أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد عابدين - يا حسرتاه .. على أمة أسقطت جنين الحداثة قبل أن يولد















المزيد.....

يا حسرتاه .. على أمة أسقطت جنين الحداثة قبل أن يولد


محمد عابدين

الحوار المتمدن-العدد: 2474 - 2008 / 11 / 23 - 08:48
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



هؤلاء صنعوا حياتهم وتقدمهم بأيدهم وفكرهم
ُترى ماذا صنعنا نحن !!!

... يا حسرتاه ...
على أمة أسقطت جنين الحداثة قبل أن يولد
ويا ليتنا نستفيد من التكنولوجيا المتطورة التي أنتجها مفهوم الحداثة .. قدر إستنزافنا دمائنا من أهوال إتباع النقل بالعنعنات للمفاهيم المنغلقة والمهجورة إنسانيا ً.. وكلاهما للأسف يسيطران على السلوكيات والأفعال الخاصة والعامة

من المُسٌلمات المعترف بها دوليا ً وليس عندنا أن الحداثة ترتبط بالفكر و المفاهيم والوعي الجمعي والسلوكيات البشرية .. قبل ارتباطها بالوسائل والمنتج الحديث
أما عندنا
لم ولن تقوى الرؤى الجديدة لمجابهة الفكر المنغلق على ذاته داخل عقول الناس والبسطاء منهم على وجه الخصوص
نعم نستخدم أدوات الحداثة ومنتجاتها ... لكن بمفهوم وفكر ميت .. مات أصحابة من زمن .
الموبايل في أيدينا .. والكمبيوتر في بيوتنا .. والسيارة في إنتظارنا
وغالبية فكرنا وثقافتنا نأخذها من المقابر

