أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - برهوم جرايسي - الطيور السياسية تبحث عن أعشاش وعش الليكود يكاد يتفجر بصقوره















المزيد.....

الطيور السياسية تبحث عن أعشاش وعش الليكود يكاد يتفجر بصقوره


برهوم جرايسي

الحوار المتمدن-العدد: 2486 - 2008 / 12 / 5 - 10:04
المحور: القضية الفلسطينية
    


*موسم الهجرة والترحال في الحلبة السياسية الإسرائيلية يبلغ ذروته في هذه الأيام *شخصيات بارزة تتدفق على الليكود لكونه الفائز استطلاعيا *شخصيات من اليسار الصهيوني تبحث في المتاهة السياسية عن بيت يأويها و"ميرتس" قد تكون عنوانا *سارع البعض لتأبين "كديما" فقال الحزب كلمته في انتخابات البلدية: أنا موجود وبقوة *حزب "العمل" قد يتحول إلى قطعة تذكارية *والصراع يحتدم في اليمين المتطرف*


"طوشة عمومية" لربما هو الوصف الأسهل لحالة الحلبة السياسية قبل ثلاثة أشهر من الانتخابات البرلمانية المبكرة، إذ تكثر الحركة والتنقلات السياسية بين الأحزاب، ذاك يحمل كرسيه مغادرا وباحثا عن حزب يأويه، قبل أن يتهاوى سياسيا مع حزب يتحضر، وآخر فطن إلى أن الحزب الذي يعيش فيه منذ سنوات لا يلائم لون جلده، ولكن ذروة الانتهازية تتجلى في الركض وراء الحزب المنتصر استطلاعيا "الليكود"، الذي يشهد حالة إقبال مكثفة، تذكرنا بحزب "كديما" قبل ثلاث سنوات، وأيضا بحزب "الليكود" نفسه قبل نحو ست سنوات، حتى بات المشهد مألوفا قبل كل انتخابات برلمانية.
وفي خضم هذه التنقلات جاءت الانتخابات البلدية التي أوضحت بعض مشاهد الحلبة السياسية، وكشف لنا عن أوضاع الأحزاب الكبرى، خاصة "كديما" و"الليكود" و"العمل"، لنقول انه من السابق لأوانه استخلاص النتائج منذ الآن اعتمادا على نتائج استطلاعات الرأي.
كذلك ومنذ سنوات طوال لم نشهد هذا الحراك في ما تبقى من معسكر لليسار الصهيوني، إذ التقت شخصيات سياسية بارزة من حزب "العمل"، وتلك التي تتنقل بين "العمل" و"ميرتس" للتحاور، وتبحث إمكانية الشراكة مع "ميرتس" ليتحول إلى حزب "يسار مركزي"، كبديل لحزب "العمل" المتهاوي.
وبين هذا وذاك بتنا نعرف أن صراعا عنيفا سيدور في الأسابيع المقبلة في معسكر اليمين المتطرف، وخاصة بين جمهور المستوطنين، وهذا ما سيؤثر على قوته البرلمانية القادمة، إذ أن قسطا من قوة هذا المعسكر ستتجه نحو الليكود.
ونستعرض هنا عددا من جوانب المشهد السياسي في إسرائيل، قبل ثلاثة أشهر من الانتخابات، وبعد الانتخابات البلدية التي جرت قبل أسبوع.

