أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس جنداري - القضايا العربية و الرهان الخاطئ على إدارة أوباما














المزيد.....

القضايا العربية و الرهان الخاطئ على إدارة أوباما


إدريس جنداري
كاتب و باحث أكاديمي

(Driss Jandari)


الحوار المتمدن-العدد: 2539 - 2009 / 1 / 27 - 08:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ أن أعلن باراك أوبا ما عن ترشحه لتمثيل الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية ؛ سال مداد كثير على صفات الإعلام العربي ؛ و قد كان الاتجاه السائد هو الترحيب المبالغ فيه بهذا الترشح ؛ باعتباره فتحا جديدا سيعود على القضايا العربية بالنفع العميم .
و قد وصلت درجة التفاؤل قمتها حين ركز بعضهم على الجذور الإسلامية لباراك أوبا ما ؛ و أضاف آخرون أن اسمه الحقيقي هو "براق" و ليس "باراك" ؛ و ركز آخرون على اسم حسين العربي الذي هو جزء من الاسم الكامل لأوبا ما ؛ و الذي تلاه عند القسم ؛
و يستمر الهذيان ليصل قمة مداه حين يبحث آخرون عن جذوره اليمنية أو السودانية .
و لعل المتتبع لكل هذه الجلبة ليستشف أن الشعوب العربية ؛ و حتى مع نخبها ما تزال تقارب الأمور بشكل وجداني ؛ يستحضر الأصل و الانتماء الديني أو القومي كمحددات للشعور بالتقارب ؛ بينما لا يحضر في هذه المقاربات ما يرتبط بفكر الدولة الحديثة القائمة على المؤسسات ؛ و التي تقيم علاقاتها على أساس المصالح المشتركة ؛ لا على العلاقات الدينية و القومية .
و من هذا المنطلق لا يمكن أن ننتظر من أوبا ما الكثير حتى و لو كان عربيا مسلما ولد و نشأ في مكة ؛ إذا لم نرتق بعد إلى مستوى إقامة علاقات قائمة على المصالح المشتركة مع أمريكا كدولة ؛ و ليس مع اوباما أو غيره .
إن هذا الوعي الذي يتعامل مع أوبا ما باعتبار أصوله ؛ هو الذي يعرقل الوحدة العربية ؛ قبل أن يعرقل علاقة العرب مع أمريكا و أوربا و الصين و روسيا ... و ذلك باعتبار الوحدة العربية المنشودة وحدة قومية و دينية؛ لا اتحادا قائما على معاهدات و اتفاقيات واضحة تحفظ مصالح كل دولة في علاقتها بمجموع الدول الأخرى. إن ما وحد أوربا ليس هو الدين أو اللغة و الثقافة المشتركة؛ و لكن هي المصالح المشتركة.
من هذا المنظور لا يمكننا أن نراهن على أوبا ما أو غيره خارج إطار المصالح المشتركة ؛ التي يجب أن ننسجها مع أمريكا و الاتحاد الأوربي و روسيا و الصين كدول فاعلة في صياغة السياسة الدولية ؛ و إذا تحقق هذا الرهان يمكن أن نتعامل مع أي إدارة أمريكية أو غيرها ؛ سواء كان قائدها مسيحيا أو يهوديا أو زرادشتيا ؛ و سواء كان عربيا أو أعجميا –بتعبير القدماء- مع الرهان على خدمته لقضايانا –طبعا- لخدمة مصالحه المشتركة معنا .
إن السؤال المطروح على الكيان العربي حاضرا و مستقبلا هو سؤال مرتبط بالقدرة على التموقع استراتيجيا في عالم رأسمالي لا يؤمن إلا بالمصالح المشتركة ؛ و ذلك عبر استثمار رأسمالنا الرمزي و المادي – بتعبير بيير بورديو - لنسج علاقات قائمة على المصالح مع الدول الفاعلة في صناعة و تحريك القرار الدولي ؛ و نحن لا ينقصنا هذا الرأسمال ؛ فرمزيا نمتلك كفاءات سياسية و فكرية قادرة على نسج هذه العلاقات ؛ و ماديا نمتلك ثروات متنوعة تجمع بين بترول المشرق و فوسفا ط و سمك المغرب ؛ و التي يجب استثمارها في صناعة لوبيات ضغط على شاكلة اللوبي الصهيوني ؛ الذي عرف كيف يستثمر علاقاته المصلحية مع الدول الفاعلة في العالم للدفاع عن مشروعه الاستعماري و التغطية عن جرائمه .
إن ما يجب أن نعترف به كشعوب و حكومات عربية هو أننا فشلنا في التموقع استراتيجيا حينما كان العالم متعدد الأقطاب ؛ لأننا نسجنا علاقاتنا على أسس خاطئة لا تنبني على المصالح المشتركة ؛ و لذلك كان توجه الكثير من الدول العربية لنسج علاقات مع المعسكر الشرقي قائما على أساس قيمي ؛ يرتبط بالانتصار للعدالة و الحرية و الاشتراكية ... بينما توجهت إسرائيل لتكوين لوبيات اقتصادية في أمريكا و أوربا و الاتحاد السوفييتي ؛ من دون الالتفات إلى الإيديولوجية ؛ و لذلك استفادت من علاقاتها ؛ و دعمها الاتحاد السوفييتي (نصير الحرية و العدالة و الاشتراكية) قبل أمريكا و أوربا في حروبها الاستعمارية ؛ بينما اكتفينا نحن بالاستجداء –كعادتنا دائما- و المناداة بالقانون الدولي و الشرعية الدولية ؛ و كأن هذه المفاهيم قيم و أخلاق و ليست أدوات في أيدي الأقوياء يدافعون من خلالها عن مصالحهم.
و ما أشبه اليوم بالأمس؛ و كأن التاريخ العربي لا يتحرك؛ و لا يستفيد من الدروس الكثيرة التي يتلقاها في كل مرة بشكل أكثر عنفا من سابقه ؛ ما زلنا شعوبا و حكومات نتعامل مع العلاقات الدولية على أساس القيم و الأخلاق و نحاكم العالم من منظور أخلاقي قديم ؛ بينما قطع العالم أشواطا في تحولاته و أصبح عقلا يفكر بشكل براكماتي لا فلبا يشعر بنواحنا و استجدائنا .
لنكن صرحاء لا يمكننا أن نراهن على الإدارة الأمريكية الجديدة التي يقودها باراك أوبا ما ؛ إذا لم نفكر بشكل جدي في إقامة علاقات تقوم على المصالح المشتركة مع أمريكا و ليس مع أوبا ما .



