أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كامل السعدون - إذا نطق الحذاء فصدقوه .. فخير القول ما قال الحذاء ..!















المزيد.....

إذا نطق الحذاء فصدقوه .. فخير القول ما قال الحذاء ..!


كامل السعدون

الحوار المتمدن-العدد: 2500 - 2008 / 12 / 19 - 03:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


-1- حين تشكلت دولة العراق الحديث جامعة الأشلاء التاريخية للعراق العتيق الخالد .. حين تشكلت في بواكير القرن العشرين ، كان للإنجليز واعيان وضباط الدولة العثمانية فضل ذلك الفعل الشريف .
إنتزعوا من الأتراك والإيرانيين والسعوديين اراض ووقعوا معهم معاهدات عدم إعتداء وأستتب الأمن وشرعت الدولة بإمكاناتها الشحيحة يومئذ ، شرعت ببناء ذاتها وسنت الدستور وأقامة ديموقراطية برلمانية تتناسب مع العصر وحجم وعي الناس آنذاك ..!
ليس إلا سنوات قليلة وإذ بالفكر الماركسي يدخل البلد ، وسنوات وإذ بأهل الجنوب وأكراد الشمال يلجون بوابات ذاك الحزب الوليد ..!
هؤلاء خرجوا على سلطة رجال الدين العجم الذين كانوا يحرضونهم على عدم الدخول في خدمة دولتهم أو التعلم في مدارسها أو الإنضمام إلى جيشها ..تحت ذريعة أنها حكومة إحتلال ..!
واولئك خرجوا على ظلم القبيلة والإقطاع والأغوات الذين يحكم شمال عراقنا اليوم بعض احفادهم وأنسبائهم وأشباههم ..!
كان للحزب الشيوعي فضل إخراج العراقيين بمختلف اعراقهم ، إخراجهم من كهف الطائفة والعرق والقومية إلى فضاء المواطنة الحضارية التقدمية الجميلة ..!
كان للشيوعيين الرواد فضل تحرير الإنسان العراقي من التأثير الأعجمي والشوفيني القومي ..!
كان لهم .. وشتان بين الأمس واليوم .. شتان ..!
-2-
شيوعيو الزمن البهيج ... شيوعيوا الملكية الدستورية العراقية الوطنية الحرّة تمام الحرية من الإرتباط بشاه إيران أو وهابيوا السعودية ..!
شيوعيوا الزمن الوطني الديموقراطي الأوحد ، كانوا يطلقون التظاهرات تحت شعارات من قبيل :
نوري سعيد القندرة وصالح جبر قيطانها ...!
لا الحكيم عبد العزيز ولا المالكي أو الهاشمي أو الدليمي بوطنية وشجاعة وعراقية نوري السعيد أو صالح جبر رحمهما الله ..!
بل ولا حتى بما يعادل قلامة أظفر من اظافر نوري السعيد وصالح جبر والخالصي الكبير وأبو التمن والصدر الكبير ووو ..!
ومع ذلك أتهموا بالعمالة والخيانة ، لإرتباطهم بدولة لم تضرب العراق باليورانيوم ولم تنشر الكوليرا والفساد ولم تفتح ابواب البلد للعجم ولم توقع إتفاقية بحجم مهانة وخطورة إتفاقية المالكي – بوش ..!
بل هي جمعت اشلاء العراق التاريخي في دولة موحدة واضحة المعالم والحدود يعيش فيها كل العراقيين تحت سيادة دستور متحضر ، اين منه دستور عراق الطوائف ، الذي كتب خلسة في سرداب نجفي تحت اعين وبحضور الأخوة الأحبة العجم ..!
ومع ذلك كان الناس يلوحون لهم ( بالقنادر ) ، ويدعونهم ( قنادر ) ..!