"كديما" والانتخابات البلدية

شكلت انتخابات المجالس البلدية في إسرائيل التي جرت الأسبوع الماضي، اختبارا لقوة الأحزاب الإسرائيلية تهميدا للانتخابات البرلمانية المقبلة، علما ان هناك فارقا بين عمليتي الانتخابات، ففي الانتخابات البلدية هناك تحالفات محلية، وليس بالضرورة خوض الانتخابات على أساس حزبي صرف، بينما الانتخابات البرلمانية تجري على أساس حزبي سياسي، إلا أن انتخابات الأسبوع الماضي تبقى مؤشرا للأحزاب من حيث قوتها الميدانية، وأيضا من حيث جاهزية كوادرها الميدانية.
وتسلطت الأضواء بالأساس على حزب "كديما" الذي تأسس في خريف العام 2005 (قبل ثلاث سنوات)، وهو يخوض هذه الانتخابات لأول مرّة، إذ أنه بعد تأسيسه أعلن ما يقارب 80 رئيس مجلس بلدي وقروي، كانوا مستقلين أو تابعين لأحزاب مختلفة، خاصة من حزبي "الليكود" و"العمل" عن انضمامهم لحزب "كديما"، إلا أن هذا لم يكن بالإمكان اعتباره قوة سياسية، لأنه لم يكن خاضعا لانتخابات مباشرة، ولهذا فإن هذه الانتخابات كانت الاختبار الأول والأصعب لحزب "كديما".
وأعلن الحزب أنه فاز بقرابة 50 مجلسا بلديا، من بينها 33 مجلسا برئاسة مباشرة من الحزب، والباقي من خلال تحالفات، ولكن من ناحيته فإن النتيجة الأبرز له، أنه حافظ على رئاسة بلدية حيفا، ثالث المدن في إسرائيل، ونجح في رئاسة بلدية الاحتلال في القدس المحتلة، فيما دعم الحزب مرشح حزب "العمل" في تل أبيب رون خولدائي.
من هنا بالإمكان الاستنتاج بأن هذا الحزب "كديما" أثبت في هذه الانتخابات أنه ما زال ينبض ولديه كوادر قادرة على تحقيق نتائج، خاصة أن بيانات الأحزاب المختلفة توضح أنه أكثر حزب حقق رئاسات مباشرة للمجالس البلدية والقروية، 33 رئيسا، وما من شك أنه سيكون منافسا قويا في الانتخابات البرلمانية، وهذا ما تدعمه استطلاعات الرأي.
المؤشر الآخر على أن حزب "كديما" ما يزال يتمالك نفسه، هو أننا لم نشهد فيه ظاهرة "هرب الفئران من سفينة تغرق"، بمعنى لم نر نوابا يغادرونه جماعة قبل سقوطه، والانتقال إلى أحزاب حظوظها أفضل في الانتخابات المقبلة، لا بل فإنه ما زال يستوعب شخصيات سياسية، من بينها النائب الثاني في حزب "يسرائيل بيتينو" الذي يتزعمه العنصري أفيغدور ليبرمان، النائب يسرائيل حسون، من كان في الماضي نائبا لرئيس جهاز الشاباك، فعلى الرغم من مواقف حسون اليمينية إلا أنه حقيقة لم ينسجم كليا في الخطاب العنصري الهستيري الذي يقوده ليبرمان وزملاؤه في الحزب.
الآن اجتاز "كديما" امتحانا هاما، والسؤال المطروح أمامه كيف سيكون بإمكانه اقناع الشارع الإسرائيلي أنه ما زال مرشحا قويا للبقاء على رأس الحكومة، أمام الانطباع المنتشر بأن رئيس الحكومة القادم هو من حزب "الليكود" بالذات، ورئيسه بنيامين نتنياهو.

