أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - كامل السعدون - إتفاقية الإنتداب الجديد – اين حق الشعب بالتعويض والإعتذار ؟














المزيد.....

إتفاقية الإنتداب الجديد – اين حق الشعب بالتعويض والإعتذار ؟


كامل السعدون

الحوار المتمدن-العدد: 2477 - 2008 / 11 / 26 - 09:03
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


-1-

" إننا نعتذر أخلاقيّا عما سببه الاستعمار الايطالي للشعب الليبي من آلامٍ وأضرار، وهذا التعويض اعتراف مادي ومعنوي بالأخطاء التي ارتكبتها بلادنا تجاه بلادكم خلال الحقبة الاستعمارية.. هذه الاتفاقية تفتح أبواب المزيد من التعاون. "

رئيس الوزراء الإيطالي سيليفيو برلسكوني

-2-

عبر كافة بنود المعاهدة ، لم يرد البتة ذكرٌ للشعب العراقي ، مصالحه ، إهتماماته ، منافعه وخسائره التي تكبدها إبان الإحتلال وسنوات الحصار.
ولم يرد إعتذار للشعب العراقي عما سببه المحتل لهم من آلام وخسائر وفواجع ..!
الليبيون عوضوا الأمريكان قرابة ال(2.7 مليار دولار) ، اي ما يعادل 10 ملايين دولار لكل اسرة من اسر الضحايا ال( 270 ) الذين قتلوا في جريمة تفجير طائرة البان امريكان فوق لوكربي ..!
الإيطاليون إعتذروا عن سنوات إحتلالهم لليبيا وقدموا قرابة الخمس مليارات دولار تعويضا عن بعض ما كابده الشعب الليبي ..!
العراق ذاته .. غزا الكويت قرابة الثمانية اشهر حسب ، ودفع حتى يوم الله هذا حوالي خمس وعشرين مليارا ، ولا زال في الذّمة خمسة عشر مليارا من الدولارات ، وزار رئيس النظام الذيلي القائم الآن ورئيس وزراءه الكويت ، وأعتذروا بأقوى العبارات وقالوا ( لقد اعدمنا من غزاكم فليتكم تسقطون ما تبقى من التعويضات والديون ) ..!
علما بأن النظام السابق غزا الكويت بإغراء امريكي وإقليمي لإيقاعه في الفخ تمهيدا لإسقاطه ، ولم يسقطوه حسب بل دمروا العراق كله ..!
العراق يعوض ، فمن يعوض العراق ذاته جراء ما تكبده عبر السنوات الخمس من تدمير وتخريب وقتل وتهجير وتشويه للبنية الإجتماعية والثقافية ونهب للمتاحف والمكتبات وإحراق للثروات ونهب وسرقة ملايين بل مليارات الدولارات على يد الأمريكان وادواتهم الطائفية والعرقية التي يسرت لهم الغزو ، فيسروا لها نهب البلد وتخريبه وتقتيل وتعذيب ابناءه وتشويه معالمه وتمزيق نسيجه الجغرافي والثقافي والسياسي والإجتماعي .

الأمريكان حاصروا العراق قرابة العشرة اعوام قبل أن يجهزوا عليه ..!
عشرة اعوام قتل فيها أو مات من نقص الغذاء والدواء ملايين عديدة ، خُرّبت البنية التحتية بالكامل لبلد كان متقدما في الصناعة والإقتصاد ..!
هل طالب ممثلو العراق في مباحثات الإتفاقية تعويضا عن هذا التخريب الهائل الكبير غير المبرر بالكامل ، خصوصا وقد تجلى للعالم اجمع أن كل ما قيل بشأن مبررات الحرب والغزو ( وقبل ذلك الحصار ) كل هذا كان كذبا فاضحا ، وبشهادة الأمريكان انفسهم وهذا كولن باول ذاته الذي ورطته السي اي اي بأكاذيب اسلحة الدمار الشامل ، ها هو يعلنها قوية ( لقد كذبوا علي ..! ) ، يعني وكالة الإستخبارات الأمريكية ..!
إذا كان الأمر كله بُني على كذب ، فإن من الملزم على الأمريكان أن يعتذروا أولا للعراقيين ( لا نعني بالعراقيين حكومة الإحتلال ، بل الشعب العراقي ) ، وثانيا أن يعلنوا إستعدادهم لتعويض العراقيين ( شعبا لا حكومة ) ..!
بغير هذا يعدّ اي إتفاق مع الأمريكان وأي معاهدة بدون إلتزام بالتعويضات ، تعدّ معاهدة باطلة كل البطلان ، ويجب على العراقيين مقاومتها ، كائنة ما كانت النتائج ، فالإرهاب الذي ذاق منه العراقيون الأمرين وهو إرهاب امريكي بالمقام الأول ( بشكل مباشر أو بالإستخدام غير المباشر للفرقة القذرة وللقاعدة وفيلق القدس وغيره ) ، نقول هذا الإرهاب سيستمر وافق العراقيون على الإتفاقية أم رفضوا ، وبالتالي فمن الخير الرفض ووضع الأمريكان وجها لوجه امام إلتزاماتهم وواجباتهم الأخلاقية والإنسانية تجاه شعب وقع ضحية لأحابيلهم الوسخة في ظل مجتمع دولي عاجز وأمم متحدة لم تملك من امرها شيء بعد غياب الإتحاد السوفيتي وركون الصين إلى التهدئة.
امّا أن تعتذروا وتعوضونا لتثبتوا حقا صداقتكم للشعب العراقي وأما أن ترحلوا ، ويبقى الدين العراقي معلقا برقبتكم حتى يتسنى لنا مستقبلا أن تكون لدينا حكومة وطنية قادرة على المطالبة بالحقوق العراقية ، كما طالب الكويتيون بحقوقهم ونالوها اضعافا مضاعفة ..!