#إدريس_جنداري (هاشتاغ)       Driss_Jandari#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حزب الله لم يكن يتوقع قوة الهجوم و حماس لم تكن تتوقع استمرار ...
- نخبة محور الممانعة : العمى الإيديولوجي في خدمة تاريخ من الهز ...
- أحداث غزة و معجزة النصر الإلهي : الأصولية الدينية و التسويق ...
- ما بعد أحداث غزة: في الحاجة إلى استلهام روح فكر التحرر الوطن ...
- من نتائج أحداث غزة : حماس قوية داخليا ضعيفة خارجيا
- الانفتاح الروائي كخطة لمساءلة الراهن السياسي المغربي : رواية ...
- الأدب وسؤال المؤسسة في الممارسة الأدبية العربية المعاصرة
- شركة ماكنزي للتنافسية ترسم مستقبلا سوداويا للمصارف (الإسلامي ...
- إيديولوجيا الاقتصاد الإسلامي : محاربة الفكر الاقتصادي الحديث ...
- إيديولوجيا الإعجاز العلمي في القرآن و السنة : نشر الخرافات ل ...
- من دروس أحداث غزة : العلاقات الدولية تقوم على المصالح لا على ...
- أحداث غزة : صراع الأصوليات الدينية لنشر الدمار و الموت .
- في حاجة النشر الإلكتروني إلى الأقلام العربية المتنورة
- نموذج التدين المغربي سلاح لمواجهة التطرف الديني الوهابي
- أحداث غزة و فشل استراتيجية الإعجاز و الجهاد المقدس
- في مساءلة التراجع الحضاري للأمتنا العربية : هل سببه تخليها ع ...
- في حاجة الفكر العربي المعاصر إلى استلهام روح التنوير النهضوي ...
- من الشورى إلى المستبد العادل : الفكر الديني و تكريس دولة الا ...
- الحلاج .. في صلبه المباغت
- الديمقراطية بناء ثقافي و ليست فقط صناديق اقتراع .


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس جنداري - القضايا العربية و الرهان الخاطئ على إدارة أوباما