موسم الهجرة إلى الليكود

بعد غياب ست سنوات عادت الحياة تدب في دهاليز حزب "الليكود"، الذي تقول استطلاعات الرأي إنه الأقرب لتولي رئاسة الحكومة القادمة، فرغم ظهور استطلاعات تشير أحيانا إلى تفوق حزب "كديما"، إلا أن توزيعة المقاعد التي تتوقعها استطلاعات الرأي ترجح فوز الجناح اليميني المتشدد مع كتلتي المتدينين الأصوليين، مع "الليكود".
وفي الأيام الأخيرة شهدنا تدفقا كبيرا على الانتساب إلى حزب "الليكود"، من أبرزهم الوزير الأسبق بنيامين بيغين نجل رئيس الحكومة الأسبق مناحيم بيغين، الذي انشق عن "الليكود" في انتخابات العام 1999، احتجاجا على إجراء مفاوضات مع منظمة التحرير الفلسطينية، وتوقيع اتفاقيات مرحلية معها، من بينها اتفاق الخليل.
كذلك رأينا عودة الوزير الأسبق دان مريدور، الذي أحجم عن المشاركة في اللعبة السياسية، وبقي في "الربع الخالي"، بين حزبي "الليكود" و"كديما"، مع ميول سياسية أكثر اعتدالا، واقرب إلى "كديما"، وكما كان متوقعا فقد انضم إلى الليكود رئيس الأركان الأسبق موشيه يعلون، داعية الحرب الدائم، الذي يكشف يوميا عن مواقفه اليمينية المتشددة، ليتبعه قائد الشرطة الأسبق آفي حيفتس وغيرهم الكثير، إلى درجة أن نتنياهو رفض مثلا ضم عضو الكنيست اليميني العنصري المتطرف ايفي ايتام، من كتلة "هئيحود هليئومي"، خوفا من اتهام الحزب بسقوطه في معسكر اليميني المتشدد.
ولكن هذا الهرع نحو "الليكود" يحمل معه عدة اشكاليات ونقاط ضعف وأزمات مستقبلية، فمثلا ما هو الخطاب السياسي الذي بإمكانه أن يجمع بين بيغين ويعلون من جهة، وبين مريدور من جهة أخرى، ولا بد أن نتنياهو سيستفيد من هذا التنوع غير الطبيعي ليخاطب مجموعات مختلفة في الشارع الإسرائيلي.
إلى ذلك فإن هذا التراكم من الشخصيات سيخلق حالة ازدحام شديدة جدا في قيادة الليكود، خاصة لدى تشكيل القائمة البرلمانية، فمن أصل 12 نائبا حاليين، لا يوجد من تطوع لاعتزال الحياة البرلمانية، وكل واحد من بينهم ينسب لنفسه حصة في استعادة قوة الليكود، ويريد رؤية نفسه في مكان مضمون في قائمة الحزب الانتخابية، وبالامكان القول حتى المكان 28، رغم وجود استطلاعات تتنبأ لليكود 33 مقعدا.
تضاف إلى هؤلاء الشخصيات الجديدة التي انضمت إلى الحزب أو عادت إليه، ولكن الأهم بالنسبة للحزب هو ضمان أماكن لممثلي المناطق الجغرافية والحزبية، إضافة إلى التمثيل النسائي وغيره، بمعنى أنه لن يكون مستبعدا ظهور أزمة هنا وهناك بعد ظهور النتائج، إذ أن نوابا حاليين، أو من بين "النجوم" الجديدة في الحزب سيجدون أنفسهم خارج المنافسة، أو بعيدا عن مكان مضمون، ولكن ليس بدرجة إحداث أزمة تضرب وحدة الليكود.
بالنسبة لليكود، الذي قالت له نتائج الانتخابات البلدية إنه ما زال موجودا ومرشحا بالفعل لتولي السلطة، فإن الطريق حتى الفوز في الانتخابات ما زال طويلا، ويكفي أن يتابع تجربة حزب "كديما" الذي بدأت استطلاعات الرأي تمنحه 40 مقعدا، ولكن في نهاية الأمر حصل على 29 مقعدا، فهناك الكثير من العوامل التي ستعلب دورا في نتائج الانتخابات، فقد يعزز الليكود مكانته، كما تتوقعها استطلاعات الرأي، وقد يحقق أكثر، ولكن في نفس الوقت فإن قد يحقق أقل، وقد يجد أن "كديما" ما زال في الصدارة، خاصة وأنه حتى الآن ما زال عنوانا لقوى الوسط في السياسية الإسرائيلية، أما انهيار حزب "العمل" المتواصل، وفقدان عنوان واضح لليسار في إسرائيل.

