غزة ..القبر الكبير الذي فتحه الفكر المتطرف

محمد عابدين

الحوار المتمدن-العدد: 2520 - 2009 / 1 / 8 - 08:14
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

يلتهم أرواح أبريائنا .. ويكتظ بجثثنا فقط
أكثر من عشرة أيام ننتظر أن يتحقق حلمنا ويلتهم هذا القبر المفتوح جثث أعدائنا
كما أطربوا أذاننا هنا وهناك بشعاراتهم الجوفاء عبر العديد من وسائط الإعلام الهادف

( غزة مقبرة الصهاينة )

ولكن للأسف .. فتشنا في كل مكان من ذلك الجدث الكبير فلم نجد سوي بقايا جثث أبنائنا وأطفالنا ونسائنا اللذين إتخذت منهم حماس دروع بشرية تتوارى خلفها .

ُترى خلال العشرة أيام الماضية ومنذ بدء شن الهجوم الإسرائيلي على غزة .. هل حققت حماس مرادها !!

ولكن قبل أن ندلف لهذا الموضوع علينا أولاً :

أن نعرف ما هو مرادها ؟؟ .. أ حقا ً .. كان مرادها هو تحرير الأرض الفلسطينية .. أم الإنتصار في نزاع انتزاع السلطة بقوة السلاح .. ومن ثم السيطرة على كل من كان بفرض الرأي والفكر الآت من خلف جبال التورا بورا .. والذي يدعوا إلى تحرير أرض محمد من جميع الجيوش الكافرة حتى ولو كانت تلك الجيوش من عسكر الوطن وأهلينا ؟؟ .
ومما يرجح تأويل المراد الأخير أننا كنا نجد :
من يلقي بأخيه في الوطن من أعلى المباني
أنسينا ما حدث .. وإن كنا نتناسى فالأيام لا تنسى و تاريخ الحركات الإسلامية كفيل بتذكيرنا
وها هو يطل علينا أيمن الظواهري ليعضض حركة المقاومة الإسلامية ، ويقول لقادة حماس عبر الشبكة العنكبوتية

دبي (رويترز) - دعا أيمن الظواهري الرجل الثاني في تنظيم القاعدة في رسالة على الانترنت يوم الثلاثاء الى ضرب الاهداف الامريكية والاسرائيلية في انحاء العالم بسبب هجمات غزة واتهم الرئيس المنتخب باراك اوباما بالتورط في الامر.
وأضاف في تسجيل صوتي وضع على مواقع اسلامية على الانترنت "جاهدوا الحملة الصليبية الصهيونية واضربوا مصالحها في كل مكان تصلون اليه."
واضاف "اخواني المسلمين والمجاهدين في غزة وسائر فلسطين..ان ما تواجهون اليوم ليس احتلالا استيطانيا محدودا لمنطقة معينة او قطرا محددا ولكنه حلقة في سلسلة الحملة الصليبية الصهيونية على الاسلام والمسلمين."
وتابع "وهذه الغارات هي هدية اوباما لكم قبل ان يتسلم منصبه."
وقال الظواهري ان هجمات غزة فضحت اوباما الذي قال عنه "هذا هو اوباما الذي حاولت آلة الكذب الامريكية ان تصوره للعالم على انه المنقذ الذي سيغير من سياسة أمريكا."

وقال الظواهري "لازلنا بفضل الله حريصين على ان نحقق قسم الشيخ اسامة بن لادن حفظه الله .. أقسم بالله العظيم الذي رفع السماء بلا عمد لن تحلم امريكا ولا من يعيش في امريكا بالامن قبل ان نعيشه واقعا في فلسطين وقبل ان تخرج جميع الجيوش الكافرة من ارض محمد
وكأنهم لم يكتفوا بعد ... مما حاق بنا من فكرهم العاجز
وكفانا ما يطالب به القرضاوي رئيس الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين عبر شاشات التلفاز ... ملحوظة في شكل تساؤل .. هل حقا علماء الفرق المسلمة متحدين ؟؟
وهل المسلمين هم السنة فقط أم الشيعة فقط أم باقي الإثنى وسبعون فرقة ؟؟

دعا رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي الأمة الإسلامية إلى جعل الجمعة المقبلة يوما عالميا لنصرة القضية الفلسطينية والغضب من أجل قطاع غزة الذي يتعرض لعدوان عسكري إسرائيلي منذ 11 يوما.
وهنا لست أدري ما المقصود بكلمة الغضب ؟؟
وحث القرضاوي –في تصريحات للصحافة بعد لقاء وفد من الاتحاد في دمشق مع الرئيس السوري بشار الأسد- خطباء الأمة الإسلامية وأئمة مساجدها إلى تخصيص خطبة يوم الجمعة القادم لنصرة القضية الفلسطينية .
وكيف ينتصر اللسان على الألة الحربية ؟؟
كما ناشد القرضاوي الأمة الاستمرار في مظاهراتها واحتجاجاتها اليومية، وحث الخطباء "أن يدعوا للمجاهدين في خطبهم بالنصر ويقنتوا قنوت النوازل ويصلوا صلاة الغائب على الشهداء".
أي عجز هذا تدعوا إليه يا مولانا ؟؟
ومن جهته طالب الداعية الإسلامي اليمني عبد المجيد الزنداني الحكومات العربية بفتح معسكرات تدريب لمن يريدون التطوع لنصرة الشعب الفلسطيني والمشاركة في جهاده ضد الاحتلال الإسرائيلي.
وقال الزنداني في حفل تدشين الأسبوع التضامني مع الشعب الفلسطيني - الذي تنظمه شبكة منظمات المجتمع المدني في العاصمة اليمنية - إن فتح معسكرات تدريب للشباب في البلاد العربية، كفيل بأن يجعل أميركا تطلب من إسرائيل إيقاف عدوانها على الفلسطينيين.

