أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - كاظم الحسن - التعايش مع الازمات














المزيد.....

التعايش مع الازمات


كاظم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 2513 - 2009 / 1 / 1 - 04:29
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


في مجال الطب يُنصح المصاب بمرض مزمن (كالضغط والسكر) بالتعايش معه، وهو اقرار بان المرض في الوقت الحالي لا علاج له، ويخضع لما يسمى بالاحتواء وادارة الازمة، وتتم السيطرة عليه في حدود معينة، واهماله قد يؤدي الى تفاقم المرض وزيادة خطورته وتهديده لحياة المريض.

والتعايش مع الازمات لم يقتصر على الطب، بل انتقل الى مجال السياسة، فأصبح الفساد والارهاب مستشريا في العالم الى الحد الذي اخذ العالم يتقبل وجوده ويتعامل معه على اساس التعايش ومحاولة تحجيمه لا القضاء عليه.
وعندما يصنف العراق على انه دولة فاشلة، وهو مصطلح اطلق على العراق في زمن نظام البعث وما زال ساريا بامتياز، فان التساؤلات التي تثار هي كيف يصبح العراق الدولة الثانية في احتياط البترول، والدولة الثالثة في مراتب الفشل على مستوى العالم؟.
ولكن حين يجتمع الفساد والبترول فان الفقر ثالثهما، وهكذا علينا ان نتعايش معهم وكذلك مع الارهاب.

وكان الله في عون من هو مصاب باحد الامراض المزمنة لانه والحال هذه، عليه التعايش مع الاعداء الخمسة!.

ان توطين النفس على تقبل المحن والكوارث والازمات والتعايش معها على انها قدر تاريخي، والتسلح بآليات دفاعية لتفادي حدوث انفجار اجتماعي محتمل بسبب تلاحق هذه المصائب الحبلى بعجائب الزمن، يعطي شرعية للفساد والظلم والاستغلال وكل ما هو خارج طاقة الانسان واحتماله ويجعله متماهيا مع الحالات البالغة السوء ما يؤثر على مجمل نشاط حياته ويجعله ريشة في مهب الريح.

ويذهب البعض في تجميل الحرب ويعتبر ان لها دورا ايجابيا ولولاها لاصبح العراق في كنف السبات والركود واصابه الذبول والاضمحلال، ويصل الشطط لدى البعض مداه وذلك من خلال الاعتقاد بأن للحرب وظيفة لا يمكن نكرانها بالنسبة للعراق بوصفها اختبارا لقدرة المجتمع على التكتل والتضامن لان الوضع الجغرافي ترك بصماته على التكوين النفسي للعراقيين.

وهكذا تتفق النخبة واصحاب النظريات والشعارات الكبرى وعامة الناس على ضرورة الحروب واهميتها ولكن الفرق ما بين الاثنين، في النتيجة كالمسافة بين الماء والارض ف (انتجسيا) الحروب يصبحون من ضيوف المهرجانات والفضائيات والفنادق الفخمة وهي اوسمة الحروب لهم أما امتحان اولئك الفقراء فانهم وقود للضرورة والقائد الضرورة.
وهذا الانسان، اخذ يبحث عن الامثال والحكم للتعاطي مع البيئة المعادية للحياة والآمال من نوع (اخذ الامور على علاتها) اي التعايش معها، توقع اسوأ الاشياء، الشين الذين تعرفه خير من الزين الذي لا تعرفه، وهكذا اغلقت الحياة على ما يسمى اخف الضررين واهون الشرين.

في زمن الحروب كانت الخيارات اما الموت في الجبهة او التخلف والموت بانتظارك واما الاسر في ايران، ومدة الاسر لا يعلمها الا الله.
والان السؤال ايهما افضل زمن الدكتاتورية ام زمن الفوضى؟ نقول زمن الطغيان عقيم ولكن الفوضى قد تلد الحرية.

وعموم الناس ترى ما يحدث لها من ازمات عاصفة لم تهدأ يوما ما، امتحانا لقدراتها على الصبر والمطاولة والايمان.
والبعض الاخر يرى حتى في الامتحانات، توجد عطلة رأس السنة، نصف السنة، وفي مباريات كرة القدم استراحة ما بين الشوطين، وفي الازمات التي تحدث بين العشائر هنالك ما يسمى بـ(العطوة)، وحتى الحروب توجد فيها فترات من الهدنة.

فلماذا نحن نشذ عن ذلك والمصائب تتوالى علينا وكمال يقال في الكلام الدارج (فوكَه فوكَه)!

وقد تكون ابيات الشعر في قصيدة كاظم الحجاج جدارية النهرين اقرب في توصيف المشهد العراقي:

اقسم بالزيتون والتين اني لا عجب من عمري
رغم ثلاث حروب

كيف تعديت الستين



#كاظم_الحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة بين الأخلاق والميكافللية
- لكن وأخواتها
- العراق في مفترق طرق
- الانتقال من العدو الى الذات
- الاصلاح في الشرق الاوسط... والخوف من الحرية
- الأحزاب السياسية ومستقبل الديمقراطية في العراق
- الإرهاب و غسيل الواقع
- الإمارة الطالبانية ومنع طائرات الأطفال الورقية!
- المرأة في البرلمان
- استثمار الاجساد المفخخة
- منظمات المجتمع المدني.. قوة توازن بين الدولة والمجتمع
- الدولة و المنظمة السرية
- مجتمع مدني أكثر و دولة أكثر
- الطفولة المسلحة في عهد الدكتاتورية
- تأهيل الثقافة القانونية في منظومة التربية
- الدكتاتور.. الصورة والأصل
- صراع جهلة.. صراع حضارات
- صدمة الإعلام الحر
- قراءة التأريخ في العقل الشعبي
- الإسلام في أوربا وجدل الانتماء والهوية


المزيد.....




- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟
- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - كاظم الحسن - التعايش مع الازمات