متاهة اليسار الصهيوني

في الأيام الأخيرة سمعنا ان عدة شخصيات ذات توجه يساري صهيوني، قسم منها من الوجوه البارزة سابقا في حزب العمل، بدأت تتباحث في كيفية إيجاد إطار يلبي توجهات اليسار الوسط واليسار في إسرائيل، وسمعنا أيضا عدة توجهات، منها تشكيل إطار سياسي خارجي داعم لحركة "ميرتس" اليسارية الصهيونية، أو حتى الانخراط في قائمة "ميرتس" وتشكيل قائمة تلبي احتياجات هذا الجمهور.
وحينما نقول "يسار صهيوني"، وهذا من أجل التمييز بين هذا اليسار، وبين قوى يسارية محدودة في حجمها، وهي مناهضة للصهيونية.
ومن بين هذه الشخصيات، الوزيرين الأسبقين عوزي برعام وشلومو بن عامي، ورئيس الكنيست الأسبق أبراهام بورغ، والكاتب والأديب العبري عاموس عوز، وغيرهم، وهم بالأساس يمثلون شريحة معينة، وليس من بينهم من هو شخصية بالإمكان وصفها جماهيرية جارفة.
وتستند بعض هذه الشخصيات إلى نتائج الانتخابات لبلدية تل أبيب، إذ ظهرت قائمة يسارية لأول مرّة يقودها عضو الكنيست دوف حنين، من كتلة الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، إلا أن قائمته كانت تتشكل من مجموعات ذات توجه يساري وبيئة، وعلى الرغم من التحريض عليه سياساً، كونه عضوا في المكتب السياسي للحزب الشيوعي، ونجليه رفضا الخدمة العسكرية، إلا أنه نجح في الحصول على نسبة 34% في المنافسة على رئاسة البلدية.
وهذه الشخصيات وقفت ضد هذه القائمة بالذات في انتخابات بلدية تل أبيب، ولكنها استنتجت قبول الشارع الإسرائيلي لفكرة اليسار، والبديل اليساري.
ويطغى على الجدل بينهم حول شكل خوض الانتخابات تلكوءا ما، لا يفيد بلورة قائمة يصبون إليها، وما زال أمامهم أكثر بقليل من 80 يوما حتى يوم الانتخابات، أو 35 يوما حتى تقديم الترشيحات للجنة الانتخابات.
وما يساهم في هذا التلكوء هي حركة "ميرتس" التي تقيد نفسها بدستور يضع عقبات أمام استيعاب شخصيات سياسية في أماكن مضمونة في قائمة الحزب، وهذا كان عائقا أمام ضم الوزير المستقيل من حزب "العمل" عامي أيالون.
والغريب أن وضعية "ميرتس" ليست في صعود مستمر، فأفضل ما تتوقع لها استطلاعات الرأي هو إضافة مقعد أو مقعدين للمقاعد الخمسة التي بحوزة الحزب.
كذلك فإن قائدين في الحزب أعلنا اعتزالهما السياسية، الشخصية التاريخية في الحزب ران كوهين، ورئيس الحزب السابق يوسي بيلين، وهذه الخطوة لن تؤثر على قوة الحزب، ولكن الحزب سيكون بحاجة إلى نجوم سياسية، وإغلاق باب الترشيحات على الحركة ذاتها لن يساعدها على استغلال انهيار حزب "العمل" وابتعاد قوى يسارية عنه، فبامكان "ميرتس" ان تكون بديلا لهذا الجمهور بدلا من أن يحجم عن المشاركة في الانتخابات، أو يلجأ إلى حزب "كديما".
وفي المقابل فإننا نرى أن حزب "العمل" يتهاوى شيئا فشيئا، ولا يوجد إجماع بين استطلاعات الرأي المختلفة كالإجماع في توقعاته بالنسبة لحزب "العمل" الذي قد يهبط من 19 مقعدا اليوم إلى ما بين 12 وحتى 10 مقاعد، ليحل محل "الليكود" الحالية.
أصابع الاتهام في الحزب موجهة إلى رئيس الحزب إيهود باراك، ولكن لا نجد من ينافسه أو يطالب باستبداله، لإنقاذ الحزب من ورطته، التي على ما يبدو استسلم لها، حتى أن باراك يبدو في الآونة الأخيرة كمن اختار منافسة "الليكود" في معسكر اليميني المتشدد، بإقراره دفعة واحدة عشرات المخططات الاستيطانية، حتى في مستوطنات نائية وصغيرة في الضفة الغربية تدعي إسرائيل أنها ستنسحب منها في إطار الحل الدائم.
من الصعب رؤية معسكر اليسار الصهيوني في إسرائيل يستعيد عافيته وهو يقترب كثيرا من الدقيقة التسعين للانتخابات البرلمانية، لأن الأمر لم يعد متوقعا على شكل القائمة الانتخابية التي ستعرض عليه، بل نوعية الخطاب التي ستحمله، والأكثر من هذا، هو كيف سيتم بناء الثقة في هذه الفترة القصيرة المتبقية بين هذا الجمهور وبين مجموعات تريد أن تقوده، بعد سنوات كثيرة من الغياب عن الساحة السياسية.