وهنا لنا وقفة قصيرة .. نتساءل فيها :
هل تحقق ما قلناه من قبل

شعوب أماتها الفكر .. فإحتلها العسكر

أم ُتري أنه

التاريخ يعيد نفسه دون أن نستخلص منه العبر


ُترى .. هل السادة العظام من قادة حركة المقاومة الإسلامية
ﺤ . ﻡ . ا س ( حماس )
بما لديهم من خبره عسكرية وما بين أيديهم من التكتيكات الحربية والإستعدادات والمعدات العسكرية التي يمكن أن تقهر العدو خلال دقائق من بدء المعركة .. سبق وأن فكروا جيدا ً وبروية وتأني ليقولوا لنا على مرأى ومسمع من العالم كله عبر الإعلام الهادف .. بأن غــزة ستكون هي المقبرة الكبرى لأي جندي صهيوني تطأ قدمه أرض غزة .
هل هؤلاء القادة .. إن جاز لنا أن نطلق عليهم لفظ القادة .. قيموا الموقف وقدروه حق قدره بعد حساب القدرات لقوات العدو المواجه وقواتهم ، بدراسة متأنية وعلمية يؤازرها أحدث الوسائل التكنولوجية المتطورة .. حتى يتخذوا قرار الحرب سبيلا ً.
أكيد .. هم تيقنوا أن ما بين أيدهم من معدات حربية متطورة ومعدات حديثة .. كاف لردع العدو وإلا لما كانوا إتخذوا قرار الحرب .. أليس كذلك يا قاااااااااادة ؟؟؟ !!!

وأكيد أيضا ً .. إنهم كانوا على يقين بإستعداد البنية الأساسية لديهم وتجهيزاتها من مختلف التجهيزات إستعدادا ً لقرار الحرب كالمستشفيات والأطباء ومخابئ المدنينين وتخزين المؤن والقتات والذخائر وما شابه .. أليس كذلك يا قاااااااادة ؟؟ !!

وتأكيد الأكيد .. أنهم خططوا جيدا ً للأعمال القتال داخل المدن دون اللجوء لإستخدام الدروع البشرية أو التخفي في مناطق حظر القتال كالمدارس والمستشفيات ومراكز الإسعاف وبيوت الآمنين من الأبرياء .. أليس كذلك يا قاااااااااادة ؟؟ !!!

أما ما هو مؤكد .. فهو تأمين الجوار وحسن إختيار أماكن الإمدادات وضمان سرعة إنتقال المؤن والجرحي والأسلحة والذخائر بين كلا الجانبين .. أليس كذلك يا قاااااااادة ؟؟ !!!

أما ما لا مجال في الشك على تأكيده .. هو تأمينهم للقوة البشرية لديهم ورفع مستوى تدريباتهم العسكرية لمواجة العدو بجسارة ، مع التخطيط الجيد لإستخدام روادع المدرعات والطيران .. وكذا القوة البحرية الرادعة للعدو في حالة قيامة بهجوم بحري .. أليس كذلك يا قااااادة ؟؟ !!!
قتل .. تدمير .. خراب
شيوخ .. أطفال .. نساء
منازل .. مزارع .. مدارس
بنية تحتية .. فوقية
لا فرق .. ولا تفرقة
عند آلة الحرب

مليون علامة إستفهام لسلاح اللسان .. وصواريخ الأعياد .. ومليون علامة تعجب عن أحوالنا وفكرنا وثقافتنا
عزيزي القارئ :
كفي حرق دم .. وحرقة
كفى
حزن على أولادنا وفلذات أكبادنا
ُزهقت أرواحهم هباء ً لفكر لم يخطط ليثبت وجوده
ولم يعتمد إلا على روايات السادة القادة من مشايخنا
وللسادة القاااااااااادة
أقول
يا شيخ قرضاوي .. وأنت يا أيمن .. وأيضا ً يا شيخ هنية
لماذا لم تنزلوا بأنفسكم لأرض الميدان وتقودوا أنتم القتال حاملين بأيديكم راية فكركم .. وكفكم القتال بحناجركم
وحسبنا الله ونعم الوكيل

#محمد_عابدين (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات