أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مصطفى محمد غريب - هل يستلم العراقيون السلطة في حزيران القادم ؟















المزيد.....

هل يستلم العراقيون السلطة في حزيران القادم ؟


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 781 - 2004 / 3 / 22 - 03:34
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


على ما نعتقد ان الفترة ما بين انجاز قانون ادارة الدولة المؤقت وحزيران
القادم ستكون أكثر تخطيطاً وهجوماً وافتعالاً للأزمات لكي تؤخر
عمليةاستلام السلطة.
على ما يبدو ان هدف استمرار الوضع في العراق بعد سقوط النظام الدكتاتوري على نحو مضطرب غير مستقر كسفينة تلعب بها الرياح حيث ما تشاء لإبقاء قوات الاحتلال اطول فترة ممكنة وانقاذ رؤوس اقطاب النظام وازلامه من المتابعة القانونية ومحاسبتهم امام القضاء العراقي في المستقبل وقد يتحقق تدريجياً هذا الهدف..
لقد كتبت عدة مقالات في صيف 2003 نشرت في العديد من المواقع العراقية حول اهداف مسلسل التفجيرات والاغتيالات وخلق الفتن والصراعات الطائفية والقومية واستغلال الدين والمشاعر الدينية، اكدت فيها ان هذه العمليات سوف تتصاعد يوماً بعد آخر وستكون حجة قوية لابقاء القوات الاجنبية أطول فترة ممكنة حتى بعد تسليم السلطة إلى العراقيين .. ويظهر ان طريقة ابقاء هذه القوات الاجنبية حتى لو سلمت السلطة للعراقيين في حزيران القادم ستكون على طاولة المباحثات لكي يكون لها دوراً مؤثراً على الحياة السياسية والاقتصادية في المستقبل.. ولو اردنا بحث تفاصيل هذا الموضوع بشكل دقيق لوجدنا ان الكثير من التصريحات الامريكية صبت وتصب في هذا المجرى وتؤكد ان الاوضاع المضطربة ووجود الارهابيين وعمليات التفجيرات ما هي الا خطراً على المصالح الامريكية في داخل امريكا وخارجها، ولهذا يجب ان يسند لهذه القوات الدور الحاسم في مطاردة القاعدة وانصار الاسلام وجميع التنظيمات الارهابية وفلول النظام الشمولي حتى يعم الاستقرار التام ويزول الخطرعن المصالح الامريكية.
عندما يقوم المرء بتفحص هذه التأكيدات يجدها في الكثير من الاحيان متناقضة مع
بعضها وتعود اسباب هذا التناقض لفكرة البقاء وليس الخروج، والطريقة الأحسن في التنفيذ، أي أن التناقض يبحث سبل البقاء وبأي شكل يفيد المصالح الامريكية ..
إلا ان تصريحات جديدة ظهرت على وجه السطح من قبل نائب وزير الخارجية الامريكية ريتشارد أرميتاج جددت فكرة وديمومة البقاء وتحت الحجة نفسها وكأن الذي يحصل بين الطرفين المتناقضين.. بقاء قوات الاحتلال +التفجيرات والاغتيالات والاضطرابات وأعمال العنف، تفاهم غريب ربما غير مكتوب ولا محسوب لكنه بالنتيجة يخدم بعضه البعض الآخر بطرق عديدة من أجل أن تتحقق اهداف كل فريق منهم على حدة..
ففي مقال لنائب وزير الخارجية الامريكية ريتشارد أرميتاج نشرته اذاعة وزارة الخارجية لمناسبة الذكرى السنوية الأولى للحرب واحتلال العراق يقول فيه " ان النجاح في العراق قد يبدو مهمة عسيرة إذا أخذنا في الاعتبار ما يتردد يومياً من أخبار عن عمليات اطلاق النار والقنابل التي تفجر الطرق.. ثم " سيكون من الصعب جداً تحقيق مكاسب سياسية واقتصادية فيه بدون تحسن في الاوضاع الامنية ولهذا السبب فإن القوات الامريكية والقوات الدولية ستبقى في هذا البلد" حتى انه لم يحدد المدة التي ستبقى هذه القوات مثلما فعل العديد من مسؤولي الادارة الامريكية في السابق.
هكذا يتحقق هدف اولئك الذين لا يريدون الاستقرار وابقاء حالة الفوضى وعدم تشكيل الحكومة العراقية الانتقالية والرافضين لقانون ادارة الدولة المؤقت بحجة مقاومة الاحتلال ليكون العراق ساحة تصفية للحسابات مع القوات الامريكية، ثم الحفاظ على رؤوس النظام واولئك المطلوبين قضائياً والمسؤولين عن الجرائم البشعة التي ارتكبت بحق الشعب العراق وكذلك الهاربين بملايين الدولارات خارج الحدود او في الداخل والذين يمولون الارهابين وفلول النظام من المخابرات والأمن وفدائي صدام وبقايا عناصر حزب البعث المشخصة من قبل الجماهير لما لها من ماضي غير مشرف ويستحق العقاب القانوني اضافة لقضية الثأر المعروفة في العراق..