أزمة في معسكر اليمين المتشدد

منذ فترة طويلة كانت تظهر جليا حدة المنافسة بين أحزاب وحركات سياسية على أصوات اليمين المتشدد والمتطرف، التي تتركز بالأساس على جمهور مستوطني الضفة الغربية المحتلة، بما فيها الأحياء الاستيطانية في القدس المحتلة، وهذا التنافس انعكس على سبيل المثال، في تصعيد الخطاب العنصري في الكنيست ضد العرب، وضد كل المفاوضات وآفاق السلام، ولم يتوقف الأمر عند الخطاب، بل أيضا في سن قوانين هستيرية في عنصريتها، وقسم منها تم إقراره كليا.
وتنبع المنافسة من كثرة الأحزاب، نسبيا، التي تسعى للحصول على تأييد هذا الجمهور، خاصة بين حزب "يسرائيل بيتينو" بزعامة العنصري المتطرف أفيغدور ليبرمان، وبين مجموعة أحزاب شكلت في الانتخابات الماضية كتلة "هئيحود هليئومي"، ورغم أنها تضم قادة المستوطنين، إلا أنها لم تنجح في تحقيق أكثر من 9 مقاعد في الانتخابات السابقة، في حين أن "يسرائيل بيتينو" حصل على 11 مقعدا، وكان قريبا من المقعد 12.
وما جرى في تلك الانتخابات هو حرق أكثر من 40 ألف صوت، من خلال قائمة منبثقة عن حركة "كاخ" الإرهابية المحظورة أصلا، كذلك لا بد الإشارة إلى أن 33% من المصوتين اليهود في الانتخابات الماضية صوتوا لأحزاب تؤيد أو تدعو جهارة لطرد العرب من وطنهم.
وقد دلت سلسلة من استطلاعات الرأي على انهيار كبير لكتلة "هئيحود هليئومي"، من 9 مقاعد اليوم إلى أقل من 6 مقاعد، ورغم ان استطلاعات الرأي ليست دقيقة في كل ما يتعلق بجمهور المتدينين، إلا أن هذا يبقى مؤشرا، ولهذا سارعت الأحزاب في هذا التكتل الانتخابي للإعلان عن صهر نفسها ضمن حزب واحد، ليكون هذا ضمنا، المسمار الأخير في نعش واحد من اقدم الأحزاب الإسرائيلية، حزب "المفدال" الديني اليميني المتطرف".
وتنبع عدم الدقة في تقييم قوة هذا الحزب من أن حجم هذا الجمهور الملتزم، ويسجل أعلى نسبة تصويت، لا يتمثل بشكل حقيقي في استطلاعات الرأي، وهذا ما يسري أيضا على جمهور المتدينين الأصوليين، خاصة بين اليهود الاشكناز.
إن ازدحام المنافسة على أصوات المستوطنين، الذين سيتجه قسم كبير منهم إلى حزب الليكود، سيوتر الأجواء بالذات في معسكر اليمين، ولكن قوته بالمجمل ستتعزز أكثر في الانتخابات المقبلة.

