أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - رانية مرجية - ختان الاناث جريمة، بل إنه من أقسى درجات المحرمات حسب منطلق كافة الديانات السماوية والإنسانية! – كتبت رانية مرجية















المزيد.....

ختان الاناث جريمة، بل إنه من أقسى درجات المحرمات حسب منطلق كافة الديانات السماوية والإنسانية! – كتبت رانية مرجية


رانية مرجية

الحوار المتمدن-العدد: 2544 - 2009 / 2 / 1 - 10:16
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


ختان الاناث جريمة، بل إنه من أقسى درجات المحرمات حسب منطلق كافة الديانات السماوية والإنسانية! – كتبت رانية مرجية
ليس سرًّا أن هنالك ثلاثة عشائر كبيرة في منطقة النقب لا زالت تؤمن بوجوب ختان الإناث، استنادا إلى بعض الأدلة التي أكل عليها الدهر وشرب،ولا تصلح لعصرنا هذا: منها الأحاديث (من أسلم فليختتن)، إن الختان سنة للرجال ومكرمة للنساء، حديث أم عطية بأن الرسول صلعم قال: "أمشي ولا تنهكي"!
عدا أنه يقي الفتيات من أمراض عدة، والتي تأتي من وجود إفرازات وبكتيريا وفيروسات تتراكم، وتسبب الالتهابات وسرطان الرحم، وتنتقل إلى الداخل لتحدث عقما أوليا، وإضافة إلى أنه يضبط الشهوة، ويكبح جماح استهتار الفتيات، وبهذا يضمنوا للفتاة المحافظة على عذريتها!
والمثير للجدل هنا، إن كان الختان حقا مكرمة للنساء، فلماذا لم يختتن الرسول العربي الكريم محمد بناته، وزد على ذلك، أنه لم يَرِد بالقرآن نص واحد يشير إلى الختان، فليس الإسلام مَن أوجد الختان، إنما جاء الإسلام ووجد الناس يمارسون الختان كتراث، منذ أيام أبونا إبراهيم وليس كشريعة،
ولو عدنا إلى التاريخ، لاكتشفنا أن مَن روى حديثا أن الختان سنة للرجال ومكرمة للنساء، هو الحجاج بن أرطأة وهو مدلس، وراوي حديث أم عطية، وقد وضع 4000 حديثا، وقتله الخليفة المنصور بتهمة الزندقة!
البحث إزاء هذا الموضوع لم يكن أبدا بالسهل، وقد استنفذ مني طاقات هائلة، فعلى مدار سنة كاملة، ومرة كل أسبوع، كنت أقضي يوما كاملا بالنقب لجمع الإفادات وتدوينها، وأعترف أنه لولا مساعدة إحدى الطالبات المُجدّات ممّن يتعلمن في إحدى الجامعات، لما استطعت أن ألتقي ب 50 فتاة وامرأة، تتراوح أعمارهن بين 18 – 50 عام، يجمعهنّ عاملٌ مشترك، أن عملية الختان التي أجريت لهن، تركت بأعماقهن شعور بالنقص وبالقهر، واختفاء مشاعر الأنوثة الطبيعية!
الحالة الأولى: رشيدة 23 عاما تعمل في أحد المقاهي في شمال البلاد، وهي في غاية الأناقة والأدب والجمال، وقد تزوجت بابن عمها، وكانت آنذاك 13 سنة، وتطلقت بعد سنتين، ومن ثم هربت لملجأ، وتعرفت على شاب من شمال البلاد عندما بلغت 19 سنة، آخاها وتعيش وتعمل معه: افادتنا بما يلي
بسبب الختان الملعون دمروا حياتي وإنسانيتي وأنوثتي، لقد قتلوني بسبب عادة سيئة، ولا أنسى ذلك اليوم الذي كنت فيه بالسابعة من عمري، فجاءت القابلة وعصبت عيني حتى لا أرى شيئا، وأمسكت أمي وجدتي بقدميّ، شعرت بكل شيء وكنت أصرخ من شدة الألم، لم يكترثوا لي ولآلامي وبكائي وصراخي، ثم زوجوني ابنة 13 عام رغما عني من ابن عمي، طفلة لا تملك أن تقول نعم أو لا أو أن تعترض، ولكني فشلت بتلبية رغبات زوجي الذي يكبرني بسبعة أعوام، لم أشعره باللذة ولا هو كذلك، رغم أنني أحببته وكان وحده يتفهمني، وجنّ جنونه عندما علم بما فعلوه بي، كنت أتعذب وأنا معه فهربت من عائلتي إلى هوستل، إلى أن بلغت السابعة عشرة، وتعرفت على شاب يبلغ من العمر 27 عام، أحببته وأحبني وساعدني بإيجاد عمل!
وتابعت تقول: إحدى قريباتي توفيت وهم يجرون لها عملية الختان، كانت في الثالثة عشر من عمرها، حدث نزيف قوي ولم تستطع القابلة فعل شيء، أعلم أنها توفيت رغم أني كنت يومها في الثانية عشر، إلا أنهم دفنوا الجثة في مكان ما دون إعلام الشرطة، وتستروا على جريمتهم!
الحالة الثانية فاطمة 18 سنة، كانت حزينة ومتعبة، قالت لي: عشت بتل أبيب طوال عمري، أبي أصوله من هذه القرية، منذ خمس سنوات مات جدي، فجئت إلى هنا لنستقر في بيته ليظل مفتوحا، وفوجئت بأن الجميع بدؤوا يحرضون أمي على "طهارتي"، هكذا يسمون الختان، أبي كان مترددا وأيضا أمي، لكن أهل القرية أقنعوهما، كنت خائفة خاصة أن سني متقدمة وعندي مشاكل في ضغط الدم، رأيت كل شيء، وشعرت بكل شيء، كنت خائفة وخجلة، أمي وأبي أمسكوا قدميّ، وكنت منهارة بعدها، وتعبت جدا ظللت شهرا لا أستطيع أن أحنى ظهري؛ لأن القابلة خيطت لي مكان الجرح خوفا من النزيف!
تكمل فاطمة وهي تبكي: عندما رأتني أمي بعد العملية وأنا أتألم ومنهارة كانت تبكي معي، شعرت بندمها، وشعرت أيضا أني ضعيفة، وكان يمكن أن أكون أقوى من ذلك وأرفض، وبقيت طويلا لا أعرف حتى الجلوس، وعندما أسمع الآن كلمة الختان هذه أشعر بالخوف، وكأني سأمر بنفس التجربة مرة أخرى، وأتذكر نفس المشاهد وأحزن ويرتعش جسدي، وأخجل من نفسي، وأكره كل الناس!
وتضيف فاطمة: أبي وأمي يلعنون اليوم الذي عدنا به للقرية، ولكنهم يعلمون أني لن أغفر لهم، وتكشف فاطمة لنا أن من قامت بإجراء العملية لها إحدى العجائز، من أميات القرية المفتقدة لأية مهارة جراحية، والتي استخدمت طرقا بدائية لإيقاف النزيف، ولولا وجود طبيب بالعائلة لربما كنت مت، ولكن للأسف، فالطبيب الذي كان من المفروض أن يبلغ عن الجريمة التي اقترفت بحقي، فضل صمت النعاج، لأن اسم العائلة أهم له من القسَم الذي أقسمة يوم رسم طبيبا!
الحالة الثالثة وداد -22 سنة، لم تتزوج بعد وتعمل في مدرسة ابتدائية، قالت: لا أنسى ذلك اليوم كنت فيه بالتاسعة من عمري، فجاءت القابلة وعصبت عيني حتى لا أرى شيئا، وأمسكت أمي وخالتي بقدميّ، شعرت بكل شيء، كنت أصرخ من شدة الألم، وعندما أتذكر ذلك اليوم الآن أشعر بالحزن والخجل، يقولون إن هذه العادة هذه تمنع البنت من المشي في طريق الخطأ، والشباب والشابات أكثرهم مقتنعون أن هذا كلام لم يَعُد صحيحا، فالأصل في التربية وليس بالختان، لكن المشكلة في الناس الكبيرة في السن، مثل الجدات والأجداد الذين يصرون على الحفاظ على هذه العادة، والمدهش في بعض القرى، أنهم يجرون الختان للفتاة مرتين، فبعد شهرين من العملية الأولى يكشفون عليها مرة أخرى، وإذا وجدوا شيئا متبقيا يجرون العملية مرة ثانية، حتى يقضوا على كل شيء، لكن مع هذا هناك من بدأ بالفعل يقتنع بمضار هذه العادة، خاصة عندما يجدون عالما في الدين يؤكد أنه ليس لها علاقة بالشرع، ومنهم أخي نفسه الذي قرر ألا يجري الختان لابنتيه، وبعض النساء اللاتي عانين من الختان بدأن يواجهن الأهل ويقلن لن نختن بناتنا، لكن هذه الأعداد ما زالت محدودة بعائلتنا!
رغم احتجاج الجيل الصاعد من الإناث على عملية ختان الاناث، لتأثيره السلبي عليهن، إلا أن سبعة من أصل 10 مسنات من النقب، أكدوا لنا الأمر التالي، أن الختان يعمل على تهذيب أنفسهنّ، والحدّ من إثارتهنّ الجنسية، وهنّ جيل فاضل ليس كجيل اليوم، وفقط، عملية الختان تساعد الفتاة على المحافظة على طهارتها!
أخيرا، إن الفصل في شأن الختان نستطيع تلخيصه بكلمة واحدة، أنه جريمة، بل إنه من أقسى درجات المحرمات حسب منطلق كافة الديانات السماوية والإنسانية! وأنا أدعو كافة العائلات في النقب التي تؤيد مسألة ختان الإناث، من هنا ، للتوجه لأهل الذكر إن كانوا لا يعلمون حجم الأضرار الجسيمة المترتبة على ختان الإناث، أوليس مبادئ الإسلام القاطعة ترجح وتقرر لا ضرر ولا أضرار، فالضرر الأشد يدفع بالضرر الأخف، ومنع المفاسد أولى من جلب المنافع