لقد اكدنا في العديد من المرات ان بقاء قوات الاحتلال إلى ما لانهاية او لفترات طويلة يصب في جعبة بقايا النظام والمستفيدين السابقين الذين ارتبطت مصالحهم مع مصالحه ولمجرد العودة إلى مقالنا ( هل جاء الاحتلال رحمة لأقطاب النظام العراقي؟ في 30 / 4 / 2003 المنشور في ايلاف ) يعرف القارئ اننا استنتجنا الواقع من معطيات وحقائق تدور على الأرض وليس من الغيب والاحتمالات، فأي استقرار حتى وان كان نسبياً يعني تطوير المؤسسات الامنية وسن القوانين وبالتالي العودة لمحاسبتهم قانونياً او بأشكال أخرى وهذا الأمر يقلقهم ويقضي على مضاجعهم، بينما إذا استمر الاحتلال الذي انقذهم من غضب الجماهير الكادحة فهم سيكونون في مأمن من القانون العراقي والغضب الجماهيري ويأملون في اطلاق سراحهم بعد فترة من تعاونهم مع قوات الاحتلال مثلما كان الحال " لصاحب العلوج وزير الاعلام محمد الصحاف أو القطب المعروف في النظام العراقي سعدون حمادي" اضافة لأفراد عائلة صدام والبكر والعشيرة والمقربين للنظام من قادة وضباط ورجال أمن وغيرهم الذين سرقوا قوت الشعب وهربوا الملايين من الدولارات خارج العراق ( للعلم ابنة صدام رغد وأختها اشتريا أحد القصور الفخمة في الأردن باكثر من مليون دينار أردني ) ويبقى الكثير من ضباط المخابرات والامن العام والخاص والفرق الحزبية والحرس الجمهوري طليقي السراح يسرحون ويمرحون بما لديهم من امكانيات مادية هائلة واسلحة متطورة اهداها لهم صدام حسين قبل سقوطه ونظامه المتعفن.
لقد لاحظنا مدى اتساع الهجمة القوية المختلفة الاشكال والاساليب قبل وبعد انبثاق قانون ادارة الدولة المؤقت وفي جميع المجالات.. فقد كثرت التفجيرات التي طالت العشرات من العراقيين الأبرياء وكذلك العتبات المقدسة والجوامع والمساجد المتنوعة ومقرات بعض الاحزاب في مجلس الحكم، واصبح قتل المواطنين حجة تحت طائلة التعاون مع قوات الاحتلال، وفي مجال الاعلام بدأت الاقلام تشرح القانون وتتفلسف فيه وكأنه قانون أبدي ودستور دائم وليس قانون مؤقت ممكن استبداله بقوانين شبه ثابتة ودستور دائم.. وكلما ازدادت كمية ونوعية الشرطة العراقية والجيش العراقي ازداد هوس وجنون هذه المجموعات ، وبمجرد الحديث عن البناء واعادة ضخ النفط والكهرباء والتليفونات وتصفية المياه وحل مشاكل المواطنين الاقتصادية اخذ التخريب والتدمير يتصاعد بوتائر عالية.. اضافة الى الاتهامات غير المنطقية التي تطلق هناك وهناك حول الحرب الاهلية القادمة او الفدرالية وتقسيم العراق " طائفية كانت أو قومية عرقية " كل هذه القضايا تدور بشكل مبرمج ومخطط من أجل الهدف المنشود وهو الابقاء على العراق محتلاً ووجود قوات الاحتلال اطول فترة ممكنة..
ان قضية الاحتلال واسبابه معروفة لدى الجميع ، والاكثرية من العراقيين والقوى الوطنية تدرك جيداً أن الاحتلال لن يدوم إلى الأبد إذا ما تكاتفت هذه القوى واستطاعت قيادة الجماهير بشكل واعي ومنظم بعيداً عن الانفلات والانجرار الى اعمال تضرهم بالدرجة الاولى، وعلى القوى الوطنية ان تحسب حسابها وعدم تهاونها فيما يخص الوطن والروح الوطنية فعلى الرغم من التفاؤل بالمستقبل فإن صعوبات جمة تواجه هذه القوى وسوف تعمل قوى الردة بكل ما تستطيع عليه سبيلاً ان تعرقل الجهود الرامية لعودة الاستقرار واستلام السلطة وانهاء المرحلة الاولى من الاحتلال لحين اتمام مهمات الحكومة المؤقتة لكي تبدأ مرحلة الانتخابات وسن الدستور الدائم وتأسيس مؤسسات المجتمع المدني الديمقراطي الفدرالي الموحد، ومن جملة هذا الصعوبات المعرقلة زيادة الهجمة الوحشية القادمة من تفجيرات واغتيالات وتحريضات طائفية وقومية واستغلال المشاعر الدينية والدين، وقد تكون هناك اعمالاً اجرامية اكثر مما يتصوره المرء لكي يبقى الاحتلال وينجو ولو إلى حين اقطاب الحكم الفاسد وثلة المجرمين الذين عاثوا فساداً واجراما في البلاد .
على ما نعتقدان الفترة القادمة ما بين انجاز قانون ادارة الدولة المؤقت و حزيران القادم ستكون اكثر افتعالاً للأزمات واكثر نشاطاً وتحركا معادياًً لمنهجية العقل الحضاري الذي يخطط لإنهاء الاحتلال وترتيب البيت العراقي على اسس ديمقراطية تضمن للانسان والجماعات حقوقاً مشروعة في مقدمتها حرية الرأي والاختيار وباقي الحقوق الشخصية والعامة للمواطنين العراقيين. و
لكن سوف يستلم العراقييون السلطة بصعوبة بالغة وربما ستبرز خلافات داخلية اضافة إلى العداء الخارجي المعروف.
21 / 3 / 2004



