أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - صبري يوسف - برأيك ما هي مقوِّمات نجاح الديمقراطية داخل الأحزاب العربية ؟!















المزيد.....

برأيك ما هي مقوِّمات نجاح الديمقراطية داخل الأحزاب العربية ؟!


صبري يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 2538 - 2009 / 1 / 26 - 01:18
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    


برأيك ما هي مقوِّمات نجاح الديمقراطية داخل الأحزاب العربية ؟!

دوَّنت في ذاكرة الإنسان العربي بأنَّ الأحزاب السياسية في البلدان العربية لها صراعات حادَّة حول الأيديولوجيا والسياسة، فقد تركت أثرها العميق على مستقبل هذه الأحزاب ودورها في المجتمع حتى بات مفهوم الحزب الديمقراطي غير متوفِّر تحت أقبية عقول صنَّاع الأحزاب؟ لماذا لا يمكننا بناء أرضية خصبة لممارسة الديمقراطية داخل الأحزاب العربية؟ أم أن عالمنا العربي لم ولن يعرف في يومٍ من الأيام هذه النوعية من الأحزاب الديمقراطية؟ كيف نضبط هذا المفهوم ومن ثم النَّظر في مدى وجود الديمقراطية داخل الأحزاب في البلاد العربية من عدمه ليساعد على تحرِّي الشروط اللازمة توفرها في أي حزب حتى يكتسب صفة الديمقراطية هذه؟ العرب اليوم تفتح باب الحوار حول التساؤل التالي: ما هي برأيك مقوِّمات نجاح الديمقراطية داخل الأحزاب العربية ؟!

عادل محمود ـ جريدة العرب اليوم الأردنية

بادئٍ ذي بدء ليس هناك مؤسسات ديمقراطية داخل الأحزاب العربية كي تقوِّم مسار النهج الديمقراطي، لهذا فإن مقومات النجاح غير متوفرة بحسب واقع الحال الذي نراه ونلمسه ونعيشه! والديمقراطية ليست مجرد مقوّمات وأسس ومناهج ونظريات لتحقيق نجاح الديمقراطية، هي أعمق مما يتصوَّره البعض، هي تطبيق فكر دينامي متجدد عبر مؤسسات ديمقراطية راسخة، وعبر قوانين ناظمة لهذه المؤسَّسات، غير قادر أي عضو من أي حزب أن يخترقها حتى ولو كان رأس الهرم الحزبي، فالديمقراطية الغربية ليست وليدة فكر نظري فحسب بل هي وليدة فكر وتطبيق، بينما في العالم العربي لا فكر ديموقراطي متوفر ولا تطبيق حتى لأنصاف أو أرباع الديمقراطية، فكيف والحالة هذه نتساءل أو نتصور إمكانية قيام الديمقراطية، لأن رؤية الأحزاب العربية هي رؤية صنمية، رؤية قطيعية، لا يوجد رؤية نقدية تحليلية ديمقراطية تطويرية انفتاحية في منهج واستراتيجية الأحزاب، لهذا يقودها الحزب الصنمي الواحد وقائد الحزب غالباً ما يكون قائد الدولة فيقود الحزب والدولة كما يشاء وليس كما يشاء الحزب نفسه بالرغم من ديكتاتورية الحزب! والقائد هو ديكتاتور على ديكاتورية الحزب نفسه، فنحن إزاء عائقين وسدّين منيعين لتطبيق الديمقراطية، أولاً ديكتاتورية الأحزاب عبر مؤسساتها وديكتاتورية رؤساء الأحزاب نفسها، وغالباً ما نجد رئيس الحزب يخرق مبادئ الحزب ويقمع الحزب ويمارس ديكتاتوريته على الحزب وعلى كل من يخالفه الرأي متى ما يشاء، فلو تخلَّصنا من صنميّة الحزب الواحد، سنواجه الصنم الأكبر وهو قائد الحزب ولهذا نرى أغلب الأحزاب العربية في حالة تناحرات وصراعات ضمن الحزب الواحد سواء أكان الحزب الحاكم أو كانت أحزابا معارضة، وتستوي الأحزاب الحاكمة والمعارضة بدرجات قد تتفاوت قليلا أو كثيراً بالديكتاتورية، حتى انني أرى أن الأحزاب المعارضة في بعض البلدان العربية أكثر ديكتاتورية من الأحزاب الحاكمة، لو تستلم زمان الأمور، لأن صراعها مع الأحزاب الحاكمة هو صراع تصفوي وليس صراع إيجابي نضالي ديمقراطي، ولهذا نرى كيف تقوم الدماء ركباً في الصراعات المتفشية في طول العالم العربي وعرضه، لهذا فليس من السهل أن نرى مخرجاً لمقومات ترعرع الديمقراطية، وأنا أرى أن مجرد التفكير بأن هناك أمل في توفر أو نجاح الديمقراطية في الأحزاب العربية هو نوع من النكتة، لأن الأحزاب العربية هي أحزاب مقولبة على أسس ديكتاتورية دموية تصفوية، بما فيها أغلب أحزاب المعارضة، لأنها أحزاب غير تنويرية وغير موائمة لتطورات وديمقراطية العصر، ولا أخفي على القارئ المتابع، أنني أرى في بعض الأحيان أن بعض الأحزاب الحاكمة تجد نفسها مضطرة أن تكون فولاذية وقمعية وسلطوية وديكتاتورية في وجه بعض الأحزاب المعارضة لها والأكثر تحجّراً منها، لأن الأحزاب الحاكمة ترى أن الأحزاب المعارضة ستبيد الأخضر واليابس لو استلمت زمام الأمور، لهذا لا تجد أمامها سوى مخرج الديكتاتورية للحفاظ على استمراريتها، وهكذا يجد المواطن العادي غير المسيَّس نفسه في حالة دورانية عبثية مغلقة وبين فكّي الكمَّاشة، وهو ضحية على الجبهتين! فلا يسلم لا من الأحزاب الحاكمة ولا من المعارضة، لأن المواطن لا يجد نفسه إزاء أحزاب تقدم له برنامجاً تنموياً ترفيهيّاً تطويرياً بقدر ما يرى أن الأحزاب تعمل من أجل البقاء أو إنتزاع السلطة فالأحزاب الحاكمة همها الاستمرار في السطلة ولو على حساب رقبة المواطن، والأحزاب المعارضة تخوض صراعات حتى ولو كانت النتائج على حساب هدر دم المواطن وهكذا أرى أن الأحزاب في العالم العربي غير جماهيرية ولا قاعدة جماهيرية لها مع اننا نجد المواطن يصفِّق لها أمام كاميرات التلفزيونات ولكن .. وآهٍ من لكنْ!!