المفاهيم الحديثة وَصَفت الحياة البشرية بمواصفات غيرت من شكلها وظاهرها وإستفادت غالبية الأمم من هذا التوصيف ، وتقدمت بإستدعاء الحداثة الكاملة لفكرها ومفاهيمها ، تقدمت حينما تبنت الفكر المتطور جنينا ً حتى كبر وكبرت معه ، ونظرت للحياة بنظرة إيجابية وفعالة .. تعايشوا الإنسانية وعاشوا لها فصارت الإنسانية هى الحياة وأصبح للإنسان معنى وحق
أما أمتنا فلها العجب .. ومنها .. فما زال أصحاب خطابها الديني يخشوا من أن تسحب الحداثة البساط من تحت أقدامهم ، ويفقدوا مكانتهم وسلطويتهم على الناس البسطاء فقرروا مواجه هذا المنافس القوي .. وجاء قرارهم بأسقاط الجنين قبل أن يولد .. حرصا ًمنهم على آلا يصير خطابهم خالى المحتوى أمام هذا العملاق الجديد " الفكر الحديث وحداثة الفكر " .. وفي نفس الوقت كي لا يفقدوا قدرة طرح ايجابتهم على الأسئلة المتنوعة والمتعددة التي قد يطرحها هذا العملاق بعدما يتطور الفكر والمفهوم والمفاهيم لدى الناس .
كما وسبق أن حدث مع أحد كبار مشايخنا وهروبه من البرنامج التلفزيوني تحت ضغط عجزه عن الرد على تساؤل مقدمة البرنامج .. عن ملكات اليمين وموقعها الحالي من المجتمع وكونها من أصل الأصول
وعبثا ً حاول الخطاب الديني أن يرتدي رداء الحداثة وسعى لتقديم وصف جديد ذو نظرة دينية لأمور الحياة المستجدة .. إلا إنه لم يدرك أن رداءه كان معكوسا ً فقد إرتداه مخالفا ً للعادة والطبيعي من العرف والموجود .. إرتداه من الماضي السحيق .. والغريب والعجيب إنك تجده وكأنه لم يكن يدري أن هناك من غير ناسه وأتباعه ومريديه .. من يراقبه عن بعد ويتلمز عليه .
فالنظرة الشكلية للأمور دائما ما تكون سطحية .. مما يفقدها القدرة على التغلغل إلى المحتوى الموضوعي .. وهنا الإشكالية التي لم نجد لها حلا ًولن نجد .. طالما هناك بشر يقدس بشر ويعصمهم ويعظمهم ويبجل فكرهم وقراراتهم ، وطالما هناك على الساحة الفكرية خطاب ديني يتمخض عن القديم في زي جديد ويتعلق بظاهر الأمر وشكله .. ويتفادى التوغل والولوج في أمور مستحدثة .. أمور تفقده مصدقيته ، لذا نجده قرر البعد التام عن أصل ومحتوى الحداثة أو مفاهيمها طالما تحتك وتتماس أو تتعلق بأمور ومفاهيم دينية متوارثة .. مشهرا سلاح الخروج عن الجماعة والمألوف لما لديهم في وجه من يعترض ، ولا غرو في هذا .. لأن نصيبهم من العلم ما قد ُدرس وُحفظ وُنقل حتى بدون فهم أو تدارس أو تعقل المهم عندهم إنه ثابت لا يمكن تغييره أو إستبداله أو حتى لا يجرؤوا على تعديله ليواكب عصرهم .. هذا ما كان وسيكون.. فتجد في جعبتهم أن البدع جميعها تشترك في وصف الضلالة ، فليس فيها ما هو حسن وما ليس بحسن ، والبدعة هنا هي التحديث والحداثة .. أما هم فلهم ما نقل بالحرف وزيادة وإستزادة من شرح المشروح .. ليس إلا.
فقد جاء في الصحيح من حديث العرباض بن سارية أن النبي قال ( وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ) وزاد النسائي ( وكل ضلالة في النار ) إلآ إنها ليست على رتبة واحدة في الضلال ، فمنها البدع الكبيرة والصغيرة والمكفرة وغير المكفرة . وليتني أدري بزيادة النسائي تلك أ كانت من عندياته .. أم من أقوال الرسول .. وما المقصود برتب الضلال ؟؟ أو ما المقصود هنا بمعنى الضلال نفسه ؟؟
ومن العجيب أن تجد من يقول أن هذا الحديث على قلة ألفاظه يحوي من المعاني والمسائل الشيئ الكثير ، فقد بين الضابط العام والقاعدة الكلية التي توزن بها الأعمال وعلى ضوئها يحكم بمشروعيتها أو عدمها " والتساؤل : لمن الحكم هنا ، ومِن مَن ، ومن أين ؟؟؟ " ، ومن خلاله يتبين أن مقتضى العبادة " ولاحظ لفظ العبادة هنا ومقتضياتها " التي خلق لها الإنسان " لا تنسى أن جميع المخلوقات خلقت للعبادة كما تعلمنا وليس الإنسان فقط " " يسبح لله ما في السموات والأرض "، ويستكمل ليقول أن يجعل المسلم " ولاحظ هنا أيضا ً لفظ المسلم " أقواله وأفعاله وسلوكه وتصرفاته وفق المناهج التي جاءت بها الشريعة ، وأن يفعل ذلك طاعة وإستسلاما ً وإنقيادا ً ....
لا تعليق على كل ما سبق سوى كلمة واحدة
يا حسرتاه !!!!!!
فبالله عليكم أيا ً منا يستمع لهذا الكلام .. ما الذي سوف ينطوي عليه فكرة
وتصرفه وسلوكه وطباعه وخصاله .. أيخالف مقتضيات العبادة فيصير كافرا ً أم يخالف الجمع المسلم وهو مسلم ليكون مرتدا ً .. أم يرتكن للأمر والنهي ويسلم مستسلما ً.. ويمسي مطيعا ً ويصبح منقادا ً .. ولا مفر
ولو تروينا وتعمق تفكيرنا قليلا ً لوجدنا أن مفهوم الحداثة في مدارك اصحاب الخطاب الديني تنحصر فيما إستحدث من الأمور الحياتية ظاهريا ً ، والأخذ بالشكل والمظاهر والمظهر والوسائل .. بعيدا ً كل البعد عن الفكر والمفاهيم العلمية الحديثة ومتطلباتها
مما أدى لظهور ظواهر عجيبة من مثل.. البنوك الإسلامية .. القروض الإسلامية الأزمة المالية بعيون إسلامية .. مخطوطات رقمية لذخائر التراث .. الفضائيات الإسلامية .. المواقع الإسلامية على الشبكة العنكبوتية .. نغمات الموبايل الإسلامية .. الويندوز الإسلامي .. الأفراح على الطريقة الإسلامية .. كوافير إسلامي للمحجبات .. الزي الإسلامي وملابس المحجبات .. الموضة الإسلامية .. إسلامكو .. تجارة ، وتصدير وإستيراد ، تصنيع .... وهكذا دواليك حتى وصلت هذه النزعة إلى النموذج الإسلامي في الممارسة الجنسية ليحصل بها عالم أزهري على درجة الدكتوراه العلمية " دكتوراه في أسلمة الممارسة الجنسية " روزاليوسف العدد
( 3982 ) 8/ 10/ 2004 .. وممارسة الحياة الزوجية على الطريقة الإسلامية ، و.. ، و .. ، و..
هذا هو مثال بسيط للعلة والمعلول يدلل عن حجم المساحة التي يستطيع التحديث أن يسبح فيها في حياة الناس في مجتمعاتنا بعيدا ًعن فكرهم ومفاهيمهم ووعيهم ومداركهم .. حيث هي مقدار المساحة نفسها التي سمح بها أصحاب الخطاب الديني من دون معارضة أو مصادرة .. ومع ذلك يدّعى أصحاب الخطاب الديني قدرتهم على التواصل مع اصل الحداثة ومحتواها ، متصورين أن تغيير شكل ومظهر الحياه هو في حد ذاته تحديث كامل متكامل ، وهذا غير منطقي بطبعه أن يكون فكرنا ومفاهيمنا ومنابع سلوكياتنا ذو جهد تاريخي متوارث عبر عصور ولت بصحيحها أو سقيم تاريخها ، وما بين أيدينا وحياتنا محدث ومتطور ولا يمت لواقع هذا الفكر الحديث بصله ، ودائما ما كان ذاك الفكر محصور أبدا ً في آراء الفقهاء وأصحاب الخطاب الديني فيما بين التحريم والتحليل ، شرعي أو غير شرعي .. وكأنهم يتعاملون مع بشر فقد مقدرته على التمييز ، إناس فاقدي الإرادة والعقلانية ، عقول دائما ما تحتاج لمن يوجهها ويقودها ويقومها .
والتساؤل هنا :
كيف بمفهوم فقهي لأمر ما أن يتحول من الحرام للحلال لمجرد عجزه عن مواكبة الواقع المستحدث ؟؟
وإليك عزيزى القارئ مثال بسيط حول مفهوم قضايا المرآة المرتبط بالنص والأثر كالإقرار في البيوت ، عدم التلامس بالمصافحة ، الحجاب ، التحدث للغريب من وراء حجاب ، .. ، .. ومن ثم مفهوم تلك القضايا الخاصة بنفس المرأه المرتبط بالحداثة .. وخروجها للعمل مثلا ً.. فكان لابد من التحديث في الخطاب الديني الموجه للعقول ليواكب مرحلة حداثة وضع المرأة الجديد .. فكانت الفتوى ...
بأن ُتخرج المرأة العاملة ثديها لترضع زميلها في نفس العمل .. كسرا ً للخلوة .
وهنا نجد كيفية ربط الحداثة الشكلية بالفكر المتخلف طبقا لما لدينا من تراث ، والمقصد هنا هو الإستمرارية المتواصلة في نقل النصوص البشرية المقدسة وتأويلها والعيش بهذا التأويل وعليه ،
وهنا يظهر ما يجب أن يكون عليه التحديث .. ليس التحديث في الشكل بل تحديث آليات الفكر بمجالاته الثقافية والتعليمية والسياسية و .. و .. والمشمولة بالمسائل المرتبطة بالإعتقاد ، تلك المسائل التي طمست ومحيت ودخلت ضمن نطاق اللامفكر فيه
حقا ً إن ما سبق .. لا يوصف إلا .. بما أحسنه من فهم للحداثة و ما أفضله من تحديث فكر ومفاهيم تقدم على طبق من فضة للعامة من البسطاء ..
وهنا أيضا ً لا تعليق سوى
.... يا حسرتاه ....
على الورقة الخجولة الميته التي كتب عليها الحداثيين أفكارهم المشتته والمبعثرة والتي في الغالب إستسلمت للمحاكمة الجدلية المقيتة .. فعجزت عن تجديد الفكر لدينا بشكل جذري ودائم ، وصار الفكر التسليمي التواكلي منهاج حياة للغالبية منا تحت ضغط الثقافة السمعية الشفهية مجهولة المصدر والمهجورة في كتب لا يطلع عليها سوى أهل الخطاب فقط ..
وباتت الناس على حالهم من السكون والقناعة السلبية .. لتصبح تعيش في بلاد مظهرها حديث وباطنها يعلم به الله عز وجل
وإلى لقاء آخر بإذن الله
محمد عابدين