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ممن تطلب مغفرة وذنوب العالم مثل مجرات الكون ؟
- في كثير من الأحيان لغة التهديد ضريبة تدفعها النساء
- العيد السبعون على ولادة القرنفلة الحمراء لتكن الحياة كالقرنف ...
- لا يا شاعرنا الجميل سعدي يوسف ليس ما نقله باتريك كوكبورن وتر ...
- عملية حسابية بسيطة وليشربوا ماء المحيط إذا استطاعوا وثيقة قا ...
- مابعد الأباريق المهشمة
- الدستور المؤقت والعراق الديمقراطي التعددي الفدرالي
- بمناسبة الثامن من آذار عيد المرأة المرأة والدستور العراقي ون ...
- الدستور العراقي واهميته في الظروف الراهنة
- قصيدتان
- راية الفرسان..
- المجلس الرئاسي القادم ومشكلة الطائفية
- الانفلات الامني والتفجيرات في كربلاء والكاظمية في بغداد.. ان ...
- لماذا بعض الإسلاميين في مجلس الحكم ضد تمثيل أكبر للمرأة في ا ...
- ها أنتَ رضيت بقهر العالم حولي ..!
- ارهاصات متفرقة في زمن الارتعاش !..
- ما بعد أغاني المدينة الميتة
- تحفز
- الحالة المعاشية وردود فعل الجماهير الكادحة العراقية.. يجب ان ...
- القوات التركية مرة أخرة أخرى قوات دول الجوار لايمكن أن تساه ...


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مصطفى محمد غريب - هل يستلم العراقيون السلطة في حزيران القادم ؟