أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الناصري - بوش يغادر مرفوع الرأس لكن الى الأسفل














المزيد.....

بوش يغادر مرفوع الرأس لكن الى الأسفل


أحمد الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 2488 - 2008 / 12 / 7 - 10:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"إنني سأنهي ولايتي الرئاسية مرفوع الرأس."
بهذه الكلمات السخيفة والتافهة والخالية من المعنى الحقيقي ومن الصدق، ختم بوش حياته السياسية الطارئة والفاشلة. بوش المجرم والغبي والوغد والتافه والأحمق والجاهل، كما يصفه الناس في أمريكا وأوربا، وكما تقول عنه الصحافة الأمريكية. بوش الرئيس الأمريكي الفاشل والقاتل، الذي قاد جريمة الحرب العدوانية والاجتياح والاحتلال لبلادنا، وأستخدم أسلحة الدمار الشامل ضد شعبنا، وأوقع أكثر من مليون ضحية، وملايين الجرحى والمعوقين، وملايين الأطفال اليتامى والأرامل والجياع والمفقرين، وخرب الاقتصاد والبنى التحتية المحطمة أصلاً بسبب الحصار الأمريكي والسياسات الرعناء السابقة، وحطم الخدمات الأساسية وألغى الدولة وأطلق مشاريع التقسيم والتخلف الطائفية وفرق الموت والإرهاب والسجون القائمة الى اليوم، وكان بطل وآمر سجن أبو غريب الرهيب، وطبق خطط قتل العلماء والمثقفين والعقول العراقية، ونهب النفط، يدعي الآن ببساطة وببلاهة مقصودة وبعد فوات الأوان، إن الحرب قامت على معلومات خاطئة عن أسلحة الدمار الشامل العراقية، قدمتها المخابرات الأمريكية، كما يدعي بوش، رغم أنه بصفته الرئاسية يقود ويشرف على المخابرات الأمريكية وجميع الأجهزة الأمنية والعسكرية الأخرى، وقد كلفها وفرض عليها مع تشيني ورامسفيلد، كتابة التقارير الملفقة، وفضيحة تقرير كولن باول في مجلس الأمن حول صفقة النيجر معروفة، وهو مثال بارز على صناعة التلفيق، وقد أعترف باول به لاحقاً.
لقد كلف بوش وتشيني وأدارتهما وطواقمهما أجهزة كثيرة ومؤسسات ومراكز معروفة ووسائل إعلام شهيرة، مع جميع العلاقات والقنوات الدبلوماسية والاقتصادية لتمرير وفرض التلفيقات على الجميع، وتهيئة أجواء الحرب وقرع طبولها وإخافة الناس من قول أي رأي آخر، وقد قالوا ( من ليس معنا فهو ضدنا) وهذا الشعار ينطوي على تهديد مباشر، لكل من لا يشارك بوش قناعته وجرائمه. وبوش لم يكن يحتاج الى كل تلك الفعاليات والأكاذيب والتبريرات، لأنه كان سيخوض الحرب والعدوان، بوجودها أو عدمه، بدليل إن بوش شن الحرب في النهاية وفق روزنامته الخاصة المعدة سلفاً، دون الرجوع الى أحد، ودون قرار أو موافقة من مجلس الأمن الدولي، وقد شتم رامسفيلد أوربا ووصفها بالعجوز، بسبب الموقف الفرنسي والألماني الرافض للحرب، المرتبط والمتزامن مع الرفض الدولي والشعبي الواسع والعارم، الذي شمل جميع بلدان العالم ومنها بلدان العدوان.
لقد أستمر بوش في الدفاع عن الحرب حتى أيامه الأخيرة، مع إصراره ( على تنفيذ المهمة حتى النصر) لا يهمنا كلام بوش الفارغ، السابق واللاحق، ولا تهمنا اعترافاته المتأخرة، وكلامه الأخير، فهو لا ينفع بشيء ولا يغير شيء من الجريمة والكارثة التي حلت ببلادنا، ولا يعيد الضحايا الى الحياة، ولا يشفي آلام الجرحى، وهو لا يزال يولغ بدماء شعبنا كمجرم حرب، يستمد لغته وكلامه من قاموس الإمبراطوريات الغابرة، وطريقتها في التمدد والسيطرة على البلدان، ولسان حاله يقول ( أمريكا هي روما الجديدة، وليمت البرابرة)، وهو شعار أمريكي عنصري بغيض، أو كما كانت تفكر روما القديمة ضد قرطاج، والذي رفعت شعار ( قرطاج يجب أن تدمر) ، أو الغزوات البربرية التترية لمنطقتنا وبلداننا، وموجات الحروب الصليبية أو حروب الفرنجة، ومروراً بتجارب أمريكا اللاتينية الكئيبة، وتدمير الحضارات القديمة هناك من قبل الأسبان والبرتغاليين، وعمليات الاستعمار البريطاني والفرنسي، في آسيا وأفريقيا، ومنها تجربة الجزائر الرهيبة، والحروب الأوربية الطويلة، والحروب العالمية الحديثة، التي وقع آخرها على بلادنا، بينما تستمر وتتصاعد الحرب العنصرية في فلسطين ( أنظروا الى حصار غزة ووضع القدس والخليل). أنه الاحتلال والعقل الإمبراطوري الاستعماري في كل زمان ومكان، وهو على كل حال لم يتغير من حيث الجوهر والغرض والأسلوب أيضاً، وهذا ما تكشفه المقارنات البسيطة، بين كل الغزوات والحروب والسيطرة عبر التاريخ.
سينهي بوش رئاسته، وهو مشيع بالكراهية والبغض، تلاحقه لعنات الضحايا وصرخات الجرحى والمعوقين والمشوهين في أكثر من بلاد ومنطقة. فقد أنجر مهمة القتل والتدمير في بلادنا الى أبعد الحدود، وقيد بلادنا باتفاقية العار والوصاية والانتداب، وحطم الاقتصاد الأمريكي، وبدد إمكانيات الشعب الأمريكي في غير محلها، وأزداد عدد القتلى والجرحى والمشردين، وتراجع التعليم والبحث العلمي والخدمات الصحية، وبدء تراجع الموقع الأمريكي عالمياً. مع كل هذه الأزمات والخراب العالمي، سينهي بوش رئاسته ( مرفوع الرأس) لكن الى الأسفل أو بالمقلوب.. للأسف هذا التفكير لا يزال موجود في حياة بعض ( البشر) الى هذه اللحظة.. يا للعار. ربما لا يمثل بوش أمام المحاكم الأمريكية أو الدولية، كمجرم حرب في حياته، لكنه لن يفلت من حكم التاريخ.
بقي أن نذكر قول بوش بأنه (لم يكن مستعد للحرب). والسؤال ماذا كان سيفعل بشعبنا ووطننا لو كان مستعداً؟؟




