في المنطقة ، و هم ملمون على ذلك لوقوفهم كسد منيع امام العرب و ما يملكون في النتيجة النهائية.
بمجيء حزب العدالة و التنمية و سيطرتها المطلقة على الحكم في تركيا ، توجه الشارع التركي نحو الجهة المضادة لاسرائيل يوما بعد اخر استنادا على العقائد الاسلامية ، الا ان العلاقات الرسمية الاستراتيجية بين تركيا و اسرائيل لم تهتز لحد اليوم، على الرغم من التهريجات الاعلامية من هنا و هناك ،و عدم التاثير اتي نتيجة الضغوط الغربية و اللوبي الاسرائيلي و دور امريكا في ذلك مع وجود المصالح المشتركة . و لكن اسرائيل تعمل جاهدة على ابقاء توازن القوى و تحاول عدم خسارة صديق صعب في المنطقة في الوقت الحاضر، لما لها الاهمية الكبرى في المفاوضات الجارية بينها و بين الفلسطينيين ، على الرغم من ما تشوب العلاقات من الاهتزازات المؤقتة ،الا ان العلاقات متينة و التعاون المشترك معلوم للجميع من كافة النواحي ،و هي تجاملها بشكل ملحوظ ، و هذا لا يعني ان هذا الموقف نهائي و غير قابل للتغيير ، وان اسرائيل لم تاخذ موقفا و لن تعيد حساباتها و تقييمها لما بعد حرب غزة و ما حصل في دافوس ، بل لديها من الطرق التي تسلكها مقابل كل تصرف لانها كما معلوم تعمل استنادا على مجموعة ضغوطها في الغرب و سيطرتهم على مراكز القرارات ، و ما فعلته اسرائيل من اجل تمتين صداقتها لحد اليوم مع تركيا لم تاتي اكلها بعد ، و اليوم لم تسنح الفرصة التي انتظرتها اسرائيل لترسيخ الارضية اللازمة لتطوير علاقاتها اكثر، بل تتجه منذ اليوم في ضغوطاتها على امريكا من اجل وضع حد ممكن للسياسة التركية وفق ما تريده من عدم الخروج من الاطر المعينة لها ، و السياسة التركية الاخيرة، تعتبرها اسرائيل شاذة و غير واقعية ،و تعمل بكل جهدها من اجل تغييرها و هذا ما يحصل فعلا ،و حتما تاخذ اسرائيل ردود فعل غير عميقة ، كما هو الحال من عدم رضاها بان تكون تركيا هي الحكم او الوسيط لحل المشاكل الاسرئيلية العربية ، و وصلت في هذه الايام برودة العلاقات الى حدها الاقصى وان تكن مؤقتة .
و في المقابل نشاهد تطور علاقات تركيا مع الدول العربية من كافة النواحي بعد سقوط الدكتاتور العراقي ، و اليوم وصلت الى حد ركوع البعض لها بعد مواقف تركيا من حرب غزة و تلاسنها مع بيريس في دافوس ، وبشكل واضح ، اظهرت المواقف العاطفية مدى الترويج الدعائي و الاعلامي الذي اتبعه اردوغان من موقفه هذا من اجل مصالح معلومة للجميع ،داخلية كانت ام خارجية ، واظهر نفسه كبطل اسلامي مقدام في الشارع العربي ، و خاصة هناك احتقان كبير في البلاد العربية ، في ظل الازمات السياسية الاقتصادية الاجتماعية العربية .
و هدف اردوغان هو ارضاء الناخب التركي اولا ،استنادا على الادعائات الاسلامية التي اظهرها من ما عمل في دافوس و ما يتميز به من التشدد تجاه غير المسلمين من جهة ، و امكانية فرض توازن بين المطاليب التركية الداخلية و ما يفرضه الواقع السياسي العالمي ، وهذا ما يظهر من اصرار تركيا على بقاء علاقاتها متينة مع الغرب و الاسرائيل، و ان كانت تظهر العكس على العلن ، و هو يحاول عدم التفريط بالاصوات التي حصل عليها استنادا على الافكار الاسلامية ، و نجحوا لحد ما في ذلك خلال الفترة السابقة ، اما الملف المهم لتركيا هو علاقاتها مع اسرائيل و الغرب ، و الذي من غير المتوقع ان تصل لحد الانقطاع لانها صاحبة قضايا و مشاكل قديمة جديدة ، قضية الارمن و الكورد و هي نقطة ضعفها ، و يمكن ان تبرز من جديد و تستغل من قبل الاطراف . الا ان هذه السياسة المتبعة من قبل تركيا تجعل العلاقات العربية التركية وطيدة ، و تدخل في النهاية في مصلحة الغرب و هم من يعمل من اجل ذلك ، لكون هذه العلاقة تبرز قطب ثاني و ثنائي لتركيا مع العرب امام ايران ومطامعها من اجل توازن القوى المطلوبة غربيا في هذه المنطقة .
