أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جمال الدين بوزيان - وزارات تصدر قوانين ظالمة














المزيد.....

وزارات تصدر قوانين ظالمة


جمال الدين بوزيان

الحوار المتمدن-العدد: 2469 - 2008 / 11 / 18 - 08:24
المحور: حقوق الانسان
    


إضافة إلى ابتلاءهم من الله بالمرض و الإعاقة، بالجزائر ذوو الأمراض المزمنة و ذوو الاحتياجات الخاصة يعانون من بلاء آخر اسمه القوانين الظالمة التي تصدرها في الغالب وزارات مثل: وزارة التضامن الوطني أو وزارة الصحة أو وزارة العمل و التشغيل و الضمان الاجتماعي، قوانين عشوائية و غير مدروسة، لا تحسب أي اعتبار لتلك الفئات من المرضى و المعاقين، و كأنها أصدرت خصيصا للانتقام منهم و لجعل حياتهم أصعب و للقضاء على بعض الأمل في دنياهم إن كان هناك أمل.
كما أن المتمعن في نصوص تلك القوانين يتأكد كم هو بعيد ذلك المسؤول صاحب القرار عن حقيقة المجتمع الجزائري، أو من وضعوا القرار بين يديه، كم هم بعيدون عن معاناة الحياة القاسية التي تعيشها الأغلبية الساحقة من الجزائريين و خاصة الفئات المحرومة من ذوي الأمراض المزمنة و الاحتياجات الخاصة.
كيف يفسر حرمان الأطفال المرضى من المنحة و التأمين الخاص بالمرض المزمن، يجب على هذا الطفل المريض أن يجبر والديه على تسول الدواء إلى حين بلوغه سن الـ 18.
ماذا نسمي استخفاف وزارة التضامن و مديرياتها بالمعاقين سمعيا عندما تصدر لهم بطاقات مكتوب عليها (نوع الإعاقة: صم بكم، نسبة الإعاقة: ....%)، و لكن بعد ذلك ترفض إدماجهم ضمن قائمة المنحة المخصصة للمعاقين بحجة أنها (الإعاقة السمعية) ليست إعاقة، و أحيانا بحجة تمكنهم من الاندماج في الأنشطة و ميدان العمل، و يا ليتها وزارة التضامن و وزارة العمل عملتا فعلا على دمج المعاقين سمعيا في سوق العمل، البطالة هاجس يعاني منه كل الشباب الجزائري، معاق أو غير معاق.
و من القوانين الجديدة الظالمة، صدر منذ مدة قصيرة و خلال هذا العام قانون يجبر ذوي الأمراض المزمنة على تناول الدواء الجنيس مجانا و إلا فإنه مضطر لدفع ثمن الفرق في السعر إذا أصر على شراء الدواء الأجنبي، و الذي حتما هو الأكثر جودة خاصة إذا كان فرنسيا، هذه حقيقة واقعية لا يمكن إنكارها.
و آخر إصدار ينضم إلى قائمة القوانين المستخفة بالمريض و المعاق الجزائري، قرار الحكومة منع استيراد الأدوية المنتجة محليا و التي تقدر بحوالي 1000 دواء.
القرار لم يصادق عليه بعد، و ستكون الكارثة فعلا لو تمت المصادقة عليه، لأنه و حسب المختصين العارفين جدا بميدان الدواء في الجزائر، فإن أدوية كثيرة ستعرف ندرة كبيرة في حال تم تطبيق هذا القانون الذي لم تراعي فيه وزارة الصحة المعطيات الواقعية أبدا.
الضحية الأولى و الأخيرة طبعا لهذا القانون الجديد هو المريض الجزائري الذي لا قيمة له أبدا عند أصحاب القرار بالجزائر، و المستفيد الأول هم أصحاب شركات الأدوية التي سيكون المريض مجبرا على اقتناء منتجاتها في ظل غياب الأدوية الممنوعة، هذا في حال ما إذا كانت الكمية المتوفرة حاليا كافية، و في حال ما إذا كانت زيادة إنتاج هذه الشركات المستفيدة مستقبلا ستغطي العجز أم لا؟
لست ضد الإنتاج المحلي الجزائري، في أي قطاع بما فيه قطاع الأدوية، لكن تشجيع الصناعة المحلية لا يكون على حساب المريض الذي يحتاج من هذه الدولة الرعاية و الاهتمام و توفير الدواء له، على الأقل توفيره في السوق، و تركه بعد ذلك للمحسنين و الجمعيات الخيرية لشراءه له، يجب أن يكون المريض بعيد عن كل الحسابات الأخرى اقتصادية أو ثقافية أو سياسية، تشجيع صناعة الدواء محليا ليست مثل تشجيع صناعة النسيج المحلي أو أي ميدان آخر.
قائمة القوانين الظالمة للمريض و المعاق بالجزائر طويلة، أكيد سأعود إليها بشيء من الحصر و التفصيل.
أتساءل فقط في الأخير، أين هم المدافعون عن حقوق الإنسان بالجزائر؟ أليس المريض إنسانا أيضا؟ و هو الأولى بالدفاع عنه من كل الآخرين؟
أصوات الحقوقيين الجزائريين نسمعها خاصة في الدفاع عن السجناء و المجرمين و أحيانا عن الإعلاميين و الصحفيين، أما المريض هنا، فليس له إلا الله.



#جمال_الدين_بوزيان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تكريس الجملوكية الجزائرية
- إلغاء عقوبة الإعدام في دولة اللاعقاب
- هوس الخلوة غير الشرعية
- اقتناص الفرص لإقالة المسؤولين المغضوب عليهم
- الخجل الإعلامي لأستاذ السوسيولوجيا الجزائري
- ثقافة الدعم و الترويج
- في أيد محترفة
- الجهاد ضد الفئران
- الحب بدون نظرة
- 9 أو 19، لماذا الهوس بالصغيرات؟
- المصدر الأخير للحقيقة - في معركة حامية الوطيس -
- احتكار الجنة
- دراما العجائز
- إرهابيو الأمس، نجوم اليوم
- الدعارة حلا
- صورة الإسلام في بوليود، كثير من العداء قليل من العدل
- مسلسل الاجتياح هل كان ضحية جرأته ؟


المزيد.....




- الأمم المتحدة: المساعدات محجوبة عن غزة والمخزون لا يكفي لأكث ...
- ذوي الأسرى الاسرائيليين يضغطون على نتنياهو للوصول الى إتفاق ...
- أزمة مياه الشرب تفاقم معاناة النازحين بالقضارف شرقي السودان ...
- مطبخ تضامني في العاصمة السودانية الخرطوم لمساعدة السكان المه ...
- أمين الأمم المتحدة: غلق معبري رفح وكرم أبو سالم أمر مدمر للو ...
- يونيسف: الهجوم الإسرائيلي على رفح يعقد إيصال المساعدات لقطاع ...
- الأمم المتحدة: مخزوننا من الوقود المخصص للعمليات الإنسانية ف ...
- شهيدان بطولكرم وحملة اعتقالات جديدة للاحتلال بالضفة
- الاحتلال الإسرائيلي يمنع الأمم المتحدة من الوصول لمعبر رفح ف ...
- الأمم المتحدة: إسرائيل تمنعنا من دخول معبر رفح


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جمال الدين بوزيان - وزارات تصدر قوانين ظالمة