*رابط تصريحات الرئيس الفاشل والقاتل بوش :-
http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/world_news/newsid_7760000/7760510.stm



#أحمد_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التوقيع والمصادقة على اتفاقية العار
- بعض نماذج التهريج والوقاحة والنفاق السياسي الصارخ
- النصيرات بطلات وأمهات وملائكة الثورات
- اتفاقية العار ومسألة الانسحاب الأمريكي من بلادنا
- العار واتفاقية العار
- أمريكا والاحتلال ومستقبل بلادنا بعد فوز أوباما
- ماكين الى النسيان
- مياه الشرب الملوثة وانهيار شبكة المجاري من أخطر أسلحة الدمار ...
- بوش - ماكين إلى الجحيم
- لعنة العراق
- الأزمة الرأسمالية الجديدة وطابعها البنيوي العميق
- الماركسية وأطياف كارل ماركس
- المعاهدة المفروضة كما هي
- عن دمشق والإجازة والصيف ولقاء الأصدقاء وأحداث وأشياء كثيرة أ ...
- ثلاثون عاماً من المنفى والتشرد والملاحقة والأمل
- دلال المغربي
- المعاهدة وألاعيب ومهازل الوضع السياسي
- عن النقد والمراجعات ( المراجعات الشخصية والنقد الذاتي )
- عن النقد والمراجعات
- المعاهدة.. جردة حساب


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الناصري - بوش يغادر مرفوع الرأس لكن الى الأسفل