أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كامل السعدون - وللإتفاقية المذلّة من يدعمها بحماس وحبور















المزيد.....

وللإتفاقية المذلّة من يدعمها بحماس وحبور


كامل السعدون

الحوار المتمدن-العدد: 2439 - 2008 / 10 / 19 - 06:47
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


-1-

لا نشك في ان عرب العراق وأقلياته عامة ليسوا مع الإتفاقية ، بما فيهم طبعا اولئك الذين لا يريدونها حماية للعزيزة الشقيقة إيران .
لا احد يرحب بالإستعمار والإحتلال إلا من لا غيرة له ولا شرف عنده ولا ضمير ..!
لكنها .. لها من يدعمها ، بل ويرحب بها ويصاب بالجذل والحبور لمجرد ذكرها ، وتخيُل بقاء الأمريكان ( الطيبين الحلوين للغاية إذ هم مُحرري العراق من جلده وفاصلي عظمه عن لحمه) ، بقائهم بيننا إلى ابد الآبدين ..!
زعماء الإقطاع السياسي الكردي .. الناقمين على العراق والعرب والتاريخ والجغرافيا ولغة العرب وموروث العراق وحضارته ..!
هؤلاء أبرز من سيقف مع الإتفاقية وبمنتهى القوة ..!
عبر تاريخهم .. كانوا مع إسرائيل حينا ومع إيران إحيانا ، وكانوا على الدوام ضد كل من يقف امام احلام الإستقلال الناجز التام .
على ابواب الغزو ، بل مع ايامه الأولى .. إندفعوا خارج إقليمهم الآمن المعافى والقوي منذ سنين عديدة .. خرجوا من الشرنقة العرّقية الجميلة المباركة ، صوب فيافي وصحارى ومدن الآخرين ..!
خرجوا دون أن يكون هناك من طلب منهم ذلك أو توسل ..!
دون أن تكون هناك ضرورة للعودة إلى البيت .. البيت العراقي الذي عاشوا خارجه ما يفوق العقد من السنين ..!
ومن يجرؤ أن يطلب منهم العودة إلى حضن الأم وقد شبّوا عن الطوق منذ سنين ؟
من يجرؤ .. من .. وهم ( و للأمريكان الحمد) جيّدي التسليح ، اقوياء البنيان ، شامخي الأركان تتدفق عليهم الأموال من كل ناحية ومكان .
ولا يملك اي عراقي آخر ( بما في ذلك صدام في سنواته الأخيرة ) ، ان يضغط عليهم للعودة لبيت ينقمون عليه كل النقمة ..!
حين حوصر العراقيون قرابة العقد ، وهلك منهم الملايين جوعا وبردا وإنعدام دواء .. افلتوا من الحصار ..!
لم يجوعوا .. لم تقصفهم طائرات الحلفاء وصواريخهم العابرة للبلدان والبحار ..!
لم تُدمرّ لهم جسور ومصانع وحضارة ومعاهد علم بنيت عبر العشرات من السنين ..!
لم يحرم اطفالهم من دواء أو حليب ..!
ولم يذبح منهم جنديا على طريق الموت الممتد بين البصرة والكويت ، بينما ذُبِحَ وأحترق عشرات الآلاف من عرب الجنوب البسطاء.. البؤساء ..!

-2-

لكنهم .. لكنهم رغم هذا ..!
رغم تلك الأفضليات التي حُرم منها العراق كله .. رغم هذا .. شرّفونا بالتنازل عن حريتهم وسيادتهم وقبلوا ( حسرتي عليهم ) بفيدرالية ..فيدرالية فقط .. لا اكثر ولا اقل ..!
خرجوا من البيت الإقليمي بحبور ومرح وهمّة ... لجمع الغنائم ..!
كركوك وخانقين وجلولاء والموصل ووو .. وصولا إلى بدرة وجصان ( ربما ) ..!
يذكرني هبوطهم المبارك بهبوط قبائل الهون صوب روما لتدميرها ..!
يذكرني هبوطهم .. بهبوط اتباع محمد من جبل (احد) لجمع الغنائم بعد أن ظنوا أن قريش قد إنكسرت إلى الابد ولن تقوم لها قائمة ..!
هبطوا لجمع الغنائم ..فهل إنهزم العراق حقا .. هل إنهزم العراق .. اشك في ذلك كل الشك .