#رانية_مرجية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لن يتكرر هنا ثانية ما كان عام1948
- خلود طنوس بعدستها تعري حقيقة القمع
- محادثة صباحية مع الشاعر ناصر عطالله
- محادثة صباحية مع ناصر عطالله
- إنّه اللّيلُ يا أحمق!
- ظاهرة تشغيل فتيات قاصرات من الضفة والقطاع بالدعارة
- الكلّ يتقيّأ الحياة
- حكاية نجمِ حبٍّ خالد
- درويش انهض
- درويش.. إنهض
- حلمي: تكريمي وزيارتي وتوأم فرحي
- رَحَلَ فؤادُ
- اطفال يناشدون الحياة
- المخرجة ابتسام مراعنة -حان الوقت أن نرتدي لباسا أنظف-
- مهرجان المرأة العربية
- مأساة حي - ساميخ حيت-: الظالم والمظلوم فيه مستهدفون من الشرط ...
- يقتل القتيل ويمشي في جنازته؟!
- اعترافٌ يُمَرْمِرُ رائحةَ العتمِ
- -فقدت برائتي وطفولتي-
- وداعاً أيها الفارس الى موسى ابو كشك


المزيد.....




- “احلى اغاني الاطفال” تردد قناة كراميش 2024 على النايل سات ka ...
- إدانة امرأة سورية بالضلوع في تفجير وسط إسطنبول
- الأمم المتحدة تندد بتشديد القيود على غير المحجبات في إيران
- الاعتداء على المحامية سوزي بو حمدان أمام مبنى المحكمة الجعفر ...
- عداد الجرائم.. مقتل 3 نساء بين 19 و26 نيسان/أبريل
- هل تشارك السعودية للمرة الأولى في مسابقة ملكة جمال الكون؟
- “أغاني الأطفال الجميلة طول اليوم“ اسعدي أولادك بتنزيل تردد ق ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد
- موضة: هل ستشارك السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون للمرة الأ ...
- “مش حيقوموا من قدامها” جميع ترددات قنوات الاطفال على النايل ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - رانية مرجية - ختان الاناث جريمة، بل إنه من أقسى درجات المحرمات حسب منطلق كافة الديانات السماوية والإنسانية! – كتبت رانية مرجية