-3-

بينما العالم كلّه ينبهر لفعل عراقي وحيد اصيل بين اطنان من اللحم البشري الرخيص من مُدعّي العراقية من اللطامين والنواحين وعملاء الموساد وربائب الأمريكان ..!
وبينما شعبنا في الداخل والخارج يسارع لنجدة منتظر الزيدي .. النبيل الذي ثارت فيه نخوة عراقيوا ايام زمان ..!
بينما الأمر هكذا ، شرعت اقلام وأصوات بائسة هزيلة تشكك وتسخر وتلوم الضحية على ردّة فعله ..!
وهبّت مواقع عديدة .. مواقع إنترنت عراقية من توابع الطائفية والإقطاع السياسي الكردي وشراذم اليسار الحكومي الحالم بمقعد بلدي ( لا يهشّ ولا ينشّ ) في عراقنا المحتل ..!
هم يعلمون جيدا أن وقفة عزّ واحدة تعادل كل مقاعد الدنيا ..!
وهم يعلمون أن مجلس بلدي أو برلمان أمة أو وزارة في بلد محتل ، هي وظيفة إرتزاقية لا اكثر ولا اقل ( بمعنى عملاء مثل بلاك ووتر ، ادوات لا اكثر ) ..!
لا برلمان العراق ولا وزارات العراق ولا مجالس البلدية في العراق المحتل حرّة وممثلة لشعب بلدها ، لأن كل اوراق العراق شئتم أم ابيتم هي في يد الأمريكان والإيرانيين والموساد ، والثلاثة هؤلاء مرتبطين مع بعض في رباط لا ينفصم ..!
( إستدراك : هل نسيتم أن في الجيش الأمريكي وبين شركات الحماية إسرائيليين ويجتمع في المنطقة الخضراء اليوم كنيس وحسينية وحضور إيراني وأمريكي وإسرائيلي كتفا لكتف ويدا بيد ، في البرلمان وفي حماية المالكي وبقية الشلّة وفي المطاعم والخدمات والبرلمان وحماية البرلمانيين والوزراء )
وثانية أخرى :
هل نسيتم كيف زار نجاد العراق تحت حماية الأمريكان والإسرائيليين وكم من مرّة عُقد إجتماع بين الإيرانيين والأمريكان تحت حماية بلاك ووتر وبقية مرتزقة إسرائيل ( وفيهم من فيهم ممن هو منشغل بتدريب البيشمركة ومراقبة سوريا وتركيا من اراضي شمال العراق ) ..!

-4-

اتفهم والله رعب بعض العراقيين من البعث ..!
اتفهم كل هذا وربي ، وأتفهم إنسحاب هذا على العرب وبلدان العرب ..!
فهم خذلونا طويلا واستغلوا ثروات بلداننا وشغلونا بقضاياهم وما انشغلوا بوجعنا ..!
لكن .. لا يعني هذا أن نتحول في غمظة عين إلى يهود اكثر من اليهود انفسهم ( مع إحترامي للشعب الإسرائيلي المتحضر ) ، أو امريكان اكثر من بوش ذاته ، أو عجما اكثر من نجاد وخامنائي ورفسنجاني ..!
هناك حدود للخوف وحدود للغضب وحدود للإنتقام والثأر ، تبقي للمرء على الأقل قليلا من الإحترام لنفسه وشجاعة الإقرار ببسالة رجل من امثال منتظر الزيدي ..!

-5-

بين الغثّ الكثير الذي نشر في صحافة النت الطائفية والعرقية ( والذي لا اشك في أن شعبنا لا يقرأه وإن قرأه فإنه سيلعن هؤلاء الكتبة الغرباء عن الهمّ العراقي والوجع العراقي والحقيقة العراقية المأساوية ..) ..!
هذا واحد .. لا عفوا .. عشرة أو عشرون من (الكتبة) ، يقول (يا جماعة عيب ، هذا النوع من الإحتجاج الهمجي ينافي قيم الضيافة ..!!!!) .
حتى بيوت الدعارة لها ابواب ايها الكريم المستحي من فعلة منتظر ..!
حتى بيوت الدعارة لها ابواب ، من يدخلها لا بد أن يطرق الباب ، تعاينه المومس ( اكرمها الله وأذلكم ) ، تعاينه وقد تقبل وقد ترفض ، وتحصل مساومات ومحاورات ومداورات ..!
ضيفك بوش يدخل العراق ويخرج متى شاء وأنّى شاء ، شاء البرلمان أم ابى .. شاءت الحكومة أم أبت .. ضيفك بوش إن لم يدخل بغداد رسميا دخلها عبر البصرة أو كردستان أو الرمادي ..ضمن ترتيبات مفاجئة مع قواته ، وتفاجيء حتى الحكومة العراقية التي اقامها بوش .. تفاجيء بحضوره المهيب .. فأي ضيافة هذه يا صاح ؟؟
إذن بوش ليس ضيف بل هو رب الدار ، ورب الدار خادمهم كما يقال وعلى رب الدار أن يتحمل وقاحة الضيوف ..!
بوش ليس ضيف يا أخوان .. لا تقلبوا المفاهيم ، فهذا بهتان ما بعده بهتان ..!
بوش إنتزع البيت العراقي بقوة اليورانيوم المنضب والقنابل الذكية وبلاك ووتر والموساد والسي اي اي والفرقة القذرة التي تعهدها هو والجلبي في جزيرة غوام ..!