-3-

قلنا فيدرالية .. ونقولها ببهجة وجذل .. فيدرالية .. الله .. ما احلى الكلمة ..!
فيدرالية شيقة.. مثيرة ..ممتعة .. نتمنى على المحتل الأمريكي ذاته أن يقتبسها .. يتعلمها و .. يستبدل بها فيدراليته البائسة المتخلفة ..!
فيدرالية يفصلّون فيها ثوب العراق على هواهم وهوى حلفائهم الأمريكان والإسرائيليين ..!
فيدرالية يحكمون من خلالها العراق كله ، ويأخذون من خلالها الإتاوات الهائلة ( ارضا وثروة وتاريخا ولغة وهيمنة على السفارات والرئاسة والوزارات ) ..!
فيدرالية لا ينشغلون فيها بهمّ بقية العراقيين ( وقد قُتل من اهل العراق قرابة المليون خلال سنوات الإحتلال الخمس ، فلم يقطّب زعيم من زعماءهم القوميين الكرام حاجبه مستنكرا ، ولم تدمع عين ، بل العكس لم تتوقف قنوات تلفاز كردستان المباركة لحظة عن الردح والرقص والطرب ) ..!
ولهم الحق في ذلك فما شأنهم ، وهم معنيون بتقاسم ميراث العراق القديم ..لا اوجاعه .. تماما كما الأخسّاء من الأقارب ، يقتتلون على ميراث الميت قبل أن يُكرم بالدفن حتى ..!
فيدرالية ..بابها نحو العراق .. ليس باب سلامة وإياب .. بل باب أخذ وحسب .. قنص ونهب وعودة مأمونة مضمونة ..!
باب يلجونه هم فقط .. انّى شاءوا بخرائطهم وبوصلتهم ، فيعودون بالغنائم ، وإن تبعهم تابع ولو كان المالكي ذاته .. لأوقفوه مطالبين بكفالة من اي شحاذ أو صباغ احذية كردي ..!
فيدرالية .. لا مكان فيها للعراقي .. بينما مكانهم مأمون مضمون مهيب الجانب محروس بالبيشمركة حتى عند عتبة باب ربّ البيت العراقي ذاته ..!
فيدرالية قامت منذ البدء بين طفيليات توافقت على التخادم والتعايش ( كما القراد اجلّكم الله ) ..!
( شيلّني وأشيلكم على قول المصريين )
طيب .. بم يبتزون حليفهم ؟
يبتزوه فيما يلتقي فيه معهم .. الفيدرالية ..!
السيطرة على السلطة والتوسع في إقليمه ، مقابل توسعهم هم في إقليمهم ومقابل فيدراليتهم هم ، وربما إنفصالهم لاحقا ، كما وإنفصال حليفهم ذاته ولجوءه لاحقا للحضن الإيراني المقدس ..!
( ولا بد للطير من العودة إلى العش ) ..!

-4-

بينما العراقيون ( وبينهم ممثلو الولي الفقيه ) والأمريكان عاكفون على دراسة الإتفاقية ، والحوار ناشط بينهم هنا وهناك ، والجدل محتدم والشارع يتذمر ووو ، جاءت جريمة تهجير المسيحيين إلى سهل نينوى بعد قتل جمعٍ حبيب إلى قلوبنا.. منهم .
قلناها في مقالات سابقة ، ونكررها اليوم ..!
ليس من طرف مستفيد حقا وصدقا من تلك الإتفاقية إلا زعماء الأكراد ، زعماء الإقطاع الكردي الذين ينهبون ويسلبون ويجوّعون شعبهم الذي يتباكون على مظلوميته ..!
ويكفي المطلّع قراءة عابرة في صحف الأمريكان والإنجليز لتعرف ما يجري في ( كردستان ) .. من سلب ونهب ولصوصية ومحسوبية وهوان للفلاح والعامل والكادح الحيران ..!

-5-

سيقف زعماء الأكراد مع الإتفاقية ..!
سيضغطون بقوة من اجل تمريرها ، ولو كان الأمر بيدهم وحدهم ، لطلبوها من الأمريكان وتوسلوا من اجلها ، بل لكانوا هم من يوحي بها .
الناس يريدون حاضنة.. مرضعة .. راعٍ .. وعاء... ومظلة ..!
في محيط يرفض دولتهم ( الحلم ) .. ليس لهم إلا راع قوي ، بل ربما راعيان أحدهما دولي ( امريكا ) والثاني إقليمي ( إسرائيل ) ، وليس إلا هذان لهما مصلحة في أن يكون للأكراد دولة أو شبه دولة ..!
ونتذكر .. نتذكر توسلات زعماء الأكراد للأمريكان في أن يقيموا قواعد في كردستانهم ، ونظن أنهم فعلوا الأمر ذاته مع إسرائيل ..!
زعماء الأكراد مستعدين لإسكان كائنا من كان من الغرباء في إقليمهم شرط أن لا يكون عربي وعراقي بالذات ..!
ولأجل هذا سيضعون كل ثقلهم ، ليس الدبلوماسي أو البرلماني حسب ، بل اولا وفي المقدمة .. ثقل البيشمركة وقوة ذراعهم .
وهذا ما لمسناه قبل ايام حين قاموا بإغتيال حشد من الأخوة المسيحيين ، ثم فتحوا لهم ابواب كردستان للإقامة وقدموا لهم المعونات بينما يتعذر على العراقي العربي أن يدخل إقليمهم دون كفيل من اهل الإقليم ..!
اليس وراء هذا .. رغبة التوسع ، وضغطا على بقية العراقيين للإستجابة لمعاهدة الإنتداب .
إما أن تقبلون بها أو إننا سنغزو ديالى والموصل ونطرق ابواب بغداد بلا إستحياء ...!
هم اليوم .. يد الأمريكان الضاربة ، لأن الحلم الكبير الذي يحلمون به يقوم على الرضا الأمريكي ، والأمريكان لا يمكن أن يخرجوا من المولد العراقي بغير حمص ..!