على الرغم من استفادة اردوغان من تصرفاته و رد فعله تجاه يريس في دارفوس داخليا ، وكما هو من جانب اخر يؤدي الى تقوية العلاقات التركية العربية ، الا ان هذا الرد الفعل الاعلامي المظهري قد يعود بالضرر في النتيجة الى تركيا و اردوغان و حزبه من الناحية الدبلوماسية ، و عدم اتباعه لما تتطلبه الضرورة الدبلوماسية من جهة علاقاتها مع دول العالم ، نتيجة هذا الغضب العابر المخطط له مسبقا حسبما يعتقد جميع المحللين السياسيين .
اما من جانب اخر و هذا ما تستفيد منه اسرائيل ، ان هذه الحركة الاعلامية اثرت على الضوء الملقى على حرب غزة و حولت الانظار الاعلامية و السياسية من حرب غزة الى حرب اردوغان بيريس ، و على الاقل من خلال الشاشات الفضائية ، و تكون لها التاثيرات المباشرة ، ويمكن لاسرائيل ان تشكرها على ما فعلت ، و كان هذا العمل غير المتزن دبلوماسيا على الساحة السياسية العالمية ، و الذي لا يتوافق و لايليق بهذه الساحة العالمية و حتما تكون له تداعياتها المستقبلية . و عل الرغم من ذلك لا تريد اسرائيل تعميق هذه الازمة في الوقت الحاضر لاسباب عديدة تخصها في الوقت الحاضر على الاقل ، و ان حاولت بكل جهدها كتم ما يصدر ضد هذا السلوك ، الا ان افرازاتها تظهر على الوضع السياسي الاقتصادي العالمي . و لكن لو تعمقنا في التمحيص و التحليل ما بدر من اردوغان و وضع تركيا و علاقاتها ، اننا نتاكد من ان اردوغان بنفسه و حزبه سوف يستفيد من حركته هذه داخليا ، و هذا ما يهتم به من اجل الاتنتخابات الداخلية و عدم خسارة الاصوات ، او لكسب عاطفة مريديه من شعوب تركيا و البلاد العربية ، و ربما يفكر في عودة هيبة تركيا العثمانية و عاطفته الى تلك المرحلة ، الا اننا نعلم سوف يتجه شكل علني او سري لاعادة ترتيب ما خربه تصرفه و يعود الى اعتداله لانه في مصلحته الاستراتيجية اكثر من هكذا اعمال و ردود فعل عابرة في المدى البعيد .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دور النقد البناء في بناء الاحترام المتبادل بين السلطة و المو ...
- مكامن عمليات اعداد القرارات السياسية و امرارها في العراق
- تعتمد التحالفات السياسية على ظروف المرحلة و الوضع السياسي ال ...
- من هم المعارضة و ما هي واجباتهم ؟
- اوضاع العراق بعد تنفيذ اجندة الادارة الامريكية الجديدة
- الاليات المناسبة لمشاركة الشباب في اداء الواجبات العامة
- الفضائيات وسيلة عصرية لتمدن الشعوب
- المحافظة على سلامة عقلية الاجيال القادمة من واجبات المخلصين ...
- تقديس القائد من الخصائص السلبية التي يتصف بها الشرق الاوسط
- الديموقراطية الحقيقية لا تحتاج الى رموز لترسيخها
- صراع الاحزاب بحرية و سلام تنافس مقبول لقطف ثمار الديموقراطية ...
- صورية تركيب ومهام برلمان اقليم كوردستان
- الوعود الخيالية في خطابات وبرامج مرشحي مجالس المحافظات
- سبل استنهاض الشعب العراقي من الاحباط الذي اصابه
- الفساد فاض عن حده المعقول في اقيم كردستان (3)
- عدم تاثير مواقف الاحزاب الصغيرة على سياسة اقليم كوردستان
- الفساد فاض عن حده المعقول في اقليم كردستان (1)
- الفساد فاض عن حده المعقول في اقليم كردستان (2)
- ماذا يحدث للمواطنين العراقين في السعودية
- سيطرة عقلية الثورة وليست عقلية السلطة على القادة الكورد منذ ...


المزيد.....




- اقتلعها من جذورها.. لحظة تساقط شجرة تلو الأخرى بفناء منزل في ...
- هيئة معابر غزة: معبر كرم أبو سالم مغلق لليوم الرابع على التو ...
- مصدر مصري -رفيع-: استئناف مفاوضات هدنة غزة بحضور -كافة الوفو ...
- السلطات السعودية سمحت باستخدام -القوة المميتة- لإخلاء مناطق ...
- ترامب يتهم بايدن بالانحياز إلى -حماس-
- ستولتنبرغ: المناورات النووية الروسية تحد خطير لـ-الناتو-
- وزير إسرائيلي: رغم المعارضة الأمريكية يجب أن نقاتل حتى النصر ...
- هل يمكن للأعضاء المزروعة أن تغير شخصية المضيف الجديد؟
- مصدر أمني ??لبناني: القتلى الأربعة في الغارة هم عناصر لـ-حزب ...
- هرتصوغ يهاجم بن غفير على اللامسوؤلية التي تضر بأمن البلاد


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عماد علي - الدور التركي بعد حرب غزة و تلاسنات دافوس