بوش إنتزع العراق بعد إثنا عشر عاما من الحصار ، راح ضحيته قرابة الأربعة ملايين شيخ وطفل وإمرأة بفضل نقص الغذاء والدواء ...!
بوش ليس ضيف فكفّوا عن هذا الكذب الفاضح على انفسكم لا على العراق والعراقيين ( لأنهم مفتحين باللبن كما يقول المثل ) ..!

-6-

وبعض الكتبة ( النجباء ) ، يقول هذه مؤامرة بعثية ..!
سبحان الله .. مؤامرة بعثية ... الفعل الوطني الإحتجاجي الشريف ، مؤامرة بعثية ..!
عجبي ..!
الفعل الوطني الإحتجاجي الذي تقوم به كل الشعوب الحرّة ، مؤامرة .. ومؤامرة بعثية ..؟
الا ترون أنكم بهذا تنسبون للبعثيين كل ما تفتقدون من مقومات الكرامة والشرف ؟
كيف تجتمع الدكتاتورية والفاشية والمقابر الجماعية والإستبداد والقطار الأمريكي الذي حملهم إلى السلطة عام 1968 ، تجتمع هذه بقيطان حذاء عراقي كريم شريف ترك بصمته على التاريخ الأمريكي كله ؟
كيف ؟
إذن ماذا بقي لكم ايها المناضلون الكرام .. الطبقيون منكم والطائفيون ؟؟
تركتم النضال كله للبعثيين وجلستم تنتظرون مقعدا ذليلا في بلدية الصويرة أو الكفل أو ميسان ..!
وحتى هذا المقعد الذليل لن تنالوه ، لأن ناخبيكم لن يأمنوا للجبناء ، بل يريدون ممثلين شجعان بحجم الزيدي لا اقل ولا اكثر ..!

-7-

إذا نطق الحذاء فصدقوه ... !!
للأوربيين ادواتهم الإحتجاجية السلمية .. بيض فاسد .. طماطم .. حرق كاريكاتيرات ترمز لهذا الفاشي أو ذاك ..الخ ..!
انتم يا اهلنا الكرام .. يا عرب العراق الشرفاء .. إخترتم كعهدكم دوما .. إخترتم الحذاء ( اكرمه الله وأذل اعداءه ) ، سلاحا للتعبير عن الإحتجاج ..!
حين تخرجون غدا للتظاهر أو الأحتجاج على الأمريكان أو ادواتهم .. لا تحملوا صور اشباح ترتدي عمائم ... لا تحملوا بيارق خضراء وصفراء وسوداء .. بل إحملوا قنادر ..!



#كامل_السعدون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الحذاء ( قُدس سرّه الشريف )
- هذا حذاء بألف عمامة
- إتفاقية الإنتداب الجديد – اين حق الشعب بالتعويض والإعتذار ؟
- الإتفاقية ..جاءت لمن ومن المستفيد حقا وصدقا ..!
- بركات الحسين .. إحتلال .. بركات الرضا .. رقائق بطاطس حلال
- عن الخوف الذي كتب دستور شعب مستباح
- جهود السيستاني الأريب في نشر المذهب الحبيب
- وللإتفاقية المذلّة من يدعمها بحماس وحبور
- عن الحسين والنواح الحسيني الأزلي .. نتحدث
- تقاليد قهر النسوة في فكر سيد الخليقة
- ثقافة التخريف والتضليل في عراقنا البائس العليل
- لا بد من إكمال ما لم يكتمل... حروب كربلاء وصفين والجمل
- بشراكم ايها العراقيين ..مناهج التعليم بين يدي السيستاني الكر ...
- بذرة الخراب في دين المنصور بالرعب
- او يمكن للمشغولين بالموت والموتى والثأر من الماضي أن يبنوا د ...
- مطلوب دعم أممي عاجل لحكومة الرئيس السنيورة
- الأمريكان... صانعوا الحدث ونقيضه
- الخاسر الأكبر في حرب الطوائف إخوة الحكيم السنة
- فاجأنا الغزو ونحن نيام
- السعودية تهدد ... امريكا وإيران تنفذان


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كامل السعدون - إذا نطق الحذاء فصدقوه .. فخير القول ما قال الحذاء ..!