#محمد_عابدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمة أسقطت جنين الحداثة قبل أن يولد
- دعوة دينية للعبادة .. أم .. دعوة سياسية للقيادة
- جدل تحت سقف سقيفة َغير مسار دعوة دينية للعبادة .. إلى .. دعو ...
- رهينة المحبسين الفتنة .. والعار صاحبة الفريضة السادسة
- جريمة إغتيال عقولنا على من تقع ؟؟ الراوي أم المروية أم المرد ...
- فى ذات السياق


المزيد.....




- وحدة أوكرانية تستخدم المسيرات بدلا من الأسلحة الثقيلة
- القضاء البريطاني يدين مغربيا قتل بريطانيا بزعم -الثأر- لأطفا ...
- وزير إسرائيلي يصف مقترحا مصريا بأنه استسلام كامل من جانب إسر ...
- -نيويورك تايمز-: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخ ...
- السعودية.. سقوط فتيات مشاركات في سباق الهجن بالعلا عن الجمال ...
- ستولتنبرغ يدعو إلى الاعتراف بأن دول -الناتو- لم تقدم المساعد ...
- مسؤول أمريكي: واشنطن لا تتوقع هجوما أوكرانيا واسعا
- الكويت..قرار بحبس الإعلامية الشهيرة حليمة بولند سنتين وغرامة ...
- واشنطن: المساعدات العسكرية ستصل أوكرانيا خلال أيام
- مليون متابع -يُدخلون تيك توكر- عربياً إلى السجن (فيديو)


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد عابدين - يا حسرتاه .. على أمة أسقطت جنين الحداثة قبل أن يولد