-3-

رغم أن الكويت ( الشقيقة ) ثأرت لنفسها من العراق ( لا من النظام ) ، حين سمحت لجحافل الأمريكان بالمرور عبر اراضيها ، ويفترض في من يثأر أن يكون عادلا رحيما فلا يرهق ضحيته ولا يسحب إنتقامه على الجميع بلا إستثناء ، رغم هذا فإن الإنتقام لم يكن كافيا لها إذ إستمرت بإستقطاع خمسة بالمائة من واردات العراق من البترول ، ولم تسقط بقية ديونها ، وفوق هذا.. فوق هذا كله .. قيض لها في هذا الزمن الرديء أن تنال من العراق ارضا ومياها وبترولا .
وليتها إكتفت ، بل إنها تحلم بتقسيم العراق ، وتشجع وبقوة ، كل عراقي تجد لديه ولو نية متواضعة لتمزيق البلد .. !

تشجعه وتدعمه في ذلك ، إبتداء من جماعة فيدرالية الشيعة ، وصولا إلى إقليم البصرة لصاحبه وائل عبد اللطيف ...!
وللكويت ( كما لغيرها طبعا ) قناة تلفاز بوجوه عراقية ( ابرزهم الكاتب العملاق صاحب تحفة الضفدع ذو الفألول وإدفع درهما تقتل صهيونيا ) ..!
ولها حضور مخابراتي كثيف ووو ..!
نتساءل ثانية لماذا العراق وحده .. لماذا وحده رخيص في عين اهله وضمائرهم ..!
لماذا ؟؟



#كامل_السعدون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإتفاقية ..جاءت لمن ومن المستفيد حقا وصدقا ..!
- بركات الحسين .. إحتلال .. بركات الرضا .. رقائق بطاطس حلال
- عن الخوف الذي كتب دستور شعب مستباح
- جهود السيستاني الأريب في نشر المذهب الحبيب
- وللإتفاقية المذلّة من يدعمها بحماس وحبور
- عن الحسين والنواح الحسيني الأزلي .. نتحدث
- تقاليد قهر النسوة في فكر سيد الخليقة
- ثقافة التخريف والتضليل في عراقنا البائس العليل
- لا بد من إكمال ما لم يكتمل... حروب كربلاء وصفين والجمل
- بشراكم ايها العراقيين ..مناهج التعليم بين يدي السيستاني الكر ...
- بذرة الخراب في دين المنصور بالرعب
- او يمكن للمشغولين بالموت والموتى والثأر من الماضي أن يبنوا د ...
- مطلوب دعم أممي عاجل لحكومة الرئيس السنيورة
- الأمريكان... صانعوا الحدث ونقيضه
- الخاسر الأكبر في حرب الطوائف إخوة الحكيم السنة
- فاجأنا الغزو ونحن نيام
- السعودية تهدد ... امريكا وإيران تنفذان
- اسماء الله الحسنى – ماذا لو نسبناها لأنفسنا ؟
- بين آلهة الأرض وآلهة السماء – شذرات فكرية
- وهم الحاكمية لخالق يسكن السماء – شذرات فكرية


المزيد.....




- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...
- مقتل عراقية مشهورة على -تيك توك- بالرصاص في بغداد
- الصين تستضيف -حماس- و-فتح- لعقد محادثات مصالحة
- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - كامل السعدون - إتفاقية الإنتداب الجديد – اين حق الشعب بالتعويض والإعتذار ؟