بعد هذه المداخلة، السؤال المطروح، ما هو البديل لواقع حال الأحزاب العربية؟ برأيي ستمرُّ البلاد العربية في مراحل وصراعات مفتوحة، صراع مرير وطويل وربما تصل إلى بذور الديمقراطية بعد عقودٍ أو قرون، لأن القضية ليست سهلة كما يظنُّ البعض، القضية مرتكزة على الرؤية التنويرية المتفتِّحة على الحرية بكافة معانيها وعلى المساواة والعدالة وعلى قبول الآخر، قبول التعددية وتداول السلطة بشكل ديمقراطي سلس، وعلى تشرّب هذه القيم ضمن مؤسسات الدولة من القاعدة إلى القمة، إلى أن تصبح حيثيات الديمقراطية ومؤسسات الديمقراطية كأنها شهيق المواطن، ولا يمكن لأي فرد في العالم العربي أو في أي عالمٍ من العالم أن يكون ديمقراطياً لو لم يترعرع في بيئة ومدرسة ومؤسسة وجامعة ومجتمع وشارع وحيّ ومدينة ودولة ديمقراطية وهذه المنظومة التي تحقَّقت في البلاد الديمقراطية المتقدمة، لم تتحقق في ليلة وضحاها، بل تحقَّقت بعد أن دفع الغرب ثمنها آلاف وملايين الضحايا، وبعد أن فكَّرَ وجرّب وتشرَّبَ الكثير من التجارب المؤسَّساتيِّة فلم يجد أجدى وأنجح من الديمقراطية كي يرتكز عليها خبز المواطن، ويرتكز عليها ديمومة التقدُّم والازدهار.


صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]



#صبري_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ستبقى روحُكِ معانقة جوانحي حتّى الأزلِ
- تنقّي أمّي حبّات الحنطة
- ضحكنا ثمّ عبرنا المروجِ
- أتوهُ في أعماقِ البراري
- شمسٌ حارقة تسلخُ جِلدَ الثَّورِ
- وجعٌ ينمو في رحيقِ الصَّباحِ
- زغردي يا روحي زغردي
- يعانقُ منجلي جبهةَ القمرِ
- أينَ سأخبِّئُ جموحَ الطُّموحِ؟!
- زنابقُ الرُّوحِ غافيةٌ فوقَ صحوةِ القلمِ
- بحيراتُ العمرِ مغروسةٌ بأعشابِ البراري
- خرافةُ التَّسويفِ تخرُّ فوقَ حدائقِ الحلمِ
- وئامُ البهائم أرقى من البشر
- وردةٌ على شفاهِ طفلٍ
- كلكامش آتٍ لا محال
- غائصٌ في مروجِ القصيدة
- دماءُ الأطفالِ النَّديّة
- تبرعمَ في عمقِ الوهادِ عشبةُ الخلاص
- غافياً على أركانِ القصائد
- تحريرُ فلسطين بطريقةٍ تخرقُ الأساطير


المزيد.....




- ضغوط أميركية لتغيير نظام جنوب أفريقيا… فما مصير الدعوى في ال ...
- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران


المزيد.....

- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى
- نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى وقواعد العمل السرى فى ظل الدولة ال ... / سعيد العليمى
- نِقَاش وَثِيقة اليَسار الإلِكْتْرُونِي / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - صبري يوسف - برأيك ما هي مقوِّمات نجاح الديمقراطية داخل الأحزاب العربية ؟!