الانتخابات لم تحسم بعد

بطبيعة الحال فإن نتائج الانتخابات أبعد من أن تحسم الآن، وحسم النتائج سيكون مرتبطا بسلسلة من العوامل، أهمها كيف ستصل جميع الأحزاب إلى خط البداية، بمعنى إلى يوم تقدم لوائحها الانتخابية، ومن ثم كيف ستدير الحملة الانتخابية.
إلى ذلك فإن الأجواء العامة المقبلة ستلقي بظلالها، ومن بينها الأزمة الاقتصادية في حال استفحلت، رغم أنها تقع تحت تأثير الأزمة الاقتصادية العالمية، كذلك احتمال تدهور الأوضاع الأمنية مع قطاع غزة، والسؤال من سيخدم هذا، وما من شك أنه سيضر بفرص الحزب الحاكم، كما علمت التجربة، وأيا كان هذا الحزب ومن أي معسكر كان.
من العوامل المؤثرة على هذه الانتخابات، كما جرت العادة، هو دور الإعلام في إسرائيل، وما هو موقف الصحف الإسرائيلية ومختلف وسائل الإعلام الخاصة، هل ستختار كل واحدة منها موقفا ما، وهل ستبقى كبرى الصحف الإسرائيلية "يديعوت أحرنوت" منحازة إلى حزب "كديما"، ومثلها نوعا ما صحيفة "هآرتس"، وهل ستستمر صحيفة "معاريف" كونها بوقا لحزب الليكود، وخاصة بنيامين نتنياهو.
ولكن خلافا لجولات سابقة فهناك شك في قدرة الإدارة الأميركية على لعب دور في هذا الشأن، وهذا بالأساس ناجم عن العامل الزمني، فإدارة باراك أوباما ستتسلم الحكم حتى منتصف الشهر الأول من العام المقبل، بمعنى قبل ثلاثة إلى أربعة أسابيع من الانتخابات الإسرائيلية، وخلال هذه الفترة سيكون شك في إمكانية ان يساهم الخطاب الأميركي في التأثير على الناخب الإسرائيلي.
وحتى نهاية الشهر المقبل كانون الأول/ ديسمبر، سنشهد الكثير من التقلبات، ومن بعدها ستتضح الصورة أكثر في اتجاه حسم الانتخابات قبل يوم الاقتراع.



#برهوم_جرايسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التخلص من أولمرت قبل الحملة الانتخابية
- حق العودة للعرب اليهود
- إرهاب المستوطنين يضرب الإسرائيليين
- الضمير التقاعدي الإسرائيلي
- مستقبل الحكم في إسرائيل مع ليفني
- صناعة الحرب الإسرائيلية
- الوجه العنصري للفقر في إسرائيل
- -ميزانية الحرب المقدسة-
- معضلة القيادة الإسرائيلية
- القادة الفلسطينيون الأسرى
- يستثمرون الفرية الإسرائيلية
- الشاذ والعام في جيش الاحتلال
- الانتخابات البرلمانية ليست بالضرورة في العام القادم
- -جرافة القدس-: عملية أم حادث وتصفية؟
- إسرائيل وإيران والنفط
- إسرائيل ومسامير جحا
- العنصرية والقضاء الإسرائيلي
- الشارع الإسرائيلي -يتخلى- عن الجولان
- التبعثر السياسي الإسرائيلي يستفحل
- إسرائيل و-ديمقراطية الفساد-


المزيد.....




- السعودية.. 28 شخصا بالعناية المركزة بعد تسمم غذائي والسلطات ...
- مصادر توضح لـCNN ما يبحثه الوفد المصري في إسرائيل بشأن وقف إ ...
- صحيفة: بلينكن يزور إسرائيل لمناقشة اتفاق الرهائن وهجوم رفح
- بخطوات بسيطة.. كيف تحسن صحة قلبك؟
- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - برهوم جرايسي - الطيور السياسية تبحث عن أعشاش وعش الليكود يكاد يتفجر بصقوره