-6-

ما يميز زعماء آل البيت عن زعماء الأكراد ، هو أنهم ليسوا احرارا كاولئك ..!
هُم مغلولون بقوة لعجلة الولي الإيراني الفقيه ( حفيد محمد والحسين وبقية الله من الدوحة الهاشمية ) .
ولهذا فأحبتنا آل الحكيم وبقية السادة الأكارم ( قدست اسرارهم الربانية ) ، ليسوا بوارد المبادرة للتوقيع على عجل ، إلا إذا اخذوا الموافقة من الإيرانيين ، وتلك يمكن أن تحصل ، كما حصلت سابقا حين نالوا الموافقة على قبول الغزو الأمريكي والترحيب به ..!
قد تأتي الموافقة الإيرانية قريبا بعد أن ينالوا ثمنا مناسبا لدعمهم المتواصل للأمريكان وتسهيلهم للغزو والإستمرار ..!
قد تأتي .. لكنها قد تأتي متأخرة ( لا سمح الله ) ، لهذا على الآسياش أن يتحرك ويعجل المهمة بالضغط على البطن الطائفية الرخوة التي تحكم المركز عبر اكثر من سبيل ..!
بينها ما رأيناه وبينها ما لا زال خافيا ، علمه عند غيتس وأوديرنو وبترايوس وطبعا .. الزعيمين التاريخيين ، البارزاني والطالباني ..!
اما جماعة الهاشمي وبقية زعماء الطائفة المنصورة ، فهؤلاء (راحت عليهم) ، ونالهم من الفتات ما يكفيهم ويزيد ، ولهذا لا نظنهم معترضين على اي شيء ، بل يكفيهم من الغنيمة الإياب وسلامة البقاء احياء ، تحت مظلة رضا الأحباب من عصابة الأربعة الكبار ..!



#كامل_السعدون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الحسين والنواح الحسيني الأزلي .. نتحدث
- تقاليد قهر النسوة في فكر سيد الخليقة
- ثقافة التخريف والتضليل في عراقنا البائس العليل
- لا بد من إكمال ما لم يكتمل... حروب كربلاء وصفين والجمل
- بشراكم ايها العراقيين ..مناهج التعليم بين يدي السيستاني الكر ...
- بذرة الخراب في دين المنصور بالرعب
- او يمكن للمشغولين بالموت والموتى والثأر من الماضي أن يبنوا د ...
- مطلوب دعم أممي عاجل لحكومة الرئيس السنيورة
- الأمريكان... صانعوا الحدث ونقيضه
- الخاسر الأكبر في حرب الطوائف إخوة الحكيم السنة
- فاجأنا الغزو ونحن نيام
- السعودية تهدد ... امريكا وإيران تنفذان
- اسماء الله الحسنى – ماذا لو نسبناها لأنفسنا ؟
- بين آلهة الأرض وآلهة السماء – شذرات فكرية
- وهم الحاكمية لخالق يسكن السماء – شذرات فكرية
- اليقين الكردي ... اليقين اليهودي أين يفترقان وأين يلتقيان
- حصان طروادة الأمريكي
- عن المسواك والفطائس الإسلامية العفنة
- إلى الشيوعيين في عيدهم – شعر
- الطاقة الروحية – العلاج الأنجع لمجمل المتاعب المادية الحياتي ...


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تعتقل محاضرة في الجامعة العبرية بتهمة الت ...
- عبد الملك الحوثي: الرد الإيراني استهدف واحدة من أهم القواعد ...
- استطلاع: تدني شعبية ريشي سوناك إلى مستويات قياسية
- الدفاع الأوكرانية: نركز اهتمامنا على المساواة بين الجنسين في ...
- غوتيريش يدعو إلى إنهاء -دوامة الانتقام- بين إيران وإسرائيل و ...
- تونس.. رجل يفقأ عيني زوجته الحامل ويضع حدا لحياته في بئر
- -سبب غير متوقع- لتساقط الشعر قد تلاحظه في الربيع
- الأمير ويليام يستأنف واجباته الملكية لأول مرة منذ تشخيص مرض ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من استهداف وحدة المراقبة الجوية الإسرا ...
- تونس.. تأجيل النظر في -قضية التآمر على أمن الدولة-


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كامل السعدون - وللإتفاقية المذلّة من يدعمها بحماس وحبور